فصل: قال البيضاوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



يأكل ما يأكلون ويشرب ما يشربون، وما يدريهم أنه ضعيف الله يرى السماوات والأرض قائمات بأمره وكأنه قيل فيه:
فإن تفق الأنام وأنت منهم ** فإن المسك بعض دم الغزال

فحال ولي العزلة أصفى وأحلى، وحال ولي العشرة أوفى وأعلى، ونزل الأول من الثاني في حضرة الرحمن منزلة النديم من الوزير عند السلطان.
أما النبي عليه الصلاة والسلام فهو كريم الطرفين ومعدن الشذرين ومجمع الحالين ومنبع الزلالين، فباطن أحواله مهتدي ولي العزلة، وظاهر أعماله مقتدى ولي العشرة، والثالث المجاهد المحاسب العامل المطالب بالضرائب كنجوم المكاتب عليه في اليوم والليلة خمس، وفي المائتي درهم خمسة، وفي السنة شهر، وفي العمر زورة، فكأنه اشترى نفسه من ربه بهذه النجوم المرتبة فيسعى في فكاك رقبته خوفًا من البقاء في ربقة العبودية، وطمعًا في فتح باب الحرية ليسرح في رياض الجنة فيتمتع بمبياه ويفعل ما يشاؤه ويهواه.
والرابع الإباق فما أكثرهم فمنهم القاضي الجائر والعالم الغير العامل، والعامل المرائي، والواعظ الذي لا يفعل ما يقول ويكون أكثر أقواله فضول وعلى كل ما لا ينفعه يصول فضلا عن السارق والزاني والغاصب فعنهم أخبر النبي عليه الصلاة والسلام: «إن الله لينصر هذا الدين بقوم لا خلاق لهم في الآخرة» {وَلاَ تُكْرِهُواْ فتياتكم عَلَى البغاء} كان لابن أبيّ ست جوار: معاذة ومسيكة وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة، يكرههن على البغاء وضرب عليهن الضرائب، فشكت اثنتان منهن إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فنزلت.
ويكنى بالفتى والفتاة عن العبد والأمة والبغاء الزنا للنساء خاصة وهو مصدر لبغت {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} تعففًا عن الزنا.
وإنما قيده بهذا الشرط لأن الإكراه لا يكون إلا مع إرادة التحصن، فآمر المطيعة للبغاء لا يسمى مكرهًا ولا أمره إكراهًا، ولأنها نزلت على سبب فوقع النهي على تلك الصفة، وفيه توبيخ للموالي أي إذا رغبن في التحصن فأنتم أحق بذلك {لّتَبْتَغُواْ عَرَضَ الحياة الدنيا} أي لتبتغوا بإكراههن على الزنا أجورهن وأولادهن {وَمَن يُكْرِههُنَّ فِإِنَّ الله مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي لهن، وفي مصحف ابن مسعود كذلك وكان الحسن يقول: لهن والله لهن والله.
ولعل الإكراه كان دون ما اعتبرته الشريعة وهو الذي يخاف منه التلف فكانت آثمة أو لهم إذا تابوا.
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءايات مبينات} بفتح الياء: حجازي وبصري وأبو بكر وحماد.
والمراد الآيات التي بينت في هذه السورة وأوضحت في معاني الأحكام والحدود، وجاز أن يكون الأصل مبينًا فيها فاتسع في الظرف أي أجري مجرى المفعول به كقوله ويوم شهدناه وبكسرها غيرهم أي بينت هي الأحكام والحدود جعل الفعل لها مجازًا أو من بين بمعنى تبين ومنه المثل: قد بين الصبح لذي عينين.
{وَمَثَلًا مّنَ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ} ومثلًا من أمثال من قبلكم أي قصة عجيبة من قصصهم كقصة يوسف ومريم يعني قصة عائشة رضي الله عنها {وَمَوْعِظَةً} ما وعظ به من الآيات والمثل من نحو قوله تعالى: {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ في دِينِ الله}.
{لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ}.
{وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} {يَعِظُكُمُ الله أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَدًا} {لّلْمُتَّقِينَ} أي هم المنتفعون بها وإن كانت موعظة للكل. اهـ.

.قال البيضاوي:

{يا أَيُّهَا الذين ءَامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خطوات الشيطان}.
بإشاعة الفاحشة، وقرئ بفتح الطاء وقرأ نافع والبزي وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة بسكونها. {وَمَن يَتَّبِعْ خطوات الشيطان فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بالفحشاء والمنكر} بيان لعلة النهي عن اتباعه، و{الفحشاء} ما أفرط قبحه، و{المنكر} ما أنكره الشرع. {وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} بتوفيق التوبة الماحية للذنوب وشرع الحدود المكفرة لها {مَا زَكَى} ما طهر من دنسها. {مِنكُم مّنْ أَحَدٍ أَبَدًا} آخر الدهر. {ولكن الله يُزَكِّي مَن يَشَاء} بحمله على التوبة وقبولها. {والله سَمِيعٌ} لمقالهم. {عَلِيمٌ} بنياتهم.
{وَلاَ يَأْتَلِ} ولا يحلف افتعال من الألية، أو ولا يقصر من الألو، ويؤيد الأول أنه قرئ ولا {يتأل}. وأنه نزل في أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وقد حلف أن لا ينفق على مسطح بعد وكان ابن خالته وكان من فقراء المهاجرين. {أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ} في الدين. {والسعة} في المال. وفيه دليل على فضل أبي بكر وشرفه رضي الله تعالى عنه. {أَن يُؤْتُواْ} على أن لا {يُؤْتُواْ} أو في {أَن يُؤْتُواْ}. وقرئ بالتاء على الالتفات. {أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله} صفات لموصوف واحد، أي ناسًا جامعين لها لأن الكلام فيمن كان كذلك، أو لموصوفات أقيمت مقامها فيكون أبلغ في تعليل المقصود. {وَلْيَعْفُواْ} عما فرط منهم. {وَلْيَصْفَحُواْ} بالإِغماض عنه. {أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ} على عفوكم وصفحكم وإحسانكم إلى من أساء إليكم. {والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} مع كمال قدرته فتخلقوا بأخلاقه روي أنه عليه الصلاة والسلام قرأها على أبي بكر رضي الله تعالى عنه فقال: بلى أحب ورجع إلى مسطح نفقته. {إِنَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات} العفائف. {الغافلات} عما قذفن به. {المؤمنات} بالله وبرسوله استباحة لعرضهن وطعنًا في الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين كابن أبي. {لُعِنُواْ فِي الدنيا والأخرة} لما طعنوا فيهن. {وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} لعظم ذنوبهم، وقيل هو حكم كل قاذف ما لم يتب، وقيل مخصوص بمن قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لا توبة له، ولو فتشت وعيدات القرآن لم تجد أغلظ مما نزل في إفك عائشة رضي الله تعالى عنها.
{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ} ظرف لما في لهم من معنى الاستقرار لا للعذاب لأنه موصوف، وقرأ حمزة والكسائي بالياء للتقدم والفصل. {أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} يعترفون بها بإنطاق الله تعالى إياها بغير اختيارهم، أو بظهوره آثاره عليها وفي ذلك مزيد تهويل للعذاب.
{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ الله دِينَهُمُ الحق} جزاءهم المستحق. {وَيَعْلَمُونَ} لمعاينتهم الأمر. {أَنَّ الله هُوَ الحق المبين} الثابت بذاته الظاهر ألوهيته لا يشاركه في ذلك غيره ولا يقدر على الثواب والعقاب سواه، أو ذو الحق البين أي العادل الظاهر عدله ومن كان هذا شأنه ينتقم من الظالم للمظلوم لا محالة.
{الخبيثات لِلْخَبِيثِينَ والخبيثون للخبيثات والطيبات لِلطَّيّبِينَ والطيبون للطيبات} أي الخبائث يتزوجن الخباث وبالعكس وكذلك أهل الطيب فيكون كالدليل على قوله: {أولئك} يعني أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو الرسول وعائشة وصفوان رضي الله تعالى عنهم. {مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} إذ لو صدق لم تكن زوجته عليه الصلاة والسلام ولم يقرر عليها، وقيل {الخبيثات} {والطيبات} من الأقوال والإِشارة إلى {الطيبين} والضمير في {يَقُولُونَ} للآفكين، أي مبرؤون مما يقولون فيهم أو {لِلْخَبِيثِينَ} و{الخبيثات} أي مبرؤون من أن يقولوا مثل قولهم. {لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} يعني الجنة، ولقد برأ الله أربعة بأربعة: برأ يوسف عليه الصلاة والسلام بشاهد من أهلها، وموسى عليه الصلاة والسلام من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه، ومريم بإنطاق ولدها، وعائشة رضي الله تعالى عنها بهذه الآيات الكريمة مع هذه المبالغة، وما ذلك إلا لإِظهار منصب الرسول صلى الله عليه وسلم وإعلاء منزلته.
{يا أيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} التي لا تسكنونها فإن الآجر والمعير أيضًا لا يدخلان إلا بإذن. {حتى تَسْتَأْنِسُواْ} تستأذنوا من الاستئناس بمعنى الاستعلام من آنس الشيء إذا أبصره، فإن المستأذن مستعلم للحال مستكشف أنه هل يراد دخوله أو يؤذن له، أو من الاستئناس الذي هو خلاف الاستيحاش فإن المستأذن مستوحش خائف أن لا يؤذن له فإذا له استأنس، أو تتعرفوا هل ثم إنسان من الإنس. {وَتُسَلّمُواْ على أَهْلِهَا} بأن تقولوا السلام عليكم أأدخل. وعنه عليه الصلاة والسلام: «التسليم أن يقول السلام عليكم أأدخل ثلاث مرات فإن أذن له دخل وإلا رجع» {ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ} أي الاستئذان أو التسليم خير لكم من أن تدخلوا بغتة، أو من تحية الجاهلية كان الرجل منهم إذا دخل بيتًا غير بيته قال: حييتم صباحًا أو حييتم مساء ودخل فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف. وروي أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «أأستأذن على أمي، قال: نعم، قال: إنها ليس لها خادم غيري أأستأذن عليها كلما دخلت، قال: أتحب أن تراها عريانة، قالا: لا، قال: فاستأذن» {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} متعلق بمحذوف أي أنزل عليكم، أو قيل لكم هذا إرادة أن تذكروا وتعملوا بما هو أصلح لكم.
{فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَا أَحَدًا} يأذن لكم. {فَلاَ تَدْخُلُوهَا حتى يُؤْذَنَ لَكُمُ} حتى يأتي من يأذن لكم فإن المانع من الدخول ليس الاطلاع على العورات فقط بل وعلى ما يخفيه الناس عادة مع أن التصرف في ملك الغير بغير إذنه محظور، واستثنى ما إذا عرض فيه حرق أو غرق أو كان فيه منكر ونحوها.
{وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارجعوا فارجعوا} ولا تلحوا. {هُوَ أزكى لَكُمْ} الرجوع أطهر لكم عما لا يخلو الإِلحاح والوقوف على الباب عنه من الكراهة وترك المروءة، أو أنفع لدينكم ودنياكم. {والله بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} فيعلم ما تأتون وما تذرون مما خوطبتم به فيجازيكم عليه. {لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} كالربط والحوانيت والخانات والخانقات. {فِيهَا مَتَاعٌ} استمتاع. {لَكُمْ} كالاستكنان من الحر والبرد وإيواء الأمتعة والجلوس للمعاملة، وذلك استثناء من الحكم السابق لشموله البيوت المسكونة وغيرها. {والله يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} وعيد لمن دخل مدخلًا لفساد أو تطلع على عورات.
{قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أبصارهم} أي ما يكون نحو محرم. {وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ} إلا على أزواجهن أو ما ملكت أيمانهم، ولما كان المستثنى منه كالشاذ النادر بخلاف الغض أطلقه وقيد الغض بحرف التبعيض، وقيل حفظ الفروج ها هنا خاصة سترها. {ذلك أزكى لَهُمْ} أنفع لهم أو أطهر لما فيه من البعد عن الريبة. {إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} لا يخفى عليه إجالة أبصارهم واستعمال سائر حواسهم وتحريك جوارحهم وما يقصدون بها، فليكونوا على حذر منه في كل حركة وسكون.
{وَقُل للمؤمنات يَغْضُضْنَ مِنْ أبصارهن} فلا ينظرن إلى ما لا يحل لهن النظر إليه من الرجال. {وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} بالتستر أو التحفظ عن الزنا، وتقديم الغض لأن النظر بريد الزنا. {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} كالحلي والثياب والأصباغ فضلًا عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدى له. {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} عند مزاولة الأشياء كالثياب والخاتم فإن في سترها حرجًا، وقيل المراد بالزينة مواضعها على حذف المضاف أو ما يعم المحاسن الخلقية والتزيينية، والمستثنى هو الوجه والكفان لأنها ليست بعورة والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر فإن كل بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة كالمعالجة وتَحَمُّلِ الشهادة. {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ} سترًا لأعناقهن. وقرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وهشام بضم الجيم. {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} كرره لبيان من يحل له الإِبداء ومن لا يحل له. {إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ} فإنهم المقصودون بالزينة ولهم أن ينظروا إلى جميع بدنهن حتى الفرج بكره. {أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أخواتهن} لكثرة مداخلتهم عليهن واحتياجهن إلى مداخلتهم وقلة توقع الفتنة من قبلهم لما في الطباع من النفرة عن مماسة القرائب، ولهم أن ينظروا منهن ما يبدو عند المهنة والخدمة وإنما لم يذكر الأعمام والأخوال لأنهم في معنى الإِخوان لا يتحرجن عن وصفهن للرجال أو النساء كلهن، وللعلماء في ذلك خلاف. {أَوْ مَا مَلَكَتْ أيمانهن} يعم الإِماء والعبيد، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام أتى فاطمة بعبد وهبه لها وعليها ثوب، إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت رجليها لم يبلغ رأسها فقال عليه الصلاة والسلام: «إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك» وقيل المراد بها. الإِماء وعبد المرأة كالأجنبي منها. {أَوِ التابعين غَيْرِ أُوْلِي الإربة مِنَ الرجال} أي أولي الحاجة إلى النساء وهم الشيوخ الهم والممسوحون، وفي المجبوب والخصي خلاف وقيل البله الذين يتبعون الناس لفضل طعامهم ولا يعرفون شيئًا من أمور النساء، وقرأ ابن عامر وأبو بكر غير بالنصب على الحال. {أَوِ الطفل الذين لَمْ يَظْهَرُواْ على عورات النساء} لعدم تمييزهم من الظهور بمعنى الاطلاع، أو لعدم بلوغهم حد الشهوة من الظهور بمعنى الغلبة والطفل جنس وضع موضع الجمع اكتفاء بدلالة الوصف. {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} ليتقعقع خلخالها فيعلم أنها ذات خلخال فإن ذلك يورث ميلًا في الرجال، وهو أبلغ من النهي عن إظهار الزينة وأدل على المنع من رفع الصوت. {وَتُوبُواْ إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَ المؤمنون} إذ لا يكاد يخلوا أحد منكم من تفريط سيما في الكف عن الشهوات، وقيل توبوا مما كنتم تفعلونه، في الجاهلية فإنه وإن جب بالإِسلام لكنه يجب الندم عليه والعزم على الكف عنه كلما يتذكر، وقرأ ابن عامر {أيه المؤمنون} وفي الزخرف {يا أَيُّهَ الساحر} وفي الرحمن {أَيُّهَ الثقلان} بضم الهاء في الوصل في الثلاثة والباقون بفتحها، ووقف أبو عمرو والكسائي عليهن بالألف، ووقف الباقون بغير الألف. {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} بسعادة الدارين.