فصل: (سورة النور: آية 57):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة النور: آية 57]:

{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)}.

.الإعراب:

{لا} ناهية جازمة {تحسبنّ} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، والفاعل أنت {معجزين} مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء {في الأرض} متعلّق ب {معجزين} الواو عاطفة والثانية استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {بئس} فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ {المصير} فاعل بئس مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف.
جملة: {لا تحسبنّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {مأواهم النار} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
بل هم مقهورون ومأواهم النار.
وجملة: {بئس المصير} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.

.[سورة النور: الآيات 58- 60]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)}.

.الإعراب:

{أيّها} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {الذين} بدل من أيّ في محلّ نصب اللام لام الأمر {الذين} الثاني معطوف على الموصول الأول فاعل يستأذن في محلّ رفع {منكم} متعلّق بحال من فاعل يبلغوا {ثلاث} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده، {من قبل} متعلّق ب {يستأذنكم} {حين} ظرف منصوب متعلّق ب {يستأذنكم} {من الظهيرة} متعلّق ب {تضعون} و{من} إمّا لبيان الجنس أي من وقت الظهيرة أو هي سببيّة أي بسبب حرّ الظهيرة {من بعد} متعلّق ب {يستأذنكم} {ثلاث} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أو هذه، بحذف مضاف أي: أوقات ثلاث عورات {لكم} متعلّق بنعت ل {عورات} {عليكم} متعلّق بخبر ليس {لا} زائدة لتأكيد النفي {عليهم} مثل الأول ومعطوف عليه {جناح} اسم ليس مؤخّر مرفوع {بعدهنّ} ظرف منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به عليكم وعليهم {طوّافون} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم {عليكم} متعلّق ب {طوّافون} {بعضكم} مبتدأ خبره الجارّ {على بعض} {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يبيّن {لكم} متعلّق ب {يبيّن} الواو اعتراضيّة- أو حاليّة- {حكيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: النداء وجوابها... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يستأذنكم الذين} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ملكت أيمانكم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {لم يبلغوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثالث.
وجملة: {تضعون} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ليس عليكم جناح} في محلّ رفع نعت لثلاث.. أو في محلّ جرّ نعت لعورات.
وجملة: هي {ثلاث} لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: هم {طوّافون} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {بعضكم على بعض} لا محلّ لها بدل من جملة هم طوّافون.
وجملة: {يبيّن اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه عليم} لا محلّ لها اعتراضيّة أو في محلّ نصب حال.
59- الواو عاطفة {منكم} متعلّق بحال من الأطفال الفاء رابطة لجواب الشرط اللام لام الأمر {ما} حرف مصدريّ {من قبلهم} متعلّق بمحذوف صلة الموصول {الذين}.
والمصدر المؤوّل {ما استأذن} في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يستأذنوا، {كذلك يبيّن} {عليم حكيم} مرّ إعراب نظيرها في الآية السابقة.
وجملة: {بلغ الأطفال} في محلّ مضاف إليه.
وجملة: {يستأذنوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {استأذن الذين} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
وجملة: {يبيّن اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه عليم} لا محلّ لها اعتراضيّة أو في محلّ نصب حال.
60- الواو عاطفة {من النساء} حال من القواعد {اللاتي} اسم موصول في محلّ رفع نعت للقواعد {لا} نافية {يرجون} مضارع مبنيّ على السكون.
والنون ضمير في محلّ رفع فاعل الفاء زائدة، {عليهنّ} متعلّق بخبر ليس {جناح} اسم ليس مؤخّر مرفوع {يضعن} مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب بأن.. والنون فاعل.
والمصدر المؤوّل {أن يضعن} في محلّ جرّ ب {في} محذوف متعلّق ب {جناح} أي في أن يضعن.
{غير} حال منصوبة من النون في {يضعن} {بزينة} متعلّق ب {متبرّجات} الواو عاطفة {أن يستعففن} مثل أن يضعن {لهنّ} متعلّق ب {خير} الواو استئنافيّة.. والمصدر المؤوّل {أن يستعففن} في محلّ رفع مبتدأ خبره {خير}.
وجملة: {القواعد} {ليس عليهنّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة: إذا بلغ... من الشرط وفعله وجوابه المعطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {لا يرجون} لا محلّ لها صلة الموصول {اللاتي}.
وجملة: {ليس عليهنّ جناح} في محلّ رفع خبر المبتدأ {القواعد}.
وجملة: {يضعن} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: الاستعفاف خير لهنّ لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يستعففن} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {اللّه سميع} لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.

.الصرف:

{الحلم} اسم للبلوغ أو مصدر من الثلاثيّ حلم يحلم باب نصر، وزنه فعل بضمّتين.
{الظهيرة} اسم لوقت الظهر وانتصاف النهار، وزنه فعيلة بفتح الفاء.
{طوّافون} جمع طوّاف، مبالغة اسم الفاعل من طاف يطوف وزنه فعّال.
(60) القواعد: جمع قاعد- من غير تاء- لأنها صفة لمن قعدت عن حيض أو زواج أو حبل... اسم فاعل من الثلاثيّ قعد، وزنه فاعل والجمع فواعل.
{متبرّجات} جمع متبرّجة، مؤنّث متبرّج، اسم فاعل من تبرّج الخماسيّ وهو التكلّف في إظهار ما يخفى، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.

.البلاغة:

عكس الظاهر: في قوله تعالى: {غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ}.
وبعضهم يسمي هذا الفن نفي الشيء بإيجابه، وهو من محاسن الكلام، فإذا تأملته، وجدت باطنه نفيا وظاهره إيجابا، أو أن تذكر كلاما، يدل ظاهره على أنه نفي لصفة موصوف، وهو نفي للموصوف أصلا، والمراد هنا في الآية والقواعد من النساء اللاتي لا زينة لهن فيتبرجن بها لأن الكلام فيمن هي بهذه المثابة، وكأن الغرض من ذلك، أن هؤلاء استعفافهن عن وضع الثياب خير لهن، فما ظنك بذوات الزينة من الثياب، وأبلغ ما في ذلك، أنه جعل عدم وضع الثياب في حق القواعد في الاستعفاف، إيذانا بأن وضع الثياب لا مدخل له في العفة، هذا في القواعد فكيف بالكواعب؟!.

.الفوائد:

1- الظرف غير المتصرف:
الظرف غير المتصرف نوعان:
أ- النوع الأول: ما يلازم النصب على الظرفية أبدا، فلا يستعمل إلا ظرفا منصوبا، نحو قط وعوض وبينا وبينما وإذا وأيان وأنى وذا صباح وذات ليلة ومنه ما ركّب من الظروف، كصباح مساء، وليل ليل.
ب- النوع الثاني: ما يلزم النصب على الظرفية، أو الجرّ بمن أو إلى أو حتى أو مذ أو منذ، نحو قبل وبعد، كما في الآية، وكذلك فوق وتحت ولدي ولدن وعند ومتى وأين وهنا وثمّ وحيث والآن.
وتجرّ قبل وبعد ب من من حروف الجر، وتجرّ فوق وتحت ب من وإلى، وتجرّ لدى ولدن وعند ب من، وتجرّ متى ب إلى وحتى، وتجرّ أين وهنا وثمّ وحيث ب من وإلى، وقد تجرّ حيث ب في أيضا، وتجرّ الآن ب من وإلى ومذ ومنذ. وفي ذلك شروح.
2- أسباب النزول:
قيل: إن مدلج بن عمرو، وهو غلام أنصاري، أرسل من قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليدعو عمر وقت الظهيرة، فدخل عليه وهو نائم، وقد انكشف عنه ثوبه، فقال عمر:
لوددت أن اللّه عز وجل نهى آباءنا، وأبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا هذه الساعات إلا بإذن. ثم انطلق معه إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجده وقد أنزلت هذه الآية. وهي إحدى الآيات المنزلة بسبب عمر.
وقيل: نزلت في أسماء بنت أبي مرثد.
وقيل: نزلت بأعرابي نظر إلى بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من خصاص الباب. وقد تتكرر الحوادث ويبقى السبب واحدا فتأمّل.

.[سورة النور: آية 61]:

{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتاتًا فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)}.

.الإعراب:

{ليس على الأعمى حرج} مثل ليس عليكم... جناح، وكذلك {على الأعرج حرج على المريض حرج} فهو معطوف على خبر ليس واسمه و{لا} زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة {على أنفسكم} متعلّق بما تعلّق به {على الأعمى} لأنّه معطوف عليه، {من بيوتكم} متعلّق ب {تأكلوا} {أو} حرف عطف للإباحة في المواضع العشرة، والأسماء المضافة في ما بين حروف العطف متعاطفة مجرورة.
والمصدر المؤوّل {أن تأكلوا} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب {حرج} أي حرج في أن تأكلوا.
{جميعا} حال منصوبة من فاعل تأكلوا {أو} حرف عطف للتخيير {أشتاتا} معطوف على {جميعا} منصوب الفاء عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط {على أنفسكم} متعلّق ب {سلّموا} {تحيّة} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه {من عند} متعلّق بنعت ل {تحيّة} {كذلك يبيّن}.
{تعقلون} مرّ إعراب نظيرها.
جملة: {ليس على الأعمى حرج} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تأكلوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {ملكتم} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {ليس عليكم جناح} لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة.
وجملة: تأكلوا الثانية لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} الثاني.
وجملة: {دخلتم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {سلّموا} لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: {يبيّن اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لعلّكم تعقلون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: {تعقلون} في محلّ رفع خبر لعلّ.