فصل: طه حسين عميد التغريب في الفكر المعاصر دوره في تحرير المرأة وجرائمه في حق الإسلام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أعجب ما أعجب له من شئونكم أنكم تعلمتم كل شيء إلا شيئًا واحدًا هو أدنى إلى مدارككم أن تعلموه قبل كل شيء وهو أن لكل تربة نباتًا ينبت فيها ولكل نبات زمن ينمو فيه رأيتم العلماء في أوربا يشتغلون بكماليات العلوم بين أمم قد فرغت من ضرورياتها فاشتغلتم بها مثلهم في أمة لا يزال سوادها الأعظم في حاجة إلى معرفة حروف الهجاء... ورأيتم الرجل الأوربي حرًا مطلقًا يفعل ما يشاء ويعيش كما يريد لأنه يستطيع أن يملك نفسه وخطواته في الساعة التي يعلم فيها أنه قد وصل إلى حدود الحرية التي رسمها لنفسه فلا يتخطاها فرأيتم أن تمنحوا هذه الحرية نفسها رجلًا ضعيف الإرادة والعزيمة يعيش في حياته الأدبية في رأس منحدر زلق إن زلت به قدمه مرة تدهور من حيث لا يستطيع أن يستمسك حتى يبلغ الهوة ويتردى في قرارتها ورأيتم الزوج الأوربي الذي أطفأت بيئته غيرته وزالت خشونة نفسه وحرشتها يستطيع أن يرى زوجته تخاصر من تشاء وتصاحب من تشاء وتخلو بمن تشاء فيقف أمام ذلك المشهد موقف الجامد المتبلد فأردتم من الرجل الشرقي الغيور المتلهب أن يقف موقفه ويستمسك استمساكه ورأيتم المرأة الأوربية الجريئة المتفتية تستطيع في كثير من مواقفها مع الرجال أن تحتفظ بنفسها وكرامتها فأردتم من المرأة المصرية الضعيفة الساذجة أن تبرز للرجال بروزها وتحتفظ بنفسها احتفاظها وكل نبات يزرع في أرض غير أرضه أو في ساعة غير ساعته إما أن تأباه الأرض فتلفظه وإما أن يستنبت فيها فيفسدها.
إنا نذرع إليكم باسم... الحرمة الدينية أن تتركوا تلك البقية من نساء الأمة آمنات مطمئنات في بيوتهن ولا تزعجوهن بأحلامكم وآمالكم كما أزعجتم من قبلهن فكل جرح من جروح الأمة له دواء إلا جرح الشرف فإن أبيتم إلا أن تفعلوا فانظروا بأنفسكم قليلًا ريثما تنتزع الأيام من صدوركم هذه الغيرة التي ورثتموها عن آبائكم وأجدادكم لتستطيعوا أن تعيشوا في حياتكم سعداء آمنين.
فما زاد الفتى أن ابتسم في وجهي ابتسامة الهزء والسخرية وقال: تلك حماقات إلا لنعالجها فلنصطبر عليها حتى يقضي الله بيننا وبينها.
وقلت له: لك أمرك في نفسك وأهلك فاصنع بهما ما تشاء وائذن لي أن أقول لك إني لا أستطيع أن اختلف إلى بيتك بعد اليوم إبقاءً عليك وعلى نفسي لأن الساعة التي ينفرج لي فها جانب ستر من أستار بيتك عن وجه امرأة من أهلك تقتلني حياءً وخجلًا ثم انصرفت وكان هذا فراق ما بيني وبينه.
وما هي إلا أيام قلائل حتى سمعت الناس يتحدثون أن فلانًا هتك الستر في منزله بين نسائه ورجاله وأن بيته أصبح مغشيًا لا تزال النعال خافقة ببابه فذرفت عيني دمعة لا أعلم هل هي دمعة الغيرة على العرض المزال أو الحزن على الصديق المفقود.
مرت على تلك الحادثة ثلاثة أعوام لا أزوره ولا يزورني ولا ألقاه في طريقه إلا قليلًا فأحييه تحية الغريب للغريب من حيث لا يجري لما كان بيننا ذكر ثم أنطلق في سبيلي.
وإني لعائد إلى منزلي ليلة أمس- وقد مضى الشطر الأول من الليل- إذ رأيته خارجًا من منزله يمشي مشية الذاهل الحائر وبجانبه جندي من جنود الشرطة كأنما هو يحرسه أو يقتاده فأهمني أمره ودنوت منه فسألته عن شأنه فقال:
لا علم لي بشيء سوى أن هذا الجندي قد طرق الساعة بابي يدعوني إلى مخفر الشرطة ولا أعلم لمثل هذه الدعوة في مثل هذه الساعة سببًا وما أنا بالرجل المذنب ولا المريب فهل أستطيع أن أرجوك يا صديقي بعد الذي كان بيني وبينك أن تصحبني الليلة في وجهي علني أحتاج بعض المعونة فيما قد يعرض لي هناك من الشئون؟
قلت: لا أحب إلي من ذلك ومشيت معه صامتًا لا أحدثه ولا يقول لي شيئًا ثم شعرت كأنه يزور في نفسه كلامًا يريد أن يفضي به إلي فيمنعه الخجل والحياء ففاتحته الحديث وقلت له: ألا تستطيع أن تذكر لهذه الدعوة سببًا؟ فنظر إلي نظرة حائرة وقال: إن أخوف ما أخافه أن يكون قد حدث لزوجتي الليلة حادث فقد رابني من أمرها أنها لم تعد إلى المنزل حتى الساعة وما كان ذلك شأنها من قبل.
قلت: أما كان يصحبها أحد؟ قال: لا.
قلت: ألا تعلم المكان الذي ذهبت إليه؟ قال: لا.
قلت: ومم تخاف عليها؟ قال: لا أخاف شيئًا سوى أني أعلم أنها امرأة غيور حمقاء فلعل بعض الناس حاول العبث في طريقها فشرست عليه فوقعت بينهما واقعة انتهى أمرها إلى مخفر الشرطة.
وكنا وصلنا إلى المخفر فاقتادنا الجندي إلى قاعة المأمور فوقفنا بين يديه فأشار إلى جندي أمامه إشارة لم نفهمها ثم استدنى الفتى إليه وقال له:
يسوءني أن أقول لك يا سيدي إن رجال الشرطة قد عثروا الليلة في مكان من أمكنة الريبة برجل وامرأة في حال غير صالحة فاقتادوهما إلى المخفر فزعمت المرأة أن لها بك صلة فدعوناك لتكشف لنا الحقيقة في أمرها فإن كانت صادقة أذنا لها بالانصراف معك إكرامًا لك وإبقاءً على شرفك وإلا فهي امرأة عاهرة لا نجاة لها من عقاب الفاجرات وها هما وراءك فانظرهما وكان الجندي قد جاء بهما من غرفة أخرى فالتفت وراءه فإذا المرأة زوجته وإذا الرجل أحد أصدقائه فصرخ صرخة رجفت لها جوانب المخفر وملأت نوافذه وأبوابه عيونًا وآذانًا ثم سقط مكانه مغشيًا عليه فأشرت على المأمور أن يرسل المرأة إلى منزل أبيها ففعل وأطلق سبيل صاحبها ثم حملنا الفتى في مركبة إلى منزله.
ثم ذكر السيد المنفلوطي رحمه الله وحاصلها أن الفتى مات كمدًا وحسرة من هذه الفضيحة التي اختتم بها حياته.

.طه حسين عميد التغريب في الفكر المعاصر دوره في تحرير المرأة وجرائمه في حق الإسلام:

في يناير 1950م حمل حسين سري رئيس الديوان إلى الملك فاروق مشروع التشكيل الوزاري الذي سلمه إليه مصطفى النحاس رئيس حزب الوفد أخذ الملك في مراجعته ولما بلغ اسم طه حسين قال فاروق: مستحيل مستحيل أنتم لا تعرفون خطورة هذا الرجل.
وقال أيضًا: من المحال أن أوافق على أن يكون وزيرًا للمعارف بالذات مستحيل.
وتدخل كريم ثابت الصليبي وأقنع الملك بالعدول عن موقفه.
فمن هو ذلك الرجل الذي أشفق الطاغية فاروق من خطره؟
لعل أغلب أبناء هذا الجيل طرق أسماعهم اسم طه حسين الموصوف زورًا بأنه عميد الأدب العربي وتخيلوه- من جراء الدعاية المسلطة على عقولهم- الرجل المسلم الوقور تحيطه هالة من الشهرة المدوية والتاريخ الحافل بالأمجاد.
إن من الواجب على أبناء اليقظة الإسلامية المعاصرة أن يمحصوا حقيقة ذلك الرجل حتى لا ينخدعوا بالدعايات الكاذبة التي تملأ الآفاق مدحًا في طه حسين وتمجيدًا له في حين أنه كان صنيعة لأعداء الإسلام وداعية للتبعية المطلقة للمدنية الغربية بكل مفاسدها وشرورها.
إن طه حسين مسئول عن كثير من مظاهر الفساد والتحلل التي ينوء بها المجتمع اليوم ولقد خاض معركة بل معارك من أجل تسميم الآبار الإسلامية وتزييف مفهوم الإسلام والتاريخ الإسلامي معتمدًا على سياسة المستشرقين في التحول من المهاجمة العلنية للإسلام إلى خداع المسلمين بتقديم طعم ناعم في أول الأبحاث ثم دس السم على مهل متسترًا وراء دعوى البحث العلمي وحرية الرأي! وليس المقام مقام الترجمة لطه حسين ولكنه مقام التنبيه إلى دوره الخطير في محاربة الإسلام وتهديد حصونه من داخلها ثم سرد مقتطفات من أقواله وأفعاله التي تبين مدى حقده على هذا الدين وعلى هذه الأمة ولا أجد أصدق في التعبير عن ذلك من حكم أستاذه التلمودي المستشرق ما سينيون عليه.
فقد قال الدكتور زكي مبارك:
وقف المستشرق ماسنيون يوم أديت امتحان الدكتوراة وقال: إنني حين أقرأ بحثًا لطه حسين أقول: هذه بضاعتنا ردت إلينا. اهـ.
وهاك أمثلة من أقواله الكفرية ومواقفه الإبليسية:
1- فمن ذلك: تكذيبه القرآن المجيد وسائر الكتب السماوية في قوله:
للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضًا ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلًا عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعًا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهود والقرآن والتوراة من جهة أخرى. اهـ.
2- ومن ذلك قوله:
أن القرآن المكي يمتاز بالهروب من المناقشة والخلو من المنطق تعالى الله عما يقول الملحدون علوًا كبيرًا.
3- ومن ذلك قوله:
إن الدين لم ينزل من السماء وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها.
إن الدين حين يقول بوجود الله ونبوة الأنبياء يثبت أمرين لا يعترف بهما العلم. اهـ.
4- ومن ذلك قوله:
إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين وستبقى كذلك بل يجب أن تبقى وتقوى والمصري فرعوني قبل أن يكون عربيًا ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها وإلا كان معنى ذلك: إهدمي يا مصر أبا الهول والأهرام وانسي نفسك واتبعينا لا تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطي مصر لن تدخل في وحدة عربية سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد وأؤكد قول أحد الطلبة القائل: لو وقف الدين الإسلامي حاجزًا بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه. اهـ.
5- ومنه قوله في مجلة كوكب الشرق 12 أغسطس 1933:
لم أكن في اللجنة التي وضعت الدستور القديم ولم أكن بين الذين وضعوا الدستور الجديد ولم يستشرني أولئك وهؤلاء في هذا النص الذي اشتمل عليه الدستوران جميعًا والذي يعلن أن للدولة المصرية دينًا رسميًا هو الإسلام ولو قد استشارني أولئك وهؤلاء لطلبت إليهم أن يتدبروا وأن يتفكروا قبل أن يضعوا هذا النص في الدستور. اهـ.
6- ومن ذلك أنه دعا طلاب كلية الآداب إلى اقتحام القرآن في جرأة ونقده بوصفه كتابًا أدبيًا يقال فيه: هذا حسن وهذا كذا تعالى الله عن زندقته علوًا كبيرًا فقد حكى عنه عبد الحميد سعيد قوله:
ليس القرآن إلا كتابًا ككل الكتب الخاضعة للنقد فيجب أن يجري عليه ما يجري عليها والعلم يحتم عليكم أن تصرفوا النظر نهائيًا عن قداسته التي تتصورونها وأن تعتبروه كتابًا عاديًا فتقولوا فيه كلمتكم ويجب أن يختص كل واحد منكم بنقد شيء من هذا الكتاب ويبين ما يأخذه عليه. اهـ.
7- ومن ذلك: حملته الشديدة على الأزهر الشريف وعلمائه الأفاضل ورميهم جميعًا بالجمود وحثه على:
استئصال هذا الجمود ووقاية الأجيال الحاضرة والمقبلة من شره على حد تعبيره.
8- ومن ذلك أيضًا تشجيعه لحملة محمود أبو رية على السنة الشريفة ومن ذلك أيضًا تأييده ل عبد الحميد بخيت حين دعا إلى الإفطار في رمضان وثارت عليه ثائرة علماء المسلمين.
9- ومنه: مطالبته بإلغاء التعليم الأزهري وتحويل الأزهر إلى جامعة أكاديمية للدراسات الإسلامية وقد أطلق عليها الخطوة الثانية وكانت الخطوة الأولى هي إلغاء المحاكم الشرعية التي هلل لها كثيرًا.
10- قوله: خضع المصريون لضروب من البغي والعدوان جاءتهم من الفرس والرومان والعرب أيضًا. اهـ.
11- ومن ذلك أنه أعاد خلط الإسرائيليات والأساطير إلى السيرة النبوية بعد أن نقاها العلماء المسلمون منها والتزيد في هذه الإسرائيليات والتوسع فيها.
12- ومن ذلك: حملته على الصحابة رضي الله عنهم وعلى الرعيل الأول من الصفوة المسلمة وتشبيههم بالسياسيين المحترفين الطامعين في السلطان- وحاشاهم رضي الله عنهم- وذلك في محاولة منه لإزالة ذلك التقدير الكريم الذي يكنه المؤرخون المسلمون لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.
13- ومن ذلك: عمله على إعادة طبع رسائل إخوان الصفا وتقديمها بمقدمة ضخمة في محاولة إحياء هذا الفكر الباطني المجوسي المدمر وإحياؤه شعر المجون والفسق والحديث عن شعرائهما بهالة من التكريم كأبي نواس وبشار وغيرهم وكذا ترجمة القصص الفرنسي الإباحي الماجن وطعنه في ابن خلدون والمتنبي وغيرهما.