فصل: (سورة الحج: آية 37):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الحج: آية 37]:

{لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلَكِن يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هداكم وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}.

.الإعراب:

{اللّه} لفظ الجلالة مفعول به مقدّم و{لحومها} فاعل مرفوع {لا} زائدة لتأكيد النفي {لَكِن} حرف استدراك مهمل {التقوى} فاعل يناله، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف {منك} متعلق بـ حال من التقوى {كذلك سخّرها لكم} مثل كذلك سخّرناها لكم، اللام للتعليل {تكبّروا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل {أن تكبّروا } في محلّ جرّ متعلق بـ: {سخّرها}.
ما مصدريّ، الواو استئنافيّة.
والمصدر المؤوّل {ما هداكم } في محلّ جرّ بـ {على} متعلق بـ: {تكبّروا} لأنّ فيه معنى تشكروا.
جملة: {لن ينال } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يناله التقوى } لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {سخّرها } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تكبّروا } لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {هداكم } لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي ما أو الاسميّ.
وجملة: {بشّر } لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{لحوم}، جمع لحم، اسم جامد لما يكسو العظام في الحيوان والإنسان، وزنه فعل بفتح فسكون ووزنه لحوم فعول بضمّ الفاء.

.[سورة الحج: آية 38]:

{إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)}.

.الإعراب:

{عن الذين} متعلق بـ: {يدافع}، {لا} نافية {كفور} نعت لخوّان مجرور.
جملة: {إنّ اللّه يدافع } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يدافع } في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {آمنوا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {إنّ اللّه لا يحبّ } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يحبّ } في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.

.[سورة الحج: الآيات 39- 41]:

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يقولوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلولا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأمور (41)}.

.الإعراب:

{للذين} الجارّ والمجرور نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أذن {يقاتلون} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل، وكذلك الواو في ظلموا.
والمصدر المؤوّل {أنّهم ظلموا } في محلّ جرّ بالباء متعلق بـ: {أذن}، والباء سببيّة، وأذن لهم بالقتال.
الواو عاطفة {على نصرهم} متعلق بـ: {قدير} واللام هي المزحلقة للتوكيد.
جملة: {أذن للذين } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يقاتلون } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {ظلموا } في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {إنّ اللّه} {لقدير} لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن.
{الذين} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والواو في {أخرجوا} نائب الفاعل {من ديارهم} متعلق بـ: {أخرجوا}، {بغير} متعلق بـ حال من نائب الفاعل، {إلّا} أداة استثناء..
والمصدر المؤوّل {أن يقولوا } في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.
الواو استئنافيّة {لولا} حرف امتناع لوجود {دفع} مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره موجود {الناس} مفعول به للمصدر دفع {بعضهم} بدل من الناس منصوب {ببعض} متعلق بـ: {دفع}، اللام واقعة في جواب لولا {صوامع} نائب الفاعل لفعل هدّمت {فيها} متعلق بـ: {يذكر}، {اسم} نائب الفاعل لفعل يذكر {كثيرا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي ذكرا كثيرا الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {ينصرنّ} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع {من} اسم موصول مفعول به في محلّ نصب {إنّ اللّه لقويّ} مثل إنّ اللّه.. لقدير {عزيز} خبر ثان.
وجملة: هم {الذين أخرجوا } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أخرجوا } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {يقولوا } لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {ربّنا اللّه } في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لولا دفع اللّه } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هدّمت صوامع } لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يذكر فيها اسم اللّه} في محلّ رفع نعت لمساجد وما قبلها.
وجملة: {ينصرنّ اللّه } لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {ينصره } لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {إنّ اللّه لقويّ } لا محلّ لها في حكم التعليل.
{الّذين} يجوز فيه ما جاز في سابقه {مكّنّاهم} فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط {في الأرض} متعلق بـ: {مكّنّاهم}، {عن المنكر} متعلق بـ: {نهوا}، الواو استئنافيّة {للّه} متعلق بمحذوف خبر مقدّم..
وجملة: هم {الذين } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إن مكّنّاهم } لا محلّ لها صلة الموصول الذين.
وجملة: {أقاموا } لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {آتوا } لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: {أمروا } لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا.
وجملة: {نهوا } لا محلّ لها معطوفة على جملة أقاموا وجملة: {للّه عاقبة الأمور } لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{صوامع} جمع صومعة، اسم للبناء المرتفع المحدّب الأعلى، وزنه فوعلة، وهو مكان لعبادة الرهبان وقيل متعبّد الصابئين. ووزن صوامع فواعل.
{بيع}، جمع بيعة، اسم لمكان عبادة النصارى في البلدان، وزنه فعلة بفتح فسكون، ووزن بيع فعل بكسر ففتح.
{صلوات}، جمع صلاة اسم للَكِنيسة، وقيل هي كلمة معرّبة أصلها بالعبرانيّة صلوثا فتح الصاد والثاء بالقصر.
{نهوا}، فيه إعلال بالحذف، أصله نهاوا- بالألف الفارقة- التقى ساكنان لام الكلمة وضمير الفاعل حذفت اللام وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه فعوا بفتح الفاء والعين.

.الفوائد:

1- لولا:
مرّ معنا أن لولا ولو ما لهما استعمالان:
الأول: أن يدلّا على امتناع جوابهما لوجود تاليهما، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الاسمية، كما في هذه الآية: {وَلولا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} إلخ.
الثاني: أن تدلا على التخصيص، وفي هذه الحالة تختصان بالجمل الفعلية، نحو: {لولا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ}.
ملاحظة: المبتدأ بعد لولا الامتناعية يجب حذف خبره، لأنه معلوم من سياق الكلام، وكذلك فجواب لولا ممتنع بسبب وجود اسمها، فقد امتنع هدم الصوامع والبيع والمساجد، بسبب وجود دفع اللّه الناس بعضهم ببعض ملاحظة ثانية:
تتساوى لولا ولو ما في التخصيص واختصاصهما بالأفعال هلّا وألّا وألا.
وثمة استثناءات نادرة لهذه الأدوات، أضربنا عن ذكرها للإيجاز..
2- الجهاد في الإسلام:
الأحاديث في الجهاد كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: «سئل رسول صلى اللّه عليه وآله وسلم أي العمل أفضل؟ قال: إيمان باللّه ورسوله؟ قيل ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل اللّه. قيل: ثم ماذا؟ قال: حجّ مبرور». رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحة.
وعن معاذ بن جبل: «أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهما في طريقهم إلى غزوة تبوك: فقال: يا رسول اللّه، ائذن لي أن أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: سل عما شئت، قال: يا نبي اللّه، حدثني بعمل يدخلني الجنة، لا أسألك عن شيء غيره. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: بخ بخ بخ، لقد سألت العظيم، ثلاثا. وإنه ليسير على من أراد اللّه به الخير، كررها ثلاثا.. فلم يحدثه بشيء إلا أعاده رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاث مرات، حرصا لكيما يتقنه عنه، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: تؤمن باللّه واليوم الآخر. وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتعبد اللّه وحده، لا تشرك به شيئا، حتى تموت وأنت على ذلك، قال رسول اللّه: أعد لي، فأعادها ثلاث مرات، ثم قال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام. فقال معاذ: بلى يا رسول اللّه، حدثني بأبي أنت وأمي، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام فيه، الجهاد في سبيل اللّه، إنما أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على اللّه».
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: «والذي نفس محمد بيده، ما شجب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل تبتغي به درجات الآخرة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل اللّه، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق في سبيل اللّه، أو يحمل عليها في سبيل اللّه»..

.[سورة الحج: الآيات 42- 44]:

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إبراهيم وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (44)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {قبلهم} ظرف منصوب متعلق بـ: {كذّبت}، وأنّث الفعل للمعنى الذي يحمله قوم نوح أي قبيلته أو أمّته {قوم} فاعل كذّبت مرفوع {عاد} معطوف على قوم بالواو مرفوع {موسى} نائب الفاعل لفعل {كذّب} مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الفاء عاطفة {للكافرين} متعلق بـ: {أمليت}، الفاء استئنافيّة كيف اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان {نكير} اسم كان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الراء لاشتغال المحلّ بحركة الياء المحذوفة للتخفيف بسبب فواصل الآي، والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه.
جملة: {يكذّبوك } لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كذّبت} {قوم نوح} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {كذّب موسى} في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّبت.. قوم.
وجملة: {أمليت } لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أخذتهم } لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت.
وجملة: {كان نكير } لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{نكير}، مصدر بمعنى الإنكار من نكره.. وزنه فعيل.

.[سورة الحج: آية 45]:

{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أهلَكِناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة كأيّن اسم كناية عن العدد مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، {من قرية} تمييز كأيّن الواو حاليّة {على عروشها} متعلق بـ: {خاوية}، الواو عاطفة في الموضعين {بئر} معطوف على قرية مجرور، وكذلك {قصر}.
جملة: {كأيّن من قرية } لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {أهلَكِناها } في محلّ رفع خبر المبتدأ كأيّن.
وجملة: {هي ظالمة } في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في أهلَكِناها.
وجملة: {هي خاوية } في محلّ رفع معطوفة على جملة أهلَكِناها.

.الصرف:

{بئر}، اسم جامد للحفيرة التي يستخرج منها الماء، وزنه فعل بكسر فسكون بمعنى المفعول كذبح وهو مأخوذ من بأر الأرض أي حفرها.
{معطّلة}، مؤنّث معطّل، اسم مفعول من عطّل الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.
{مشيد}، اسم مفعول من شاد يشيد، فيه إعلال بحذف واو مفعول، أصله مشيود، ثمّ سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى الشين فالتقى ساكنان فحذفت الواو، ثمّ كسرت الشين لتناسب الياء فصار مشيد وزنه مفعل بفتح الميم وكسر الفاء وسكون العين.

.الفوائد:

- {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ}:
ثمة قولان، حول البئر والقصر المشار إليهما، أحدهما: أنهما خاصان، فقد روي أن هذه البئر نزل عليها نبي اللّه صالح، مع أربعة آلاف نفر، ممن آمنوا معه، وقد نجاهم اللّه تعالى من العذاب. وقد بنوا لهم بلدة، وأقاموا بها زمانا، ثم كفروا وعبدوا الأوثان، وقتلوا رسول اللّه الذي أرسل إليهم، فأهلكهم اللّه، وعطّل بئرهم، وخرب قصورهم.
وثانيهما: أن هذا البئر، وذاك القصر، هما عامان، أي كم من قرية أهلكتها، وكم من بئر عطلناها، وكم من قصر مشيد تفرق عنه ساكنوه.