فصل: قال سيد قطب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد اختلف العلماء في هذا الحرج الذي رفعه الله، فقيل: هو ما أحله الله من النساء مثنى وثلاث ورباع وملك اليمين.
وقيل: المراد: قصر الصلاة، والإفطار للمسافر، والصلاة بالإيماء على من لا يقدر على غيره، وإسقاط الجهاد عن الأعرج والأعمى والمريض، واغتفار الخطأ في تقديم الصيام وتأخيره لاختلاف الأهلة، وكذا في الفطر والأضحى.
وقيل: المعنى: أنه سبحانه ما جعل عليهم حرجًا بتكليف ما يشق عليهم، ولَكِن كلفهم بما يقدرون عليه، ورفع عنهم التكاليف التي فيها حرج، فلم يتعبدهم بها كما تعبد بها بني إسرائيل.
وقيل: المراد بذلك: أنه جعل لهم من الذنب مخرجًا بفتح باب التوبة وقبول الاستغفار والتكفير فيما شرع فيه الكفارة والأرش، أو القصاص في الجنايات، وردّ المال أو مثله أو قيمته في الغصب ونحوه.
والظاهر أن الآية أعمّ من هذا كله، فقط حطّ سبحانه ما فيه مشقة من التكاليف على عباده: إما بإسقاطها من الأصل وعدم التكليف بها كما كلف بها غيرهم، أو بالتخفيف وتجويز العدول إلى بدل لا مشقة فيه، أو بمشروعية التخلص عن الذنب بالوجه الذي شرعه الله، وما أنفع هذه الآية وأجلّ موقعها وأعظم فائدتها، ومثلها قوله سبحانه: {فاتقوا الله مَا استطعتم} [التغابن: 16]، وقوله: {يُرِيدُ الله بِكُمُ اليسر وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العسر} [البقرة: 185].
وقوله: {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذين مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286].
وفي الحديث الصحيح أنه سبحانه قال: قد فعلت كما سبق بيانه في تفسير هذه الآية، والأحاديث في هذا كثيرة.
وانتصاب ملة في {مّلَّةَ أَبِيكُمْ إبراهيم} على المصدرية بفعل دلّ عليه ما قبله أي وسع عليكم دينكم توسعة ملة أبيكم إبراهيم.
وقال الزجاج: المعنى اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم.
وقال الفراء: انتصب على تقدير حذف الكاف، أي كملة، وقيل: التقدير: وافعلوا الخير كفعل أبيكم إبراهيم، فأقام الملة مقام الفعل.
وقيل: على الإغراء.
وقيل: على الاختصاص، وإنما جعله سبحانه أباهم لأنه أبو العرب قاطبة، ولأن له عند غير العرب الذين لم يكونوا من ذريته حرمة عظيمة كحرمة الأب على الابن لكونه أبا لنبيهم صلى الله عليه وسلم: {هُوَ سماكم المسلمين مِن قَبْلُ} أي في الكتب المتقدّمة {وَفِي هذا} أي القرآن، والضمير لله سبحانه. وقيل: راجع إلى إبراهيم.
والمعنى: هو، أي إبراهيم، سماكم المسلمين من قبل النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفي هذا، أي في حكمه، أن من اتبع محمدًا فهو مسلم.
قال النحاس: وهذا القول مخالف لقول علماء الأمة.
ثم علل سبحانه ذلك بقوله: {لِيَكُونَ الرسول شَهِيدًا عَلَيْكُمْ} أي بتبليغه إليكم {وَتَكُونُواْ شهداء عَلَى الناس} أن رسلهم قد بلغتهم، وقد تقدّم بيان معنى هذه الآية في البقرة.
ثم أمرهم بما هو أعظم الأركان الإسلامية فقال: {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} وتخصيص الخصلتين بالذكر لمزيد شرفهما {واعتصموا بالله} أي اجعلوه عصمة لكم مما تحذرون، والتجؤوا إليه في جميع أموركم، ولا تطلبوا ذلك إلاّ منه {هُوَ مولاكم} أي ناصركم ومتولي أموركم دقيقها وجليلها {فَنِعْمَ المولى وَنِعْمَ النصير} أي لا مماثل له في الولاية لأموركم والنصرة على أعدائكم.
وقيل: المراد بقوله: {واعتصموا بالله}: تمسكوا بدين الله.
وقيل: ثقوا به تعالى.
وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {يأَيُّهَا الناس ضُرِبَ مَثَلٌ} قال: نزلت في صنم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه: {ضَعُفَ الطالب والمطلوب} قال: الطالب آلهتهم، والمطلوب الذباب.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ} قال: لا تستنقذ الأصنام ذلك الشيء من الذباب.
وأخرج الحاكم وصححه عنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى موسى بالكلام، وإبراهيم بالخلة» وأخرج أيضًا عن أنس وصححه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «موسى بن عمران صفي الله» وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال لي عمر: ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ: وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوّله؟ قلت: بلى فمتى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء، وبنو المغيرة الوزراء.
وأخرجه البيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف فذكره.
وأخرج الترمذي وصححه وابن حبان وابن مردويه والعسكري في الأمثال عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله» وأخرج ابن جرير، والحاكم وصححه، وابن مردويه عن عائشة؛ أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وما جَعَلَ عَلَيْكمْ في الدين مِنْ حَرَجٍ} قال: الضيق وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد قال: قال أبو هريرة لابن عباس: أما علينا في الدين من حرج في أن نسرق أو نزني؟ قال: بلى، قال: فما جعل عليكم في الدين من حرج، قال: الإصر الذي كان علي بني إسرائيل وضع عنكم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن شهاب أن ابن عباس كان يقول: {وما جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدين مِنْ حَرَجٍ} توسعة الإسلام، ما جعل الله من التوبة والكفارات.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عثمان بن يسار عن ابن عباس: {مَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدين مِنْ حَرَجٍ} قال: هذا في هلال رمضان إذا شكّ فيه الناس، وفي الحج إذا شكوا في الأضحى، وفي الفطر وأشباهه.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير: أن ابن عباس سئل عن الحرج فقال: ادع لي رجلًا من هذيل، فجاءه فقال: مما الحرج فيكم؟ قال: الحرجة من الشجر التي ليس فيها مخرج، فقال ابن عباس: الذي ليس له مخرج.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، والبيهقي في سننه من طريق عبيد الله بن أبي يزيد، أن ابن عباس سئل عن الحرج فقال: ها هنا أحد من هذيل؟ قال رجل: أنا، فقال: ما تعدّون الحرجة فيكم؟ قال: الشيء الضيق، قال: هو ذاك.
وأخرج البيهقي في سننه عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية: {وما جَعَلَ عَلَيْكمْ في الدين مِنْ حَرَجٍ} ثم قال لي: ادع لي رجلًا من بني مدلج، قال عمر: ما الحرج فيكم؟ قال: الضيق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السديّ في قوله: {مّلَّةَ أَبِيكُمْ} قال: دين أبيكم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {سماكم المسلمين مِن قَبْلُ} قال الله عز وجل: سماكم.
وروي نحوه عن جماعة من التابعين.
وأخرج الطيالسي وأحمد، والبخاري في تاريخه، والترمذي وصححه، والنسائي وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والبغوي والبارودي وابن قانع والطبراني والحاكم وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان عن الحارث الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا بدعوة الجاهلية فإنه من جثي جهنم، قال رجل: يا رسول الله وإن صام وصلى؟ قال: نعم، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين والمؤمنين عباد الله». اهـ.

.قال سيد قطب:

{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)}.
انتهى الدرس الماضي ببيان عاقبة المؤمنين والمكذبين يوم يكون الملك لله وحده. وذلك في سياق نصرة الله لرسله، وصيانته لدعوته، وثوابه لمن يؤمن بها، وعقابه لمن يكذبها.
فالآن يبدأ هذا الدرس بالحديث عن المهاجرين، بعدما سبق الإذن لهم بالقتال، دفاعًا عن عقيدتهم، وعن عبادتهم، ودفعًا للظلم عن أنفسهم، وقد أخرجوا من ديارهم بغير حق، ولم تكن جريرتهم إلا أن يقولوا: ربنا الله، ويبين ما أعده لهم من عوض عما تركوا من ديار وأموال..
ثم يتحدث بصفة عامة في صورة حكم عام عمن يقع عليهم الاعتداء فيردون عليه بمثله، ثم يقع عليهم البغي والعدوان، فيعدهم نصر الله في صيغة التوكيد.
ويعقب على هذا الوعد الوثيق باستعراض دلائل القدرة التي تضمن تحقيق ذلك الوعد الوثيق.. وهي دلائل كونية تتجلى في صفحات الكون ونواميس الوجود؛ وتوحي بأن نصر الله للمظلومين الذين يدفعون عن أنفسهم، ويعاقبون بمثل ما وقع عليهم، ثم يقع عليهم البغي.. سنة كونية ترتبط بنواميس الوجود الكبرى..
وعندئذ يتوجه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لكل أمة منهجًا هي مأمورة به ومهيأة لنهجه، فلا يشغل نفسه بجدال المشركين، ولا يدع لهم فرصة لينازعوه في منهجه. فإن جادلوه فليكل أمرهم إلى الله، الذي يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون، فهو أعلم بحقيقة ما هم عليه، وهو الذي يعلم ما في السماء والأرض.
ويعرّض بعبادتهم ما لم ينزل به سلطانًا وما ليس لهم به علم؛ وبقسوة قلوبهم ونفورهم من سماع كلمة الحق، حتى ليكادون يبطشون بالذين يتلون عليهم آيات الله. ويهددهم إزاء همهم بالسطو على دعاة الحق بالنار التي جعلها الله مصيرهم ووعدهم بها وعدًا لابد آت!
ثم يعلن في صورة بيان عام شامل للخليقة عن ضعف من يدعونهم من دون الله. ويصور ضعفهم في صورة زرية لا مبالغة فيها. ولَكِنها بطريقة عرضها تجسم الضعف المزري. فهي صورة من لا يقدرون على منازلة الذباب، ولا على استنقاذ ما يسلبهم إياه الذباب.. وهم آلهة كما يدعي لهم المشركون!
وينتهي الدرس وتنتهي السورة معه بتوجيه الخطاب إلى الأمة المؤمنة لتنهض بتكاليفها. وهي تكاليف الوصاية على البشرية. مستعدة لها بالركوع والسجود والعبادة وفعل الخير، مستعينة عليها بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة والاعتصام بالله..
{والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنَّهم الله رزقًا حسنًا وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلًا يرضونه وإن الله لعليم حليم}..
والهجرة في سبيل الله تجرد من كل ما تهفو له النفس، ومن كل ما تعتز به وتحرص عليه: الأهل والديار والوطن والذكريات، والمال وسائر أعراض الحياة.
وإيثار العقيدة على هذا كله ابتغاء رضوان الله، وتطلعًا إلى ما عنده وهو خير مما في الأرض جميعًا.
والهجرة كانت قبل فتح مكة وقيام الدولة الإسلامية. أما بعد الفتح فلم تعد هجرة. ولَكِن جهاد وعمل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمن جاهد في سبيل الله وعمل كان له حكم الهجرة، وكان له ثوابها».
{والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقًا حسنًا}.. سواء لاقوا الله شهداء بالقتل، أو لاقوه على فراشهم بالموت. فلقد خرجوا من ديارهم وأموالهم في سبيله مستعدين لكل مصير، واستروحوا الشهادة في هجرتهم عن أي طريق، وضحوا بكل عرض الحياة وتجردوا بهذا الله. فتكفل الله لهم بالعوض الكريم عما فقدوه: {ليرزقنهم الله رزقًا حسنًا وإن الله لهو خير الرازقين}.. وهو رزق أكرم وأجزل من كل ما تركوا: {ليدخلنهم مدخلًا يرضونه} فقد خرجوا مخرجًا يرضي الله، فتعهد لهم الله بأن يدخلهم مدخلًا يرضونه. وإنه لمظهر لتكريم الله لهم بأن يتوخى ما يرضونه فيحققه لهم، وهم عباده، وهو خالقهم سبحانه. {وإن الله لعليم حليم}.. عليم بما وقع عليهم من ظلم واذى، وبما يرضي نفوسهم ويعوضها. حليم يمهل. ثم يوفي الظالم والمظلوم الجزاء الأوفى..
فأما الذين يقع عليهم العدوان من البشر فقد لا يحلمون ولا يصبرون، فيردون العدوان، ويعاقبون بمثل ما وقع عليهم من الأذى. فإن لم يكف المعتدون، وعاودوا البغي على المظلومين تكفل الله عندئذ بنصر المظلومين على المعتدين:
{ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور} وشرط هذا النصر أن يكون العقاب قصاصًا على اعتداء لا عدوانًا ولا تبطرًا؛ وألا يتجاوز العقاب مثل ما وقع من العدوان دون مغالاة.
ويعقب على رد الاعتداء بمثله بأن الله عفو غفور. فهو الذي يملك العفو والمغفرة. أما البشر فقد لا يعفون ولا يغفرون، وقد يؤثرون القصاص ورد العدوان. وهذا لهم بحكم بشريتهم ولهم النصر من الله.
بعد ذلك يربط السياق بين وعد الله بالنصر لمن يعاقب بمثل ما عوقب به ثم يقع عليه البغي.. يربط بين هذا الوعد وسنن الله الكونية الكبرى، التي تشهد بقدرة الله على تحقيق وعده، كما تشهد بدقة السنن الكونية المطردة مما يوحي بأن ذلك النصر هو إحدى هذه السنن التي لا تتخلف.
{ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير}..
وهي ظاهرة طبيعية تمر بالبشر صباحًا ومساء، وصيفًا وشتاء. الليل يدخل في النهار عند المغيب، والنهار يدخل في الليل عند الشروق.
والليل يدخل في النهار وهو يطول في مدخل الشتاء، والنهار يدخل في الليل وهو يمتد عند مطلع الصيف.. ويرى البشر هذه الظاهرة وتلك من إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل فينسيهم طول رؤيتها وطول ألفتها ما وراءها من دقة النواميس واطرادها. فلا تختل مرة، ولا تتوقف مرة. وهي تشهد بالقدرة الحكيمة التي تصرف هذا الكون وفق تلك النواميس.
والسياق يوجه النظر إلى تلك الظاهرة الكونية المكرورة التي يمر عليها الناس غافلين. ليفتح بصائرهم ومشاعرهم على يد القدرة، وهي تطوي النهار من جانب وتسدل الليل من جانب.. وهي تطوي الليل من جانب وتنشر النهار من جانب. في دقة عجيبة لا تختل، وفي اطراد عجيب لا يتخلف.. وكذلك نصر الله لمن يقع عليه البغي وهو يدفع عن نفسه العدوان.. إنه سنة مطردة كسنة إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل. فكذلك يزوي الله سلطان المتجبرين وينشر سلطان العادلين. فهي سنة كونية كتلك السنة، يمر عليها الناس غافلين، كما يمرون على دلائل القدرة في صفحة الكون وهم لا يشعرون!
ذلك مرتبط بأن الله هو الحق. فالحق هو المسيطر على نظام هذا الكون. وكل ما دون الله باطل يختل ويتخلف ولا يطرد أو يستقيم.
{ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير}..
وذلك تعليل كاف وضمان كاف لانتصار الحق والعدل، وهزيمة الباطل والبغي. وهو كذلك ضمان لاطراد سنن الكون وثباتها، وعدم تخلخلها أو تخلفها. ومن هذه السنن انتصار الحق وهزيمة البغي.
والله أعلى من الطغاة، وأكبر من الجبارين: {وأن الله هو العلي الكبير}.. فلن يدع البغي يستعلي والظلم يستطيل.