فصل: صراع حركة اليقظة مع طه حسين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



14- ومن ذلك قوله: أريد أن أدرس الأدب العربي كما يدرس صاحب العلم الطبيعي علم الحيوان والنبات ومالي أدرس الأدب لأقصر حياتي على مدح أهل السنة وذم المعتزلة من الذي يكلفني أن أدرس الأدب لأكون مبشرًا للإسلام أو هادمًا للإلحاد. اهـ.
15- ومنه قوله: إن الإنسان يستطيع أن يكون مؤمنًا وكافرًا في وقت واحد مؤمنًا بضميره كافرًا بعقله فإن الضمير يسكن إلى الشيء ويطمئن إليه فيؤمن به أما العقل فينقض ويبدل ويفكر أو يعيد النظر من جديد فيهدم ويبني ويبني ويهدم. اهـ.
16- ومن ذلك قوله: علينا أن نسير سيرة الأوربيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادًا فنأخذ الحضارة خيرها وشرها وحلوها ومرها وما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب. اهـ.
17- ومن ذلك قوله في تصوير سر إعجابه بأندريه جيد: لأنه شخصية متمردة بأوسع معاني الكلمة وأدقها متمردة على العرف الأدبي وعلى القوانين الأخلاقية وعلى النظام الاجتماعي وعلى النظام السياسي وعلى أصول الدين.
وذكر أنه يحب أندريه جيد ويترسم خطاه ويصور نفسه من خلال شخصيته.
18- ومن ذلك: وصفه لوحشية المستعمرين الفرنسيين وقسوتهم في معاملة المسلمين المغاربة: بأنها معانة ومشقة في سبيل بسط الحضارة الفرنسية والمدنية على تلك الشعوب المتوحشة التي ترفض التقدم والاستنارة.
19- ومن ذلك: استقدامه لبعض المستشرقين المحاربين لله ورسوله الطاعنين في القرآن الكريم لإلقاء محاضرات حول الإسلام في الجامعة المصرية لتشكيك الطلاب في القرآن والإسلام.
20- ومن ذلك: تشجيعه تيار التنصير في الجامعة وحينما اكتشف هذا المخطط التنصيري قال: ما يضر الإسلام أن ينقص واحدًا أو تزيد المسيحية واحدًا وعندما تكشف أن هناك كتبًا مقررة في قسم اللغة الإنكليزية تتضمن هجومًا على الإسلام ورسوله قال: إن الإسلام قوي ولا يتأثر ببعض الآراء واكتفى بهذا في حين ترك للأساتذة الإنكليز مطلق الحرية في هذا العمل.
21- ثم عمد طه حسين إلى إخراج كل من له رأي أو أصالة من كلية الآداب واستبقى أعوانه الذين سار بهم إلى الطريق الذي رسمه وعانه على ذلك لطفي السيد الذي كان مديرًا للجامعة وفي نفس الوقت تابعًا لخطط طه حسين وخاصة في خطة إنشاء معهد التمثيل والرقص الإيقاعي ودعوة الطالبات إلى الاختلاط وتحريضهن على ذلك ومعارضة الجبهة المسلمة التي حاولت أن تدعو إلى الدين والأخلاق وهكذا تحولت الجامعة إلى مجتمع متحلل من قيود الأخلاق الإسلامية فأقيمت حفلات رسمية في دار الأوبرا خليت لها الراقصات المحترفات ومن ثم عرفت حفلات الرقص والسمر في البيوت مما قصت أخباره بعض الخريجات وغيرها والرحلات المشتركة وما كان يجري في اتحاد الجامعة ورابطة الفكر العالمي من محاضرات مادية إلحادية ومقطوعات فرنسية على البيانو وروايات تمثيلية تقوم على الحب والغرام.. وقد وصل الأمر إلى حد أن أحد الأساتذة الأجانب ضاق ذرعًا بذلك الفساد فكتب يقول:
إنه خليق بالجامعة أن تمثل المثل الأعلى- يعني للطلاب- لا أن تمثل فيهم دور السكير!.
وكان طه حسين يرعى ذلك ويقول: إن هذا النوع من الحياة الحديثة يمضي عليه وقت طويل في مصر حتى يغير العقلية المصرية تغييرًا كبيرًا.
22- وتتابعت خطوات طه حسين في كلية الآداب في سبيل خطته فأقام حفلًا لتكريم رينان الفيلسوف الفرنسي الذي هاجم الإسلام أعنف هجوم ورمى المسلمين والعرب بكل نقيصة في آدابهم وفكرهم وكذلك جعل طه حسين الشعار الفرعوني هو شعار الجامعة وقد لقي من ذلك كله معارضة شديدة وخصومة واسعة وصلت إلى كل مكان في البلاد العربية وأرسل إليه الأستاذ توفيق الفكيكي من العراق برقية قال فيها: إن شعاركم الفرعوني سيكسبكم الشنار وستبقى أرض الكنانة وطن الإسلام والعروبة برغم الفرعونية المندحرة.
23- وذكرت مجلة النهضة الفكرية في عددها الصادر في 7 نوفمبر 1932 م:
أن الدكتور طه تعمد في إحدى كنائس فرنسا وانسلخ من الإسلام من سنين في سبيل شهوة ذاتية.

.صراع حركة اليقظة مع طه حسين:

ولقد هوجم طه حسين منذ اليوم الأول إلى اليوم الأخير لم تتوقف حركة اليقظة عن متابعته وكشف شبهاته وتزييف آرائه ودحر مخططه ولكنه مع كل ذلك كان يقبض الثمن ويكافأ بكل إصرار على خدماته لأعداء الإسلام فلقد ظل يترقى في المناصب رغم الحملات التي شنها عليه علماء الإسلام في كافة البقاع الإسلامية ظل يترقى في مخطط مرسوم من أستاذ إلى عميد إلى مدير جامعة إلى مستشار فني إلى وزير وظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته مشرفًا على اللجنة الثقافية في الجامعة العربية ورئيسًا لمجمع اللغة العربية وله نفوذه الواسع في وزارة المعارف والجامعات وذلك مصداق قول: هاملتون جب المستشرق:
سواء قوبلت آراء طه حسين بالموافقة أم لم تقابل فلابد أن يقضي نفوذه الواسع الذي يتمتع به إلى توطيد المبادئ التي يدعو إليها. اهـ.
وقال المستشرق كاممفاير:
إن المحاولة الجريئة التي قام بها طه حسين ومن يشايعه في الرأي لتخليص دراسة العربية من شباك العلوم الدينية هي حركة لا يمكن تحديد آثارها على مستقبل الإسلام. اهـ.
بل قال هو عن نفسه: إنني أفكر بالفرنسية وأكتب بالعربية اهـ.
وفي تقرير خطير يصف المكر اليهودي الأمريكي لإبادة الجيل المسلم وبصورة مكشوفة يطالب التقري بوجوب الإفادة من آراء طه حسين ومؤلفاته.
وقد دعا هذا التقرير إلى وجوب تأليف لجنة مكافحة الإسلام تنبع من وكالة الأمن القومي الأمريكي وقد استعانت هذه اللجنة بعدة شخصيات منها نائب ما يسمى بالبابا المسئول عن التبشير مع الجمعيات الدينية كما استعانت بتقرير الإدارة البريطانية وغيرها من تقارير الدول الاستعمارية في الغرب والشرق.
وقد جاء في توصيات اللجنة السابقة بالحرف الواحد:
وجوب تسليط الدعاية والإعلام على مجددي الدين المزعومين كطه حسين وأمثاله. اهـ.
هذا وقال الأستاذ الشيخ عبد ربه مفتاح من علماء الأزهر في مقالة نشرها الكوكب مخاطبًا طه حسين:
وكيف تزعم أيها الدكتور أن بعض العلماء أثار هذا الأمر- أمر كفرك- وهاأنا ذا أصرح لك- والتبعة في ذلك علي وحدي- بأن العلماء أجمعين وعلى بكرة أبيهم يحكمون عليك بالكفر وبالكفر الصريح الذي لا تأويل فيه ولا تجوز وأتحداك وأطلب منك بإلحاح أو رجاء أن تدلني على واحد منهم وواحد فقط يحكم عليك بالفسوق والعصيان دون الكفر أجل إني وأنا من بينهم أتهمك بالكفر وأتحمل تبعة هذا الاتهام وعليك تبرئة نفسك من هذا الاتهام الشائن والمطالبة بما لك من حقوق نحوي. اهـ.
وأخيرًا: فهذه لمحة خاطفة عن طه حسين الرجل الذي تشهد كتبه بأنه لم يكن إلا بوقًا من أبواق الغرب وواحدًا من عملائه الذين أقامهم على حراسة السجن الكبير يروج لثقافاته ويعظمها ويؤلف قلوب العبيد ليجمعهم على عبادة جلاديهم ويوطد دعائم الود والتفاهم بين الحمار وراكبه وهي دعائم تفيد الراكب دائمًا ولا تفيد الحمار!.

.كيف واجه المسلمون مؤامرات طه حسين؟

أصر طه حسين على استبقاء كتب برنارد شو وغيره التي تهاجم الإسلام في كلية الآداب بحجة أن الإسلام قوي ولن يتأثر بهذا الرأي وذاك.
سرت عند ذلك روح الغيرة الإسلامية عند الطلاب فقاومت مؤامرات طه حسين على الإسلام وحاصرته في مكتبه بكلية الآداب وكادت أن تفتك به لولا أن أنقذه بعض الخدم فهرب واعتكف كمقدمة لخروجه من كلية الآداب.
وأحرق الشباب العربي في الشام كتب طه حسين في ميدان عام في العاصمة دمشق ووصفه العلماء بالإلحاد والزندقة.
وقام بعض تلامذته الذين استيقظ فيهم الشعور بالكرامة والعزة الإسلامية وكشفوا حقيقته بفضح أهدافه وكشف تزويره وسرقته من كتب المؤلفين الغربيين.
وتصدى له عشرات العلماء والدعاة والمفكرين لعدوانه المتكرر على حرمات الإسلام وفضحوا مؤامراته على الإسلام ومن ذلك المقالة التالية:
بين حسن البنا وطه حسين:
فقد عقد الأستاذ حسن البنا رحمه الله فصلًا في مجلة التعارف تحت عنوان:
إذا كان هذا صحيحًا يا دكتور فقد اتفقنا.
وكان مما جاء فيه بصدد قضية الاختلاط:
وهل من الدعوة الإسلامية يا دكتور أن تخلط بين الفتيان والفتيات هذا الخلط في كلية الآداب فتحذو حذوها غيرها من الكليات وتبوء أنت بإثم ذلك كله؟ وتريد للفتيات في صراحة هذا الاختلاط وتحثهن عليه وتدعوهن إليه ولا تقل إن هذا من عمل غيرك فيداك أوكتا وفوك نفخ وما تحمس لهذا ودعا إليه وحمل لواءه واستخدم نفوذه في تحقيقه أحد كما فعلت ذلك أنت ولعلك تعتبر هذا من مآثرك ومفاخرك ولكني أخالفك يا دكتور وأصارحك بأن هذا الاختلاط ليس من الإسلام وقد رأينا- وسترى- ما كان وما سيكون له من آثار. اهـ.
وقالت درية شفيق:
وفي سنة 1932 ظهرت صورة للدكتور طه حسين بك في نادي الجامعة وعلى يمينه ويساره الطلبة والطالبات جلوسًا يتناولون الشاي وقامت القيامة لهذه الصورة البريئة التي تضرب المثل للأبوة في وجود العميد والإخوة! في جلسة الطلبة والطالبات واتخذت الصورة تكأة يتخلص بها الرجعيون من طه حسين ولطفي السيد ووقف الرجعيون في مجلس النواب يحملون على الجامعة ورجالها فكرة تعليم البنات فيها ويرون ذلك فضيحة من الفضائح يجب أن تحول دونها الحكومة. اهـ.
وفي غرة المحرم 1356 هـ الموافق 14 مارس 1937م زحف موكب كبير من طلبة الجامعة المصرية والأزهر ودار العلوم يزيد على أربعة آلاف نسمة ومن خلفهم أضعافهم من ولاة أمور الطلاب واتجه الموكب إلى قصر الأمير محمد علي رئيس مجلس الوصايا مطالبين بتعميم التعليم الديني والتربية الإسلامية في جميع أدوار التعليم إلى نهاية درجته العليا وفصل الشابات عن الشبان في الجامعة المصرية كما هو الحال في أدوار التعليم التي قبل الجامعة والاهتمام بالتربية بقدر الاهتمام بالتعليم. اهـ.
وانبرى الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي يبارك مطالب شباب الجامعة التي تجاوبت بها أصداء البلاد ويرد على طه حسين وأشياعه تحت عنوان: إلى شباب الجامعة حياكم الله يا شباب الجامعة المصرية لقد كتبتم الكلمات التي تصرخ منها الشياطين كلمات لو انتسبن لانتسبت كل واحدة منهن إلى آية مما أنزل به الوحي في كتاب الله.
وطلب تعليم الدين لشباب الجامعة ينتمي إلى هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس} الأحزاب 33 وطلب الفصل بين الشباب والفتيات يرجع إلى هذه الآية: {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} الأحزاب 53 يريد الشباب مع حقيقة العلم حقيقة الدين فإن العلم لا يعلم الصبر ولا الصدق ولا الذمة يريدون قوة النفس مع قوة العقل فإن القانون الأدبي في الشعب لا يضعه العقل وحده ولا ينفذه وحده.
يريدون قوة العقيدة حتى إذا لم ينفعهم في بعض شدائد الحياة ما تعلموه نفعهم ما اعتقدوه.
لا... لا...، يا رجال الجامعة! إن كان هناك شيء اسمه حرية الفكر فليس هناك شيء اسمه حرية الأخلاق.
وتقولون: أوربا وتقليد أوربا؟ ونحن نريد الشباب الذين يعملون لاستقلالنا لا لخضوعنا لأوربا.
وتقولون: إن الجامعات ليست محل الدين ومن الذي يجهل أنها بهذا صارت محلًا لفوضى الأخلاق؟
وتزعمون أن الشباب تعلموا ما يكفي من الدين في المدارس الابتدائية والثانوية فلا حاجة إليه في الجامعة.
أفترون الإسلام دروسًا ابتدائية وثانوية فقط؟ أم تريدونه شجرة تغرس هناك لتقلع عندكم؟. اهـ.