فصل: من مجازات القران في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من مجازات القران في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة الحجّ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
الحج يكسر أوله ويفتح.
{يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} (2) أي تسلو وتنسى، قال كثيرّ عزّة:
صحا قلبه يا عزّ أو كاد يذهل

أي يصحو ويسلو..
{مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ} [5] أي مخلوقة..
{ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [5] مجازه أنه في موضع أطفال والعرب تضع لفظ الواحد في معنى الجميع قال:
في حلقكم عظم وقد شجينا

وقال عبّاس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم ** فقد برئت من الإحن الصدور

وفي آية أخرى {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ} [66: 4] أي ظهراء وقال:
إن العواذل ليس لى بأمير

أراد أمراء.
{أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [5] مجازه أن يذهب العقل ويخرف..
{وَتَرَى الأرض هامِدَةً} [5] أي يابسة لا نبات فيها ويقال:ويقال رماد هامد إذا كان يدرس

{زَوْجٍ بَهِيجٍ} [5] أي حسن قشيب جديد ويقال أيضا بهج..
{وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ} [7] أي يجىء..
{ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ} [9] يقال جاءنى فلان ثانى عطفه أي يتبختر من التكبر، قال الشّمّاخ:
نبّئت أن ربيعا أن رعى ** إبلا يهدى إلىّ خناه ثانى الجيد

قال أبو زبيد:
فجاءهم يستنّ ثانى عطفه ** له غيب كأنما بات يمكر

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ} [11] كل شاك في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم وتقول: إنما أنت لى على حرف، أي لا أثق بك.
{لَبِئْسَ الْمَوْلى} [13] مجازه هاهنا ابن العم، {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [13] الخليط المعاشر..
{مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} [15] مجازه أن لن يرزقه اللّه وأن لن يعطيه اللّه، قال وقف علينا سائل من بنى بكر على حلقة في المسجد الجامع فقال: من ينصرنى نصره اللّه أي من يعطينى أعطاه اللّه ويقال نصر المطر أرض كذا، أي جادها وأحياها، قال وبيت الراعي:وانصرى أرض عامر

إذا أدبر الشهر الحرام فودعى ** بلاد تميم وانصرى أرض عامر

أي تعمدى، وقال الراعي:
أبوك الذي أجدى علي بنصره ** فانصت عنى بعده كلّ قائل

أي بعطيّته وقال:
وإنك لا تعطى امرأ فوق حظه ** ولا تملك الشقّ الذي الغيث ناصره

{فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السماء} [15] أي بحبل..
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} [17] مجازه: اللّه يفصل بينهم، و{إن} من حروف الزوائد والمجوس من العجم {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} من العرب، وقال آخرون: قد تبدأ العرب بالشيء ثم تحوّل الخبر إلى غيره إذا كان من سببه كقول الشاعر:
فمن يك سائلا عنى فإنى ** وجروة لا ترود ولا تعار

بدأ بنفسه ثم خبرّ عن فرسه وقال الأعشى:
وإن إمراء أهدى إليك ودونه ** من الأرض موماة وبيداء سملق

لمحقوقة أن تستجيبى لصوته ** وأن تعلمى أن المعان موقّف

بدأ بالمهدي ثم حوّل الخبر إلى الناقة.
{يُصْهَرُ بِهِ} [20] يذاب به، قال الشاعر:
شّك السّفافيد الشّواء المصطهر

ومنه قولهم: صهارة الألية وقال ابن أحمر:
تروى لقى ألقى في صفصف ** تصهره الشمس فما ينصهر

تروى: تصيّر له راوية لفراخها كما يروى راوية القوم عليهم وهو البعير والحمار..
{وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ} [23] مجازه لبوسهم، قال أبو كبير الهدلىّ:
ومعى لبوس للبئيس كأنه ** روق بجبهة ذى نعاج مجفل

أي مسرع، ذو نعاج يعنى الثور.
{سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ} [25] أي المقيم فيه {وَالْبادِ}: الذي لا يقيم فيه.
{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ} [25] مجازه ومن يرد فيه إلحادا والباء من حروف الزوائد وهو الزيغ والجور والعدل عن الحق وفي آية أخرى {مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [23: 20] مجازه تنبت الدهن والعرب قد تفعل ذلك قال الشاعر:
بواد يمان ينبت الشّثّ ** صدره وأسفله بالمرخ والشّبهان

المعنى: وأسفله ينبت المرخ قال:
حوءبة تنقض بالضّلوع

أي تنقض الضلوع والحوأبة الدلو العظيم، يقال إنه لحوب البطن أي عظيمة قال الأعشى:
ضمنت برزق عيالنا أرماحنا ** ملء المراجل والصريح الأجردا

أي ضمنت رزق عيالنا أرماحنا والباء من حروف الزوائد..
{وَإِذْ بَوَّأْنا لِإبراهيم} [26] مجازه من قوله:
ليتنى كنت قبله قد بوّأت مضجعا

ويقال للرجل: هل تبوّأت بعدنا أي هل تزوجت..
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ} [27] قوم يفتحون أول الحجّ وقوم يكسرونه وواحد الرجال راجل بمنزلة صاحب والجميع صحاب وتاجر والجميع تجار والقائم والجميع قيام يأتوك مشاة وعلى كل ضامر أي ركبانا {يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [27] أي بعيد قال:
يقطعن بعد النازح العميق

{فَجٍّ} أي مسلك وناحية {مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ} [28] خرجت مخرج {يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [22: 5] والهائم: الأنعام والدواب..
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} [29] وهو الأخذ من الشارب وقصّ الأظفار ونتف الإبط والاستحداد وحلق العانة.. {الزُّورِ} [30] الكذب..
{سَحِيقٍ} [31] والسحيق البعيد وهو من قولهم أبعده اللّه وإسحقه وسحقته الرّيح، ومنه نخلة سحوق أي طوبلة ويقال: بعد وسحق وقال ابن قيس الرقيّات:
كانت لنا جارة فأزعجها ** قاذورة يسحق النّوى قدما

وقالوا يسحق، والقاذورة: المتقذر الذي لا يخالط الناس لا تراه إلّا معتزلا من الناس والنوى: من السفر..
{فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ} [36] أي مصطفّة وتصفّ بين أيديها وهو من المضاعف، وبعضهم يجعلها من باب الياء فيقول صواف يتركون الياء من الكتاب كما يقول: هذا قاض، وواحدتها صافية للّه.
{فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها} [36] أي سقطت، ومنها وجوب الشمس إذا سقطت لتغيب، وقال أوس بن حجر:
ألم تكسف الشمس والبدر وال ** كواكب للجبل الواجب

أي الواقع.
{وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} [36] مجازه السائل الذي قنع إليكم تقدير فعله: ذهب يذهب ومعناه سأل وخضع ومصدره القنوع، قال الشّمّاخ:
لمال المرء يصلحه فيغنى ** مفاقره أعفّ من القنوع

أي من الفقر والمسألة والخضوع. والمعترّ الذي يعتريك يأتيك لتعطيه تقول:
اعترّنى وعرّنى واعترىته واعتقيته إذا ألممت به قال حسّان:
لعمرك ما المعترّ يأتى بلادنا ** لنمنعه بالضائع المتهضّم

وقال لبيد في القنوع:
وإعطائى ال مولى على حين فقره ** إذا قال أبصر خلّتى وقنوعى

وأما القانع في معنى الراضي فإنه من قنعت به قناعة وقناعا وقنعا، تقديره علمت، يقال من القنوع: قنع يقنع قنوعا، والقانع قنع يقنع قناعة وقنعانا وقنعا وهو القانع الراضي..
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يقولوا رَبُّنَا اللَّهُ} [40] مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: إلا أنهم يقولون الحق..
{لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ} [40] مجازها مصلّيات..
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ} [42] قوم يذكّر ويؤنّث..
{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} [45] الياء من {فكأيّن} مثقلة وهي قراءة الستة ويخففها آخرون قال ذو الرمّة:
وكائن تخطّت ناقتى من مفازة ** وهلباجة لا يطلع الهمّ رامك

أي يطلب ومعناها وكم من قرية..
{وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} [45] مجازه مجاز مفعول من شدت نشيد أي زيّنته بالشّيد وهو الجصّ والجيّار والملاط الجيار الصاروج وهو الكلس وقال عدى ابن زيد العبادىّ.
شاده مرمرا وجلّله كلسا ** فللطير في ذراه وكور

وهو الكلس وقال:
كحيّة الماء بين الطّىّ والشّيد

{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا} [59] الميم مضمومة لأنها من أدخلت والخاء مفتوحة وإذا كان من دخلت فالميم والخاء مفتوحتان.
{يَكادُونَ يَسْطُونَ} [72] أي يفرطون عليه ومنه السطوة..
{بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ} [72] مرفوعة على القطع من شركة الباء ولَكِنه مستأنف خبّر عنه ولم تعمل الباء فيه وقال:
وبلد بآله مؤزّر ** إذا استقلوا من مناخ شمّروا

وإن بدت أعلام أرض كبّروا مؤزر مرفوع على ذلك القطع..
{ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [74] مجازه ما عرفوا اللّه حق معرفته، ولا وصفوه مبلغ صفته..
{فَنِعْمَ الْمَوْلى} [78] أي الرب. اهـ.

.قال الشريف الرضي:

ومن السورة التي يذكر فيها الحج:

.[سورة الحج: الآيات 1- 2]:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَا أرضعت وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وما هم بِسُكارى وَلَكِن عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)}.
قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [1].
وهذه استعارة. لأن حقيقة الزلزلة هى حركة الأرض على الحال المفزعة. ومثل ذلك قولهم: زلزل اللّه قدمه. وكان الأصل: أزلّ اللّه قدمه. بمعنى أزالها عن ثباتها واستقامتها، وأسرع تعثرها وتهافتها. ثم ضوعف ذلك، فقيل: زلزل اللّه قدمه. كما قيل: دكّه اللّه، ودكدكه. فالمراد بزلزلة الساعة- واللّه أعلم- رجفان القلوب من خوف... وزلات الأقدام من روعة موقعها. ويشهد بذلك قوله سبحانه: {وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وما هم بِسُكارى}[2]
يريد تعالى من شدة الخوف والوجل، والذهول والوهل.

.[سورة الحج: آية 5]:

{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نشاء إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأرض هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الماء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}.
وقوله سبحانه: {وَتَرَى الأرض هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الماء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [5]
وهذه استعارة. لأن المراد هاهنا باهتزاز الأرض- واللّه أعلم- تشبيهها بالحيوان الذي همد بعد حراكه، وخشع بعد تطالّه وإشرافه، لعلّة طرأت عليه، فأصارته إلى ذلك، ثم أفاق من تلك الغمرة، وصحا من تلك السّكرة، فتحرك بعد هموده، واستهب بعد ركوده. وكذلك حال الأرض إذا أماتها الجدب، وأهمدها المحل ثم حالها إذا نضحها الغيث بسجاله، وبلّها القطر ببلاله، واهتزت بالنبات ناضرة، ورطبت بعد الجفوف متزيلة ذلك تقدير العزيز العليم.

.[سورة الحج: آية 9]:

{ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (9)}.
وقوله سبحانه: {ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [9] وهذه استعارة.
والمراد بها- واللّه أعلم- الصفة بالإعراض عن سماع الرشد، ولىّ العنق عن اتباع الحق. لأن المستقبل لسماع الشيء الذي لا يلائمه في الأكثر يصرف دونه بصره، ويثنى عنه عنقه.
والعطف: جانب القميص، وبه سمى شق الإنسان عطفا، لأن منه يكون ابتداء انعطافه، وأول انحرافه. ومثل ذلك قوله سبحانه: {وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ}.