فصل: (سورة الحج: آية 17):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الحج: آية 17]:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شيء شَهِيدٌ (17)}.

.الإعراب:

{الصابئين} معطوف على {الذين آمنوا} بالواو منصوب وعلامة النصب الياء، وعلامة النصب في {النصارى} الفتحة المقدّرة على الألف {بينهم} ظرف منصوب متعلق بـ: {يفصل}، وكذلك {يوم}، {على كلّ} متعلق بـ: {شهيد}.
جملة: {إنّ الذين } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين الأول.
وجملة: {هادوا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين الثاني.
وجملة: {أشركوا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين الثالث.
وجملة: {إنّ اللّه يفصل } في محلّ رفع خبر إنّ الأول.
وجملة: {يفصل بينهم } في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
وجملة: {إنّ اللّه} {شهيد} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{المجوس}، اسم جمع جنسيّ لمن يعبدون النار أو الشمس، والقائلين بأنّ للعالم أصلين النور والظلمة، وزنه فعول بفتح الفاء.

.الفوائد:

تصدير الجملتين بإنّ:
وفي تصدير الجملتين بإن زيادة في تأكيد الكلام، وقد رمقه الشعراء في أشعارهم، قال جرير:
إن الخليفة إن اللّه سربله ** سربال ملك به تزجى الخواتيم

فقوله: إن اللّه سربله خبر إن الأولى، وكررها لتوكيد التوكيد. وسربله كساه بالملك الشبيه بالسربال. ويروى سربال ملك. وقوله: {به} أي بذلك اللباس أو الملك. تزجى أي تساق. الخواتيم جمع خاتم بالفتح والكسر، والأصل خواتم، فزيدت الياء، والمراد بها عواقب الأمور الحميدة ومغابها. وقال أبو حيان: يحتمل أن خبر أن قوله به تزجى الخواتيم. وجملة إن اللّه سربله اعتراضية. ويروى ترجى بالراء المهملة.

.[سورة الحج: آية 18]:

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأرض وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدواب وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (18)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام {له} متعلق بـ: {يسجد}، {في السماوات} متعلق بمحذوف صلة من، وكذلك {في الأرض} للموصول الثاني {من الناس} متعلق بـ نعت لـ {كثير {عليه} متعلق بـ: {حقّ}، {من} اسم شرط مفعول به مقدّم {يهن} مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين الفاء رابطة لجواب الشرط ما نافية مهملة {له} متعلق بمحذوف خبر مقدّم {مكرم} مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه يسجد له} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
جملة: {لم تر } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يسجد } في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {حقّ عليه العذاب} في محلّ رفع نعت لكثير.
وجملة: {من يهن اللّه } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما له من مكرم } في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّ اللّه يفعل } لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يفعل ما يشاء } في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يشاء } لا محلّ لها صلة الموصول ما.

.الصرف:

{يهن}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله يهين، التقى ساكنان فحذفت الياء المنقلبة عن واو وزنه يفل بضم فكسر.
{مكرم}، اسم فاعل من أكرم الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.[سورة الحج: الآيات 19- 22]:

{هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّما أرادوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22)}.

.الإعراب:

{في ربّهم} متعلق بـ: {اختصموا} بحذف مضاف أي في دين ربّهم الفاء عاطفة تفريعيّة {لهم} متعلق بـ المبني للمجهول قطّعت {من نار} متعلق بـ نعت لـ {ثياب}، {من فوق} متعلق بـ المبنيّ للمجهول يصبّ {به} متعلق بـ المبنيّ للمجهول يصهر و{ما} موصول نائب الفاعل في محلّ رفع، وعطف عليه {الجلود} بحرف العطف، {في بطونهم} متعلق بمحذوف صلة ما.
جملة: {هذان خصمان } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اختصموا } في محلّ رفع نعت لـ خصمان.
وجملة: {الذين كفروا } لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كفروا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {قطّعت لهم ثياب} في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
وجملة: {يصبّ} {الحميم} في محلّ نصب حال من الهاء في لهم.
وجملة: {يصهر ما في بطونهم} في محلّ نصب حال من الحميم.
الواو عاطفة {لهم} متعلق بمحذوف خبر مقدّم {من حديد} متعلق بـ نعت لـ {مقامع} المبتدأ.
وجملة: {لهم مقامع } في محلّ نصب معطوفة على جملة يصبّ.
{كلّما} ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلق بـ الجواب أعيدوا..
{منها} متعلق بـ: {يخرجوا}، {من غمّ} بدل من المجرور السابق بإعادة الجارّ، {فيها} متعلق بـ المبنيّ للمجهول {أعيدوا}.
وجملة: {أرادوا } في محلّ جرّ بإضافة كلّما إليها.
وجملة: {يخرجوا } لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {أعيدوا فيها} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ذوقوا } في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: تقول لهم الملائكة ذوقوا..

.الصرف:

{خصمان}، مثنّى خصم، وهو في الأصل مصدر من حقّه الإفراد والتذكير، وقد يستعمل وصفا- كما جاء هنا- فيثنّى ويجمع، وزنه فعل بفتح فسكون.
{مقامع}، جمع مقمعة، اسم آلة يقمع بها أي يضرب، وزنه مفعلة بكسر الميم وفتح العين.

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية:
في قوله تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ}. وكأنّه شبه إعداد النار المحيطة بهم، بتقطيع ثياب وتفصيلها لهم على قدر جثثهم. ففي الكلام استعارة تمثيلية تهكمية، وليس هناك تقطيع ولا ثياب حقيقية، وكأن جمع الثياب للأبدان بتراكم النار المحيطة بهم وكون بعضها فوق بعض.

.الفوائد:

- كلّما:
هي كل دخلت عليها ما المصدرية الظرفية.
وثمة رأي أن ما نكرة موصوفة، بمعنى وقت، فأفادت التكرار، نحو: {كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قالوا}. وكذلك هذه الآية: {كُلَّما أرادوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها} فالتكرار ملحوظ من المعنى، ولا تدخل إلا على الفعل الماضي، وهي مبنية على الفتح في محل نصب على الظرفية، وهي منصوبة بجوابها، وجوابها فعل ماض أيضا...

.[سورة الحج: الآيات 23- 24]:

{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (24)}.

.الإعراب:

{إنّ اللّه} {الأنهار} مرّ إعرابها، {فيها} متعلق بـ المبنيّ للمجهول {يحلّون}، {من أساور} متعلق بـ نعت لمفعول محذوف بتضمين يحلّون معنى يلبسون أي يحلّون حليا من أساور، {من ذهب} متعلق بـ نعت لـ {أساور} الواو عاطفة {لؤلؤا} معطوف على المفعول المحذوف، {فيها} متعلق بـ حال من {حرير}- نعت تقدّم على المنعوت-.
جملة: {إنّ اللّه يدخل } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يدخل } في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: {آمنوا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {عملوا } لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {تجري} {الأنهار} في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: {يحلّون فيها } في محلّ نصب حال من الموصول- أو من جنّات وجملة: {لباسهم} {حرير} في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون.
الواو عاطفة {إلى الطيّب} متعلق بـ: {هدوا}، {من القول} حال من الطيّب {إلى صراط} متعلق بـ: {هدوا}.
وجملة: {هدوا الأولى } في محلّ نصب معطوفة على جملة يحلّون.
وجملة: {هدوا} الثانية في محلّ نصب معطوفة على جملة هدوا الأولى.

.الصرف:

{لؤلؤا}، اسم جامد للحجر الثمين المعروف، وزنه فعلل بضمّ الفاء واللام الأولى.
{حرير}، اسم جامد للقماش المعروف، وزنه فعيل بفتح الفاء.

.[سورة الحج: آية 25]:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (25)}.

.الإعراب:

خبر {إنّ} محذوف تقديره معذّبون أو خاسرون أو هالكون الواو عاطفة- أو حاليّة- {عن سبيل} متعلق بـ: {يصدّون}، {المسجد} معطوف على سبيل بالواو مجرور {الذي} اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للمسجد {للناس} متعلق بـ: {جعلنا} أي من أجل الناس {سواء} مصدر في موضع الحال {العاكف} فاعل سواء مرفوع، {فيه} متعلق بـ: {العاكف}، {الباد} معطوف على العاكف بالواو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة مراعاة للقراءة وصلا ووقفا الواو استئنافيّة {من} اسم شرط مبتدأ {فيه} متعلق بـ: {يرد}، {بإلحاد} متعلق بـ حال من مفعول يرد المحذوف أي يرد تعديّا متلبّسا بإلحاد، {بظلم} بدل من إلحاد بإعادة الجارّ، {من عذاب} متعلق بـ: {نذقه} و{من} تبعيضيّة.
جملة: {إنّ الذين } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {يصدّون } لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {جعلناه } لا محلّ لها صلة الموصول الذي.
وجملة: {من يرد } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يرد فيه بإلحاد } في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {نذقه } لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{الباد}، اسم فاعل من بدا أي خرج إلى البادية، وزنه فاعل، وحذف الياء ليس إعلالا بل مراعاة للقراءة وصلا ووقفا، وفيه إعلال بالقلب، فالأصل البادو- بواو في آخره لأنّ المضارع يبدو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء فأصبح البادي.
{إلحاد} مصدر قياسيّ لفعل ألحد الرباعيّ أي عدل عن القصد أو ظلم، وزنه إفعال بكسر الهمزة.