فصل: دعاة حقوق الإنسان ضد الحجاب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويقول المراسل: إن أكثر الفتيات يتكلمن الإنجليزية بإتقان يدعو إلى الدهشة وإن بعضهن قد تلقى العلم في الكلية الأمريكية في القسطنطينية ويروي بعض ما صرحت به الفتيات من مثل قول إحداهن في بعض الموانئ الإنجليزية:
إن المرأة التركية اليوم حرة فلن تسير إلى الطرقات في ظلام وإننا نعيش اليوم مثل نسائكم الإنجليزيات نلبس أحدث الأزياء الأوربية والأمريكية ونرقص وندخن ونسافر وننتقل بغير أزواجنا.
ومن مثل تصريح أخرى بأن معيشتهن على ظهر الباخرة معيشة سرور وصفاء لا يوصف فكلهن يرقص وبعد العشاء يبدأ الرقص من تانجو وفوكس تروت وقد تعلمت ذلك في المدرسة.
ويعلق مراسل الصحيفة على ذلك الوصف بقوله: إن هذا من أظهر الآثار التي تدل على تقدم المرأة التركية ومجاراتها لأختها الغربية في ميدان العمل والجهاد الفكري والاقتصادي ولا يسع كل محب لتركيا إلا أن يغبطها على هذه الخطوات. اهـ.
وهذه هي صحيفة المقتطف تكتب مقالًا عن الأحوال في تركيا المعاصرة تشيد فيه بمصطفى كمال أتاتورك وتقرنه بواشنجتن زاعمة إنه أكبر زعيم معاصر وهي تثني على صنيعه في فصل الدولة عن الدين واعتباره الدين أمرًا شخصيًا بين المرء وخالقه ثم تشيد الصحيفة بالتطور الاجتماعي الذي طرأ على تركيا بسفور النساء واشتراكهن في المجتمعات مع الرجال ومشاركتهن الشبان في الدراسات الجامعية وإنشاء صحيفة تدافع عن حقوقهن ويشير الكاتب بإعجاب إلى ما أنشئ من الدور المختلطة التي تضم الشباب من الجنسين ليمارسوا الرياضة ويروي الكاتب بلهجة الاستحسان طلب بعض النابغات منهن أن يسمح لهن بإلقاء خطب في الجوامع كل أسبوع في تدبير المنزل وما أشبهه من الموضوعات. اهـ.
لقد كان أتاتورك يجعل من رذائل الأوربيين فضائل لهم على رغم أنفهم يتبرءون منها ويلحقها هو بقومه.. إنه لم يحكم على شبر من أوربا بجعله تركيا ولكنه جعل رذائل أوربة تتجنس بالجنسية التركية.
المثل الأعلى للفراعنة:
ولعل سيرة اتاتورك تفسر لنا لماذا يصر طواغيت اليوم على اتخاذه أسوة وقدوة حتى لقد افتخر فرعون مصر الملقب ب أنور اليهود يومًا بأن مثله الأعلى هو أتاتورك وكأنه لم يكفه أن زعيم الترك بعد أن أرغم قومه على إلغاء الحروف العربية بغضًا في العرب ودينهم وحملهم على لبس القبعة فأحسوها ذلة تطأطأ لها الرءوس وعارًا تذل له النفوس وحاول بعض المتقين نبذها فقطعت رءوسهم وأراد بعض الغيورين استهجانها فشلت ألسنتهم ولم يكفه أن أتاتورك رمى بالمصحف ساخرًا وقال لعنة الله عليه: لا تفلحوا ما دام هذا الكتاب البالي أمامكم.
وكان يأمر فيترجم له بعض آياته لنقدها والسخرية بها.
وقال في حديث مع المس جريس أليسون:
إنك تتحدثين عن الدين ألا فاعلمي أني رجل لا دين له وكثيرًا ما وددت لو كان في وسعي أن أقذف بجميع الأديان إلى البحر! إن الحاكم الذي يشعر بحاجته إلى الدين ليدعم به حكومته لهو أخرق الرأي ضعيف السلطان يحاول اصطياد الرعية بالحبال الواهية أما الشعب التركي فسيتعلم مبادئ الديموقراطية الصحيحة ويرضع لبان العلوم الحقة وسنضرب الخرافات بيد من حديد ثم ندع للناس حرية الاعتقاد ليعبدوا ما يشاءون.
وقرر أن لا يدرس الفقه الإسلامي في جامعة استمبول الجديدة لأنه يعتقد أن التخصص في العلوم الدينية لا يطابق حالة العصر.
وتبنى القانون المدني السويسري وقانون الجرائم الإيطالي وأمر بتحريق مصادر الفقه الإسلامي ثم أضطهد علماء المسلمين أبشع الاضطهاد وقتل منهم العشرات وعلق جثثهم على أعواد الشجر بأقمشة عمائمهم.
لقد أحياهم في التاريخ أم هم فقتلوه في التاريخ وجاءهم بالرحمة من جميع المسلمين أما هم فجاءوه باللعنة من المسلمين جميعًا.
وجاء في جريدة المسلمون الدولية- العدد الثالث والثلاثون- السبت 7- 13 المحرم 1406 هـ الموافق 21- 27 سبتمبر 1985م تحت عنوان:
الدكتورة نبهة هل تخلع الحجاب بالقوة في تركيا؟:
الدكتورة نبهة كورو اسم تردده وكالات الأنباء العالمية أستاذة مساعدة في جامعة إيجه في أزمير مشكلتها أنها تعرضت للاضطهاد بسبب ارتدائها الحجاب وإصرار السلطات على أن تخلعه.
قصتها بدأت في منتصف العام الماضي عقب عودتها من الولايات المتحدة بعد حصولها على درجة الدكتوراة في الطاقة الشمسية وجدت أن الحكم العسكري الذي كان مسيطرًا على مقاليد الحكم في تركيا في ذلك الوقت قد سيطر على الجامعات من خلال تنظيم مجلس التعليم العالي وأسند رئاسة المجلس إلى إحسان دوجر ماس وهو أستاذ تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وقام بعد رئاسته للمجلس بشن حملة فصل تعسفي شملت أكثر من ألفي عضو هيئة تدريس بحجة مخالفة القوانين.
حرصت الدكتورة نبهة على ارتداء الحجاب أثناء إلقاء محاضراتها بجامعة أزمير وسرعان ما بدأ الصدام حيث بدأ الأستاذ دوجر ماس- مفوض الحاكم العسكري على الجامعات- حملة مضايقات ضدها وكان الإنذار الأول بأن لا ترتدي غطاء الرأس أثناء وجودها في الجامعة والإنذار الثاني من السلطات الرسمية يتضمن طلبًا رسميًا بخلع الحجاب.
ورفضت الدكتورة نبهة خلع الحجاب وكان ذلك بمثابة تحد وعصيان على سلطة دوجر ماس المطلقة على التعليم العالي في تركيا وأحيلت إلى المحاكمة ورفضت أن يدافع عنها أحد ووقفت لمدة ساعة تترافع عن نفسها ولم تستشهد إلا بنصوص القانون العلماني الذي يريدون أن يحاكموها طبقًا له واستحوذ أسلوبها على اهتمام الناس وهي تطالب بإلغاء الحكم الصادر ضدها بخلع الحجاب ولم تكتف بالدفاع عن الحجاب بل كشفت أيضًا تفاصيل المعاملة غير العادلة التي تقوم بها سلطات الجامعة.
وقد أعلنت المحكمة تأجيل القضية للحكم وبعد شهرين من التأجيل أصدرت المحكمة العليا حكمًا جاء في حيثياته:
رغم أن مواد الدستور تنص على حماية الحرية الدينية لكل مواطن إلا أن هناك مبادئ عليا في الدولة هي المبادئ الكمالية- نسبة إلى مصطفى كمال اتاتورك- وإن إصرار الدكتورة نبهة على ارتداء الحجاب ضد روح الدستور.
والدكتورة نبهة تقدمت بطعن إلى المحكمة العليا لم ينظر حتى الآن ومنعت من ممارسة التدريس وما زالت في الانتظار تبحث عن جواب.
من يملك الحق في تحريم الحجاب؟.

.دعاة حقوق الإنسان ضد الحجاب:

أعرب معمر إكسوي أحد الموقعين على التماس إلى الرئيس التركي لإعطاء مزيد من الحريات للشعب عن رأيه بضرورة صياغة قانون لمنع ارتداء الحجاب في المؤسسات والهيئات الحكومية.
كما وجهت توريكان أديكان رئيسة منظمة الدفاع عن حقوق المرأة وعضو البرلمان اللوم إلى زوجات أعضاء البرلمان اللائي حضرن حفل افتتاح جلساته وهن يرتدين الحجاب وتقول: إنه لا يجب التسامح في ارتداء السيدات للحجاب وجدير بالذكر أن معمر وتوريكان من كبار الدعاة لحقوق الإنسان في تركيا.
وطبقًا للقانون العلماني في تركيا يعاقب كل من يكتب في الصحف أو يشير في وسائل الإعلام الأخرى عن الشريعة الإسلامية أو الحجاب بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات والتهديد بالإغلاق.
ورغم ذلك هناك أصوات إسلامية قوية تقف ضد التيار العلماني الذي يطالب بمنع الحجاب فهناك الكاتبة الإسلامية سولي يوكسل سينلر التي تعرضت للسجن أكثر من مرة وتعيش في أحد الأحياء الفقيرة في أنقرة واكتسبت شهرة كبيرة بين أوساط النساء بدعوتها إلى الحجاب عندما ظهر أول مقال لها في صحيفة الاستقلال في عام 1967 تحت عنوان خطاب إلى المرأة المسلمة وبدأت تجذب انتباه عشرات الآلاف في تركيا تم القبض عليها وحكم عليها بالسجن عامين.
وفي عام 1972 تأسس حزب السلامة الإسلامي بزعامة نجم الدين أرباكان وحاز على تأييد قوي في انتخابات عام 1973 بعد ستة أشهر فقط من تأسيسه وبدأ الحزب حملة نضال من أجل حقوق المرأة المحجبة ولكن رئيس الحزب فوجئ باتهام موجه له بأنه يعمل على محاولة إقامة دولة دينية ويواجه الآن حكمًا بالسجن لمدة عامين.
وقد وصل عدد الطالبات اللاتي تم فصلهن من جامعة أنقرة بسبب ارتدائهن الحجاب إلى مائة طالبة ومن بين حالات الطالبات اللاتي تم فصلهن الطالبة أيس نورمان التي كانت على أبواب التخرج من كلية الطب في جامعة أنقرة وكان تخرجها بعد خمسة أشهر إلا أن الجامعة خيرتها بين خلع الحجاب وبين الفصل من الجامعة وهدم مستقبلها! وفضلت الطالبة الفصل من الجامعة على أن لا تخلع الحجاب وقالت: أنها لا تشعر بالأسف على هذا الاختيار وإنها لن تتخلى عن موقفها وتخلع الحجاب.
والطالبة ربيعة ألماظ من كلية الطب في اسطنبول كان مفروضًا أن تلقي خطابًا في حفل التخرج باعتبارها أولى الخريجات ولكن سلطات الجامعة منعتها من إلقاء الخطاب لأنها ترتدي الحجاب.
إنما ذكرت هذا من باب إلزامهم بما ألزموا أنفسهم به ألا وهو احترام الحرية الشخصية والفكرية وهذا الإلزام هو من باب ورهبانية ابتدعوها الآية، وإلا فإن ما يسمى بإعلان حقوق الإنسان.
يتضمن مخالفات صريحة للشرع الإسلامي ومصادمات واضحة لمقاصده العليا مما لا يتسع المجال لبسطه ومن الحوادث المؤلمة في تاريخ جامعة لنقرة حادث هايتس بابا كان والمعروف باسم حادث جامعة أنقرة في أواخر الستينات كانت هايتس تدرس الأديان في جامعة أنقرة ورفضت خلع الحجاب وكانت حالة لم يسبق لها مثيل في كلية دراسة الأديان وفي محاضرة عن مقارنة الأديان قام الأستاذ نيست كاجاتي بطرد هايتس من قاعة المحاضرات بعد إهانتها بألفاظ غير لائقة لأنها ترتدي الحجاب وقام مجلس الكلية بفصلها وهنا وقع انقسام وتمرد بين الطلاب وقاطعوا الدراسة وأعلنوا الإضراب عن الطعام تضامن مع زميلتهم وتم إغلاق الكلية لمدة ستة أشهر وتقول: هايتس وهي تتحدث اليوم عن هذه الذكريات:
إن عميد الكلية حسين غازي استدعاني إلى مكتبه وقال لي: إنني اعلم أنك تغطين رأسك وجسمك لأنك غير قادرة على التحكم في غريزتك الجنسية ولأنك شاذة جنسيًا فيجب أن تخجلي من نفسك.
وتضيف هايتس: لقد كان يغشى علي عند سماعي هذا الكلام من أستاذ جامعي وبدءوا في محاصرتي وحاولوا إشاعة أنني مريضة نفسيًا ونصحني البعض بالحصول على شهادة طبية تثبت صحة قواي العقلية للرد على هذه الشائعات.
وفي عام 1968 أصدرت حكومة سليمان ديميريل قانونًا يحظر على المدرسات المسلمات ارتداء الحجاب في العمل وتم فصل عدد كبير منهن واضطرت أعداد كبيرة إلى الاستقالة ولجأ بعضهن إلى القضاء ولكنه لم ينصفهن.
المحاميات ممنوعات من الحجاب:
ولم تنج مهنة المحاماة من الاضطهاد فتم منع أمينة إيكينار- وهي محامية مسلمة- من المرافعة في المحكمة مرتدية الحجاب ورفعت المحامية قضية ضد الحكومة كانت نتيجتها الخسارة واضطرت إلى ترك المحاماة والتزام منزلها.
يتغير الموقف تدريجيًا الآن فهناك أربع مجلات إسلامية توزع نحو مائة ألف نسخة أسبوعيًا والحكومة التركية بدأت تطالب بالتخفيف من القوانين العلمانية خاصة فيما يتعلق بحجاب المرأة المسلمة.
أصدرت المحكمة العسكرية التركية حكمًا على الكاتبة التركية المسلمة أمينة سينليكو جلو بالسجن ست سنوات والنفي داخل البلاد لمدة سنتين بحجة انتهاك قوانين الدولة العلمانية وكانت الكاتبة التركية قد وضعت كتابًا عن مستقبل الإسلام بين النشء في تركيا الحديثة وهي متزوجة وأم لطفل واحد.
2- في إيران:
في عام 1926 عندما نصَّب الإنجليز الكلونيل رضا بهلوي شاه إيران مؤسسًا للأسرة البهلوية ألغى من فوره الحجاب الشرعي وكانت زوجته أول من كشفت عن رأسها في احتفال رسمي ثم أصدر أوامره إلى الشرطة بمضايقة النساء اللواتي رفضن الاقتداء بملكتهن وخرجن محجبات فما كانت امرأة تخرج من بيتها محجبة إلا وعادت إليه سافرة فقد كانت الشرطة تنزع حجابها غصبًا وتستولي على عباءتها وتهين صاحبتها ما استطاعت إلى الإهانة سبيلًا وحُظِرَ على الفتيات والمعلمات وضع الحجاب ودخول مدارسهن به ومنع أي ضابط من ضباط الجيش من الظهور في الأماكن العامة أو في الشوارع برفقة امرأة محجبة مهما كانت صلته وقرابتها به وقد كان رضا خان صديقًا حميمًا لكمال أتاتورك وكان يحرص دومًا على تقليده واقتفاء خطاه وبالفعل كان رضا بهلوي في حربه للإسلام صورة طبق الأصل عن أتاتورك.
وعندما سئل ذلك الشاه عن سبب ضغطه على النسوة في نزع الحجاب مع أن عجلة التاريخ قد تضمن له تحقيق أهدافه أجاب: لقد نفد صبري إلى متى أرى بلادي وقد ملئت بالغربان السود؟!. اهـ.