فصل: قال الخطيب الشربيني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{لِيَجْزِيَهُمُ الله} متعلق بيسبح أو لا تلهيهم أو يخافون. {أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ} أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة. {وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ} أشياء لم يعدهم بها على أعمالهم ولم تخطر ببالهم. {والله يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} تقرير للزيادة وتنبيه على كمال القدرة ونفاذ المشيئة وسعة الإِحسان.
{والذين كَفَرُواْ أعمالهم كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} والذين كفروا حالهم على ضد ذلك فإن أعمالهم التي يحسبونها صالحة نافعة عند الله يجدونها لاغية مخيبة في العاقبة كالسراب، وهو ما يرى في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظن أنه ماء يسرب أي يجري، والقيعة بمعنى القاع وهو الأرض الخالية عن النبات وغيره المستوية، وقيل جمعه كجار وجيرة وقرئ {بقيعات} كديمات في ديمة.
{يَحْسَبُهُ الظمآن مَاءً} أي العطشان وتخصيصه لتشبيه الكافر به في شدة الخيبة عند مسيس الحاجة. {حتى إِذَا جَاءَهُ} جاء ما توهمه ماء أو موضعه. {لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} مما ظنه. {وَوَجَدَ الله عِندَهُ} عقابه أو زبانيته أو وجده محاسبًا إياه. {فوفاه حِسَابَهُ} استعراضًا أو مجازاة. {والله سَرِيعُ الحساب} لا يشغله حساب عن حساب. روي أنها نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية تعبد في الجاهلية والتمس الدين فلما جاء الإِسلام كفر.
{أَوْ كظلمات} عطف على {كَسَرَابٍ} و{أَوْ} للتخيير فإن أعمالهم لكونها لاغية لا منفعة لها كالسراب، ولكونها خالية عن نور الحق كالظلمات المتراكمة من لج البحر والأمواج والسحاب، أو للتنويع فإن أعمالهم إن كانت حسنة فكالسراب وإن كانت قبيحة فكالظلمات، أو للتقسيم باعتبار وقتين فإنها كالظلمات في الدنيا وكالسراب في الآخرة. {فِي بَحْرٍ لُّجّيّ} ذي لج أي عميق منسوب إلى اللج وهو معظم الماء. {يغشاه} يغشى البحر. {مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ} أي أمواج مترادفة متراكمة. {مّن فَوْقِهِ} من فوق الموج الثاني. {سَحَابٌ} غطى النجوم وحجب أنوارها، والجملة صفة أخرى لل {بَحْرٍ}. {ظلمات} أي هذه ظلمات. {بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} وقرأ ابن كثير {ظلمات} بالجر على إبدالها من الأولى أو بإضافة ال {سَحَابٌ} إليها في رواية البزي. {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ} وهي أقرب ما يرى إليه. {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} لم يقرب أن يراها فضلًا أن يراها كقول ذي الرمة:
إِذَا غَيَّرَ النَّأَي المُحِبِّينَ لَمْ يَكد ** رَسِيسُ الهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ

والضمائر للواقع في البحر وإن لم يجر ذكره لدلالة المعنى عليه. {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُورًا} ومن لم يقدر له الهداية. لم يوفقه لأسبابها. {فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} خلاف الموفق الذي له نور على نور.
{أَلَمْ تَرَ} ألم تعلم علمًا يشبه المشاهدة في اليقين والوثاقة بالوحي أو الاستدلال. {أَنَّ الله يُسَبّحُ لَهُ مَن فِي السموات والأرض} ينزه ذاته عن كل نقص وآفة أهل السموات والأرض، و{مِنْ} لتغليب العقلاء أو الملائكة والثقلان بما يدل عليه من مقال أو دلالة حال. {والطير} على الأول تخصيص لما فيها من الصنع الظاهر والدليل الباهر ولذلك قيدها بقوله: {صافات} فإن إعطاء الأجرام الثقيلة ما به تقوى على الوقوف في الجو باسطة أجنحتها بما فيها من القبض والبسط حجة قاطعة على كمال قدرة الصانع تعالى ولطف تدبيره. {كُلٌّ} كل واحد مما ذكر أو من الطير. {قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} أي قد علم الله دعاءه وتنزيهه اختيارًا أو طبعًا لقوله: {والله عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} أو علم كل على تشبيه حاله في الدلالة على الحق والميل إلى النفع على وجه يخصه بحال من علم ذلك مع أنه لا يبعد أن يلهم الله تعالى الطير دعاء وتسبيحًا كما ألهمها علومًا دقيقة في أسباب تعيشها لا تكاد تهتدي إليها العقلاء.
{وَللَّهِ مُلْكُ السموات والأرض} فإنه الخالق لهما وما فيهما من الذوات والصفات والأفعال من حيث إنها ممكنة واجبة الانتهاء إلى الواجب. {وإلى الله المصير} مرجع الجميع.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَابًا} يسوقه ومنه البضاعة المزجاة فإنه يزجيها كل أحد. {ثُمَّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ} بأن يكون قزعًا فيضم بعضه إلى بعض، وبهذا الاعتبار صح بينه إذ المعنى بين أجزائه، وقرأ نافع برواية ورش {يولف} غير مهموز. {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} متراكمًا بعضه فوق بعض. {فَتَرَى الودق} المطر. {يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ} من فتوقه جمع خلل كجبال في جبل، وقرئ {من خلله}. {وَيُنَزِّلُ مِنَ السماء} من الغمام وكل ما علاك فهو سماء. {مِن جِبَالٍ فِيهَا} من قطع عظام تشبه الجبال في عظمها أو جمودها. {مِن بَرَدٍ} بيان للجبال والمفعول محذوف أي {يُنَزّلٍ} مبتدأ {مِنَ السماء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} بردًا، ويجوز أن تكون من الثانية أو الثالثة للتبعيض واقعة موقع المفعول، وقيل المراد بالسماء المظلة وفيها جبال من برد كما في الأرض جبال من حجر، وليس في العقل قاطع يمنعه والمشهور أن الأبخرة إذا تصاعدت ولم تحللها حرارة فبلغت الطبقة الباردة من الهواء وقوي البرد هناك اجتمع وصار سحابًا، فإن لم يشتد البرد تقاطر مطرًا، وإن اشتد فإن وصل إلى الأجزاء البخارية قبل اجتماعها نزل ثلجًا وإِلا نزل بردًا، وقد يبرد الهواء بردًا مفرطًا فينقبض وينعقد سحابًا. ينزل منه المطر أو الثلج وكل ذلك لابد أن يستند إلى إرادة الواجب الحكيم لقيام الدليل على أنها الموجبة لاختصاص الحوادث بمحالها وأوقاتها وإليها أشار بقوله: {فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عن مَن يَشَاء} والضمير لل {بَرَدٍ}. {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} ضوء برقه، وقرئ بالمد بمعنى العلو وبإدغام الدال في السين و{بَرْقِهِ} بضم الباء وفتح الراء وهو جمع برقة وهي المقدار من البرق كالغرفة وبضمها للاتباع. {يَذْهَبُ بالأبصار} بأبصار الناظرين إليه من فرط الإِضاءة وذلك أقوى دليل على كمال قدرته من حيث إنه توليد للضد من الضد، وقرئ {يَذْهَبُ} على زيادة الباء.
{يُقَلِّبُ الله اليل والنهار} بالمعاقبة بينهما أو بنقص أحدهما وزيادة الآخر، أو بتغيير أحوالهما بالحر والبرد والظلمة والنور أو بما يعم ذلك. {إِنَّ في ذَلِكَ} فيما تقدم ذكره. {لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأبصار} لدلالة على وجود الصانع القديم وكمال قدرته وإحاطة علمه ونفاذ مشيئته وتنزهه عن الحاجة وما يفضي إليها لمن يرجع إلى بصيرة.
{والله خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ} حيوان يدب على الأرض. وقرأ حمزة والكسائي {خالق كل دابة} بالإِضافة. {مِن مَّاء} هو جزء مادته، أو ماء مخصوص هو النطفة فيكون تنزيلًا للغالب منزلة الكل إذ من الحيوانات ما يتولد عن النطفة، وقيل {مِن مَّاء} متعلق ب {دَابَّةٍ} وليس بصلة ل {خلقَ}. {فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي على بَطْنِهِ} كالحية وإنما سمي الزحف مشيًا على الاستعارة أو المشاكلة. {وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي على رِجْلَيْنِ} كالإِنس والطير. {وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي على أَرْبَعٍ} كالنعم والوحش ويندرج فيه ما له أكثر من أربع كالعناكب فإن اعتمادها إذا مشت على أربع، وتذكير الضمير لتغليب العقلاء والتعبير عن الأصناف ليوافق التفصيل الجملة والترتيب لتقديم ما هو أعرف في القدرة. {يَخْلُقُ الله مَا يَشَاء} مما ذكر ومما لم يذكر بسيطًا ومركبًا على اختلاف الصور والأعضاء والهيئات والحركات والطبائع والقوى والأفعال مع اتحاد العنصر بمقتضى مشيئته. {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فيفعل ما يشاء.
{لَّقَدْ أَنزَلْنَا ءايات مبينات} للحقائق بأنواع الدلائل. {والله يَهْدِي مَن يَشَاء} بالتوفيق للنظر فيها والتدبر لمعانيها. {إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ} هو دين الإِسلام الموصل إلى درك الحق والفوز بالجنة.
{وَيِقُولُونَ آمَنَّا بالله وبالرسول} نزلت في بشر المنافق خاصم يهوديًا فدعاه إلى كعب بن الأشرف وهو يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل في مغيرة بن وائل خاصم عليًّا رضي الله عنه في أرض فأبى أن يحاكمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. {وَأَطَعْنَا} أي وأطعناهما. {ثُمَّ يتولى} بالامتناع عن قبول حكمه. {فَرِيقٌ مّنْهُمْ مّن بَعْدِ ذلك} بعد قولهم هذا. {وَمَا أولئك بالمؤمنين} إشارة إلى القائلين بأسرهم فيكون إعلامًا من الله تعالى بأن جميعهم وإن آمنوا بلسانهم لم تؤمن قلوبهم، أو إلى الفريق منهم وسلب الإيمان عنهم لتوليهم، والتعريف فيه للدلالة على أنهم ليسوا بالمؤمنين الذين عرفتهم وهم المخلصون في الإِيمان والثابتون عليه.
{وَإِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} أي ليحكم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه الحاكم ظاهرًا والمدعو إليه، وذكر الله لتعظيمه والدلالة على أن حكمه صلى الله عليه وسلم في الحقيقة حكم الله تعالى {إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ} فاجأ فريق منهم الإِعراض إذا كان الحق عليهم لعلمهم بأنك لا تحكم لهم، وهو شرح للتولي ومبالغة فيه.
{وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ الحق} أي الحكم لا عليهم. {يَأْتُواْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} منقادين لعلمهم بأنه يحكم لهم، و{إِلَيْهِ} صلة ل {يَأْتُواْ} أو ل {مُذْعِنِينَ} وتقديمه للاختصاص.
{أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ} كفر أو ميل إلى الظلم. {أَمِ ارتابوا} بأن رأوا منك تهمة فزال يقينهم وثقتهم بك. {أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ الله عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} في الحكومة. {بَلْ أولئك هُمُ الظالمون} إضراب عن القسمين الأخيرين لتحقيق القسم فتعين الأول، ووجه التقسيم أن امتناعهم إما لخلل فيهم أو في الحاكم، والثاني إما أن يكون محققًا عندهم أو متوقعًا وكلاهما باطل، لأن منصب نبوته وفرط أمانته صلى الله عليه وسلم يمنعه فتعين الأول وظلمهم يعم خلل عقيدتهم وميل نفوسهم إلى الحيف والفصل لنفي ذلك عن غيرهم سيما المدعو إلى حكمه.
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المؤمنين إِذَا دُعُواْ إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وأولئك هُمُ المفلحون} على عادته تعالى في اتباع ذكر المحق المبطل والتنبيه على ما ينبغي بعد إنكاره لما لا ينبغي، وقرئ {قَوْلَ} بالرفع و{لِيَحْكُمَ} على البناء للمفعول وإسناده إلى ضمير مصدره على معنى ليفعل الحكم.
{وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ} فيما يأمرانه أو في الفرائض والسنن. {وَيَخْشَ الله} على ما صدر عنه من الذنوب. {وَيَتَّقْهِ} فيما بقي من عمره، وقرأ يعقوب وقالون عن نافع بلا ياء وأبو بكر وأبو عمرو بسكون الهاء، وحفص بسكون القاف فشبه تقه بكتف وخفف والهاء ساكنة في الوقف بالاتفاق. {فأولئك هُمُ الفائزون} بالنعيم المقيم. اهـ.

.قال الخطيب الشربيني:

واختلف في معنى قوله تعالى: {الله نور السموات والأرض}.
فقال ابن عباس: الله هادي أهل السموات والأرض فهم بنوره إلى الحق يهتدون وبهدايته من حيرة الضلال ينجون، وقال الضحاك: منور السموات والأرض، فقال: نور السماء بالملائكة، ونور الأرض بالأنبياء، وقال مجاهد: مدبر الأمور في السموات والأرض، وقال أبي بن كعب والحسن وأبو العالية: مزين السموات والأرض؛ زين السماء بالشمس والقمر والنجوم، وزين الأرض بالأنبياء والعلماء والمؤمنين، ويقال: بالنبات والأشجار، وقيل: معناه الأنوار كلها منه؛ كما يقال: فلان رحمة أي: منه الرحمة وقد يذكر مثل هذا اللفظ على طريق المدح كما قال القائل:
إذ سار عبد الله من مرو ليلة ** فقد سار منها نورها وجمالها

وسبب هذا الاختلاف أن النور في الأصل كيفية تدركها الباصرة أولًا وبواسطتها سائر المبصرات كالكيفية الفائضة من النيران على الأجرام الكثيفة المحاذية لها وهو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على الله تعالى إلا على ضرب من التجوز كالأمثلة المتقدمة أو على تقدير مضاف كقولك: زيد كرم وجود، ثم تقول: ينعش الناس بكرمه وجوده، والمعنى ذو نور السموات والأرض ونور السموات والأرض الحق شبه بالنور في ظهوره وبيانه كقوله تعالى: {الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} البقرة.
أي: من الباطل إلى الحق، وأضاف النور إلى السموات والأرض لأحد معنيين إما للدلالة على سعة إشراقه وفشوّ إضاءته حتى تضيء له السموات والأرض، وإما أن يراد أهل السموات والأرض وأنهم يستضيئون به، واختلف أيضًا في معنى قوله تعالى: {مثل نوره} فقال ابن عباس: مثل نوره الذي أعطى المؤمن أي: مثل نور الله في قلب المؤمن وهو النور الذي يهتدي به كما قال تعالى: {فهو على نور من ربه} الزمر، وقال الحسن وزيد بن أسلم: أراد بالنور القرآن، وقال سعيد بن جبير والضحاك: هو محمد صلى الله عليه وسلم وقيل: أراد بالنور: الطاعة سمى طاعة الله نورًا، وأضاف هذه الأنوار إلى نفسه تفضلًا أي: صفة نوره العجيبة الشأن في الإضاءة {كمشكاة} أي: كصفة مشكاة وهي الكوة في الجدار غير النافذة {فيها مصباح} أي: سراج ضخم ثاقب {المصباح في زجاجة} أي: قنديل من زجاج شامي أزهر وإنما ذكر الزجاجة؛ لأن النور وضوء النهار فيها أبين من كل شيء وضوءه يزيد في الزجاج.
ثم وصف الزجاجة بقوله تعالى: {الزجاجة كأنها} أي: النور فيها {كوكب دري} أي: مضيء شبهها في الضوء بإحدى الدراري من الكواكب الخمسة العظام وهي المشاهير المشتري والزهرة والمريخ وزحل وعطارد.
فإن قيل: لم شبه بالكواكب ولم يشبه بالشمس والقمر؟