فصل: قال أبو جعفر النحاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



السلالة: ما سلّ من الشيء واستخرج منه، وتارة تكون مقصودة كخلاصات الأشياء كالزّبد من اللبن، وتارة تكون غير مقصودة كقلامة الظفر وكناسة البيت.
وقرار: أي مستقر، مكين: أي متمكن، والعلقة: الدم الجامد، والمضغة: قطعة اللحم قدر ما يمضغ، تبارك اللّه: أي تعالى وتقدس.
الطرائق: السموات واحدها طريقة أي مطروق بعضها فوق بعض من قولهم طارق بين ثوبين: إذا لبس ثوبا فوق ثوب، قال الخليل والزجاج: وهذا كقوله: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقًا} وقوله: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} والخلق: أي المخلوقات التي منها السموات السبع، غافلين: أي مهملين أمرها كما قال: {يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأرض وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
السماء: هنا السحاب، بقدر: أي بتقدير خاص وهو مقدار كفايتهم، فأسكناه في الأرض: أي جعلناه ثابتا قارا فيها، والذهاب: الإزالة إما بإخراجه من المائية أو بتغويره في الأرض بحيث لا يمكن استخراجه، والشجرة: هى الزيتون، وطور سيناء: هو جبل الطور الذي ناجى فيه موسى ربه، ويسمى طور سينين أيضا.
والصبغ: ما يصبغ فيه الخبز أي يغمس فيه للائتدام، قال في المغرب: يقال صبغ الثوب بصبغ حسن، وصباغ حسن، ومنه الصّبغ والصباغ من الإدام، لأن الخبز يغمس فيه ويلوّن به كالخل والزيت.
الملأ: أشراف القوم، يتفضل: أي يدعى الفضل والسيادة، جنة: أي جنون، فتربصوا: أي انتظروا، بأعيننا: أي بحفظنا ورعايتنا، وفار: نبع، والتنور: وجه الأرض، استويت: أي علوت، لآيات: أي عبرا، لمبتلين: أي لمختبرين ممتحنين لهم: أي لمعامليهم معاملة من يختبر.
القرن: الأمة، والمراد بهم عاد قوم هود لقوله تعالى في سورة الأعراف: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} أترفناهم: أي وسّعنا عليهم وجعلناهم في ترف ونعيم، لخاسرون: أي لمغبونون في آرائكم، إذ أنكم أذللتم أنفسكم لعبادة من هو دونكم، هيهات: أي بعد، ما توعدون: هو البعث والحساب، بمؤمنين: أي بمصدقين، عما قليل: أي بعد زمان قليل، ليصبحنّ: أي ليصيرنّ، والصيحة: العذاب الشديد كما قال:
صاح الزمان بآل برمك صيحة ** خرّوا لشدتها على الأذقان

والغثاء: ما يحمله السيل من الورق والعيدان البالية التي لا ينتفع بها، بعدا: أي هلاكا. تترى: من المواترة: وهى التتابع بين الأشياء مع فترة ومهلة بينها قاله الأصمعى.
أحاديث: واحدها أحدوثة، وهى ما يتحدث به تعجبا منه وتلهيا به، وقد جمعت العرب ألفاظا على أفاعيل كأباطيل وأقاطيع، وقال الزمخشري: الأحاديث اسم جمع للحديث ومنه أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولكن الجمهور على أنه جمع كما علمت.
الآيات: هى الآيات التسع التي سبقت في سورة الأعراف، والسلطان: الحجة عالين: أي متكبرين، عابدون: أي خدم منقادون، قال أبو عبيدة: العرب تسمى كل من دان للملك عابدا، وقال المبرد: العابد: المطيع الخاضع، الكتاب: هو التوراة.
الآية: الحجة والبرهان، وآويناهما: أي جعلنا مأواهما ومنزلهما الربوة: وهى ما ارتفع من الأرض دون الجبل، ذات قرار: أي ذات استقرار للناس لما فيها من الزرع والثمار، ومعين: أي ماء جار.
الطيبات: ما يستطاب ويستلذ من المآكل والفواكه، أمتكم: أي ملتكم وشريعتكم، فتقطعوا: أي قطّعوا ومزّقوا، أمرهم: أي أمر دينهم، زبرا: أي قطعا واحدها زبور، فذرهم: أي فدعهم واتركهم، وأصل الغمرة الماء الذي يغمر القامة ويسترها والمراد بها الجهالة، حتى حين: أي إلى أن يموتوا فيستحقوا العذاب، نمدهم: أي نعطيه مددا لهم.
الخشية: الخوف من العقاب، والإشفاق نهاية الخوف والمراد لازمه، وهو دوام الطاعة، والآيات: هى الآيات الكونية في الأنفس والآفاق والآيات المنزلة، وجلة:
أي خائفة، سابقون: أي ظافرون بنيلها.
الوسع: ما يتسع على الإنسان فعله ولا يضيق عليه، والكتاب: هو صحائف الأعمال، بالحق: أي بالصدق.
الغمرة: الغفلة والجهالة، من دون ذلك: أي غير ذلك، والمترف: المتوسع في النعمة، وجأر الرجل: صلح ورفع صوته، لا تنصرون: أي لا يجيركم أحد ولا ينصركم، تنكصون: أي تعرضون عن سماعها، وأصل النكوص: الرجوع على الأعقاب العقب مؤخر الرّجل ورجوع الشخص على عقبه: رجوعه في طريقه الأولى كما يقال رجع عوده على بدئه، سامرا: أي تسمرون بذكر القرآن والطعن فيه، والهجر بالضم الهذيان، والجنّة: الجنون، والذكر: القرآن الذي هو فخرهم، عن ذكرهم: أي فخرهم، خرجا: أي جعلا وأجرا، صراط مستقيم: أي طريق لا عوج فيه، لنا كبون: أي عادلون عن طريق الرشاد، يقال نكب عن الطريق: إذا زاغ عنه، لج في الأمر: تمادى فيه، يعمهون: أي يتحيرون ويترددون في الضلال، واستكانوا: خضعوا وذلوا، وما يتضرعون: أي يجددون التضرع والخضوع، مبلسون: أي متحيرون آيسون من كل خير.
ذرأكم في الأرض: أي خلقكم وبثكم فيها، اختلاف الليل والنهار: تعاقبهما من قولهم: فلان يختلف إلى فلان: أي يتردد عليه بالمجيء والذهاب.
الأساطير: الأكاذيب واحدها أسطورة كأحدوثة وأعجوبة، قاله المبرد وجماعة.
تتقون: أي تحذرون عقابه، الملكوت: الملك والتدبير، يجير: أي يغيث، من قولهم أجرت فلانا من فلان إذا أنقذته منه، ولا يجار عليه: أي لا يعين أحد منه أحدا، تسحرون: أي تخدعون وتصرفون عن الرشد.
الهمزات: الوساوس المغرية بمخالفة ما أمرنا به، واحدها همزة، وأصل الهمز النخس والدفع بيد أو غيرها، ومنه مهماز الرائض حديدة توضع في مؤخر الرحل ينخس بها الدابة لتسرع كلا: كلمة تستعمل للردع والزجر عن حصول ما يطلب، من ورائهم: أي من أمامهم، برزخ: أي حاجز بينهم وبين الرجعة.
الصور واحدها صورة نحو بسر وبسرة: أي نفخت في الأجساد أرواحها، ولا يتساءلون: أي لا يسأل بعضهم بعضا، موازينه: أي موزوناته وهى حسناته، المفلحون: أي الفائز ون، خسروا أنفسهم: أي غبنوها، تلفح: أي تحرق، كالحون: أي عابسون متقلصو الشفاه، الشقوة والشقاوة: سوء العاقبة، وهى ضد السعادة، اخسئوا: أي اسكتوا سكوت ذلة وهوان، سخريا: أي هزوا، ذكرى: أي خوف عقابى.
اللبث: الإقامة، العادّين: الحفظة العادين لأعمال العباد وأعمارهم، والعبث: ما خلا من الفائدة الحق: أي الثابت الذي لا يبيد ولا يزول ملكه، والعرش: هو مركز تدبير العالم، ووصفه بالكريم لشرفه، وكل ما شرف في جنسه يوصف بالكرم كما في قوله: {وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ} وقوله: {وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيمًا} يدعو: يعبد، حسابه: أي جزاؤه. اهـ. باختصار.

.قال أبو جعفر النحاس:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
سورة المؤمنون:
وهي مكية.
1- من ذلك قول الله جل وعز: {قد أفلح المؤمنون} آية 1 أي قد نالوا الفلاح وهو دوام البقاء في الجنة.
2- ثم قال جل وعز: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} آية 2 قال إبراهيم وقتادة الخشوع في القلب قال إبراهيم وهو السكون وقال قتادة وهو الخوف وغض البصر في الصلاة قال مجاهد هو السكون والخشوع عند بعض أهل اللغة في القلب والبصر كأنه تفريغ القلب للصلاة والتواضع باللسان والفعل.
قال أبو جعفر وقول مجاهد وإبراهيم في هذا حسن وإذا سكن الإنسان تذلل ولم يطمح ببصره ولم يحرك يديه فأما وضع البصر موضع السجود فتحديد شديد وقد روى عن على عليه السلام الخشوع ان لا يلتفت في الصلاة وحقيقته المنكسر قلبه إجلالا لله ورهبة منه ليؤدي ما يجب عليه.
3- ثم قال جل وعز: {والذين هم عن اللغو معرضون} آية 3 قال الحسن عن المعاصي قال أبو جعفر واللغو عند أهل اللغة ما يجب أن يلغى أي يطرح ويترك من اللعب والهزل والمعاصي أي شغلهم الجد عن هذا.
4- ثم قال جل وعز: {والذين هم للزكاة فاعلون} آية 4 أي مؤدون ومدح الله جل وعز من أخرج من ماله الزكاة وإن لم يخرج منها غيرها.
5- ثم قال جل وعز: {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} آية 5- 6 قال الفراء أي إلا من اللاتي أحل الله جل وعز لهم الأربع لا تجاوزه أو ما ملكت أيمانهم في موضع خفض معطوفه على أزواجهم وما مصدر أي ينكحون ما شاءوا من الأماء حفظوا فروجهم إلا من هذين.
6- ثم قال جل وعز: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} آية 7 أي فمن طلب سوى أربع نسوة وما ملكت يمينه {فأولئك هم العادون} أي الجائرون إلى ما لا يحل الذين قد تعدوا.
7- ثم قال جل وعز: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} آية 8 أي حافظون يقال رعيت الشيء اي قمت بصلاحه ومنه فلان يرعى ما بينه وبين فلان.
8- ثم قال تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون} آية 9 قال مسروق اي يصلونها لوقتها وليس من جهة الترك لأن الترك كفر.
9- ثم قال جل وعز: {أولئك هم الوارثون} آية 10 يقال إنما الوارث من ورث ما كان لغيره فكيف يقال لمن دخل الجنة وارث ففي هذا أجوبة يستغنى عن ذكرها بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون} قال: «ليس من أحد إلا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإن هو أدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون}».
10- ثم قال جل وعز: {الذين يرثون الفردوس هو فيها خالدون} آية 11 في حديث سعيد عن قتادة عن أنس مرفوعا: «والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها ثم قال هم فيها خالدون فأنث على معنى الجنة».
11- ثم قال جل وعز: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين} آية 12 قال قتادة استل آدم صلى الله عليه وسلم من طين وقال غيره إنما قيل لآدم سلالة لأنه سل من كل تربة ويقال للولد سلالة أبيه وهو فعالة من انسل وفعالة تاتي للقليل من الشيء نحو القلامة والنخالة وقد قيل إن السلالة إنما هي نطفة آدم صلى الله عليه وسلم كذا قال مجاهد وهو أصح ما قيل فيه ولقد خلقنا ابن آدم من سلالة آدم وآدم هو الطين لأنه خلق منه.
12- ويدل على ذلك قوله عز وجل {ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} آية 13 ولم يصر في قرار مكين إلا بعد خلقه في صلب الفحل وقوله تعالى: {ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} يراد ولده {ثم خلقنا النطفة علقة} وهي واحدة العلق وهو الدم قبل أن ييبس {فخلقنا العلقة مضغة} المضغة القطعة الصغيرة من اللحم مقدار ما يمضغ كما يقال غرفة لمقدار ما يغرف وحسوة لمقدار ما يحسى.
13- ثم قال جل وعز: {فخلقنا المضغة عظاما} آية 14 ويقرأ {عظما} وهو واحد يدل على جمع لأنه قد علم أن للإنسان عظاما {فكسونا العظام لحما} ويجوز العظم على ذلك.
14- وقوله جل وعز: {ثم أنشأناه خلقا آخر} آية 14 روى عطاء عن ابن عباس والربيع بن أنس عن أبي العالية وسعيد عن قتادة عن الحسن وعلي بن الحكم عن الضحاك في قوله: {ثم أنشأناه خلقا آخر} قالوا نفخ فيه الروح. وروى هشيم عن منصور عن الحسن {ثم أنشاناه خلقا آخر} قال ذكرا وأنثى وروي عن الضحاك قال الأسنان وخروج الشعر قال أبو جعفر واولى ما قيل فيه أنه نفخ الروح فيه لأنه يتحول عن تلك المعاني إلى أن يصير إنسانا والهاء في أنشأناه تعود على الإنسان أو على ذكر العظام والمضغة والنطفة أي أنشأنا ذلك وقوله: {ثم إنكم بعد ذلك لميتون} ونقول في هذا المعنى لمائتون.