فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأما قراءة عبد الرحمن بن أبي بكرة {يُسَارِعُ} بكسر الراء، وبالياء فلا حاجة به إلى تقدير حذف الضمير؛ لأن في الفعل ضميرا يعود على ما من قوله: {أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ}.
ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة وابن عباس وقتادة والأعمش: {يَأتُونَ مَا أَتَوْا} قصرا.
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم- فيما روينا عنه- يأتون ما أتوا، قصرا، أي: يعملون العمل وهم يخالفونه ويخافون لقاء الله ومقام الله، قال: ومعنى قوله: {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} يعطون الشيء فيشفقون ألا يقبل منهم. وحُكي عن إسماعيل بن خلف قال: دخلت مع عبيد الله بن عمير الليثي على عائشة رضي الله عنه، فرحبت به، فقال لها: جئتك لأسالك عن آية في القرآن. قالت: أي آية هي؟ فقال: {الَّذِينَ يَأتُونَ مَا أَتَوْا}، أو {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}؟ فقالت: أيتهما أحب إليك؟ قال: فقلت: لأن تكون {يَأتُونَ مَا أَتَوْا} أحب إلى من الدنيا جميعا، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {يأتون ما أتوا} ولكن الهجاءَ حُرّف.
ومن ذلك قراءة الحر: {أُولَئِكَ يُسْرِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}، أي يكونون سراعا.
قال أبو الفتح: يقال سُرع إلى الشيء وأسرع إليه، وقوله: {يُسْرِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ}، أي: يكونون سراعا إليها وفي عملها. وأما {يُسَارِعُون} فيسابقون، فمفعوله إذًا محذوف، أي يُسارِعُون مَنْ يُسَارِعُهم إليها، كقولك: يُسابِقُون إليها وفيها، أي يُسابِقُون مَنْ يُسابِقُهم إليها.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود وابن عباس وعكرمة: {سُمَّرًا يُهَجِّرُونَ}.
وروي عن ابن محيص: {سُمَّرًا يُهْجِرُونَ}.
قال أبو الفتح: السمَّرُ جمع سامِر، والسامِرُ: القوم يَسْمُرُون، أي: يتحدثون ليلا. قال ذو الرمة:
وكَمْ عَرَّسَتْ بَعْدَ السُّرَى مِنْ مُعَرَّسٍ بِهِ ** مِنْ عزيفِ الجنِّ أصواتُ سَامِرِ

وروينا عن قطرب أن السامر قد يكون واحدا وجماعة وأما {يُهْجَرُون}، بسكون الهاء، وضم الياء فتفسيره: يفحشون القول، يقال: هَجَرَ الرجلُ في منطقِهِ، إذا هذى، وأهْجَرَ: أفحش. قال الشماخ:
كَمَا جِدَةِ الأعْرافِ قالَ ابنُ ضَرَّةٍ ** عَلَيْها كَلَامًا جَارَ فيهِ وأهْجَرًا

وقال الحسن في {تَهْجُرُونَ} أي: تهجرون كتابي ونبيي. وأما {تُهْجِّرُونَ} فينبغي والله أعلم أن يكون تكثرون من الهجر، وهو الهذيان، أو هجر النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب الله، أو تكثرون من الإهجار، وهو إفحاش القول؛ لأن فَعَّلَ تأتي للتكثير.
وروينا عن أبي حاتم قال: قرأ {سُمَّارًا} أبو رجاء، فهذا ككاتِب وكُتّاب، وشارب وشُرّاب. ولو ذهب ذاهب إلى أن معنى {تُهْجِّرُونَ}، أي تكثرون من الهذيان حتى تكونوا- وأنتم في سواد الليل لقلة احتشامكم لظهور ذاك عليكم- كأنكم مهجّرون، أي: مبادون به غير مسايرين له، كالذي يهجّر في مسيره، أي: يسير في الهاجرة، فهذا كقولك لصاحبك: أنت مساترا معلن، وأنت محسنا مسيءٌ، أي: أنت في حال مساترتك معلن، وأنت في حال إحسانك عندي مسيء- لكان وجها.
ومن ذلك قراءة يحيى: {وَلَوُ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ}، بضم الواو.
قال: الضم في هذه الواو قليل، وإنما بابها الكسر كقراءة الجماعة، غير أن من ضمها شبهها- لسكونها وانفتاح ما قبلها- بواو الجمع، كقول الله تعالى: {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ}، كما شبه بعضهم واو الجمع هذه بها فقرأ: {اشْتَرَوِا الضَّلالَةَ}، ومثل ضم هذه الواو ضم واو قوله....
وقرأ بعضهم: {اشْتَرَوَا الضَّلالَةَ} بفتح الواو، كل ذلك لالتقاء الساكنين. فمن كسر فعلى أصل حركة التقاء الساكنين، ومن ضم فلأجل واو الجمع. ومن فتح تبلَّغ بالفتحة لخفتها.
ومن ذلك قراءة قتادة: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ نُذَكِّرهم}، {بل أَتيتَهم بِذِكْرِهِمْ}، و{بل أَتيتُهم بذِكْرِهِمْ}، بكلٍّ قد قرئ، وذلك أنه إذا أتاهم بذكرهم فإنه قد ذكرهم به، فالمعنى إذًا واحد.
ومن ذلك قراءة أُبي: {وَلا تكَلِّمُونِ أَنَّهُ}، بفتح الألف.
قال هارون: كيف شئت {إنَّه}، و{أنِّه}.
وفي قراءة ابن مسعود: {وَلا تُكَلِّمُونِ كَانَ فَرِيقٌ}، بغير {أنه}.
وقال يونس عن هارون في حرف أُبي: {وَلا تُكَلِّمُونِ أنْ كَانَ فَرِيقٌ}.
قال أبو الفتح: قراءة ابن مسعود: {كان فَرِيقٌ} بغير {أنه} تشهد للكسر؛ لأنه موضع استئناف، والكسر أحق بذلك. والقراءة {أَنْ كَانَ فَرِيقٌ} تشهد لـ {أنه}، ألا ترى أن معناه: ولا تكلمون لأنه كان فريقٌ كذا.
ومن ذلك قراءة الحسن وقتادة: {عِنْدَ رَبِّهِ أَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: معناه- والله أعلم – أن حسابه يؤخر إلى أن يلقى ربه؛ فيحاسب حينئذ. وذلك أنه لا تنفع فيه الموعظة ولا التذكير في الدنيا؛ فيؤخر الحساب إلى أن يحاسب عند ربه لعدم انتفاعه بالوعظ5 له والتضييق عليه في الدنيا، وهذا كقوله عز اسمه: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ}. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة المؤمنون:
مكية آيها مائة وثمان عشرة كوفي وحمصي وتسع عشرة في الباقي خلافها آية وأخاه هارون تركها غيرهما مشبهة الفاصلة ثلاث مما تأكلون وفار التنور عذاب شديد القراآت نقل حركة همزة قد أفلح إلى الدال قبلها ورش من طريقيه على قاعدته كحمزة وقفا مع السكت وعدمه وإهماله وصلا وورد الوجهان أيضا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس وصلا ووقفا كما مر في بابه.
وأمال {فمن ابتغى} الآية 7 هنا وسأل حمزة الآية 31 والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق.
واختلف في {لأماناتهم} الآية 8 هنا والمعارج الآية 32 فابن كثير بغير ألف فيهما على الإفراد وافقه ابن محيصن والباقون بالألف على الجمع وخرج بالقيد النساء والأنفال المجمع على جمعها.
واختلف في {صلاتهم يحافظون} الآية 9 وهو الثاني هنا فحمزة والكسائي وخلف بالإفراد على إرادة الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع على إرادة الخمس أو غيرها كالرواتب وخرج بالثاني الأول وهو قوله تعالى: {في صلاتهم خاشعون} المتفق على إفراده كالأنعام والمعارج.
واختلف في: {عظاما فكسونا العظام} (الآية 14) فابن عامر وابو بكر بفتح العين وإسكان الظاء بلا ألف فيهما على التوحيد إرادة للجنس على حد وهن العظم مني وافقهما في الأول المطوعي والباقون بالجمع فيهما على الأصل على حد وانظر إلى العظام.
واختلف في {طور سيناء} الآية 20 فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بكسر السين بالهمز كحرباء لغة بني كنانة وهو جبل موسى عليه السلام بين أيلة ومصر وقيل بفلسطين ومنع صرفه قيل للتأنيث المعنوي والعلمية لأنه اسم بقعة بعينها وقيل للعجمه معها وافقهم ابن محيصن واليزيدي وعن المطوعي كسر السين والتنوين بلا مد على وزن دينا والباقون بالفتح والهمزة لغة أكثر العرب ومنع الصرف حينئذ لألف التأنيث اللازمة فوزنه فعلاء كصفراء لإفعلال إذ ليس في كلامهم كما قاله البيضاوي.
واختلف في: {تنبت بالدهن} الآية 20 فابن كثير وابو عمرو ورويس بضم التاء وكسر الموحدة مضارع أنبت بمعنى نبت فيكون لازما وقيل معدى بالهمزة وبالدهن مفعوله والباء زائدة أو حال والمفعول محذوف أي تنبت زيتونها أو جناها ومعه الدهن وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بفتح التاء وضم الباء مضارع نبت لازم وبالدهن حال الفاعل أي تنبت ملتبسة بالدهن وعن المطوعي صبغا بالنصب عطفا على موضع بالدهن والجمهور على الجر نسقا على الدهن قيل إنها أعني شجرة الزيتون أول شجرة نبتت بعد الطوفان.
وقرأ {نسقيكم} الآية 21 بالنون المفتوحة نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب وأبو جعفر بالتاء من فوق مفتوحة على التأنيث والباقون بالنون المضمومة وسبق توجيه ذلك بالنحل.
وقرأ {من إله غيره} الآية 23 بخفض الراء وكسر الهاء بعدها الكسائي وأبو جعفر والباقون بالرفع وقف حمزة وهشام بخلفه على {فقال الملؤا} في قصة نوح المرسوم بالواو كثلاثة النمل بإبدال الهمزة ألفا على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة فإذا سكنت للوقف اتحد معه اتباع الرسم وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة والخامس بين بين على تقدير روم الحركة الهمزة وأثبت الياء في {كذبون} معا في الحالين يعقوب وأما حكم همزتي جاء أمرنا فسبق قريبا آخر السابقة في السماءان.
وقرأ {من كل} بالتنوين حفص وذكر بهود.
واختلف في: {أنزلني منزلا} (الآية 29) فأبو بكر بفتح الميم وكسر الزاي أي مكان نزول والباقون بضم الميم وفتح الزاي فيجوز أن يكون مصدرا أو مكانا أي إنزالا أو موضع إنزال وكسر نون {أن اعبدوا} أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب ومر قريبا {إله غيره} للكسائي وأبو جعفر ووقف حمزة وهشام بخلفه على {وقال الملأ من قومه} المرسوم بالألف كالأعراف بإبدال الهمزة ألفا وبتسهيلها بين بين على الروم.
وقرأ {متم} الآية 35 بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالضم.
واختلف في: {هيهات هيهات} الآية 36 معا فأبو جعفر بكسر التاء من غير تنوين فيهما لغة تميم وأسد ورويت عن شيبة وغيره والباقون بالفتح فيهما بلا تنوين أيضا لغة الحجاز وهو اسم فعل لا يتعدى يرفع الفاعل ظاهرا أو مضمرا وهنا لم يظهر تقديره هو أي إخراجكم ولام لما للبيان كهي في سقيا لك يا ابنت المستبعد ووقف عليها بالهاء البزي وقنبل بخلفه والكسائي والباقون بالتاء وهو الذي لقنبل في الشاطبية وغيرها ولم يذكر الخلف عنه الأول في العنوان والتذكرة والتحليص وقرأ {رسلنا} الآية 44 بإسكان السين أبو عمرو.
واختلف في {تترى} الآية 44 فابن كثير وابو عمرو وابو جعفر بالتنوين منصرفا فقيل وزنه فعل كنصر والألف بدل من التنوين ورد ذلك بأنه لم يحفظ جريان حركة الإعراب على رأيه فيقال هذا تتر ورأيت تترا ومررت بتتر وقيل ألفه للإلحاق بجعفر كهي في أرطي فلما نون ذهبت للساكنين قال في الدار هذا أقرب لو قبله ولكن يلزم منه وجود ألف الإلحاق في المصادر وهو نادر وافقهم اليزيدي وعلى الأول لا تمال في قف لأبي عمرو لأن ألفها حينئذ كألف عوجا وأمتا قال الداني وعليه القراء وأهل الأداء على الثاني تمال له والمقروء به هو الأول فقد قال في النشر بعد ذكره ما تقدم ونصوص أكثر أئمتنا تقضي فتحها لأبي عمرو وإن كانت للإلحاق من أجل رسمها بالألف فقط شرط مكي وابن بليمة وصاحب العنوان وغيرهم في إمالة ذوات الراء له تكون الألف مرسومة ياء ولا يريدون بذلك إلا إخراج تترا انتهى والباقون بالألف بلا تنوين لأنه مصدر مؤنث كدعوى وأمالها منهم حمزة والكسائي وخلف في الحالين وقللها الأزرق بخلفه قال أبو حيان وهو منصوب على الحال أي متواترين واحدا بعد واحد وسهل الهمزة الثانية كالواو من جاء أمة نافع وابن كثير وابو عمرو وأبو جعفر ورويس وليس في القرآن مضمومة بعد مفتوحة من كلمتين غيرهما ومر إمالة جاء لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه.
وقرأ {ربوة} الآية 50 بفتح الراء عامر وعاصم وعن المطوعي كسرها.
واختلف في: {وإن هذه أمتكم} الآية 52 فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بفتح الهمزة وتشديد النون على تقدير اللام أي ولأن وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وقرأ ابن عامر وحده بفتح الهمزة وتخفيف النون على أنها المخففة من الثقيلة وهذه رفع وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة وتشديد النون على الاستئناف أو عطفا على أن وافقهم الأعمش وأمة منصوب على الحال في القراآت الثلاث ضم هاء لديهم حمزة ويعقوب وأثبت ياء {فاتقون} في الحالين يعقوب.