فصل: الحركة النسائية في ظل النظام الجمهوري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



3- وفي أفغانستان:
تولت السلطة نزع حجاب المرأة بقانون وذلك في عهد محمد أمان.
4- في ألبانيا:
حارب أحمد زوغو الحجاب بقانون ثم عادت المرأة المسلمة الألبانية إلى الحجاب أيام الحرب العالمية الثانية ثم عاد أنور خوجة مرة ثانية وشن حربًا شعواء على الحجاب في ألبانيا.
5- في روسيا:
حاربت روسيا الحجاب في تركستان والقوقاز والتشن والقرم وسائر ما تحتل من بلاد المسلمين وهم يبلغون ستين مليونًا.
انظر وجاء دور المجوس للدكتور محمد عبد الله الغريب ص (91- 92)، وفي مسألة السفور والحجاب لصافي ناز كاظم ص (9) واعلم أن إيران الشيعة لا تدرج بالمقياس الإسلامي الصحيح ضمن البلاد الإسلامية إلا باعتبار وجود أقلية سنية فيها أو عوام جهلة لم تقم عليهم الحجة وإلا فإن شيعة إيران الروافض أبعد ما يكونون عن أصول وفروع الإسلام كما يعلمه من له مسكة من علم أو معاشرة لهم والله تعالى أعلم.
6- في يوغسلافيا:
وكذلك فعل تيتو في يوغسلافيا.
7- في الجزائر:
سرق أحمد بن بيلا الثورة الإسلامية وحولها إلى ثورة اشتراكية بعيدة عن الإسلام مناوئة له ودعا المرأة الجزائرية إلى خلع الحجاب بحجة عجيبة حين قال:
إن المرأة الجزائرية قد امتنعت عن خلع الحجاب في الماضي لأن فرنسا هي التي كانت تدعوها إلى ذلك! أما اليوم فإني أطالب المرأة الجزائرية بخلع الحجاب من أجل الجزائر.
8- في سوريا:
طرح حافظ الأسد فكرة تعديل قانون الأحوال الشخصية وفكرة التجنيد الإجباري للمرأة كما مزق الحجاب في شوارع دمشق ومنع المحجبات من دخول المدارس بحجابهن. اهـ.
9- في تونس:
نادى بورقيبة بتخليص المرأة من قيود الدين وجعلها رسولًا لمبادئه العلمانية.
وفي حديث للحبيب بو رقيبة بأهرام 20 / 12 / 1975م صرح الرئيس التونسي بأنه أصدر في سنة 1956م قانونًا بمنع تعدد الزوجات يعتبر التعدد جنحة يعاقب مرتكبها بالسجن لمدة سنة وغرامة مالية 240 دينارًا. اهـ.
10- في الصومال:
شددت حكومة سياد بري حملتها ضد الإسلام في الصومال وقد طردت مؤخرًا كل طالبة ترتدي الزي الإسلامي من المدارس كما ألغت تفسير القرآن الكريم من المناهج وتقوم بطرد الطلاب الذين يقبض عليهم وهم يؤدون الصلاة أو يقرؤون القرآن الكريم من المدارس.
11- في ماليزيا:
جاء في أخبار اليوم تاريخ السبت 7محرم 1406 هـ الموافق 21 / 9 / 1985م:
أصدرت الجامعة التكنولوجية في ماليزيا قرارًا بإيقاف تسع طالبات عن الدراسة بحجة ارتدائهن الحجاب الذي تمنعه وزارة التعليم الماليزية وذكر مسؤول كبير في الجامعة أن قرار إيقاف الطالبات سيظل ساريًا مادام هؤلاء الطالبات يرتدين الحجاب. اهـ.
11- في مصر:
وضع عبد الناصر وزبانيته كتاب الميثاق متأسيًا في ذلك بإمامه الأول جنكيز خان حيث وضع الأخير كتابه الياسق ليصد به الناس عن القرآن وكان مما جاء بصدد المرأة في الميثاق:
المرأة تتساوى بالرجل ولابد أن تسقط بقايا الأغلال التي تعوق حركتها الحرة حتى تستطيع أن تشارك الرجل بعمق وإيجابية في صنع الحياة. اهـ.
وبوحي من هذه الفلسفة العلمانية المادية اتخذت إجراءات وخطوات حاسمة في هذا الصدد وصدرت قوانين تقضي:
بفرض ثلاثين نائبة على الأقل في مجلس الشعب.
بفرض خمسة وعشرين بالمائة من النساء على الأقل في عضوية جميع المجالس الشعبية والمحلية.
بجعل الانتخاب والتصويت إجباريًا على كل أنثى تبلغ الثامنة عشرة من عمرها مع كونهما ليسا إجباريين على الرجل.
وأخيرًا صدر قانون تعديل أحكام قوانين الأحوال الشخصية الذي خططوا له طويلًا وتحقق أمل مرقص فهمي وقاسم أمين.

.الحركة النسائية في ظل النظام الجمهوري:

ظهرت الحركة النسائية في ظل الحكم الجمهوري بمظهر يغاير نظيره في العهد الملكي فبينما كانت المرأة تطالب أو تحرض على المطالبة بما أسمته حقوقها منذ بدأت حركتها في منتصف القرن العشرين سارعت حكومات العهد الجمهوري باستقطابها والاستفادة منها في حقل الإنتاج هذا من ناحية.
أما الجانب الآخر فقد بات واضحًا أن أهم المسائل التي تشغل الحكومة قبل المرأة تنحصر في شيئين هامين هما: حق العمل للمرأة وهذا الحق مؤدٍّ بالضرورة لحق آخر وهو التمثيل النيابي والمشاركة في حل القضايا الاجتماعية ومن ثم لم تعد المرأة هذا المخلوق الضعيف الذي يطالب بل صارت المخلوق القوي الذي يمنح ويعطي كل ما يمنحه ويعطيه الرجل تمامًا.
وهذا الرأي بالضرورة لا يتناقض مع فشل حركة المرأة عند قيامها بأعنف مظاهرة لها في تاريخها الحديث في 12 مارس 1954 م أي في بداية العهد الجمهوري لأن اللاتي قمن بهذه المظاهرة كن ينتمين للعهد السابق الملكي ويرتبطن به ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا ولا يرتبطن بأوهى رباط بالعهد الجديد وقيمه وإن بدا في الأفق- وقتها- أن الحكومة الجمهورية راضية عن هذا العمل رضاء تامًا حينما أعلن اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية الاستعداد للاستجابة لهن وأن حقوقهن في أيدي أمينة وأنه سيشكل لجنة مختصة للنظر في تكوين الجمعية التأسيسية للنظر في مطالبهن وكان ذلك في 21 مارس 1954 م.
وبعد ذلك اختفت الحركة التي تزعمتها درية شفيق واختفت معها زعيمتها ولم تعد للظهور أبدًا حتى فاجأ الطاغوت جمال عبدالناصر خلف محمد نجيب الناس في يوم 16 يناير 1957 بخطاب أعلن فيه منح المرأة لأول مرة حقوقها السياسية لأن الحقوق التي اكتسبها الشعب بالثورة باشرتها المرأة أيضًا كما باشرها الرجل فقد وقفت المرأة مع الرجل جنبًا إلى جنب طوال كفاحه المرير واستشهدت بعض نسائنا في سبيل الكفاح المشترك من أجل الحرية والحياة وكما كافحت المرأة من أجل الحصول على حق الشعب فمن حقها أن تسترد حقوقها كاملة.
وكان دستور 1956 قد نص على أن الانتخاب حق للمصريين على الوجه المبين في القانون وأن مساهمتهم في الحياة العامة واجب وطني عليهم.
فجاء خطاب الطاغية بمثابة البيان لهذا النص الذي تأكد عمليًا في العام نفسه في أول انتخابات تجرى في العهد الجمهوري عام 1957 إذ انتخبت سيدتان لمجلس الأمة هما: أمينة شكري في الإسكندرية وراوية عطية في حي الجيزة.
ثم كان أكبر دفعة لتحرير المرأة ما جاء في الميثاق الوطني سنة 1962 لينص على أن المرأة تتساوى بالرجل ولابد أن تسقط بقايا الأغلال التي تعوق حركتها الحرة حتى تستطيع أن تشارك بعمق وإيجابية في صنع الحياة.
ذلك أن الميثاق وهو دليل العمل في الستينات نظر للمرأة على إنها كم اقتصادي كالرجل سواء بسواء.
وكان الطاغية عبد الناصر الموصوف بأنه صاحب الإرادة الوحيد في تلك الفترة قد مهد لهذا من قبل فقال وهو يخطب في معسكر للفتيات في رشيد في 28 يوليو 1959:
كان لابد لنا بعد أن اكتشفنا أنفسنا أن نكتشف نصف شعبنا- المرأة- ونعطيها جميع حقوقها وقد وضعنا هذا موضع التنفيذ.
ثم أكد ذلك في خطابه في معسكر الفتيات للتدريب العسكري بالورديان بالإسكندرية في 4 أغسطس 1959 معلنًا شعوره بالفخر لأن المرأة العربية اليوم نصف المجتمع وعليها مسئولية كبرى لتشارك الرجل في بناء هذا الوطن وفي بناء المصانع وفي التعليم الفني وفي التدريب العسكري وفي اليوم نفسه زار معسكر فتيات المكس بالإسكندرية وطالب فيه بضرورة تضافر جهود كل فرد من المواطنين جميعًا من الرجال والنساء.
كان عبد الناصر قادرًا على أن يبرر للشعب أهمية مساواة المرأة بالرجل في كل المجالات: في الإنتاج وفي التدريب العسكري وغير ذلك لأن الوطن يحتاج إلى تضافر الجنسين معًا نساءً ورجالًا ومن ثم فقد نادى في جلسات المؤتمر الوطني للقوى الشعبية في شرح الميثاق بوجوب عمل المرأة لأن في عملها يمكنها أن تحافظ على نفسها إذا كانت غير متزوجة!!
وفي المؤتمر نفسه أبدى عزمه على تعيين المرأة في كل الأعمال ابتداء من الأعمال اليدوية حتى الوزارة وبعد ليلتين أي في مساء 28 / 5 / 1962 رأى عبد الناصر تحرير المرأة بدنيًا ومعنويًا برفضه لطلب مواطن سأله بصفته رئيسًا للجمهورية أن يوجه نظر الناس إلى أهمية الحجاب الشرعي للمرأة الخاص بالملبس فقط لأنه على حد تعبيره لا يريد أن يدخل معركة كبيرة جدًا مع 25 مليون من المواطنين هم كل تعداد مصر في ذلك الوقت أو مع نصفهم على الأقل.
وهكذا أعطى عبد الناصر المرأة ما طلبت وما لم تطلب وفوق ما كانت تطمع بل أعطاها تصريحًا بالإمعان في السفور واختفت القيادات النسائية القديمة لأنهن لا يستطعن التجاوب مع الفكر الجديد أو التفاعل معه وظهرت نجمات أخريات استقطبتهن القيادة السياسية الجديدة التي قادت البلاد تعتنق الفكر الجديد وهو ليس كفكر درية شفيق المتعالي فكر المرأة سيدة الدار المترفع على الرجل طاهيها لأنه لا يتناسب مع روح الاشتراكية الجديدة هذا بالإضافة إلى أن القيادة الجديدة للحركة النسائية لم تكن في يد هذا الصنف من النساء اللاتي ينتمين لطبقة الأعيان التي كان منها الوزراء وأصحاب المراكز الهامة الحاكمة في الدولة وزعيمات الحركة النسائية في العهد الملكي ولكن الريادة في هذه المرة انتقلت إلى نوع آخر من المثقفات الجامعيات اللائى نشأن ودرجن في أحضان الطبقة الشعبية العاملة مثل الدكتورة حكمت أبو زيد التي بدأ ظهورها وبروزها في المجتمع في أكتوبر 1962 أي بعد إعلان الميثاق الوطني بثلاثة شهور وعينت وزيرة للشئون الاجتماعية في أول حكومة تتولى حكم البلاد بعد إعلان القوانين الاشتراكية سنة 1961 والميثاق الوطني سنة 1962 ومنذ ذلك التاريخ صارت وزارة الشئون الاجتماعية قصرًا على النساء بحيث لم يعد يخطر على قلب رجل أن يفكر في ولوج بابها.
وتحت رعاية الحكومة أو من استأمنتهم الحكومة على حراسة الفكر الجديد تحدد وضع المرأة في النظام الجديد كله على أنها أصبحت كمًًّا إنتاجيًا في ميدان الاقتصاد دون النظر إلى التأثير السلبي الناتج عن ذلك والذي أثر تأثيرًا سيئًا في وضع المرأة نفسها في مجالات أخرى أكثر أهمية لوجودها الاجتماعي نفسه كما أن المؤتمرات النسائية التي عقدت في تلك الفترة بدعوة من الحكومة نفسها أعطت إشارة البدء لإعلان أفكار جذرية تخص حركة المرأة نفسها نابعة من الفكر الاشتراكي الذي بينه الميثاق وبوحي من الفلسفة المادية العلمانية ومن هنا نظر الناظرون الجدد إلى الطريقة القديمة وأسلوب العمل الذي كانت تمارسه الحركة النسائية منذ ظهور هدى شعراوي وانتهاء ب درية شفيق نظرة ازدراء وعدوها طريقة عفنة لمعالجة القضايا لا تليق بالمرحلة.
الثورية التي تعيشها البلاد ورأوا أن المرأة منذ ظهور هدى شعراوي حتى الآن لم تتمكن من تحقيق التحرر الفعلي لها وكل ما حققته لم يتجاوز الحقوق الشكلية لمقاصد المرأة المتعالية المرفهة.
إن الذين يفكرون بالطريقة الجديدة يرفضون النظر إلى المرأة- بزعمهم- من خلال مفاهيم رومانسية للأمومة والشرف وتربية الأجيال ومن خلال مفاهيم قبلية أو رعوية حول الشرف والعرض وإطاعة الزوج والسهر على راحته وهم يطالبون بالقضاء على النظام الاجتماعي الأبوي الذي يسيطر فيه الرجل- رب العائلة- والقضاء على سلطة الرجل في أي شكل كان زوجًا أو أخًا أو رئيسًا على المرأة لأن هذا النظام يعطل تحرير المرأة وللقضاء على هذه السيطرة يجب السيطرة على النظام كله المتمثل في سيطرة الأب والنظام الطبقي الرأسمالي ولهذا فإن هؤلاء ينظرون إلى المجتمع الذي يقوم على الأسرة المستقرة على أنه مجتمع تسلطي يجب أن يعاد النظر في بحث أهم قضاياه وهي قضية سلطة الرجل على المرأة سلطة الذكر على الأنثى.
ومن هنا فهم يحرضون المرأة على أن لا يقتصر دورها على إنجاب الأبناء الذين يحملون عادة اسم الأب وأن لا يقتصر أيضًا على العمل المنزلي لأنه غير مقيم اقتصاديًا وأيضًا الإشباع الجنسي والعاطفي للرجل وهذا الدور الأخير بالذات يناط بها من خلال عقد الزواج المكرس في قوانين واضحة وهو ما يجب أن ترفضه.