فصل: وقفة مع بعض دعاة تحرير المرأة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.وقفة مع بعض دعاة تحرير المرأة:

.إحسان عبد القدوس:

وهو أحد المسئولين عن إفساد هذا الجيل بما كتبه من روايات تجر الشباب جرًا إلى القاع وتقتل فيهم نوازع السمو والسعي نحو مستوى خلقي أفضل إنه يرضي مظاهر واتجاهات الانحراف فيشجعها ويمجدها ويفلسفها ويرصد اتجاهات الاستقامة والفضيلة فيخذلها ويصدر عنها ويحاربها.
يقول: إحسان: إن إيماني بحرية المرأة ليس له حدود.
وقد كتب في إحدى توجيهاته التي كان يبثها في المجلة التي تحمل اسم والدته اليهودية روز اليوسف: إنني أطالب كل فتاة أن تأخذ صديقها في يدها وتذهب إلى أبيها وتقول له: هذا صديقي! وقال في أخبار اليوم: إنه زار إحدى الجامعات الألمانية ورأى هناك من أوضاع الطلاب والطالبات كذا وكذا- مما يرفض جبين القلم من الخجالة بتسطيره- ثم قال:
فقلت في نفسي: متى أرى ذلك المنظر في جامعة أسيوط! لكي تراه عيون أهل الصعيد وتتعود عليه! اهـ.
وما زال إحسان يقف مع كوكبة من أمثال لويس عوض ونجيب محفوظ ومصطفى أمين ويوسف إدريس في إصرار عجيب على الترويج للفحشاء وتبريرها في نفس الوقت الذي أخذت فيه ظاهرة المرأة المسلمة المحتشمة تبدو واضحة في كل مكان على أنها واقع أصيل يصفع الداعين إلى الشهوات والآثام.

.نجيب محفوظ:

الشاك في كل قيمة المتذبذب في كل فكره الضائع في كل واد المتحدي لعقيدة الأمة والمتجه ناحية المشارب الأخرى يعب منها حتى يطفح فيفيض ما عليه على غيره وينتكس بعد ذلك إلى غيره.
وقد اتضح في آثاره ظاهرتان خطيرتان أولاهما: إشاعة الفاحشة وتبريرها وثانيتهما: الإلحاد ولهذا يوليه الماركسيون اهتمامًا خاصًا وقد استخدموه في دعوتهم إلى الإباحية وإلى المفاهيم الهدامة للأسرة والفتاة وعمل المرأة وعلاقتها بالرجل.

.مصطفى أمين:

خريج مدرسة التابعي والصحافي البارع في وضع السموم في علب ملونة حلوة المظهر تخدع القراء قال الأستاذ أنور الجندي:
كان مصطفى أمين يصنع الأصنام ويعبدها ويحاول أن يجر الشعب معه ليسجد لتلك الأصنام، ومن مواقفه إزاء حركة الإصلاح الإسلامي قوله:
حارب الأحرار في هذه البلد سنوات طويلة لتحصل المرأة على بعض حقها ويظهر أن بعض الناس يريدون العودة بنا إلى الوراء وقد يحدث هذا في أي مكان ولكن لا نفهم أن يحدث في الجامعة مهد التقدم والفكر الحر.
وإذا عرفنا أنه صنيعة طه حسين وسلامة موسى لم نستغرب اجتهاده في تحطيم الشباب فإن أستاذيه كانا يعرفان أنهما يقدمان سمًا من نوع خطير إلى الأجيال الجديدة فيخدمان به دعوتهما ويكونان جيلًا يحمل أفكارها.
ومع أنه قلما يفصح عن أهدافه إلا أنه كتب يومًا تحت عنوان:
الأهداف التي ستعمل لها مصر بعد الاستقلال وجعل من أهدافه التي سيعني بها ويقود لها الرأي العام:
أن يحارب التعصب الديني وأن يجدد الأزهر وأن ينادى بتحرير المرأة قلبيًا لأن الحب الطاهر لا يزال جريمة يعاقب عليها المجتمع والمجتمع المصري إلى اليوم مجتمع لا روح فيه لأنه خال من المرأة والشباب المصري لا شخصية له لأنه ليس في حياته امرأة... ومن أهدافه أن يشجع المرأة على المطالبة بحقوقها السياسية وتولي الوظائف وأن ترث كما يرث الرجل تمامًا وأن يدعو إلى اتحاد شرقي لا اتحاد إسلامي على نظام الولايات المتحدة الأمريكية.
ومع أن أسمى ما تطمح إليه الأمة في هذا العصر هو تطبيق الشريعة الإسلامية نجد مصطفى أمين يسفه هذا المطلب ويقول: إن حضارة مصر عمرها سبعة آلاف سنة ولا يمكن أن تعود القهقري إلى الخلف.

.نزار قباني:

وهو من عصابة المجان الكارهين لما أنزل الله المحرضين على الفساد والفاحشة يقول في بعض أحاديثه:
لو كنت حاكمًا لألغيت مؤسسة الزواج وختمت أبوابها بالشمع الأحمر، ويقول مستهزئًا: العري أكثر حشمة من التستر، وقد حمل لواء الرفض لكل ما يمت إلى الإسلام والعروبة بصلة ويعده المتحررون من أعمدة الدعوة إلى تحرير المرأة، قال الأستاذ أنور الجندي:
أما شعر نزار قباني الذي أوسعت له الصحافة العربية الصفحات فيكفيني في التعريف به ما كتبه محمد سالم غيث في كتاب له حول شعر نزار يقول: لقد خلع نزار ثياب الرجل كثيرًا ولبس ثياب المرأة وتقمص شخصيتها وتحدث بلسانها وقال: إنه يفعل ذلك دفاعًا عن المرأة التي حكم عليها هذا الشرق الغبي بالإعدام، حتى إنه ليقدم أحد كتبه الفاجرة إلى طالبات الجامعة الأمريكية ويقول: إنه كتابكن كتاب كل امرأة حكم عليها هذا الشرق الغبي بالإعدام ونفذ حكمه فيها قبل أن تفتح فمها ولأن هذا الشرق غبي وجاهل ومعقد يضطر رجل مثلي أن يلبس ثياب امرأة ويستعير كحلها وأساورها ليكتب عنها من مفارقات القدر أن أصرخ أنا بلسان النساء ولا تستطيع النساء أن يصرخن بأصواتهن الطبيعية؟.
ولا نستطيع أن نعلق على هذا إلا بما كتبه صالح جودت قائلًا:
لا رحم الله نزار: لقد مات كسوري ومات كعربي ومات كشاعر ومات كإنسان. اهـ.
شعر:
لا بوركت تلك الأكف فإنها ** ضربت على الألباب سدًا عاتيًا

حجبت صديع الرشد عنها فارتمت ** تجتاب ليل الغي أسفع داجيًا

بعثوا الصحائف يلتوين ** كأنما بعثوا بهن عقاربًا وأفاعيا

صحف يزل الصدق عن صفحاتها ** ويظل جد القول عنها نابيا

ليت الزلازل والصواعق في ** يدي فأصبها للغافلين قوافيا

فنيت براكين القريض ولا أرى ** ما شفني من جهل قومي فانيا

فلئن صمتُّ لأصمتن تجلدا ** ولئن نطقت لأنطقن تشاكيا

.موقف الإسلام من دعاة تحرير المرأة:

إذا كان حال هؤلاء الدعاة والداعيات كما تقدم وولاؤهم لأعداء الإسلام كما وصفنا فهل يحتاج الأمر منا إلى كثير تدبر فيما ينبغي أن يكون عليه موقف كل مسلمة ومسلم من دعوتهم الأثيمة؟
أليس هؤلاء ممن قال تعالى فيهم: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} [النور: 19].
وإذا كان القوم أشربت قلوبهم حب الكافرين وأولعوا بما هم عليه من الضلال المبين فأين أنت أيتها المسلمة من قوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه} آل عمران (28).
وقوله تعالى: {لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} المجادلة (22).
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين} آل عمران (149).
وقوله تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام: 121].
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} [المائدة: 51].
قال حذيفة: ليتق أحدكم أن يكون يهوديًا أو نصرانيًا وهو لا يشعر لهذه الآية {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} المائدة (54).
قال علي: {أذلة على المؤمنين} أهل رقة على أهل دينهم {أعزة على الكافرين} أهل غلظة على من خالفهم في دينهم.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء} المائدة (57).
وقال تعالى: {ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون} المائدة (80).
وقال تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} هود (113).
قال ابن عباس: {ولا تركنوا} ولا تميلوا.
قال بعض المفسرين في الآية: فالنهي متناول للانحطاط في هوتهم والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزياراتهم ومداهنتهم والرضي بأعمالهم والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومد العين إلى زهرتهم وذكرهم بما فيه تعظيم لهم والركون هو الميل اليسير. اهـ.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الآية [الممتحنة: 1].
قال ابن عباس: من أحب في الله وأبغض في الله وعادى في الله ووالى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك.
وقال تعالى: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} (الأنفال: 73).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله لأبي ذر: يا أبا ذر أي عرى الإيمان أوثق؟ قال: الله ورسوله أعلم قال: المولاة في الله والحب في الله والبغض في الله.
وعن أبي أمامة عن النبي قال: من أحب لله وأغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.
وقال: المرء مع من أحب.
وقال: ولا يحب رجل قومًا إلا جاء معهم.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد فرض علينا تلاوة سورة الفاتحة في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في كل مرة ندعو الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم} ثم يبين سبحانه صفة هذا الصراط بقوله: {غير المغضوب عليهم} وهم اليهود {ولا الضالين} وهم النصارى (الفاتحة 7) فما ذاك إلا لأنه لا يمكن للمسلم أن يستقيم إلا إذا خالف أصحاب الجحيم وتميز عن هديهم وطريقهم {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} الأنعام (153).
كيف إذًا نصدق هؤلاء الأفاكين وننقاد لأولئك المغررين من أعداء ديننا وأمتنا الذين يخبرنا سبحانه عما في قلوبهم بقوله: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} البقرة (120).
وقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالًا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} [آل عمران: 118].
فيا أيتها الأخت المسلمة:
إن أيديهم الماكرة الخبيثة الخادعة قد امتدت إليك في هذه الفتنة لتنزلك من علياء كرامتك وتهبط بك من سماء مجدك وتخرجك من دار سعادتك فاقطعيها بسرعة وبقوة فإنها يد مجرمة ظالمة واهتفي بما هتفت به من قبل عائشة التيمورية:
بيد العفاف أصون عز حجابي ** وبعصمتي أعلو على أترابي

وبفكرة وقادة وقريحة ** نقادة قد كملت آدابي

ما ضرني أدبي وحسن تعلمي ** إلا بكوني زهرة الألباب

ما عاقني خجلي عن العلا ** ولا سدل الخمار بلمتي ونقابي

قولي كما قالت أختك من قبل:
أيها القوم أصلحوا أنفسكم ** خاب من رام السفور اليوم خابا

برقعي وسط محيطي شرفي ** لم أحد عنه ولو ذقت العذابا

واحذري من الذين:
قالوا ارفعي عنك الحجابا ** أو ما كفاك به احتجابا

واستقبلي عهد السفور ** اليوم واطرحي النقابا

عهد الحجاب لقد ** تباعد يومه عنا وغابا