فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وتقدم في آخر سورة النحل (125).
وفعل {يعظكم} لا يتعدى إلى مفعول ثان بنفسه، فالمصدر المأخوذ من {أن تعودوا} لا يكون معمولًا لفعل {يعظكم} إلا بتقدير شيء محذوف، أو بتضمين فعل الوعظ معنى فعل متعدّ، أو بتقدير حرف جر محذوف، فلك أن تضمّن فعل {يعظكم} معنى التحذير.
فالتقدير: يحذركم من العود لمثله، أو يقدّر: يعظكم الله في العود لمثله، أو يقدر حرف نفي، أي أن لا تعودوا لمثله، وحذف حرف النفي كثير إذا دل عليه السياق، وعلى كل الوجوه يكون في الكلام إيجاز.
والأبد: الزمان المستقبل كله، والغالب أن يكون ظرفًا للنفي.
وقوله: {إن كنتم مؤمنين} تهييج وإلهاب لهم يبعث حرصهم على أن لا يعودوا لمثله لأنهم حريصون على إثبات إيمانهم، فالشرط في مثل هذا لا يقصد بالتعليق، إذ ليس المعنى: إن لم تكونوا مؤمنين فعودوا لمثله، ولكن لما كان احتمال حصول مفهوم الشرط مجتنبًا كان في ذكر الشرط بعث على الامتثال، فلو تكلم أحد في الإفك بعد هذه الآية معتقدًا وقوعه فمقتضى الشرط أنه يكون كافرًا وبذلك قال مالك.
قال ابن العربي: قال هشام بن عمار: سمعت مالكًا يقول: مَن سَبَّ أبا بكر وعمر أُدِّب، ومَن سَبَّ عائشة قُتل لأن الله يقول: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدًا إن كنتم مؤمنين} فمن سَبَّ عائشة فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قُتل. اهـ.
يريد بالمخالفة إنكار ما جاء به القرآن نصًا وهو يرى أن المراد بالعود لمثله في قضية الإفك لأن الله برأها بنصوص لا تقبل التأويل، وتواتر أنها نزلت في شأن عائشة.
وذكر ابن العربي عن الشافعية أن ذلك ليس بكفر.
وأما السب بغير ذلك فهو مساو لسبِّ غيرها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
{ويبين الله لكم الآيات} أي يجعلها لكم واضحة الدلالة على المقصود والآيات: آيات القرآن النازلة في عقوبة القذف وموعظة الغافلين عن المحرمات.
ومناسبة التذكير بصفتي العلم والحكمة ظاهرة. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)}.
{أَفَضْتُمْ} [النور: 14] أن تندفع إلى الشيء اندفاعًا تقصد فيه السرعة، ومعنى السرعة أن يأخذ الحدث الكبير زمنًا أقلَّ مما يتصوّر له، كالمسافة تمشيها في دقيقتين، فتسرع لتقطعها في دقيقة واحدة، فكأنهم أسرعوا في هذا الكلام لما سمعوه، كما يقولون: خبَّ فيها ووضع.
لكن، لماذا تفضَّل الله عليهم ورحمهم، فلم يمسَّهم العذاب، ولم يُجازهم على افترائهم على أم المؤمنين؟
قالوا: لأن الحق- تبارك وتعالى- أراد من هذه المسألة العبرة والعظة، وجعلها للمؤمنين وسيلةَ إيضاح، فليس المراد أن يُنزل الله بهم العذاب، إنما أن يُعلمهم ويعطيهم درسًا في حِفْظ أعراض المؤمنين.
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)}.
انظر إلى بلاغة الأداء القرآني في التعبير عن السرعة في إفشاء هذا الكلام وإذاعته دون وَعْي ودون تفكير، فمعلوم أن تلقِّي الأخبار يكون بألأُذن لا بالألسنة، لكن من سرعة تناقل هذا الكلام فكأنهم يتلقونه بألسنتهم، كأن مرحلة السماع بالأذن قد ألغيت، فبمجرد أن سمعوا قالوا.
{وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [النور: 15].
{بِأَفْوَاهِكُمْ} [النور: 15] يعني: مجرد كلام تتناقله الأفواه، دون أنْ يُدقِّقوا فيه؛ لذلك قال بعدها {مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [النور: 15] وهذا الكلام ليس هينًا كما تظنون، إنما هو عظيم عند الله؛ لأنه تناول عِرْض مؤمن، وللمؤمن حُرْمته، فما بالك إنْ كان ذلك في حَقِّ رسول الله؟
ثم يقول الحق سبحانه: {ولولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ}.
هذا ما كان ما يجب أن تقابلوا به هذا الخبر، أنْ تقولوا لا يجوز لنا ولا يليق بنا أن نتناقل مثل هذا الكلام. وكلمة {سُبْحَانَكَ} [النور: 16] تقال عند التعجُّب من حدوث شيء. والمعنى: سبحان الله نُنزِّهه ونُجِله ونُعليه أن يسمح بمثل الكذب الشنيع في حقِّ رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا كلام لا يصح أن نتكلم به ولو حتى بالنفي، فإنْ كان الكلام بالإثبات جريمة فالكلام بالنفي فيه مَظنة أن هذا قد يحدث.
كما لو قلت: الوَرِع فلان، أو الشيخ فلان لا يشرب الخمر، فكأنه رغم النفي جعلته مظنة ذلك، فلا يصح أن ينسب إليه السوء ولو بالنفي، فذلك ذَمٌّ في حقِّه لا مدح.
كذلك التحدث بهذه التهمة لا يليق بأم المؤمنين، ولو حتى بالنفي، ومعنى {بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16] كذب يبهت سامعه، ويُدهِشه لفظاعته، وشناعته. فنحن نأنف أن نقول هذا الكلام، ولو كنا منكرين له.
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)}.
الوعظ: أن تأتي لِقمة الأشياء فتعِظ بها، كالرجل حينما يشعر بنهايته يحاول أنْ يعِظَ أولاده ويُوصيهم، لكن لا يُوصيهم بكُلِّ أمور الحياة، إنما بالأمور الهامة التي تمثل القمة في أمور الحياة. ووعظ الحق- تبارك وتعالى- لعبادة من لُطفه تعالى ورحمته، يعظكم؛ لأنه عزيز عليه أنْ يؤاخذكم بذنوبكم.
وتذييل الآية بهذا الشرط: {إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [النور: 17] حثٌّ وإهاجة لجماعة المؤمنين، لينتهوا عن مثل هذا الكلام، وألاَّ يقعوا فيه مرة أخرى، وكأنه تعالى يقول لهم: إنْ عُدْتُم لمثل هذا فراجعوا إيمانكم؛ لأن إيمانكم ساعتها سيكون إيمانًا ناقصًا مشكوكًا فيه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)}.
لأنه أخبر أن جُرْمَهم- وإنْ كان عظيمًا- فإنه في عِلْم اللَّهِ عنهم غير مُؤَثِّر، ولولا أن الله- سبحانه- ينتقم لأوليائه ما لا ينتقم لنفسه فلعلَّه لم يذكُرْ هذه المبالغة في أمرهم؛ فإنَّ الذي يقوله الأجانبُ والكفارُ في وصف الحق- سبحانه- بما يستحيل وجوده وكونه يوفي ويُرْبي على كل سوء- ثم لا يقطع عنهم أرزاقهم، ولا يمنع عنهم أرفاقهم، ولكن ما تتعلَّق به حقوقُ أوليائه- لاسيما حق الرسول صلى الله عليه وسلم فذاك عظيمٌ عند الله.
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)}.
بالَغَ في الشكاية منهم لِمَا أقدموا عليه بما تأذَّى به قلبُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وقلوبُ جميع المخلصين من المسلمين.
ثم قال: {وَتَحْسَبُونَهُ هَنِيًَّا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}: وسبيلُ المؤمنِ ألآ يستصغرَ في الوفاق طاعةً، ولا يستصغرَ في الخلافِ زَلَّةً، فإنَّ تعظيمَ الأمْرِ تعظيمٌ للآمِرِ. وأهل التحقيق لا ينظرون ما ذلك الفعل ولكن ينظرون مَنْ الآمرُ به.
ويقال: يَسيرُ الزَّلَّةِ- يلاحِظُها العبدُ بعين الاستحقار- فتُحْبِط كثيرًا من الأحوال، وتكدِّر كثيرًا من صافي المشارب.
واليسير من الطاعة- ربما يَسْتَقِلُّها العبدُ- ثم فيها نجاتُه ونجاةُ عالَمٍ معه.
{وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)}.
استماعُ الغيبةِ نوعٌ من الغيبة، بل مستمِعُ الغيبة شَرُّ المغتابين؛ إذ بسماعه يَتِمُّ قَصْدُ صاحِبه. وإذا سمِع المؤمنُ ما هو سوءُ قالةٍ في المسلمين- مما لا صِحَّةَ له في التحقيق- فالواجبُ الردُّ على قائله، ولا يكفي في ذلك السكوتُ دون النكير، ويجب ردُّ قائله بأحسنِ نصيحةٍ، وأدقِّ موعظةٍ، ونوع تَشَاغُلٍ عن إظهار المشاركة له فيما يستطيب من نَشْرِه من اخجالٍ لقائله موحشٍ، فإن أبى إلا انهماكًا فيما يقول فيرد عليه بما أمكن؛ لأنه إن لم يسْتَحِ قائلهُ من قوله فلا ينبغي أن يستحيَ المستمعُ من الرَّدِّ عليه.
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17)}.
يتعلَّق هذا بأنَّ مَنْ بَسَطَ لسانَه في عائشة- رضي الله عنها- بعد ذلك لم يكن مؤمنًا لظاهر هذه الآية، ولعمري قائلُ ذلك مرتكبُ كبيرةٍ ولكن لا يخرج عن الإيمان بذلك؛ أي ينبغي للمؤمن ألا يتكلم في هذا، وهذا كما يقول القائل: إذا كُنْتَ أخي فواسِني عند شِدَّتي؛ فإنْ لم تواسِني لم تخرج عن الأُخوَّةِ بذلك ومعنى هذا القول أنَّه ينبغي للأخ أن يواسِيَ أخاه في حال عَثْرَتِه، وتَرْكُ ذلك لا يُبْطِلُ النّسبَ. اهـ.

.قال صاحب روح البيان:

قال في الحكم العطائية وشرحها:
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لعائشة عنها لما نزلت براءتها من الإفك على لسان رسول الله عليه السلام: يا عائشة اشكري رسول الله نصرًا منه لوجه الكمال لها فقالت: لا والله لا أشكر إلا الله رجوعًا منها إلى أصل التوحيد إذ لم يسع غيره في تلك الحال قلبها دلها أبو بكر في ذلك على المقال الأكمل عند الصحو وهو مقام البقاء بالله المقتضى لإثبات الآثار وعمارة الدارين التزامًا لحق الحكم والحكمة وقد قال تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ} (لقمان: 14) فقرن شكرهما بشكره إذ هما أصل وجودك المجازي كما أن أصل وجودك الحقيقي فضله وكرمه فله حقيقة الشكر كما له حقيقة النعمة ولغيره مجازه كما لغيره مجازها وقال عليه السلام: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» فجعل شكر الناس شرطًا في صحة شكره تعالى أو جعل ثواب الله على الشكر لا يتوجه إلا لمن شكر عباده وكانت هي يعني عائشة في ذلك الوقت لا في عموم أوقاتها مصطلمة أي مأخوذة عن شاهدها فلم يكن لها شعور بغير ربها غائبة عن الآثار لما استولى عليها من سلطان الفرح لمنة المولى عليها فلم تشهد إلا الواحد القهار من غير اعتبار لغيره وهذا هو اكمل المقامات في حالها وهو مقام أبينا إبراهيم عليه السلام إذ قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي والله المسؤول في إتمام النعمة وحفظ الحرمة والثبات لمرادات الحق بالآداب اللائقة بها وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ثم قال في التأويلات النجمية: الطريق إلى الله طريقان طريق أهل السلامة وطريق أهل الملامة فطريق أهل السلامة ينتهي إلى الجنة ودرجاتها لأنهم محبوسون في حبس وجودهم وطريق أهل الملامة ينتهي إلى الله تعالى لأن الملامة مفتاح باب حبس الوجود وبها يذوب الوجود ذوبان الثلج بالشمس فعلى قدر ذوبان الوجود يكون الوصول إلى الله تعالى فأكرم الله تعالى عائشة بكرامة الملامة ليخرجها بها من حبس الوجود بالسلامة وهذا يدل على ولايتها لأن الله تعالى إذا تولى عبدًا يخرجه من ظلمات وجوده المخلوقة إلى نور القدم كما قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (البقرة: 257) انتهى. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)}.
أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد أنه قرأ {إذ تلقونه بألسنتكم} قال: يرويه بعضكم عن بعض.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {إذ تلقونه بألسنتكم} قال: يرويه بعضكم عن بعض.
وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن أبي مليكة قال: كانت عائشة تقرأ {إذ تلقونه بألسنتكم} وتقول: إنما هو ولق القول. والولق الكذب قال ابن أبي مليكة: هي أعلم به من غيرها لأن ذلك نزل فيها.
أما قوله تعالى: {وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم}.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في النار أبعد ما بين السماء والأرض».
وأخرج الطبراني عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة».
{وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)}.
أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: كان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته قالت: يا أبا أيوب ألا تسمع ما يتحدث الناس؟ فقال {ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم}.
وأخرج سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة قال: سبحانك! هذا بهتان عظيم.
وأخرج ابن أبي سمي في فوائده عن سعيد بن المسيب قال: كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعا شيئًا من ذلك قالا: سبحانك! هذا بهتان عظيم، زيد بن حارثة، وأبو أيوب.
{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)}.
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدًا} قال يحرج الله عليكم.
وأخرج الفريابي والطبراني عن مجاهد في قوله: {يعظكم الله} قال: ينهاكم. اهـ.