فصل: (سورة المؤمنون: الآيات 114- 115).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



. [سورة المؤمنون: الآيات 114- 115].

{قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (115)}.

.الإعراب:

إن نافية إلّا للحصر قليلا ظرف زمان منصوب لأنه صفته، أي: لبثتم عددا قليلا من السنين، لو حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع-، ومفعول تعلمون محذوف أي مقدار لبثكم.
والمصدر المؤوّل أنّكم كنتم... في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إن لبثتم إلّا قليلا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لو ثبت أنّكم} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجواب لو محذوف أي لعلمتم قلّة لبثكم.. أو لما أجبتم بهذه المدّة.. أو لكان قليلا.. إلخ.
وجملة: {كنتم تعلمون} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {تعلمون} في محلّ نصب خبر كنتم.
115- الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة أنّما كافّة ومكفوفة عبثا مصدر في موضع الحال أي عابثين إلينا متعلّق بـ ترجعون، و الواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: {حسبتم} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أغفلتم فحسبتم.. أو أتجاهلتم فحسبتم.
والمصدر المؤوّل أنّما خلقناكم... في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب.
والمصدر المؤوّل أنّكم إلينا لا ترجعون في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: {لا ترجعون} في محلّ رفع خبر أنّ.

.الصرف:

عبثا، مصدر سماعيّ لفعل عبث الثلاثيّ وزنه فعل بفتحتين.

. [سورة المؤمنون: آية 116].

{فَتعالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة الملك نعت للفظ الجلالة مرفوع، وكذلك الحقّ، لا نافية للجنس إلّا للاستثناء هو بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا، وهو موجود المقدّر، ربّ بدل من الضمير هو- أو عطف بيان- مرفوع الكريم نعت للعرش مجرور مثله.
جملة: {تعالى اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا إله إلّا هو} في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.

. [سورة المؤمنون: آية 117].

{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (117)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة من اسم شرط مبتدأ، وعلامة الجزم في يدع حذف حرف العلّة مع ظرف منصوب متعلّق بحال من إلها وهو مفعول يدع لا نافية للجنس له متعلّق بخبر لا المقدّر به متعلق بالخبر المقدّر الفاء رابطة لجواب الشرط إنّما كافّة ومكفوفة عند ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ حسابه و الهاء في إنّه هو ضمير الشأن اسم إنّ.
جملة: {من يدع} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يدع مع اللّه} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {لا برهان له} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {إنّما حسابه عند ربّه} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّه لا يفلح} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يفلح الكافرون} في محلّ رفع خبر إنّ.

. [سورة المؤمنون: آية 118].

{وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة قل ربّ مرّ إعرابها، الواو عاطفة- أو حاليّة- جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {النداء وجوابه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {اغفر} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ارحم} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {أنت خير الراحمين} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(23) سورة المؤمنون مكية وآياتها ثمانى عشرة ومائة.

. [سورة المؤمنون: الآيات 1- 11].

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (9) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (11)}.

.اللغة:

اللَّغْوِ: اللغو: كل من كان حراما أو مكروها أو مباحا لم تدع اليه ضرورة ولا حاجة، واللغو كل مالا يعنيك من قول أو فعل كاللعب والهزل وما توجب المروءة إلغاءه واطراحه وكل مالا يعتد به.
لِفُرُوجِهِمْ: الفروج جمع فرج وهو من الإنسان العورة.

.الإعراب:

{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} قد حرف تحقيق وأفلح فعل ماض والمؤمنون فاعل. {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ} الذين صفة للمؤمنون وهم مبتدأ وفي صلاتهم متعلقان بخاشعون، وخاشعون خبر {هم} والجملة صلة الذين، وقدم الجار والمجرور على متعلقه للاهتمام به وحسنه كون متعلقه فاصلة. {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} والذين عطف على الذين وهم مبتدأ وعن اللغو متعلقان بمعرضون، ومعرضون خبر {هم} والجملة صلة الذين. {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ} والذين عطف على الذين وهم مبتدأ وفاعلون خبر وللزكاة متعلقان بفاعلون وضمن فاعلون معنى مؤدون وقيل اللام زائدة في المفعول به لتقدمه على عامله.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ} والذين عطف على ما تقدم وهم مبتدأ وحافظون خبر ولفروجهم متعلقان بحافظون. {إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ} إلا أداة استثناء وعلى أزواجهم في موضع الحال أي إلا والين على أزواجهم أو قوامين عليهن قال الزمخشري: من قولك كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان ونظيره كان زياد على البصرة أو واليا عليها ومنه قولهم: فلانة تحت فلان ومن ثم سميت المرأة فراشا والمعنى أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم أو تعلق {على} بمحذوف يدل عليه {غير ملومين} كأنه قيل يلامون إلا على أزواجهم أي يلامون على كل مباشرة إلا على ما أطلق لهم فإنهم غير ملومين عليه أو تجعله صلة لحافظين من قولك احفظ علي عنان فرسي على تضمينه معنى النفي كما ضمن قولهم نشدتك باللّه إلا فعلت معنى ما طلبت منك إلا فعلك. وذهب الفراء إلى أن {على} بمعنى من أي إلا من أزواجهم كما جاءت من بمعنى على في قوله: {ونصرناه من القوم}، وأو حرف عطف وما عطف على أزواجهم وجملة ملكت أيمانهم صلة وعبر بما دون من وان كان المقام لها لنقصهن لأنهن السراري والسرية: الأمة التي بوأتها بيتا وهي فعلية منسوبة إلى السر وهو الجماع أو الإخفاء لأن الإنسان كثيرا ما يسرها ويسترها عن حرّته، وضمت السين لأن الأبنية قد تغير في النسب كما قالوا في النسب إلى الدهر دهري والى الأرض السهلة سهلي بضم أولهما والجمع سراري وقال الأخفش هي مشتقة من السرور لأن الإنسان يسرّ بها، وعبارة المصباح: والسرية فعلية قيل مأخوذة من السر بالكسر وهو النكاح فالضم على غير قياس فرقا بينها وبين الحرّة إذا نكحت سرا فإنه يقال لها سرية بالكسر على القياس وقيل من السر بالضم بمعنى السرور لأن مالكها يسر بها فهو على القياس.
{فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} الجملة تعليل للاستثناء وان واسمها وغير ملومين خبرها. {فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ} الفاء استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ وابتغى فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره هو ووراء الظرف متعلق بمحذوف صفة وهذا المحذوف مفعول ابتغى أي ابتغى شيئا كائنا وراء ذلك ولك أن تجعل وراء بمعنى خلاف فتنصبه على أنه مفعول به وذلك مضاف اليه والفاء رابطة لجواب الشرط وأولئك مبتدأ وهم مبتدأ ثان والعادون خبر أولئك أو هم ضمير فصل والعادون خبر والجملة خبر أولئك. {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ} والذين عطف على ما تقدم وهم مبتدأ وراعون خبره ولأماناتهم متعلقان براعون وعهدهم عطف على أماناتهم.
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ} تقدم إعرابها وهي عطف على ما تقدم. {أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ} أولئك مبتدأ وهم ضمير فصل والوارثون خبر وقد تقدم انه يجوز اعراب هم مبتدأ ثانيا ولكن الأحسن أن يكون للفصل للدلالة على التخصيص. {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ} الذين خبر ثان أو صفة للوارثون وجملة يرثون صلة والفردوس مفعول به وهم مبتدأ وفيها متعلقان بخالدون، وخالدون خبر هم وأنث الفردوس باعتبار المعنى أن الجنة وجملة هم فيها خالدون حال.

.البلاغة:

1- التفصيل:
تميزت السورة ببراعة استهلالها لأنها ذكرت أحوال المؤمنين على جهة التفصيل، والتفصيل على قسمين: متصل ومنفصل، فالمتصل كل كلام وقع فيه أما أو ما كقوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} إلى آخر الكلام، وأما المنفصل فهو ما يأتي مجمله في مكان ومفصله في مكان آخر كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون} إلى قوله تعالى: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} فإن قوله تعالى وراء ذلك إجمال المحرمات وقد تقدمت مفسّرة في سورة النساء بقوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ} إلى قوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ} فإن هذه الآية اشتملت على خمسة عشر محرما من أصناف النساء، ذوات الأرحام ثلاثة عشر صنفا ومن الأجانب صنفان.
2- الطباق:
وفي قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} طباق إيجاب، فقد جمع سبحانه للمؤمنين في هذا الوصف بين الفعل والترك إذ وصفهم بالخشوع في الصلاة وترك اللغو وهذا كله من طباق الإيجاب المعنوي، وقد حمدوا الخشوع كثيرا، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: «لو خشع قلبه خشعت جوارحه» ونظر الحسن إلى رجل يعبث بالحصى وهو يقول: اللهم زوجني بالحور العين فقال: بئس الخاطب أنت تخطب وأنت تعبث.