فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والثاني: أنها أيام التشريق الثلاثة، وهذا قول عطية العوفي.
والثالث: أنها يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر، وهذا قول الضحاك.
{عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} يعني على نحر ما رزقهم نحره من بهيمة الأنعام، وهي الأزواج الثمانية من الضحايا والهدايا.
{فَكَلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ البائس الْفَقِيرَ} في الأكل والإِطعام ثلاثة أوجه: أحدها: أن الأكل والإِطعام واجبان لا يجوز أن يخل بأحدهما، وهذا قول أبي الطيب بن سلمة.
والثاني: أن الأكل والإطعام مستحبان، وله الاقتصار على أيهما شاء وهذا قول أبي العباس بن سريج.
والثالث: أن الأكل مستحب والإطعام واجب، وهذا قول الشافعي، فإن أطعم جميعها أجزاه، وإن أكل جميعها لم يُجْزه، وهذا فيما كان تطوعًا، وأما واجبات الدماء فلا يجوز أن نأكل منها.
وفي {البائس الْفَقِيرَ} خمسة أوجه:
أحدها: أن الفقير الذي به زمَانةٌ، وهو قول مجاهد.
والثاني: الفقير الذي به ضر الجوع.
والثالث: أن الفقير الذي ظهر عليه أثر البؤس.
والرابع: أنه الذي يمد يده بالسؤال ويتكفف بالطلب.
والخامس: أنه الذي يؤنف عن مجالسته.
قوله عز وجل: {ثُمَّ لْيَقْضَواْ تَفَثَهُمْ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: مناسك الحج، وهو قول ابن عباس، وابن عمر.
والثاني: حلق الرأس، وهو قول قتادة، قال أمية بن أبي الصلت.
حفوا رؤوسهم لم يحلقوا تفثًا

والثالث: رمي الجمار، وهو قول مجاهد.
والرابع: إزالة قشف الإِحرام من تقليم ظفر وأخذ شعر وغسل واستعمال الطيب، وهو قول الحسن.
وقيل لبعض الصلحاء: ما المعنى في شعث المحرم؟ قال: ليشهد الله تعالى منك الإِعراض عن العناية بنفسك فيعلم صدقك في بذلها لطاعته.
وسئل الحسن عن التجرد في الحج فقال: جرّد قلبك من السهو، ونفسك من اللهو ولسانك من اللغو، ثم يجوز كيف شئت.
وقال الشاعر:
قضوا تفثًا ونحبًا ثم سارواْ ** إلى نجدٍ وما انتظروا عليًّا

{وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ} وهو تأدية ما نذروه في حجهم من نحر أو غيره. {وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} يعني طواف الإِفاضة، وهو الواجب في الحج والعمرة، ولا يجوز في الحج إلا بعد عرفة، وإن جاز السعي.
وفي تسمية البيت عتيقًا أربعة أوجه:
أحدها: أن الله أعتقه من الجبابرة، وهو قول ابن عباس.
الثاني: لأنه عتيق لم يملكه أحد من الناس، وهو قول مجاهد.
والثالث: لأنه أعتق من الغرق في الطوفان، وهذا قول ابن زيد. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإبراهيم مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا}.
المعنى واذكر {إذ بوأنا}، وبوأ هي تعدية باء بالتضعيف، وباء معناه رجع فكأن المبوِّىء يرد المبوأ إلى المكان، واستعملت اللفظة بمعنى سكن، ومنه قوله تعالى: {نتبوأ من الجنة حيث نشاء} [الرمز: 74] وقال الشاعر:
كم من أخ لي صالح ** بوأته بيديَّ لحدا

واللام في قوله تعالى: {لإبراهيم} قالت فرقة هي زائدة، وقالت فرقة {بوأنا} نازلة منزلة فعل يتعدى باللام كنحو جعلنا، والأظهر أن يكون المفعول الأول بـ: {بوأنا} محذوفًا تقديره الناس أو العالمين، ثم قال: {لإبراهيم} بمعنى له كانت هذه الكرامة وعلى يديه بوؤا، و{البيت} هو الكعبة، وكان فيما روي قد جعله الله تعالى متعبدًا لآدم عليه السلام، ثم درس بالطوفان، وغيره فلما جاءت مدة إبراهيم أمره الله تعالى ببنائه، فجاء إلى موضعه وجعل يطلب أثرًا، فبعث الله ريحًا فكشف له عن أساس آدم، فرفع قواعده عليه. وقوله: {أن لا تشرك} هي مخاطبة لإبراهيم عليه السلام، في قول الجمهور حكيت لنا بمعنى قيل له لا تشرك، وقرأ عكرمة {ألا يشرك} بالياء على نقل معنى القول الذي قيل له، قال أبو حاتم: ولابد من نصب الكاف على هذه القراءة بمعنى لأن لا يشرك ع يحتمل أن تكون أن في قراءة الجمهور مفسرة، ويحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة، وفي الآية طعن علي من أشرك من قطان البيت، أي هذا كان الشرط على أبيكم فمن بعد، وأنتم لم تفوا بل أشركتم، وقالت فرقة: الخطاب من قوله: {أن لا تشرك} لمحمد صلى عليه وسلم وأمر بتطهير البيت والأذان بالحج والجمهور على أن ذلك إبراهيم وهو الأصح. وتطهير البيت عام في الكفر والبدع وجميع الأنجاس والدماء وغير ذلك، والقائمون، هم المصلون، وذكر تعالى من أركان الصلاة: أعظمها. وهي القيام والركوع والسجود، وقرأ جمهور الناس {وأذّن} بشد الذال، وقرأ الحسن بن أبي الحسن وابن محيص {وآذن} بمدة وتخفيف الذال وتصحف هذا على ابن جني، فإنه حكى عنها {وأذن} فعل ماض وأعرب عن ذلك بان جعله عطفًا على {بوأنا}.
وروي أن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالأذان بالحج قال يا رب وإذا ناديت فمن يسمعني؟ فقيل له ناد يا إبراهيم فعليك النداء وعلينا البلاغ فصعد على أبي قبيس وقيل على حجر المقام ونادى: أيها الناس، إن الله قد أمركم بحج هذا البيت فحجوا واختلفت الروايات في ألفاظه عليه السلام واللازم أن يكون فيها ذكر البيت والحج، وروي أنه يوم نادى أسمع كل من يحج إلى يوم القيامة في أصلاب الرجال وأجابه كل شيء في ذلك الوقت من جماد وغيره لبيك اللهم لبيك، فجرت التلبية على ذلك، قاله ابن عباس وابن جبير، وقرأ جمهور الناس {بالحَج} بفتح الحاء، وقرأ ابن أبي إسحاق في كل القران بكسرها، و{رجالًا}، جمع راجل كتاجر وتجار، وقرأ عكرمة وابن عباس وأبو مجلز وجعفر بن محمد {رُجّالًا} بضم الراء وشد الجيم ككاتب وكتاب، وقرأ عكرمة أيضًا وابن أبي إسحاق {رُجالًا} بضم الراء وتخفيف الجيم، وهو قليل في أبنية الجمع ورويت عن مجاهد، وقرأ مجاهد {رُجالى} على وزن فعالى فهو كمثل كسالى، والضامر، قالت فرقة أراد بها الناقة ع وذلك أنه يقال ناقة ضامر. ومنه قول الأعشى:
عهدي بها في الحي قد ذرعت ** هيفاء مثل المهرة الضامر

فيجيء قوله: {يأتين} مستقيمًا على هذا التأويل، وقالت فرقة الضامر هو كل ما اتصف بذلك من جمل أو ناقة وغير ذلك ع وهذا هو الأظهر يتضمن معنى الجماعات أو الرفاق فيحسن لذلك قوله: {يأتين} وقرأ أصحاب ابن مسعود {يأتون} وهي قراءة ابن أبي عبلة والضحاك، وفي تقديم {رجالًا} تفضيل للمشاة في الحج، قال ابن عباس: ما آسى على شيء فاتني إلا أن أكون حججت ماشيئًّا فإني سمعت الله تعالى يقول: {يأتونك رجالًا} وقال ابن أبي نجيح: حج إبراهيم وإسماعيل ماشين، واستدل بعض العلماء بسقوط ذكر البحر من هذه الآية على أن فرض الحج بالبحر ساقط ع قال مالك في الموازية: لا أسمع للبحر ذكرًا ع وهذا تأسيس لا أنه يلزم من سقوط ذكره سقوط الفرض فيه، وذلك أن مكة ليست في ضفة بحر فيأتيها الناس بالسفن ولابد لمن ركب البحر أن يصير في إيتان مكة إما راجلًا وإما على {ضامر} فإنما ذكرت حالتا الوصول، وإسقاط فرض الحج بمجرد البحر ليس بالكثير ولا القوي، فأما إذا اقترن به عدو أو خوف أو هول شديد أو مرض يلحق شخصًا ما، فمالك والشافعي وجمهور الناس على سقوط الوجوب بهذه الأعذار، وأنه ليس بسبيل يستطاع، وذكر صاحب الاستظهار في هذا المعنى كلامًا ظاهره أن الوجوب لا يسقطه شيء من هذه الأعذار ع وهذا ضعيف والفج الطريق الواسعة، والعميق معناه البعيد. وقال الشاعر: الطويل:
إذا الخيل جاءت من فجاج عميقة ** يمد بها في السير أشعث شاحب

و المنافع في هذه الآية التجارة في قول أكثر المتأولين ابن عباس وغيره، وقال أبو جعفر محمد بن علي: أراد الأجر و{منافع} الآخرة، وقال مجاهد بعموم الوجهين وقوله تعالى: {اسم الله}، يصح أن يريد بالاسم ها هنا المسمى بمعنى ويذكروا الله على تجوز في هذه العبارة إلا أن يقصد ذكر القلوب، ويحتمل أن يريد بالاسم التسميات وذكر الله تعالى إنما هو بذكر أسمائه ثم بذكر القلب السلطان والصفات، وهذا كله على أن يكون الذكر بمعنى حمده وتقديسه شكرًا على نعمته في الرزق ويؤيده قوله عليه السلام: «إنها أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى»، وذهب قوم إلى أن المراد ذكر اسم الله تعالى على النحو والذبح، وقالوا إن في ذكر الأيام دليلًا على أن الذبح في الليل لا يجوز، وهو مذهب مالك وأصحاب الرأي، وقال ابن عباس الأيام المعلومات هي أيام العشر ويوم النحر وأيام التشريق، وقال ابن سيرين: بل أيام العشر فقط، وقالت فرقة: أيام التشريق، ذكره القتبي، وقالت فرقة فيها مالك وأصحابه: بل المعلومات يوم النحر ويومان بعده وأيام التشريق الثلاثة هي معدودات فيكون يوم النحر معلوما لا معدودًا واليومان بعده معلومان معدودان والرابع معدود لا معلوم ع وحمل هؤلاء على هذا التفصيل أنهم أخذوا ذكر {اسم الله} هنا على الذبح للأضاحي والهدي وغيره، فاليوم الرابع لا يضحى فيه عند مالك وجماعة وأخذوا التعجل والتأخر بالنفر في الأيام المعدودات فتأمل هذا، يبين لك قصدهم، ويظهر أن تكون المعدودات والمعلومات بمعنى أن تلك الأيام الفاضلة كلها ويبقى أمر الذبح وأمر الاستعجال لا يتعلق بمعدود ولا بمعلوم وتكون فائدة قوله: {معلومات} و{معدودات} [البقرة: 184، آل عمران: 24] التحريض على هذه الأيام وعلى اغتنام فضلها أي ليست كغيرها فكأنه قال: هي مخصوصات فلتغتنم. وقوله، {فكلوا} ندب، واستحب أهل العلم للرجل أن يأكل من هديه وأضحيته وأن يتصدق بأكثرها مع تجويزهم الصدقة بالكل وأكل الكل، و{البائس} الذي قد مسه ضر الفاقة وبؤسها، يقال: بأس الرجل يبؤس وقد يستعمل فيمن نزلت به نازلة دهر وإن لم تكن فقرأ، ومنه قوله عليه السلام، «لَكِن البائس سعد بن خولة»، والمراد في هذه الآية أهل الحاجة.
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}.
اختلفت القراءة في سكون اللام في قوله تعالى: {ليقضوا وليوفوا وليطوفوا} وفي تحريك جميع ذلك بالكسر وفي تحريك {ليقضوا} وتسكين الاثنين وقد تقدم في قوله: {فليمدد} [الحج: 15، مريم: 75] بسبب توجيه جميع ذلك، والتفث ما يصنعه المحرم عند حله من تقصير شعر وحلقه وإزالة شعث ونحوه من إقامة الخمس من الفطرة حسب الحديث وفي ضمن ذلك قضاء جميع مناسكه إذ لا يقضى التفث إلا بعد ذلك، وقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر {وليوَفّوا} بفتح الواو وشد الفاء، ووفى وأوفى لغتان مستعملتان في كتاب الله تعالى، وأوفى أكثر. والنذور ما معهم من هدي وغيره، والطواف المذكور في هذه الآية هو طواف الإفاضة الذي هو من واجبات الحج، قال الطبري لا خلاف بين المتأولين في ذلك، قال مالك: هو واجب يرجع تاركه من وطنه إلا أن يطوف طواف وداع فإنه يجزئه منه.
قال القاضي أبو محمد: ويحتمل بحسب الترتيب أن تكون الإشارة إلى طواف الوادع إذ المستحسن أن يكون ولابد، وقد أسند الطبري عن عمرو بن أبي سلمة قال: سألت زهيرًا عن قوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} فقال: هو طواف الوداع، وقال مالك في الموطأ واختلف المتألون في وجه صفة البيت بـ: {العتيق}، فقال مجاهد والحسن {العتيق} القديم يقال سيف عتيق وقد عتق الشيء، قال الفقيه الإمام القاضي: وهذا قول يعضده النظر إذ هو أول بيت وضع للناس إلا أن ابن الزبير قال: سمي عتيقًا لأن الله تعالى أعتقه من الجبابرة بمنعه إياه منهم وروي في هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نظر مع الحديث، وقال فرقة: سمي عتيقًا لأنه لم يملك موضعه قط، وقالت فرقة: سمي عتيقًا لأن الله تعالى يعتق فيه رقاب المذنبين من العذاب، قال الفقيه الإمام القاضي: وهذا يرد التصريف: وقيل: سمي عتيقًا لأنه أعتق من غرق الطوفان، قاله ابن جبير، ويحتمل أن يكون {العتيق} صفة مدح تقتضي جودة الشيء كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حملت على فرس عتيق الحديث ونحوه قولهم كلام حر وطين حر. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وإِذ بوَّأْنا لإبراهيم} قال ابن عباس: جعلنا.
وقال مقاتل: دللناه عليه.
وقال ثعلب: وإِنما أدخل اللام، على أنَّ {بوَّأْنا} في معنى: جعلنا، فيكون بمعنى: {ردف لكم} [النمل: 72] أي: ردفكم. وقد شرحنا كيفية بناء البيت في [البقرة: 129].
قوله تعالى: {أن لا تشرك بي شيئًا} المعنى: وأوحينا إِليه ذلك، {وطهر بيتيَ} حرَّك هذه الياء، نافع وحفص عن عاصم.
وقد شرحنا الآية في [البقرة: 125].
وفي المراد بـ: {القائمين} قولان.
أحدهما: القائمون في الصلاة، قاله عطاء، والجمهور.
والثاني: المقيمون بمكة، حكي عن قتادة.
قوله تعالى: {وأذِّن في الناس بالحج} قال المفسرون: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت، أمره الله تعالى أن يؤذِّن في الناس بالحج، فقال إبراهيم: يا رب، وما يبلغ صوتي؟ قال أذِّن، وعليَّ البلاغ، فعلا على جبل أبي قبيس، وقال يا أيها الناس: إِن ربكم قد بنى بيتًا، فحجُّوه، فأسمع مَنْ في أصلاب الرجال وأرحام النساء ممن سبق في علم الله أن يحج، فأجابوه: لبيك اللهم لبيك.
والأذان بمعنى النداء والإِعلام، والمأمور بهذا الأذان، إبراهيم في قول الجمهور، إِلا ماروي عن الحسن أنه قال: المأمور به محمد صلى الله عليه وسلم.
والناس هاهنا: اسم يعم جميع بني آدم عند الجمهور، إِلا ما روى العوفي عن ابن عباس أنه قال: عنى بالناس أهل القبلة.
واعلم أن من أتى البيت الذي دعا إِليه إبراهيم، فكأنه قد أتى إبراهيم، لأنه أجاب نداءه.
وواحد الرجال هاهنا: راجل، مثل صاحب، وصحاب، والمعنى: يأتوك مشاةً.
وقد روي أن إبراهيم وإِسماعيل حجّا ماشيين، وحج الحسن بن علي خمسًا وعشرين حجة ماشيئًّا من المدينة إِلى مكة، والنجائب تُقَاد معه.
وحج الإِمام أحمد ماشيئًّا مرتين أو ثلاثًا.
قوله تعالى: {وعلى كل ضامرٍ} أي: ركبانًا على ضُمَّر من طول السفر.
قال الفراء: و{يأتين} فعل للنوق.
وقال الزجاج: {يأتين} على معنى الإِبل.
وقرأ ابن مسعود، وابن أبي عبلة: {يأتون} بالواو.
قوله تعالى: {من كل فج عميق} أي: طريق بعيد.
وقد ذكرنا تفسير الفجِّ عند قوله تعالى: {وجعلنا فيها فجاجًا} [الانبياء: 31].
قوله تعالى: {ليشهدوا} أي: ليحضروا {منافع لهم} وفيها ثلاثة أقوال.