فصل: قال أبو جعفر النحاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



جملة واحدة: أي دفعة واحدة، لنثبت به فؤادك: أي لنقوى به قلبك، ورتلناه:
أي أتينا ببعضه إثر بعض على تؤدة ومهل من قولهم ثغر مرتّل: أي متفلج الأسنان، بمثل: أي بنوع من الكلام جار مجرى المثل في تنميقه وتحسينه، ورشاقة لفظه وصدق معناه، تفسيرا: أي إيضاحا، يحشرون على وجوههم إلى جهنم: أي يسحبون على وجوههم ويجرّون إليها.
قال الزجاج: الوزير من يرجع إليه للاستعانة برأيه، والتدمير: كسر الشيء على وجه لا يمكن معه إصلاحه، وأعتدنا. هيّأنا وأعددنا، الرس: البئر غير المطوية غير المبنية والجمع: رساس. قال أبو عبيدة: والمراد بهم كما قال قتادة أهل قرية من اليمامة يقال لها الرسّ والفلج فتلوا نبيهم فهلكوا، وهم بقية ثمود قوم صالح، والتتبير: التفتيت والتكسير قال الزجاج: كل شيء كسرته وفتّته فقد تبرّته ومنه التّبر لفتات الذهب والفضة، والقرية: هي سذوم أعظم قرى قوم لوط، لا يرجون: أي لا يتوقعون، والنشور:
البعث للحساب والجزاء.
ألم تر: أي ألم تنظر، إلى ربك: أي إلى صنعه، مد: بسط، الظل: ما يحدث من مقابلة جسم كثيف كجبل أو بناء أو شجر للشمس من حين ابتداء طلوعها حتى غروبها، ساكنا: أي ثابتا على حاله في الطول والامتداد بحيث لا يزول ولا تذهبه الشمس، دليلا: أي علامة، قبضناه: أي محوناه، يسيرا: أي على مهل قليلا قليلا بحسب سير الشمس في فلكها، والسبات: الموت لما في النوم من زوال الإحساس، والنشور: البعث، بشرا: تخفيف بشر بضمتين واحدها بشور كرسل ورسول:
أي مبشرات، والرحمة: المطر، بين يديه: أي قدامه، طهورا: أي يتطهر به، والبلدة:
الأرض، والميت: التي لا نبات فيها، والأنعام: الإبل والبقر والغنم، وخصها بالذكر لأنها ذخيرتنا. ومعاش أكثر أهل المدر منها، وأناسىّ: واحدهم إنسان أصله أناسين أبدلت النون ياء وأدغمت في الياء وصرفناه: أي حولناه في أوقات مختلفة إلى بلدان متعددة، ليذكروا: أي ليعتبروا، كفورا: أي كفرانا للنعمة وإنكارا لها، نذيرا:
أي نبيا ينذر أهلها، والمرج: من قولهم مرج فلان دابته إذا تركها وشأنها، فرات: أي مفرط العذوبة، أجاج: أي شديد الملوحة، برزخا: أي حاجزا، حجرا محجورا: أي تنافرا شديدا فلا يبغى أحدهما على الآخر ولا يفسد الملح العذب، نسبا وصهرا: أي ذكورا ينسب إليهم، وإناثا يصاهر بهن.
الظهير والمظاهر: المعاون فهو يعاون الشيطان على ربه: أي على رسوله بالعداوة، وسبح بحمده: أي ونزّهه وصفه بصفات الكمال، ويقال كفى بالعلم جمالا: أي حسبك، فلا تحتاج معه إلى غيره، والخبير بالشيء: العليم بظاهره وباطنه وبكل ما يتصل به، والبروج: منازل السيارات الاثني عشر المعروفة التي جمعها بعضهم في قوله:
حمل الثور جوزة السرطان ** ورعى الليث سنبل الميزان

ورمى عقرب بقوس لجدّى ** نزح الدلو بركة الحيتان

فهى الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت، وهى منازل الكواكب السيارة السبعة وهى: المريخ وله الحمل والعقرب، والزهرة: ولها الثور والميزان، وعطارد: وله الجوزاء والسنبلة، والقمر: وله السرطان، والشمس: ولها الأسد، والمشترى: وله القوس والحوت، وزحل: وله الجدى والدلو.
وهى في الأصل القصور العالية. فأطلقت عليها على طريق التشبيه، والسراج: الشمس خلفة: أي يخلف أحدهما الآخر ويقوم مقامه فيما ينبغى أن يعمل فيه.
الهون: الرفق واللين والمراد أنهم يمشون في سكينة ووقار، ولا يضربون بأقدامهم أشرا وبطرا، الجاهلون: أي السفهاء، سلاما: أي سلام توديع ومتاركة لا سلام تحية كقول إبراهيم لأبيه: {سَلامٌ عَلَيْكَ} ويبيتون: أي يدركهم الليل ناموا أو لم يناموا كما يقال بات فلان قلقا، غراما: أي هلاكا لازما، قال الأعشى:
إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالى والإسراف: مجاوزة الحد في النفقة بالنظر لنظرائه في المال، والتقتير: التضييق والشح، قواما: أي وسطا وعدلا لا يدعون: أي لا يشركون، والآثام: الإثم والمراد جزاؤه، مهانا: أي ذليلا مستحقرا، لا يشهدون الزور: أي لا يقيمون الشهادة الكاذبة والمراد أنهم لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم، واللغو ما ينبغى أن يلغى ويطرح مما لا خير فيه، كراما: أي مكرمين أنفسهم عن الخوض فيه، والخرور:
السقوط على غير نظام وترتيب، وقرة العين: يراد بها الفرح والسرور، والإمام:
يستعمل للمفرد والجمع والمراد الثاني أي أئمة يقتدى بهم في إقامة مراسم الدين، والغرفة:
كل بناء عال مرتفع ويراد بها الدرجات الرفيعة، ما يعبأ بكم: أي لا يعتدبكم، دعاؤكم:
أي عبادتكم، لزاما: أي لازما يحيق بكم حتى يكبكم في النار. اهـ.

.قال أبو جعفر النحاس:

سورة الفرقان:
وهي مكية حدثني يموت بن المزرع قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا يونس بن حبيب قال سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول سألت مجاهدا تلخيص الآي المدني من المكي فقال مجاهد سألت ابن عباس وذكر الحديث وقال فيه نزلت سورة الفرقان بمكة فهي مكية.
1- من ذلك قوله جل وعز: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} آية 1 وقرأ عبد الله بن الزبير {على عباده} {تبارك} تفاعل من البركة وهي حلول الخير ومنه فلان مبارك أي الخير يحل بحلوله مشتق من البرك والبركة وهما المصدر والفرقان القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر والنذير المخوف عذاب الله تبارك وتعالى وكل مخوف نذير ومنذر.
2- وقوله جل وعز: {وخلق كل شئ فقدره تقديرا} آية 2 أي قدره لكل شئ ما يصلحه ويقوم به.
3- وقوله جل وعز: {ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا} آية 3 يقال أنشر الله الموتى فنشروا.
4- ثم قال تعالى: {وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه} آية قال مجاهد وقتادة إفك أي كذب ثم قال تعالى: {وأعانه عليه قوم آخرون} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال اليهود.
5- ثم قال جل وعز: {فقد جاءوا ظلما وزورا} آية 4 قال مجاهد أي كذبا قال أبو جعفر والتقدير فقد جاءوا بظلم وزور.
6- ثم قال جل وعز: {وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا} آية 5 قال مجاهد أي أحاديث الأولين قال قتادة وأصيلا أي عشيا.
7- وقوله جل وعز: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} آية 7 أي أي شئ له آكلا وماشيا ثم طلبوا أن يكون معه ملك شريكا فقالوا {لولا أنزل إليه ملك} وقد قال عز وجل: {ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون} أي لو أنزلنا ملكا لم يكونوا يفهمون عنه حتى يكون رجلا وإذا كان رجلا لم يؤمنوا أيضا إلا بتأويل.
8- وقوله جل وعز: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار} آية 10 روى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: «إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتحها ولم يعط ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئا».
وإن شئت جمعنا ذلك لك في الآخرة فقال يجمع لي ذلك في الآخرة فأنزل الله عز وجل: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} آية 10.
9- وقوله جل وعز: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} آية 12 قيل في معنى هذا قولان أحدهما سمعوا لمن فيها من المعذبين تغيظا وزفيرا واستشهد صاحب هذا القول بقوله عز وجل: {لهم فيها زفير وشهيق} والقول الآخر أن المعنى سمعوا لها تغيظا عليهم كما قال تعالى تكاد تميز من الغيظ.
والقول الثاني أولى لأنه قال سمعوا لها ولم يقل سمعوا فيها ولا منها والتقدير سمعوا لها صوت تغيظ.
10- وقوله جل وعز: {دعوا هنالك ثبورا} آية 13 قال مجاهد والضحاك أي هلاكا قال أبو جعفر يقال ما ثبرك عن كذا أي ما صرفك عنه فالمثبور ابن هو المصروف عن الخير والمعنى يقولون واثبوراه وروى علي بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول من يكسى حلة من جهنم إبليس فيضعها على جبينه ويسحبها يقول واثبوراه وتتبعه ذريته يقولون واثبوراه فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا.
11- ثم قال جل وعز: {قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون} آية 15 وليس في ذلك خير فإنما هو على عملكم وعلى ما تفعلون.
12- ثم قال جل وعز: {كان على ربك وعدا مسئولا} آية 16 قال محمد بن كعب أي يسأله وهو قول الملائكة صلى الله عليه ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم.
وقيل إن ذلك يراد به قولهم لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها.
13- وقوله جل وعز: {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله} آية 17 قال مجاهد المسيح وعزيرا والملائكة.
14- وقوله جل وعز: {حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا} آية 18 قال مجاهد أي هالكين قال أبو جعفر يقال لما هلك أو فسد أو كسد بائر ومنه بارت السوق وبارت الأيم وبور يقع للواحد والجماعة على قول أكثر النحويين وقال بعضهم الواحد بائر والجمع بور كما يقال عائد وعوذ وهائد وهود.
15- ثم قال جل وعز: {فقد كذبوكم بما تقولون} آية 19 أي بقولكم إنهم آلهة.
وحكى الفراء أنه يقرأ فقد كذبوكم بما يقولون قال أبو جعفر والمعنى على هذا فقد كذبوكم بقولهم ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء.
16- ثم قال تعالى: {فما يستطيعون صرفا ولا نصرا} آية 19 قال يونس الصرف الحيلة من قولهم فلان يتصرف في الأشياء أي فما يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب ولا ينصروها.
17- وقوله جل وعز: {ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا} آية 19 قال الحسن الشرك.
18- وقوله جل وعز: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} آية 2.
قال قتادة فتنة أي بلاء قال أبو جعفر الفتنة في اللغة الاختبار والمعنى جعلنا الشريف للوضيع والوضيع للشريف فتنة يروى أن الشريف كان يريد أن يسلم فيمنعه من ذلك أن من هو دونه قد أسلم قبله فيقول أعير بسبقه إياي وإن بعض الزمنى والفقراء كان يقول لم لم أكن غنيا وصحيحا فأسلم ثم قال جل وعز أتصبرون أي إن صبرتم فقد عرفتم أجر الصابرين.
19- ثم خبر أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يقترحون من الآيات ما لم يعطه أحد فقال جل وعز وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا آية 21 والعتو التجاوز فيما لا ينبغي.
20- ثم قال جل وعز: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا} آية 22 روى عطية عن أبي سعيد الخدري حجرا محجورا قال حراما محرما قال الضحاك أي تقول لهم الملائكة حراما عليكم محرما أن تكون لكم البشرى اليوم يعني الكفار قال أبو جعفر والمعنى حراما عليكم البشرى ومن هذا حجر القاضي إنما هو منعه ومن هذا حجر الإنسان.
21- وقوله جل وعز: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل} آية 23 قال مجاهد وقدمنا أي عمدنا قال أبو جعفر وأصل هذا أن القادم إلى الموضع يعمد له ويقصد إليه.
22- ثم قال جل وعز: {فجعلناه هباء منثورا} آية 23 روى أبو إسحق عن الحارث عن علي قال الهباء المنثور شعاع الشمس الذي يدخل من الكوة قال أبو جعفر وهباء جمع هباءة فيقال لما يكون من شعاع الشمس وهو شبيه بالغبار هباء منثور ويقال لما يطير من تحت سنابك الخيل هباء منبث وأصله من أهبأ قوله التراب إهباء له إذا أثاره كما قيل منينا كأنه أهباء.