فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرجه الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في سننه عنه عن أبي هريرة: «أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت: {الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خاشعون} فطأطأ رأسه».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سيرين بلفظ: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون رؤوسهم وأبصارهم إلى السماء في الصلاة يلتفتون يمينًا وشمالًا، فأنزل الله {قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خاشعون} فمالوا برؤوسهم فلم يرفعوا أبصارهم بعد ذلك في الصلاة، ولم يلتفتوا يمينًا وشمالًا.
وأخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه عن عليّ: أنه سئل عن قوله: {الذين هُمْ في صَلاَتِهِمْ خاشعون} قال: الخشوع في القلب، وأن تلين كتفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خاشعون} قال: خائفون ساكنون.
وقد ورد في مشروعية الخشوع في الصلاة والنهي عن الالتفات وعن رفع البصر إلى السماء أحاديث معروفة في كتب الحديث.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {والذين هُمْ عَنِ اللغو مُّعْرِضُونَ} قال: الباطل.
وأخرج عبد الرزاق، وأبو داود في ناسخه عن القاسم بن محمد: أنه سئل عن المتعة فقال: إني لأرى تحريمها في القرآن، ثم تلا: {والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافظون إِلاَّ على أزواجهم أَوْ مَا مَلَكَتْ أيمانهم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود أنه قيل له: إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن: {الذين هُمْ على صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23].
{والذين هُمْ على صلاتهم يحافظون} قال: ذلك على مواقيتها، قالوا: ما كنا نرى ذلك إلا على تركها، قال: تركها كفر.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، والحاكم وصححه عن أبي هريرة في قوله: {أولئك هُمُ الوارثون} قال: يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم التي أعدت لهم لو أطاعوا الله.
وأخرج سعيد بن منصور وابن ماجه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله، فذلك قوله: {أولئك هُمُ الوارثون}» وأخرج عبد بن حميد، والترمذي وقال: حسن صحيح غريب عن أنس، فذكر قصة، وفيها أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها»، ويدلّ على هذه الوراثة المذكورة هنا قوله تعالى: {تِلْكَ الجنة التي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63].وقوله: {تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43].
ويشهد لحديث أبي هريرة هذا ما في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى» وفي لفظ له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديًا أو نصرانيًا، فيقول: هذا فكاكك من النا». اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)}.
أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن المنذر والعقيلي والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب قال: «كان إذا نزل على رسول الله صلى الله وعليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل، فأنزل عليه يومًا فمكثنا ساعة، فسري عنه فاستقبل القبلة فرفع يديه فقال: اللهم زدنا ولا تُنْقِِِِِِِِصْنَا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا ارضنا، ثم قال: لقد أنزلت على عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ {قد أفلح المؤمنون} حتى ختم العشر».
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة، كيف كان خلق رسول الله صلى الله وعليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن. ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنون {قد أفلح المؤمنون} فقرأ حتى بلغ العشر فقالت: هكذا كان خلق رسول الله صلى الله وعليه وسلم.
واخرج ابن عدي والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده وقال لها: تكلمي. فقالت {قد أفلح المؤمنون}».
وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه من حديث ابن عباس مثله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله: {قد أفلح المؤمنون} قال: قال كعب: لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة: خلق آدم بيده، والتوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده ثم قال: تكلمي.. فقالت: {قد أفلح المؤمنون} لما علمت فيها من الكرامة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: لما غرس الله الجنة نظر إليها فقال: {قد أفلح المؤمنون}.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال: لما خلق الله الجنة قال: {قد أفلح المؤمنون} وأنزل الله به قرآنًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {قد أفلح المؤمنون} يعني: سعد المصدقون بتوحيد الله.
وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن مصرف أنه كان يقرأ {قد أفلح المؤمنون} برفع أفلح.
وأخرج عن عاصم أنه قرأ بنصب أفلح.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {قد أفلح المؤمنون} قال: فازوا وسعدوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول لبيد:
فاعقلي إن كنت ما تعقلي ** ولقد أفلح من كان عقل

{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}.
أخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في سننه عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن رسول الله صلى الله وعليه وسلم كان إذا صلى يرفع بصره إلى السماء، فنزلت {الذين هم في صلاتهم خاشعون}.
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في مراسيله وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من وجه آخر عن ابن سيرين قال: «كان النبي صلى الله وعليه وسلم إذا قام في الصلاة نظر هكذا وهكذا يمينًا وشمالًا، فنزلت {الذين هم في صلاتهم خاشعون} فحنى رأسه».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ويلتفتون يمينًا وشمالًا، فأنزل الله {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} فقالوا برؤوسهم، فلم يرفعوا أبصارهم بعد ذلك في الصلاة، ولم يلتفتوا يمينًا ولا شمالًا».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما ينظر إلى الشيء في الصلاة فرفع بصره حتى نزلت آية، إن لم تكن هذه فلا أدري ما هي {الذين هم في صلاتهم خاشعون} فوضع رأسه».
وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت {الذين هم في صلاتهم خاشعون} فطأطأ رأسه».
وأخرج ابن مردوية عن ابن عمر في قوله: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: كانوا إذا قاموا في الصلاة اقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم، وعلموا أن الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينًا ولا شمالًا.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن على أنه سئل عن قوله: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: الخشوع في القلب، وإن تلين كنفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: خائفون، ساكنون.
وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعوذوا بالله من خشوع النفاق. قالوا يا رسول الله وما خشوع النفاق؟ قال: خشوع البدن، ونفاق القلب».
وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال: استعيذوا بالله من خشوع النفاق.
قيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: إن ترى الجسد خاشعًا والقلب ليس بخاشع.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: الخشوع في القلب هو الخوف، وغض البصر في الصلاة.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جريرعن إبراهيم {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: الخشوع في القلب. وقال: ساكتون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهزي {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: هو سكون المرء في صلاته.
وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال: الخشوع في الصلاة السكوت فيها.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مجاهد عن عبدالله بن الزبير. أنه كان يقوم للصلاة كأنه عود، وكان أبو بكر رضي الله عنه يفعل ذلك. وقال مجاهد: هو الخشوع في الصلاة.
واخرج الحكيم الترمذي من طريق القاسم بن محمد عن أسماء بنت أبي بكر عن أم رومان والدة عائشة قالت: رآني أبو بكر الصديق رضي الله عنه أتميل في صلاتي، فزجرني زجرة كدت أنصرف من صلاتي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه، لا يتميل تميل اليهود فإن سكون الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة».
وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه رأى رجلًا يعبث بلحيته في صلاته فقال: لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه».
وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة قال: سألت مسلم بن يسار عن الخشوع في الصلاة فقال: تضع بصرك حيث تسجد.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي عن عائشة قالت: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد».
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة أنه قال في مرضه «اقعدوني، اقعدوني، فإن عندي وديعة أودعتها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يلتفت أحدكم في صلاته، فإن كان لابد فاعلًا ففي غير ما افترض الله عليه».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طريق عطاء قال سمعت أبا هريرة يقول: «إذا صليت فإن ربك أمامك وأنت مناجيه فلا تلتفت. قال عطاء: وبلغني أن الرب يقول: يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ أنا خير لك ممن تلتفت إليه».