فصل: قال الشوكاني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والصوامع جمع صومعه بوزن فعولة وهي بناء مرتفع حديد الأعلى والأصمع من الرجال الحديد القول، وقال الراغب: هي كل بناء متصمع الرأس أي متلاصقة والأصمع اللاصقة إذنه برأسه وهو قريب من قريب، وكانت قبل الإسلام كما قال قتادة مختصة برهبان النصارى وبعباد الصابئة ثم استعملت في مئذنة المسلمين، والمراد بها هنا متعبد الرهبان عند أبي العالية ومتعبد الصابئة عند قتادة ولا يخفى أنه لا ينبغي أرادة ذلك حيث لم تكن الصابئة ذات ملة حقة في وقت من الأوقات، والبيع واحدها بيعة بوزن فعلة وهي مصلى النصارى ولا تختص برهبانهم كالصومعة، قال الراغب: فإن يكن ذلك عربيًّا في الأصل فوجه التسمية به لما قال سبحانه: {إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ} [التوبة: 111] الآية، وقيل هي كنيسة اليهود، وقرأ أهل المدينة، ويعقوب {وَلَوْلاَ} بالألف، وقرأ الحرميان، وأيوب، وقتادة، وطلحة، وزائدة عن الأعمش، والزعفراني {بِبَعْضٍ لَّهُدّمَتْ} بالتخفيف، والتضعيف باعتبار كثرة المواضع.
{وصلوات} جمع صلاة وهي كنيسة اليهود، وقيل: معبد للنصارى دون البيعة والأول أشهر، وسميت الَكِنيسة بذلك لأنها يصلى فيها فهي مجاز من تسمية المحل باسم الحال، وقيل: هي بمعناها الحقيقي وهدمت بمعنى عطلت أو في الكلام مضاف مقدر وليس بذاك، وقيل: {صلوات} معرب صلوثا بالثاء المثلثة والقصر ومعناها بالعبرانية المصلى، وروى عن أبي رجاء، والجحدري، وأبي العالية، ومجاهد أنهم قرأوا بذلك.
والظاهر أنه على هذا القول اسم جنس لا علم قبل التعريب وبعده لَكِن ما رواه هرون عن أبي عمرو من عدم تنوينه ومنع صرفه للعلمية والعجمة يقتضي أنه علم جنس إذ كونه اسم موضع بعينه كما قيل بعيد فعليه كان ينبغي منع صرفه على القراءة المشهورة فلذا قيل إنه صرف لمشابهته للجمع لفظًا فيكون كعرفات، والظاهر أنه نكر إذ جعل عامًا لما عرب، وأما القول بأن القائل به لا ينونه فتكلف قاله الخفاجي.
وقرأ جعفر بن محمد رضي الله تعالى عنهما {صلوات} بضم الصاد واللام، وحكى عنه ابن خالويه بكسر الصاد وسكون اللام وحكيت عن الجحدري، وحكى عنه أيضًا {صلوات} بضم الصاد وفتح اللام وحكيت عن الكلبي، وقرأ أبو العالية في رواية {صلوات} بفتح الصاد وسكون اللام، وقرأ الحجاج بن يوسف {صلوات} بضم الصاد واللام من غير ألف وحكيت عن الجحدري أيضًا، وقرأ مجاهد {صلوتا} بضمتين وتاء مثناة بعدها ألف، وقرأ الضحاك والكلبي {صلوث} بضمتين من غير ألف وبثاء مثلثة، وقرأ عكرمة {صلويثا} بكسر الصاد وإسكان اللام وواو مكسورة بعدها ياء بعدها ثاء مثلثة بعدها ألف، وحكى عن الجحدري أيضًا {صلوث} بضم الصاد وسكون اللام وواو مفتوحة بعدها ألف بعدها ثاء مثلثة، وحكى عن مجاهد أنه قرأ كذلك إلا أنه بكسر الصاد، وحكى ابن خالويه، وابن عطية عن الحجاج والجحدري {صلوب} بضمتين وباء موحدة على أنه جمع صليت كظريف وظروف وجمع فعيل على فعول شاذ فهذه عدة قراآت قلما يوجد مثلها في كلمة واحدة {وصلوات ومساجد} جمع مسجد وهو معبد معروف للمسلمين، وخص بهذا الاسم اعتناء بشأنه من حيث أن السجود أقرب ما يكون العبد فيه إلى ربه عز وجل، وقيل: لاختصاص السجود في الصلاة بالمسلمين، ولد بقوله تعالى: {العالمين يامريم اقنتى لِرَبّكِ واسجدى واركعى} [آل عمران: 43] مع الراكعين وحمل السجود فيها على المعنى اللغوي بعيد، وقال ابن عطية: الأسماء المذكورة تشترك الأمم في مسمياتها إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في عرف كل لغة، والأكثرون على أن الصوامع للرهبان والبيع للنصارى والصلوات لليهود والمساجد للمسلمين.
ولعل تأخير ذكرها مع أن الظاهر تقديمها لشرفها لأن الترتيب الوجودي كذلك أو لتقع في جوار مدح أهلها أو للتبعيد من قرب التهديم، ولعل تأخير {صلوات} عن {بَيْعٌ} مع مخالفة الترتيب الوجودي له للمناسبة بينها وبين المساجد كذا قيل، وقيل إنما جيء بهذه المتعبدات على هذا النسق للانتقال من شريف إلى أشرف فإن البيع أشرف من الصوامع لكثرة العباد فيها فإنها معبد للرهبان وغيرهم والصوامع معبد للرهبان فقد وكنائس اليهود أشرف من البيع لأن حدوثها أقدم وزمان العبادة فيها أطول، والمساجد أشرف من الجميع لأن الله تعالى قد عبد فيها بما لم يعبد به في غيرها.
ولعل المراد من قوله تعالى: {لَّهُدّمَتْ} الخ المبالغة في ظهور الفساد ووقوع الاختلال في أمر العباد لولا تسليط الله تعالى المحقين على المبطلين لا مجرد تهديم متعبدات للمليين {يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيرًا} في موضع الصفة لمساجد، وقال الضحاك: ومقاتل والكلبي: في موضع الصفة للجميع واستظهره أبو حيان، وكون كون بيان ذكر الله عز وجل في الصوامع والبيع والَكِنائس بعد انتساخ شرعيتها مما لا يقتضيه المقام ليس بشيء لأن الانتساخ لا ينافي بقاءها ببركة ذكر الله تعالى فيها مع أن معنى الآية عام لماقبل الانتساخ كما مر.
{وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ} وبالله أي لينصرن الله تعالى من ينصر دينه أو من ينصر أولياءه ولقد أنجز الله تعالى وعده حيث سلط المهاجرين والأنصار على صناديد العرب وأكاسرة العجم وقياصرة الروم وأورثهم أرضهم وديارهم {إِنَّ الله لَقَوِىٌّ} على كل ما يريده من مراداته التي من جملتها نصرهم {عَزِيزٌ} لا يمانعه شيء ولا يدافعه.
{الذين إِنْ مكناهم في الأرض أَقَامُواْ الصلاة وَءاتُواْ الذين إِنْ مكناهم في الأرض أَقَامُواْ}.
وصف للذين أخرجوا مقطوع أو غير مقطوع. وجوز أن يكون بدلًا، والتمكين السلطنة ونفاذ الأمر، والمراد بالأرض جنسها، وقيل مكة، والمراد بالصلاة الصلاة المكتوبة وبالزكاة الزكاة المفروضة وبالمعروف التوحيد وبالمنكر الشرك على ما روى عن زيد بن أسلم.
ولعل الأولى في الأخيرين التعميم، والوصف بما ذكر كما روى عن عثمان رضي الله تعالى عنه ثناء قبل بلاء يعني أن الله تعالى أثنى عليهم قبل أن يحدثوا من الخير ما أحدثوا قالوا: وفيه دليل على صحة أمر الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين وذلك على مافي الكشف لأن الآية مخصوصة بالمهاجرين لأنهم المخرجون بغير حق والممكنون في الأرض منهم الخلفاء دون غيرهم فلو لم تثبت الأوصاف الباقية لزم الخلف في المقال تعالى الله سبحانه عنه لدلالته على أن كل ممكن منهم يلزمه التوالي لعموم اللفظ، ولما كان التمكين واقعًا تم الاستدلال دون نظر إلى استدعاء الشرطية الوقوع كالكلام المقرون بلعل وعسى من العظماء فإن لزوم التالي مقتضى اللفظ لا محالة ولما وقع المقدم لزم وقوعه أيضًا، وفي ثبوت التالي ثبوت حقية الخلافة البتة وهي واردة على صيغة الجمع المنافية للتخصيص بعلى وحده رضي الله تعالى عنه، وعن الحسن وأبي العالية هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم والأولى على هذا أن يجعل الموصول بدلًا من قوله تعالى: {مَن يَنصُرُهُ} [الحج: 40] كما أعربه الزجاج، وكذا يقال على ما روى عن ابن عباس أنهم المهاجرون والأنصار والتابعون، وعلى ما روى عن أبي نجيح أنهم الولاة.
وأنت تعلم أن المقام لا يقتضي إلا الأول {وَللَّهِ} خاصة {عاقبة الأمور} فإن مرجعها إلى حكمه تعالى وتقديره فقط، وفيه تأكيد للوعد بإعلاء كلمته وإظهار أوليائه. اهـ.

.قال الشوكاني:

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}.
قرأ أبو عمرو وابن كثير: {يدفع} وقرأ الباقون: {يدافع} وصيغة المفاعلة هنا مجرّدة عن معناها الأصلي، وهو وقوع الفعل من الجانبين كما تدلّ عليه القراءة الأخرى.
وقد ترد هذه الصيغة ولا يراد بها معناها الأصلي كثيرًا مثل: عاقبت اللصّ ونحو ذلك، وقد قدّمنا تحقيقه.
وقيل: إن إيراد هذه الصيغة هنا للمبالغة.
وقيل: للدلالة على تكرر الواقع.
والمعنى: يدافع عن المؤمنين غوائل المشركين.
وقيل: يعلي حجتهم.
وقيل: يوفقهم.
والجملة مستأنفة لبيان هذه المزية الحاصلة للمؤمنين من ربّ العالمين، وأنه المتولي للمدافعة عنهم، وجملة: {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} مقرّرة لمضمون الجملة الأولى، فإن المدافعة من الله لهم عن عباده المؤمنين مشعرة أتمّ إشعار بأنهم مبغضون إلى الله غير محبوبين له.
قال الزجاج: من ذكر غير اسم الله وتقرّب إلى الأصنام بذبيحته فهو خوّان كفور، وإيراد صيغتي المبالغة للدلالة على أنهم كذلك في الواقع لا لإخراج من خان دون خيانتهم، أو كفر دون كفرهم.
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يقاتلون بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ} قرئ: {أذن} مبنيًّا للفاعل ومبنيًّا للمفعول وكذلك {يقاتلون}، قرئ مبنيًّا للفاعل ومبنيًّا للمفعول، وعلى كلا القراءتين فالإذن من الله سبحانه لعباده المؤمنين بأنهم إذا صلحوا للقتال، أو قاتلهم المشركون قاتلوهم.
قال المفسرون: كان مشركو مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنتهم وأيديهم، فيشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول لهم: «اصبروا فإني لم أومر بالقتال حتى هاجر»، فأنزل الله سبحانه هذه الآية بالمدينة، وهي أوّل آية نزلت في القتال.
وهذه الآية مقرّرة أيضًا لمضمون قوله: {إِنَّ الله يُدَافِعُ} فإن إباحة القتال لهم هي من جملة دفع الله عنهم، والباء في: {بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ} للسببية، أي بسبب أنهم ظلموا بما كان يقع عليهم من المشركين من سب وضرب وطرد.
ثم وعدهم سبحانه النصر على المشركين، فقال: {وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} وفيه تأكيد لما مرّ من المدافعة أيضًا.
ثم وصف هؤلاء المؤمنين بقوله: {الذين أُخْرِجُواْ مِن ديارهم بِغَيْرِ حَقّ} ويجوز أن يكون بدلًا من الذين يقاتلون، أو في محل نصب على المدح، أو محل رفع بإضمار مبتدأ، والمراد بالديار: مكة {إِلاَّ أَن يقولواْ رَبُّنَا الله} قال سيبويه: هو استثناء منقطع، أي لَكِن لقولهم: ربنا الله أي أخرجوا بغير حق يوجب إخراجهم لَكِن لقولهم: ربنا الله.
وقال الفراء والزجاج: هو استثناء متصل، والتقدير: الذين أخرجوا من ديارهم بلا حق إلا بأن يقولوا: ربنا الله، فيكون مثل قوله سبحانه: {هل تنقمون منا إلا آمنا بالله} [المائدة: 59] وقول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ** بهن فلول من قراع الكتائب

{وَلَوْلاَ دفع الله الناس} قرأ نافع: {ولولا دفاع} وقرأ الباقون: {ولولا دفع} والمعنى: لولا ما شرعه الله للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك، وذهبت مواضع العبادة من الأرض، ومعنى {لَّهُدّمَتْ}: لخربت باستيلاء أهل الشرك على أهل الملل.
فالصوامع: هي صوامع الرهبان.
وقيل: صوامع الصابئين، والبيع: جمع بيعة، وهي كنيسة النصارى، والصلوات: هي كنائس اليهود، واسمها بالعبرانية صلوثا بالمثلثة فعربت، والمساجد هي مساجد المسلمين، وقيل: المعنى: لولا هذا الدفع لهدّمت في زمن موسى الَكِنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبيع، وفي زمن محمد المساجد.
قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل في تأويل الآية.
وقيل: المعنى: ولولا دفع الله ظلم الظلمة بعدل الولاة.
وقيل: لولا دفع الله العذاب بدعاء الأخيار.
وقيل: غير ذلك.
والصوامع: جمع صومعة، وهي بناء مرتفع، يقال: صمع الثريدة: إذا رفع رأسها، ورجل أصمع القلب، أي حادّ الفطنة، والأصمع من الرجال: الحديد القول.
وقيل: الصغير الأذن.
ثم استعمل في المواضع التي يؤذن عليها في الإسلام، وقد ذكر ابن عطية في {صلوات} تسع قراءات، ووجه تقديم مواضع عبادات أهل الملل على موضع عبادة المسلمين كونها أقدم بناء وأسبق وجودًا.
والظاهر من الهدم المذكور معناه الحقيقي كما ذكره الزجاج وغيره.
وقيل: المراد به المعنى المجازي، وهو تعطلها من العبادة، وقرئ: {لهدّمت} بالتشديد، وانتصاب {كثيرًا} في قوله: {يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيرًا} على أنه صفة لمصدر محذوف أي: ذكرًا كثيرًا، أو وقتًا كثيرًا، والجملة صفة للمساجد؛ وقيل: لجميع المذكورات.
{وَلَيَنصُرَنَّ الله مَن يَنصُرُهُ} اللام هي جواب لقسم محذوف، أي والله لينصر الله من ينصره، والمراد بمن ينصر الله: من ينصر دينه وأولياءه.
والقويّ: القادر على الشيء، والعزيز: الجليل الشريف قاله الزجاج.
وقيل: الممتنع الذي لا يرام ولا يدافع ولا يمانع، والموصول في قوله: {الذين إِنْ مكناهم فِي الأرض} في موضع نصب صفة لمن في قوله: {من ينصره} قاله الزجاج: وقال غيره: هو في موضع جرّ صفة لقوله: {للذين يقاتلون}.
وقيل: المراد بهم: المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان.
وقيل: أهل الصلوات الخمس.
وقيل: ولاة العدل.
وقيل: غير ذلك، وفيه إيجاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على من مكنه الله في الأرض وأقدره على القيام بذلك، وقد تقدّم تفسير الآية، ومعنى {وَلِلَّهِ عاقبة الأمور}: أن مرجعها إلى حكمه وتدبيره دون غيره.
وقد أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد، والترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: لما أخرج النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلَكِن القوم، فنزلت: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يقاتلون بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ} الآية.
قال ابن عباس: وهي أوّل آية نزلت في القتال.
قال الترمذي: حسن، وقد رواه غير واحد عن الثوري، وليس فيه ابن عباس. انتهى.
وقد روي نحو هذا عن جماعة من التابعين.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: {الذين أُخْرِجُواْ مِن ديارهم} أي من مكة إلى المدينة بغير حق، يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان قال: فينا نزلت هذه الآية: {الذين أُخْرِجُواْ مِن ديارهم بِغَيْرِ حَقّ} والآية بعدها، أخرجنا من ديارنا بغير حق، ثم مكنّاهم في الأرض أقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فهي لي ولأصحابي.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب محمد: {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس} الآية قال: لولا دفع الله بأصحاب محمد عن التابعين لهدّمت صوامع.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لَّهُدّمَتْ صوامع} الآية قال: الصوامع التي تكون فيها الرهبان، والبيع: مساجد اليهود وصلوات: كنائس النصارى، والمساجد: مساجد المسلمين.
وأخرجا عنه قال: البيع: بيع النصارى، وصلوات: كنائس اليهود.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله: {الذين إِنْ مكناهم فِي الأرض} قال: أرض المدينة {الذين إِنْ} قال: المكتوبة {وَإِذْ أَخَذْنَا} قال: المفروضة {وَأَمَرُواْ بالمعروف} قال: بلا إله إلا الله {وَنَهَوْاْ عَنِ المنكر} قال: عن الشرك بالله {وَلِلَّهِ عاقبة الأمور} قال: وعند الله ثواب ما صنعوا. اهـ.