فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



43- وقوله جل وعز: {بل قلوبهم في غمرة من هذا} آية 63 أي في غفلة وغطاء متحيرة ويقال غمره الماء إذا غطاه ونهر غمر يغطي من دخله ورجل غمر تغمره آراء الناس وقيل غمرة لأنها تغطي الوجه ومنه دخل في غمار الناس في قول من قاله معناه فيما يغطيه من الجمع وقوله من هذا فيه قولان:
أحدهما أن مجاهد قال بل قلوبهم في عماية من القرآن فعلى قول مجاهد هذا إشارة إلى القرآن وقال قتادة وصف أهل البر فقال: {والذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين} {والذين} ثم وصف أهل الكفر فقال: {بل قلوبهم في غمرة من هذا} فالمعنى على قول قتادة من هذا البر.
44- ثم قال تعالى: {ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون} آية 63 فيه قولان أحدهما أن الحسن قال ولهم أعمال ردية لم يعملوها وسيعملونها فيه. قال مجاهد أي لهم خطايا لابد أن يعملوها.
وقال قتادة رجع إلى أهل البر فقال ولهم أعمال من دون ذلك قال أي سوى ما عدد.
45- وقوله جل وعز: {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجارون} آية 64 قال قتادة اي يجزعون وحكى أهل اللغة جأر يجأر إذا رفع صوته قال مجاهد والضحاك العذاب الذي أخذوا به السيف. قال مجاهد يوم بدر.
46- وقوله جل وعز: {قد كانت آياتي تتلى عليكم} آية 66 قال الضحاك قبل أن تعذبوا بالقتل.
47- ثم قال تعالى: {فكنتم على أعقابكم تنكصون} آية 66 قال مجاهد تستأخرون.
48- ثم قال تعالى: {مستكبرين به} آية 67 قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والحسن وأبو مالك مستكبرين بالحرم قال أبو مالك لأمنهم والناس يتخطفون حولهم قال أبو جعفر وقيل مستكبرين بالقرآن أي يحضرهم عند قراءته استكبار والقول الأول أولى والمعنى إنهم يفتخرون بالحرم فيقولون نحن أهل حرم الله عز وجل.
49- ثم قال تعالى: {سامرا تهجرون} آية 67 قال أبو العباس يقال للجماعة يجتمعون للحديث سامر وسمار فسامر كما تقول باقر لجماعة البقر وجامل لجماعة الجمال أي يجتمعون للسمر وأكثر ما يستعمل سامر للذين يسمرون ليلا قال أبو العباس وأصل هذا من قولهم لا أكلمه السمر والقمر أي الليل والنهار وقال الثوري يقال لظل القمر السمر قال أبو إسحق ومنه السمرة في اللون ويقال له الفخت ومنه فاخته قال أبو جعفر وفي قوله: {تهجرون} قولان قال الحسن تهجرون نبي وكتابي وقال غيره تهجرون تهذون يقال هجر المريض يهجر هجر إذا هذى وقرأ ابن عباس {تهجرون} بضم التاء وكسر الجيم وقال يسمرون صلى برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون الهجر وقال عكرمة تهجرون تشركون وقال الحسن تسبون النبي صلى الله عليه وسلم وقال مجاهد تقولون القول السيئ في القرآن.
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة يقال أهجر يهجر إذا نطق بالفحش وقال الخني وقال والإسم منه الهجر ومعناه أنه تجاوز ومنه قيل الهاجرة إنما هو تجاوز الشمس من المشرق إلى المغرب وقرأ أبو رجاء {سمارا} وهو جمع سامر كما قال الشاعر:
فقالت سباك الله إنك فاضحي ** ألست ترى السمار والناس أحوالي

50- ثم قال جل وعز: {أفلم يدبروا القول} آية 68 أي القرآن.
51- وقوله جل وعز: {ولو اتبع الحق أهواءهم} آية 71 روى سفيان عن إسماعيل عن أبي صالح ولو اتبع الحق قال الله عز وجل وقيل المعنى بل جاءهم بالقرآن ولو اتبع القرآن أهواءهم أي لو نزل بما يحبون لفسدت السموات والأرض ومن فيهن.
52- ثم قال الله تعالى {بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون} آية 71 روى معمر عن قتادة بذكرهم قال بالقرآن قال أبو جعفر والمعنى على قوله بل آتيناهم بما لهم فيه ذكر ما يوجب الجنة لو اتبعوه وقيل الذكر ههنا الشرف.
53- وقوله جل وعز: {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير} آية 72 قال الحسن خرجا أي أجزأ قال أبو حاتم الخراج الجعل والخراج العطاء إن شاء الله أو نحو ذلك.
54- وقوله جل وعز: {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون} آية 74 روى على بن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول {عن الصراط لناكبون} عن الحق لعادولون أنه قال أبو جعفر والصراط في اللغة الطريق المستقيم ويقال نكب عن الحق إذا عدل عنه والمعنى إنهم عن القصد لعادلون.
55- وقوله جل وعز: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} آية 76 ولقد أخذناهم بالعذاب أي بالخوف ونقص الأموال والأنفس فما استكانوا لربهم أي فما خضعوا.
56- وقوله جل وعز: {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد} آية 77 قيل يعني الجوع وقيل السيف إذا هم فيه مبلسون أي متحيرون يائسون من الخير.
57- قوله تعالى: {وله اختلاف الليل والنهار} آية 80 قال الفراء معنى وله اختلاف الليل والنهار هو خالقها كما تقول لك الأجر والصلة.
58- وقوله جل وعز: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله} آية 84 هذه الآية لا اختلاف فيها واللتان بعدها يقرؤهما أبو عمرو سيقولون {الله} وأكثر القراء يقرءون {سيقولون لله} فمن قرأ {سيقولون لله} جاء بالجواب على اللفظ ومن قرأ {سيقولون لله} جاء به على المعنى كما يقال لمن هذه الدار فيقول لزيد على اللفظ وصاحبها زيد على المعنى ومن صاحب هذه الدار فيقول زيد على اللفظ ولزيد فيجزئك عن ذلك ويجوز في الأولى سيقولون وهو الله في العربية.
59- وقوله جل وعز: {وهو يجير ولا يجار عليه} آية 88 أي وهو يجير من عذابه ومن خلقه ولا يجير عليه أحد من خلقه.
60- وقوله جل وعز: {قل فأنى تسحرون} آية 89 معنى فأنى تسحرون فأنى تصرفون عن الحق. 61- وقوله جل وعز: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من أله إذا لذهب كل إله بما خلق} آية 91 في الكلام حذف أي لو كانت معه آلهة لا نفرد كل إله بخلقه ولعلا بعضهم على بعض اي لغالب بعضهم بعضا.
62- وقوله جل وعز: {قل ربي إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين} آية 94 93 النداء معترض والمعنى إما تريني ما يوعدون فلا تجعلني في القوم الظالمين.
63- وقوله جل وعز: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} آية 96 قال مجاهد وعطاء وقتادة يعني السلام إذا لقيته فسلم عليه.
64- وقوله جل وعز: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين} آية 97 أصل الهمز النخس والدفع وقيل فلان همزة كأنه ينخس من عابه فهمز الشيطان مسه ووسوسته.
65- وقوله جل وعز: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون} آية 99 يعني المذكورين الذين لا يؤمنون بالبعث قال رب ارجعون ولم يقل ارجعن فخاطب على ما يخبر الله جل وعز به عن نفسه كما قال: {إنا نحن نحي الموتى} وفيه معنى التوكيد والتكرير.
66- وقوله جل وعز: {كلا إنها كلمة هو قائلها} آية 100 كلا ردع وزجر وتنبيه.
67- ثم قال جل وعز: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} آية 100 قال أبو عبيدة أي من أمامهم قال مجاهد البرزخ حجاب بين الموت والرجوع إلى الدنيا قال الضحاك هو ما بين الدنيا والآخرة قال أبو جعفر والعرب تسمي كل حاجز بين شيئين برزخا كما قاله سبحانه {بينهما برزخ لا يبغيان}.
68- وقوله جل وعز: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون} قال أبو عبيدة هو جمع صورة قال أبو جعفر يذهب إلى ان المعنى فإذا نفخ في صور الناس الأرواح وهذا غلط عند أهل التفسير واللغة روى أبو الزعراء عن عبد الله بن مسعود فإذا نفخ في الصور قال في القرن روى عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر قال المسلمون يا رسول الله فما نقول قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا» ولا يعرف أهل اللغة في جمع صورة إلا صورا ولو كان جمع صورة لكان ثم نفخ فيها إلا على بعد من الكلام قال أبو جعفر وهذه الاية مشكلة لأنه قال جل وعز: {فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون} وقال في موضع آخر {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} والجواب عن هذا وهو معنى قول عبد الله بن عباس وان خالف بعض لفظه والمعنى واحد أنه إذا نفخ في الصور أول نفخة تقطعت الأرحام وصعق من في السموات ومن في الأرض وشغل بعض الناس عن بعض بأنفسهم فعند ذلك لا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال أبو جعفر ومعنى {يومئذ} 6 في قوله: {فلا انساب بينهم يومئذ} كما تقول أنا اليوم كذا أي في هذا الوقت لا تريد وقتا بعينه.
69- وقوله جل وعز: {تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون} آية 104 روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: الكالح الذي قد بدت أسنانه وتقلصت شفته كالرأس المشيط بالنار.
70- وقوله جل وعز: {قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا} آية 106 قال مجاهد أي التي كتبت علينا.
71- وقوله جل وعز قال: {اخسؤوا فيها ولا تكلمون آية} 108 يقال خسأته إذا باعدته بانتهار.
72- وقوله جل وعز: {فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري} آية 110 قال الحسن وقتادة وأبو عمرو بن العلاء وهذا معنى ما قالو السخري بالضم ما كان من جهة السخرة والسخري بالكسر ما كان من الهزؤ.
73- وقوله جل وعز: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} آية 111 أي لأنهم ويجوز أن يكون المعنى إني جزيتهم الفوز.
74- وقوله جل وعز: {قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين} آية 113 قال مجاهد {فاسأل العادين} الملائكة وقال قتادة أي الحساب.
75- وقوله جل وعز: {ومن يدع مع الله الها آخر لا برهان له به} آية 117 قال مجاهد أي لا بينة له به انتهت سورة المؤمنون. اهـ.

.قال الفراء:

ومن سورة المؤمنون:
قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (5) إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ (6)} المعنى: إلّا من أزواجهم اللاتي أحلّ اللّه لهم من الأربع لا تجاوز.
وقوله: {أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ} {ما} في موضع خفض. يقول: ليس عليهم في الإماء وقت، ينكحون ما شاءوا. فذلك قوله: حفظوا فروجهم إلّا من هذين {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} فيه. يقول: غير مذنبين.
وقوله: الْفِرْدَوْسَ (11) قال الكلبىّ: هو البستان بلغة الروم. قال الفراء: وهو عربى أيضا.
العرب تسمى البستان الفردوس. وقوله: {من سلالة} (12) والسّلالة التي تسلّ من كلّ تربة.
وقوله: {فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْمًا (14)} والعظم وهى في قراءة عبد اللّه {ثم جعلنا النطفة عظما وعصبا فكسوناه لحما} فهذه حجّة لمن قال: عظما وقد قرأها بعضهم {عظما}.
وقوله: {ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقًا آخَرَ} يذهب إلى الإنسان وإن شئت: إلى العظم والنطفة. والعصب، تجعله كالشىء الواحد.
وقوله: {بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)} تقرأ {لَمَيِّتُونَ} و{لمائتون} وميّتون أكثر، والعرب تقول لمن لم يمت: إنك ميّت عن قليل ومائت. ولا يقولون للميت الذي قد مات، هذا مائت إنما يقال في الاستقبال، ولا يجاوز به الاستقبال. وكذلك يقال: هذا سيّد قومه اليوم، فإذا أخبرت أنه يكون سيّدهم عن قليل قلت: هذا سائد قومه عن قليل وسيّد. وكذلك الطمع، تقول: هو طامع فيما قبلك غدا. فإذا وصفته بالطمع قلت: هو طمع. وكذلك الشريف تقول: إنه لشريف قومه، وهو شارف عن قليل. وهذا الباب كلّه في العربية على ما وصفت لك.