فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{قُلْ لِمَنِ الأرض وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {قل} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت والجملة استئنافية، و{لمن} خبر مقدم ومن استفهامية و{الأرض} مبتدأ مؤخر {ومن} عطف على {الأرض} و{من} موصولية وعبر عنهم بمن تغليبا للعقلاء كما تقرر وفيها متعلقان بمحذوف صلة {من} و{إن} شرطية و{كنتم تعلمون} كان واسمها وجملة {تعلمون} خبرها و{كنتم} فعل الشرط والجواب محذوف أي فأخبروني بخالقهما، وفي هذا تلويح بغباوتهم.
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} الجملة مستأنفة مسوقة للاخبار من اللّه تعالى عما يقع منهم في الجواب قبل وقوعه و{للّه} متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة مقول القول، {قل} فعل أمر والمراد بالأمر التوبيخ والتأنيب والهمزة للاستفهام الانكاري التوبيخي والفاء عاطفة على محذوف ولا نافية و{تذكرون} فعل مضارع بحذف إحدى التاءين والأصل تتذكرون. {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} {من} اسم استفهام مبتدأ و{رب السموات السبع} خبره {ورب العرش العظيم} عطف عليه. {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} {للّه} خبر لمبتدأ محذوف أي لابد لهم أن يقولوا ذلك وأتى باللام نظرا إلى معنى السؤال، فإن قولك من ربه ولمن هو في معنى واحد كقولك من رب هذه الدار فيقال زيد ويقال لزيد. {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ} {من} اسم استفهام مبتدأ ويده خبر مقدم و{ملكوت كل شيء} مبتدأ مؤخر والجملة خبر من والتاء والواو في {ملكوت} زائدتان للمبالغة كزيادتهما في الرحموت والرهبوت من الرحمة والرهبة، والملكوت الملك العظيم والعز والسلطان، والملكوت السماوي هو محل القديسين في السماء، والواو عاطفة أو حالية {وهو} مبتدأ وجملة {يجير} خبر والواو عاطفة وجملة {لا يجار} عطف على يجير والمعنى يغيث من يشاء ويحرسه ولا يغاث أحد منه وعدي بعلى لتضمنه معنى النصر.
{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {إن} شرطية و{كنتم} فعل الشرط والجواب محذوف كما تقدم أي فأخبروني. {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} {للّه} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف وفيه نظر إلى أن المعنى من له ما ذكر والتقدير في الأولى قل من له السموات السبع وفي الثاني قل من له ملكوت كل شيء فلام الجر مقدرة في السؤال فظهرت في الجواب نظرا للمعنى وقد قرىء بإسقاطها مع رفع الجلالة جوابا على اللفظ لقوله: {من} لأن المسئول به مرفوع المحل وهو من فجاء جوابه مرفوعا مطابقا له في اللفظ. {فأنى} الفاء الفصيحة وأنى اسم استفهام بمعنى كيف وهي في محل نصب على الحال و{تسحرون} فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل. {بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ} {بل} حرف إضراب وعطف و{أتيناهم} فعل وفاعل ومفعول به و{بالحق} حال والواو حالية وان واسمها واللام المزحلقة و{كاذبون} خبر إن.
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ} {ما} نافية و{اتخذ اللّه} فعل وفاعل و{من} حرف جر زائد و{ولد} مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به والواو عاطفة و{ما} نافية و{كان} فعل ماض ناقص و{معه} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم و{من} حرف جر زائد و{إله} مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه اسم كان. {إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ} {إذًا} حرف جواب وجزاء مهمل والى هذا ذهب الفراء وقد تقدم القول فيه في الاسراء واليه جنح الزمخشري قال: فإن قلت إذن لا تدخل إلا على كلام هو جواب وجزاء فكيف وقع قوله: {إذًا لذهب} جوابا وجزاء ولم يتقدم شرط ولا سؤال سائل؟ قلت: الشرط محذوف تقديره لو كان معه آلهة فحذف لدلالة: {وما كان معه من إله} واختار غير الفراء والزمخشري أن تكون إذن بمعنى لو الامتناعية وعليه جرى البيضاوي قال: أي لو كان معه آلهة كما تقولون لذهب كل واحد منهم بما خلقه واستبد به وامتاز ملكه عن ملك الآخرين ووقع بينهم التحارب والتغالب كما هو حال ملوك الدنيا فلم يكن بيده وحده ملكوت كل شيء واللازم باطل بالإجماع والاستقراء وقيام البرهان على استناد جميع الكائنات إلى واجب واحد. واللام واقعة في جواب الشرط على كلا القولين، وذهب كل إله فعل وفاعل والجملة لا محل لها و{بما خلق} متعلقان بذهب وجملة {خلق} صلة {ولعلا بعضهم على بعض} عطف على ما تقدم. {سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} {سبحان اللّه} نصب على المصدر و{عما} متعلقان بسبحان وجملة {يصفون} صلة ويجوز أن تكون {ما} مصدرية أي عن وصفهم. {عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} {عالم الغيب} بالجر على البدلية من الجلالة أو صفة له وقرئ بالرفع على القطع فهو خبر لمبتدأ محذوف، فتعالى الفاء عاطفة كأنه قال علم الغيب فتعالى، و{عما} متعلقان بتعالى وجملة {يشركون} صلة. {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ} {رب} منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة و{إما} أدغمت إن الشرطية بما الزائدة و{تريني} فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم فعل الشرط والنون للوقاية والياء مفعول به وما مفعول به ثان فهي بصرية تعدت لمفعولين بواسطة الهمزة لأنه من أرى الرباعي وجملة {يوعدون} صلة ما والعائد محذوف أي يوعدون به من العذاب {رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} هذا جواب الشرط والفاء رابطة وأعيد لفظ {رب} منادى مبالغة في التضرع والابتهال ولا ناهية و{تجعلني} فعل مضارع مجزوم بلا والنون للوقاية والياء مفعول به أول و{في القوم} مفعول به ثان و{الظالمين} صفة.
{وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ} الواو عاطفة على ما تقدم وان واسمها وعلى {أن نريك} متعلقان بقادرون و{أن} حرف مصدري ونصب ونرى مضارع منصوب بأن والفاعل مستتر تقديره نحن والكاف مفعول به أول وما مفعول به ثان وقد تقدم القول في أرى البصرية، واللام المزحلقة وهي لام الابتداء زحلقت إلى الخبر وقادرون خبر إنا.
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ} كلام مستأنف مسوق لحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصفح عن مساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإحسان. و{ادفع} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت و{بالتي} جار ومجرور متعلقان بادفع و{التي} نعت لمحذوف أي الخصلة، و{هي أحسن} مبتدأ وخبر والجملة الاسمية صلة {التي} و{السيئة} مفعول به وجملة {نحن أعلم} حالية و{نحن} مبتدأ و{أعلم} خبر و{بما} متعلقان بأعلم وجملة {يصفون} صلة ويجوز أن تكون ما مصدرية أي بوصفهم لك وسوء ذكرهم.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} عدول عن مقتضى السياق لسرّ بليغ فالظاهر أن يقول ادفع بالحسنة السيئة ولكنه عدل عن مقتضى الكلام لما فيه من التفصيل، والمعنى: ادفع السيئة بما أمكن من الإحسان حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان وبذل الاستطاعة فيه كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة، ولمعترض أن يقول كيف تسوغ هذه المفاضلة التي هي اشتراك في أمر والتميز بغيره وليس ثمة أي اشتراك بين الحسنة والسيئة فانهما ضدان متقابلان فما وجه هذه المفاضلة اذن؟
والجواب: ان الحسنة من باب الحسنات أزيد من السيئة من باب السيئات فتجيء المفاضلة مما هو أعم من كون هذه حسنة وهذه سيئة وذلك شأن كل مفاضلة بين ضدين كقولك العسل أحلى من الخل يعني أنه في الأصناف الحلوة أميز من الخل في الأصناف الحامضة وليس لأن بينهما اشتراكا خاصا، ومن هذا الوادي ما يحكى عن أشعب الماجن أنه قال: نشأت أنا والأعمش في حجر فلان فما زال يعلو وأسفل حتى استوينا بمعنى أنهما استويا في بلوغ كل منهما الغاية: أشعب بلغ الغاية على السفلة والأعمش بلغ الغاية على العلية.
هذا ويجوز أن يراد وجه آخر وهو أن تكون المفاضلة بين الحسنات التي تدفع بها السيئة فانها قد تدفع بالصفح والإغضاء ويقنع في دفعها بذلك وقد يزاد على الصفح الإكرام وقد تبلغ غايته ببذل الاستطاعة فهذه الأنواع من الدفع كلها دفع بحسنة ولكن أحسن هذه الحسنات في الدفع هي الأخيرة لاشتمالها على عدد من الحسنات، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأحسن الحسنات في دفع السيئة وعندئذ تجري المفاضلة على حقيقتها من غير تأويل.

. [سورة المؤمنون: الآيات 97- 104].

{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحًا فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (104)}.

.اللغة:

هَمَزاتِ: جمع همزة وهي النخسة والدفعة بيد وغيرها وفي الأساس واللسان: همز رأسه عصره وهمز الجوزة بكفه، ومن المجاز: همز الرجل في قفاه: غمز بعينه ورجل همزة وهمّاز والشيطان يهمز الإنسان: يهمس في قلبه وسواسا ويقال: أعوذ باللّه من همسه وهمزه ولمزه و{أعوذ بك من همزات الشياطين} وفي المختار: وهمزات الشيطان: خطراته التي يخطرها بقلب الإنسان. قلت: وأصل الهمز النخس ومنه مهماز الرائض، شبّه حثهم الناس على المعاصي بهمز الرائض الدواب على المشي والجمع للمرّات أو لتنوع الوساوس.
بَرْزَخٌ: حاجز يصدهم عن الرجوع إلى الدنيا، والبرزخ هو الحاجز بين المتنافيين، وقيل الحجاب بين الشيئين أن يصل أحدهما إلى الآخر، وقال الراغب: أصله برزه فعرّب وهو في القيامة الحائل بين الإنسان وبين المنازل الرفيعة، والبرزخ قيل هو الحائل بين الإنسان وبين الرجعة التي يتمناها.
تَلْفَحُ اللفح أشد النفح لأنه الإصابة بشدة والنفح الاصابة مطلقا كما في قوله تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ} وفي القاموس لفح يلفح من باب فتح فلانا بالسيف ضربه به، ولفحت النار لفحا ولفحانا أو السموم بحرها فلانا أصابت وجهه وأحرقته.
كالِحُونَ: الكلوح أن تتقلص الشفتان وتتشمرا عن الأسنان كما ترى الرؤوس المشوية، وعن مالك بن دينار: كان سبب نوبة عتبة الغلام أنه مرّ في السوق برأس قد أخرج من التنور فغشي عليه ثلاثة أيام ولياليهن وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته» وفي المختار: الكلوح تكشّر في عبوس وبابه خضع. قلت: ومنه كلوح الأسد أي تكشيره عن أنيابه ودهر كالح وبرد كالح أي شديد.

.الإعراب:

{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ} الواو استئنافية والجملة مستأنفة ولك أن تعطفها على ما تقدم و{رب} منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة و{أعوذ} فعل مضارع وفاعل مستتر تقديره أنا، و{بك} متعلقان بأعوذ وكذلك قوله: {من همزات الشياطين} {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} عطف على ما تقدم وأعيد كل من العامل والنداء مبالغة وزيادة اعتناء بهذه الاستعاذة، و{أن} حرف مصدري ونصب ويحضرون منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والنون للوقاية والواو فاعل وياء المتكلم المحذوفة في محل نصب مفعول به.
{حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحًا فِيما تَرَكْتُ} يجوز أن تكون غاية ليصفون متعلقة بها أي لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت، ويجوز أن تكون ابتدائية، و{إذا} ظرف مستقبل متعلق بقال وجملة {جاء} مضاف إليها الظرف و{أحدهم} مفعول به مقدم و{الموت} فاعل مؤخر وجملة {قال} لا محل لها و{رب} منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة و{ارجعون} فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة فاعل والنون للوقاية والياء المحذوفة لرسم المصحف مفعول به وإنما جمع والمخاطب واحد وهو اللّه تعالى للتعظيم وقال أبو البقاء: فيه ثلاثة أوجه أحدها انه جمع على التعظيم كما قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر}. وكقوله تعالى: {ألم تر أن اللّه أنزل من السماء ماء فأخرجنا} والثاني أنه أراد يا ملائكة ربي ارجعون والثالث أنه دل بلفظ الجمع على تكرير القول فكأنه قال ارجعني ارجعني. وما ذكرناه أولى ولعل واسمها وجملة {أعمل} خبرها و{صالحا} مفعول به أو مفعول مطلق و{فيما} صفة لصالحا أو متعلقان باعمل وجملة {تركت} صلة أي ضيعت من عمري من دون جدوى أو فائدة. {كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} {كلا} حرف ردع وزجر وسيأتي القول فيها مفصلا أي لن تكون له رجعة وإن واسمها وكلمة خبرها وسيأتي بحث مفيد عن الكلمة في باب الفوائد و{هو} مبتدأ و{قائلها} خبر والجملة الاسمية صفة لكلمة والواو إما عاطفة وإما حالية {ومن ورائهم} خبر مقدم و{برزخ} مبتدأ و{الى يوم} صفة لبرزخ وجملة {يبعثون} مضاف إليها الظرف، وليس المراد انهم يرجعون يوم البعث ولكنه اقناط كلي عن الرجوع إلى الدنيا فليست الغاية داخلة في المغيا وانما المراد أنه غيا رجوعهم بالمحال فهو يشبه قوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ}.
{فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ} الفاء استئنافية وإذا ظرف مستقبل متعلق بما في الجواب من معنى النفي أي انتفى ذلك، وجملة {نفخ} مضاف إليها الظرف و{في الصور} متعلقان بنفخ والفاء رابطة لجواب إذ ولا نافية للجنس و{أنساب} اسمها مبني على الفتح و{بينهم} ظرف متعلق بمحذوف خبرها و{يومئذ} ظرف متعلق بمحذوف صفة لأنساب أو بالمحذوف الذي تعلق به الخبر والتنوين في {يومئذ} عوض عن جملة تقديرها يوم نفخ الصور، وسيأتي معنى نفي الأنساب في باب البلاغة، {ولا يتساءلون} عطف على ما سبق و{يتساءلون} فعل مضارع وفاعل أي لا يسأل بعضهم بعضا عنها كما سيأتي.
{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفاء للتفريع والجملة معطوفة أو مستأنفة ومن شرطية مبتدأ و{ثقلت} فعل الشرط و{موازينه} فاعل فأولئك الفاء رابطة للجواب لأنه جملة اسمية و{أولئك} مبتدأ و{هم} مبتدأ ثان أو ضمير فصل و{المفلحون} خبر أولئك أو خبر {هم} والجملة خبر أولئك. {وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ} الجملة معطوفة على سابقتها ومثيلتها و{في جهنم} متعلقان بخالدون و{خالدون} خبر لمبتدأ محذوف أو خبر بعد خبر لأولئك وارتأى الزمخشري أن يكون بدلا من {خسروا أنفسهم} ولا محل للبدل والمبدل منه لأن صلة الموصول لا محل لها. {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ} الجملة مستأنفة أو خبر ثان أو حال و{وجوههم} مفعول به مقدم و{النار} فاعل مؤخر والواو عاطفة أو حالية {وهم} مبتدأ و{فيها} متعلقان بكالحون أو بمحذوف حال من هم و{كالحون} خبر.