فصل: قال الشنقيطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هم نَاسِكُوهُ}.
الأظهر في معنى قوله: {مَنسَكًا هم نَاسِكُوهُ} أي متعبدًا مهم متعبدون فيه، لأن أصل النسك التعبد وقد بين تعالى أن منسك كل أمة فيه التقرب إلى الله بالذبح، فهو فرد من أفراد النسك صرح القران بدخوله في عمومه. وذلك من أنواع البيان الذي تضمنها هذا الكتاب المبارك.
والآية التي بين الله فيها ذلك هي قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسم الله على مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الأنعام فإلهكم إله وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ} [الحج: 34] الآية وقوله: {لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا} في الموضعين قرأه حمزة والكسائي بكسر السين والباقون بفتحها.
قوله تعالى: {وادع إلى رَبِّكَ إِنَّكَ لعلى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ}.
أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة: أن يدعو الناس إلى ربهم أي إلى طاعته، وطاعة رسله، وأخبره فيها أنه على صراط مستقيم: أي طريق حق واضح لا اعوجاج فيه، وهو دين الإسلام الذي أمره أن يدعو الناس إليه وما تضمنته هذه الآية الكريمة من الأمرين المذكورين، جاء واضحًا في مواضع أخر كقوله في الأول منهما {وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ الله بَعْدَ إذ إنزِلَتْ إِلَيْكَ وادع إلى رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين} [القصص: 87] وقوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فادع واستقم كَمَا أُمِرْتَ} [الشورى: 15] الآية وقوله تعالى: {ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة} [النحل: 125] وأخبر جل وعلا أنه امتثل الأمر بدعائهم إلى ربهم في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المؤمنون: 73] وقوله: {وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] وكقوله في الأخير {فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّكَ عَلَى الحق المبين} [النمل: 79] وقوله: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ على شَرِيعَةٍ مِّنَ الأمر فاتبعها} [الجاثية: 18] الآية وقوله تعالى: {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} [الفتح: 2]. والآيات بمثل هذا كثيرة.
{وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)}.
أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة: أنه إن جادله الكفار: أي خاصموه بالباطل وكذبوه، أن يقول لهم: الله أعلم بما تعملون.
وهذا القول الذي أمر به تهديد لهم فقد تضمنت هذه الآية أمرين:
أحدهما: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهددهم بقوله: الله أعلم بما تعملون: أي من الكفر، فمجازيكم عليه أشد الجزاء.
الثاني: الإعراض عنهم، وقد أشار تعالى للأمرين اللذين تضمنتهما هذه الآية في غير هذا الموضع.
أما إعراضه عنهم عند تكذيبهم له بالجدال الباطل فمن المواضع التي أشير له فيها قوله تعالى: {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بريائون مِمَا أَعْمَلُ وَأَنَاْ برياء مِّمَا تَعْمَلُونَ} [يونس: 41].
وأما تهديدهم فقد أشار له في مواضع كقوله: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كفى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأحقاف: 8] وقوله: {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ القوم المجرمين} [الأنعام: 147] فقوله: {وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ} الآية فيه أشد الوعيد للمكذبين، كما قال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 15] في مواضع متعددة، وهم إنما يكذبونه بالجدال، والخصام بالباطل. وقد أمره الله في غير هذا الموضع أن يجادلهم بالتي هي أحسن وذلك في قوله: {وَجَادِلْهُم بالتي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] وقوله: {وَلاَ تجادلوا أَهْلَ الكتاب إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46] وبين له أنهم لا يأتونه بمثل ليحتجوا عليه به بالباطل، إلا جاءه الله بالحق الذي يدمغ ذلك الباطل، مع كونه أحسن تفسيرًا وكشفًا وإيضاحًا للحقائق وذلك في قوله: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بالحق وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]. اهـ.

.قال الشعراوي:

{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هم نَاسِكُوهُ}.
الحق- سبحانه وتعالى- خلق آدم عليه السلام خليفة له في الأرض، وأجرى له تدريبًا على مهمته بالأمر الإلهي والنهي الإلهي، وأخبره بعداوة الشيطان له ولذريته، وحذَّره أن يتبع خطواته، وقد انتهت هذه التجربة بنزول آدم من الجنة إلى الأرض ليباشر مهمته كخليفة لله في أرضه على أنْ يظلَّ على ذِكْر من تجربته مع الشيطان. وقد سخَّر الله له كل شيء في الوجود يخدمه ويعمل من أجله.
ثم أنزل الله عليه منهجًا، يعمل به لتستقيم حركة حياته وحياة ذريته، وذكَّره بالمنهج التدريبي السابق الذي كلَّفه به في الجنة، وما حدث له لما خالف منهج ربه، حيث ظهرت عورته: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجنة } [الأعراف: 22].
كذلك إنْ خالفت هذا المنهج الإلهي في الدنيا ستظهر عوراتكم لذلك إذا رأيت أيّ عورة في المجتمع في أيّ ناحية: في الاجتماع، في الاقتصاد، في التربية، فاعلم أن حكمًا من أحكام الله قد عُطِّل، فظهرت سوأة من سوءات المجتمع؛ لأن منهج الله هو قانون الصيانة الذي يحميك وينظم حياتك لتؤدي مهمتك في الحياة.
كما لو دخلتَ بيتك فوجدتَ آلة من آلات البيت لا تؤدي مهمتها، فتعلم أن بها عطلًا فتذهب بها إلى المهندس المختص بصيانتها، كذلك إن تعطل في حياتكم شيء عن أداء مهمته فردُّوه إلى صاحب صيانته إلى الله وإلى الرسول، وهذا منطق حازم يعترف به الجميع المؤمن والكافر أن ترد الصنعة إلى صانعها، وإلى العالِم بقانون صيانتها، وأنت لم يدّع أحد أنه خلقك، فحين يحدث فيك خَلَل، فعليك أنْ تذهبَ إلى ربك وخالقك.
لذلك «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة»، ومعنى «حزبه أمر» يعني: شيء فوق طاقته وأسبابه، يُهرَع إلى الصلاة ليعرض نفسه على ربه عز وجل، فإنْ وجدتَ في نفسك خللًا في أي ناحية، فما عليك إلا أنْ تتوضأ، وتقف بين يدي ربك ليصلح ما تعطل فيك.
وإن كان المهندس يُصلح لك الآلة بشيء مادي، ولو قطعة صغيرة من السلك، فإن ربك عز وجل غَيْب، وعلاجه أيضًا غَيْب يأتيك من حيث لا تدري.
ومنهج الله الذي وضعه لصيانة خَلْقه فيه أصول وفيه فروع، الأصول: أن تؤمن بالإله الواحد الفاعل المختار، وهذه قاعدة ما اختلف عليها أيٌّ من رسالات السماء أبدًا، كما يقول تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدين مَا وصى بِهِ نُوحًا والذي أوحينا إِلَيْكَ } [الشورى: 13].
فهذه أصول لا يختلف عليها دين من الأديان، لَكِن لما كان الناس منثورين في شتى بقاع الأرض، تعيش كل جماعة منهم منعزلةً عن الأخرى لبُعْد المسافات وانعدام وسائل الاتصال والالتقاء التي نراها اليوم، والتي جعلتْ العالم كله قرية واحدة، ما يحدث في أقصى الشرق تراه وتسمع به في أقصى الغرب، وفي نفس الوقت.
لما عاش الناس هذه العزلة لا يدري أحد بأحد لدرجة أنهم كانوا منذ مائتي عام يكتشفون قارات جديدة.
وقد نشأ عن هذه العزلة أنْ تعددت الداءات بتعدد الجماعات، فكان الرسول أو النبي يأتي ليعالج الداءات في جماعة بعينها يُبعَث إلى قومه خاصة، فهذا ليعالج مسألة الكيل والميزان، وهذا ليعالج طغيان المال، وهذا ليعالج انحراف الطباع وشذوذها، وهذا ليعالج التعصب القبلي.
أما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فجاءت في بداية التقاء الجماعات هنا وهناك، فكانت رسالته صلى الله عليه وسلم عامة للناس كافة، وتجد أصول الرسالات عند موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أصولًا واحدة، أمّا الفروع فتختلف باختلاف البيئات.
لَكِن، لما كان في علمه تعالى أن هذه العزلة ستنتهي، وأن هذه البيئات ستجتمع وتلتقي على أمر واحد وستتحد فيها الداءات؛ لذلك أرسل الرسول الخاتم لهم جميعًا على امتداد الزمان والمكان.
وفي هذه الآية: {لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هم نَاسِكُوهُ } [الحج: 67] أي: أن الحق سبحانه جعل لكل أمة من الأمم التي بعث فيها الرسل مناسك تناسب أقضية زمانهم؛ لأنهم كانوا في عزلة بعضهم عن بعض، كما جاء في قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } [المائدة: 48] فالشرائع تختلف في الفروع المناسبة للزمان وللمكان وللبيئة، أما الأخلاق والعقائد فهي واحدة، فالله عز وجل إله واحد في كل ديانات السماء، والكذب مُحرَّم في كل ديانات السماء لم يأْتِ نبي من الأنبياء ليبيح لقومه الكذب.
والمنسك: المنهج التعبدي، ومنه قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ العالمين} [الأنعام: 162].
{هُمْ نَاسِكُوهُ } [الحج: 67] يعني: فاعلوه.
ثم يقول سبحانه: {فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي الأمر } [الحج: 67] كأنْ يقولوا: أنت رسول ونحن أيضًا نتبع رسولًا، له منهج وله شريعة، نعم: لَكِن هذه شريعة خاتمة جاءت مهيمنة على كل الشرائع قبلها، ومناسبة لمستجدّات الأمور.
لذلك يُطمئن الحق- تبارك وتعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم- بعدها: {وادع إلى رَبِّكَ إِنَّكَ لعلى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ} [الحج: 67] يعني: أطمئن، فأنت على الحق وادْعُ إلى ربك؛ لأنك على هدى مستقيم سيصل إليهم إنْ لم يكن إيمانًا فسيكون إصلاحًا وتقنينًا بشريًّا تلجئهم إليه أحداث الحياة ومشاكلها، فلن يجدوا أفضل من شرع الله يحكمون به، وإنْ لم يؤمنوا.
وكأن الحق سبحانه يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: لا تنازعهم ولا ينازعونك، وخُذ ما أمرك الله به: {فاصدع بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المشركين} [الحجر: 94] الذين يجادلونك وينازعونك في الرسالة، وسوف تحدث لهم أقضية بقدر ما يُحدِثون من الفجور ويلجئون إلى شرعك وقانونك ليحلوا به مشاكلهم.
والهدى وُصِف بأنه مستقيم، لأنه هدى من الله صنعه لك، هدى الخالق الذي يعلم ملَكات النفس الإنسانية كلها، وشرع لكل ملكة ما يناسبها، وأحداث الحياة ستضطرهم إلى ما قنن الله لخلافته في الأرض.
ثم يقول الحق سبحانه: {وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ الله أَعْلَمُ }.
الجدل: مأخوذ من جَدْل الحبل بعضه على بعض لتقويته، وإنْ كانت خيطًا رفيعًا نبرمه فنعطيه سُمْكًا وقوة؛ لذلك الخيط حين نبرمه يقلّ في الطول؛ لأن أجزاءه تتداخل فيكون أقوى، فالجدْل من تمتين الشيء وتقويته، وكذلك الجدال؛ فهو محاولة تقوية الحجة أمام الخَصْم.
وفي آية أخرى: {وَجَادِلْهُم بالتي هِيَ أَحْسَنُ } [النحل: 125] فالمعنى: إنْ جادلوك بعد التي هي أحسن فقُلْ {الله أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحج: 68] يعني: ردهم إلى الله واحتكم إليه؛ لذلك جاء بعدها: {الله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القيامة }.
لاحظ أن الحق سبحانه لم يقُلْ: يحكم بيننا وبينكم كما يقتضي المعنى؛ لأنكما طرفان تتجادلان. وكأن الحق- تبارك وتعالى- يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: أتركهم فسوف يختلفون هم فيما بينهم، ولن يظل الخلاف معك؛ لأن الخلاف في شيء واحد ينشأ عن هوى النفس، وهوى النفس ينشأ من الحرص على السلطة الزمنية، يعني: أرحْ نفسك، فربُّك سيحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هم نَاسِكُوهُ}.
أخرج ابن أبي حاتم، عن أبي المليح قال: الأمة ما بين الأربعين إلى المائة فصاعدًا.
وأخرج أحمد والحاكم، وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن علي بن الحسين {لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه} قال: ذبحًا هم ذابحوه.
حدثني أبو رافع «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا ضحى: اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين، فإذا خطب وصلى ذبح احدهما، ثم يقول: اللهم هذا عن أمتي جميعًا من شهد لك بالتوحيد ولي بالبلاغ. ثم أتى بالآخر فذبحه وقال: اللهم هذا عن محمد وآل محمد. ثم يطعمهما المساكين، ويأكل هو وأهله منهما. فمكثنا سنتين قد كفانا الله الغرم والمؤنة، ليس أحد من بني هاشم يضحي».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {هم ناسكوه} يعني هم ذابحوه {فلا ينازعنك في الأمر} يعني في أمر الذبائح.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة رضي الله عنه {ولكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه} قال ذبحًا هم ذابحوه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه {منسكًا هم ناسكوه} قال: اهراقه دم الهدي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه {لكل أمة جعلنا منسكًا} قال: ذبحًا وحجًا.
وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه {فلا ينازعنك في الأمر} قول أهل الشرك. أما ما ذبح الله بيمينه فلا تأكلون، وأما ما ذبحتم بأيديكم فهو حلال.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مقاتل رضي الله عنه {وادع إلى ربك} قال: إلى دين ربك {إنك لعلى هدى} قال: دين مستقيم {وإن جادلوك} يعني في الذبائح.
وأخرج ابن المنذر، عن جريج {وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون} لنا أعمالنا، ولكم أعمالكم. اهـ.