فصل: فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الفرقان:
قوله تعالى: {يأكل منها} يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أفرد الرسول بذلك والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر عنهم بالفعل على حسب ما أخبروا به عن أنفسهم.
قوله تعالى: {ويجعل لك} يقرأ بالجزم والرفع فالحجة لمن جزم أنه رده على معنى قوله: {جعل لك} لأنه جواب الشرط وإن كان ماضيا فمعناه الاستقبال والحجة لمن استأنفه أنه قطعه من الأول فاستأنفه.
قوله تعالى: {ويوم يحشرهم} {فيقول} يقرآن بالياء والنون على ما تقدم من الغيبة والإخبار عن النفس.
قوله تعالى: {مكانا ضيقا} يقرأ بالتشديد والتخفيف فقيل هما لغتان وقيل أراد التشديد فخفف وقيل الضيق فيما يرى ويحد يقال بيت ضيق وفيه ضيق والضيق فيما لا يحد ولا يرى يقال صدر ضيق وفيه ضيق.
قوله تعالى: {تشقق السماء} يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد تقدم القول فيه آنفا.
قوله تعالى: {ونزل الملائكة} يقرأ بنون واحدة وتشديد الزاي ورفع الملائكة وبنونين وتخفيف الزاي ونصب الملائكة فالحجة لمن شدد ورفع أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله ماضيا فرفع به ودليله قوله: {تنزيلا} لأنه من نزل كما كان قوله تعالى: {تقتيلا} من قتل والحجة لمن قرأه بنونين أنه أخذه من أنزلنا فالأولى نون الأستقبال والثانية نون الأصل وهو من إخبار الله تعالى عن نفسه ولو شدد الزاي مع التنوين لوافق ذلك المصدر.
قوله تعالى: {يا ويلتى} يقرأ بالإمالة والتفخيم فالحجة لمن أمال أنه أوقع الإمالة على الألف فأمال لميل الألف والحجة لمن فخم أنه أتى به على الأصل وأراد فيه الندبة فأسقط الهاء وبقي الألف على فتحها.
قوله تعالى: {أرسل الرياح بشرا} يقرأ بالتوحيد والجمع وقد ذكر في البقرة.
ويقرأ بالياء والنون وبالضم والإسكان وقد ذكر في الأعراف.
قوله تعالى: {ليذكروا} يقرأ بتشديد الذال وفتحها وبتخفيفها وإسكانها والحجة لمن شدد أنه أراد ليتعظوا ودليله {فذكر إنما أنت مذكر} والحجة لمن خفف أنه أراد بذلك الذكر بعد النسيان.
قوله تعالى: {لما تأمرنا} يقرأبالتاء والياء على ما ذكرناه في معنى المواجهة والغيبة.
قوله تعالى: {سراجا} يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد الشمس لقوله بعدها وقمرا والحجة لمن جمع أنه أراد ما أسرج وأضاء من النجوم لأنها مع القمر تظهر وتضيء.
قوله تعالى: {ولم يقتروا} يقرأبفتح الياء وكسر التاء وضمها وبضم الياء وكسر التاء فالحجة لمن فتح الياء وكسر التاء أنه أخذه من قتر يقتر مثل ضرب يضرب ومن ضم التاء أخذه من قتر يقتر مثل خرج يخرج والحجة لمن ضم الياء وكسر التاء أنه أخذه من أقتر يقتر وهما لغتان معناهما قلة الإنفاق.
قوله تعالى: {يضاعف} يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكرت علته فيما سلف.
ويقرأ بالرفع والجزم فالحجة لمن رفع أنه لما اكتفى الشرط بجوابه كان ما أتى بعده مستأنفا فرفعه والحجة لمن جزم أنه لما اتصل بعض الكلام ببعض جعلت يضاعف بدلا من قوله يلق فجزمته ورددت عليه ويخلد بالجزم عطفا بالواو.
قوله تعالى: {فيه مهانا} يقرأبكسر الهاء وإلحاق ياء بعدها وباختلاس الحركة من غير ياء وقد تقدم القول فيه بما يغني عن إعادته.
قوله تعالى: {وذرياتنا} يقرأ بالجمع والتوحيد فالحجة لمن جمع أنه رد أول.
الكلام على آخره وزاوج بين قوله: {أزواجنا} {وذرياتنا} والحجة لمن وحد أنه أراد به الذرية وإن كان لفظها لفظ التوحيد فمعناها معنى الجمع ودليله قوله بعد ذكر الأنبياء {ذرية بعضها من بعض}.
قوله تعالى: {ويلقون فيها تحية} يقرأ بتشديد القاف وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه أراد تكرير تحية السلام عليهم مرة بعد أخرى ودليله قوله: {ولقاهم نضرة وسرورا} والحجة لمن خفف أنه جعله من اللقاء لا من التلقي كقوله لقيته ألقاه ويلقاه مني ما يسره. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

سورة الفرقان:
أو تكون له جنة يأكل منها تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنت تجري من تحتها الأنهر ويجعل لك قصورا.
قرأ حمزة والكسائي نأكل منها بالنون وقرأ الباقون بالياء أي محمد صلى الله عليه وحجتهم قوله تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك فخصه بالوصف ولم يقل جعل لكم فيدخلوا معه في الوصف ومن قرأ بالنون أخبر المتكلم عن نفسه مع جماعة كأنهم أرادوا أن يكون للنبي صلى الله عليه جنة له دونهم يرونها ويأكلون منها حتى يتيقنوا صحة ذلك بأكلهم منه نظير ما أخبر عنهم في قيلهم له لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا وقيلهم أيضا له ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ولم يقل تقرؤه أنت علينا حتى تفجر لنفسك.
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر ويجعل لك قصورا برفع اللام على الابتداء قطعوه عما قبله والمعنى وسيجعل لك قصورا أي سيعطيك الله في الآخرة أكثر مما قالوا.
وقرأ الباقون ويجعل لك جزما عطفوا على موضع إن شاء المعنى إن يشأ يجعل لك جنات ويجعل لك قصورا.
{وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا} قرأ ابن كثير ضيقا بالتخفيف ووزنه فعل وقرأ الباقون ضيقا بالتشديد ووزنه فيعل وهما لغتان مثل هين ولين وهين ولين ومثله ميت وميت.
{ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءانتم أضللتم عبادي هؤلاء} قرأ ابن كثير وحفص ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول بالياء جميعا.
وقرأ ابن عامر جميعا بالنون وقرأ الباقون نحشرهم بالنون فيقول بالياء.
حجة من قرأ جميعا بالياء قوله قبلها كان على ربك وعدا مسؤولا ويوم يحشرهم أي ويوم يحشرهم ربك فيقول ويقوي ذلك ما بعده أضللتم عبادي ولم يقل عبادنا.
وحجة من قرأ نحشرهم بالنون فيقول بالياء فإنه على أنه أفرد بعد الجمع مثل قوله وآتينا موسىالكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا وحجة من قرأ نحشرهم بالنون فالله أخبر عن نفسه أي نحن نحشرهم ثم عطف عليه فنقول بلفظ الجمع وحجته قوله في الأنعام ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة وكما قال وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا.
{فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا} قرأ ابن كثير في رواية قنبل فقد كذبوكم بما يقولون بالياء أي كذبوكم بقولهم وقولهم سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وقولهم أيضا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء وقولهم أيضا سبحانك أنت ولينا من دونهم ففي قوله أنت ولينا من دونهم دلالة على أنهم لم يعبدوهم لأنهم لو عبدوهم ورضوا بذلك لم يكن الله وليا لهم من دونهم وقرأ فما يستطيعون بالياء أي فما يستطيع الملائكة لهم صرفا ولا نصرا.
وقرأ حفص فقد كذبوكم بما تقولون بالتاء أي فقد كذبتكم الملائكة بما تقولون أي في قولكم إنهم آلهة وقرأ فما تستطيعون بالياء أي فما يستطيع الشركاء صرفا ولا نصرا لكم.
{ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} قرأ نافع وابن كثير وابن عامر ويوم تشقق السماء بالتشديد أرادوا تتشق فأدغموا التاء في الشين.
وقرأ الباقون تشقق بالتخفيف أرادوا ايضا تتشقق فحذفوا إحدى التاءين المعنى تشقق السماء بالغمام أي مع الغمام وقد قيل عن الغمام.
قرأ ابن كثير وننزل بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة واللام مرفوعة الملائكة نصب الله تعالى يخبر عن نفسه أي ننزل نحن الملائكة وحجته قراءة من قرأ ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين وقوله تنزيلا مصدرا نزل تنزيلا ومن أنزل ينزل إنزالا لا يجيء إلا أنه قد جاء في القرآن مثله وهو قوله وتبتل إليه تبتيلا ولم يقل تبتلا فكذلك قراءة ابن كثير.
وقرأ الباقون ونزل الملائكة على ما لم يسم فاعله وهو الاختيار لأن تنزيلا لا يكون إلا مصدر نزل.
{وهو الذي أرسل الريح بشرا بين يدي رحمته} قرأ ابن كثير وهو الذي يرسل الريح بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وقد ذكرنا الحجة في سورة البقرة نشرا أيضا قد ذكرنا القراءات والحجج في الأعراف ولقد صرفناه بينهم ليذكروا.
قرأ حمزة والكسائي ليذكروا ساكنة الذال من ذكر يذكر أي ليذكروا نعم الله عليهم.
وقرأ الباقون ليذكروا بالتشديد أرادوا ليتذكروا فأدغموا التاء في الذال والمعنى ليتعظوا.
وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا 6.
قرأ حمزة والكسائي لما يأمرنا بالياء وحجتهما أن التفسير ورد بأن مسيلمة الكذاب كان تسمى بالرحمن فلما قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا حينئذ أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة تكبرا منهم واستهزاء فأنزل الله جل وعز من قيلهم هذه الآية وقد يجوز أن يقولوا له وما الرحمن ثم يقول بعضهم لبعض أنسجد لما يأمرنا محمد بالسجود له على وجه الإنكار منهم لذلك ويجوز أيضا أن يعني أنهم قالوا لا نصدقك فنسجد لما تزعم أنه يأمرنا بذلك.
وقرأ الباقون لما تأمرنا بالتاء جعلوا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي أنسجد لما تأمرنا كأنهم خاطبوه بالرد وزادهم نفورا أي وزادهم أمره إياهم بالسجود نفورا عما أمروا به.
{تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا} قرأ حمزة والكسائي وجعل فيها سرجا على الجمع وقرأ الباقون سراجا على التوحيد أرادوا الشمس وحجتهم وجعل الشمس سراجا بالتوحيد فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه والهاء في فيها عائدة على السماء وأرادو بالبروج النجوم الكبار ويجوز أن تكون الهاء عائدة على البروج فيكون حينئذ السراج يؤدي عن معنى الجمع كما قال يخرجكم طفلا ويكون التقدير وجعل في البروج سراجا فيؤدي السراج عن معنى الجمع ومن قرأ سرجا الشمس والقمر والكواكب العظام معها والهاء في فيها عائدة على البروج ويكون تقدير الكلام جعل في البروج سرجا وقمرا منيرا وإذا وجهت القراءة على هذا الوجه أخذت المعنيين الجمع والتوحيد لأن البروج منازل الشمس والقمر والنجوم فهي كلها في البروج والشمس داخلة معها.
{وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا} قرأ حمزة لمن أراد أن يذكر بإسكان الذال وضم الكاف أي لمن أراد الذكر قال الفراء يذكر ويتذكر بمعنى واحد يقال ذكرت حاجتك وتذكرتها وفي التنزيل إنه تذكرة فمن شاء ذكره.
وقرأ الباقون يذكر بالتشديد أي يتعظ ويتفكر ويعتبر في اختلافهما والأصل يتذكر ثم أدغموا التاء في الذال وحجتهم قوله إنما يتذكر أولوا الألباب.
{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا} قرأ نافع وابن عامر ولم يقتروا بضم الياء وكسر التاء من أقتر يقتر مثل أكرم يكرم وحجتهما قوله على المقتر قدره.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو يقتروا بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ أهل الكوفة يقتروا بضم التاء من قتر يقتر وهما لغتان تقول قتر يقتر ويقتر مثل عرش يعرش ويعرش وعكف يعكف ويعكف وحجتهم قوله وكان الإنسان قتورا.
{ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضعف له العذاب يوم القيمة ويخلد فيه مهانا} قرأ ابن كثير يضعف له العذاب بالتشديد والجزم.
وقرأ ابن عامر يضعف بالتشديد والرفع ويخلد بالرفع أيضا.
وقرأ أبو بكر يضاعف بالرفع والألف ويخلد بالرفع.
وقرأ الباقون يضاعف ويخلد بالألف والجزم فيهما.
فمن جزم جعله بدلا من جواب الشرط والشرط قوله ومن يفعل ذلك جوابه يلق وعلامة الجزم فيه سقوط الألف ويضاعف بدل من يلق ويخلد نسق عليه قال الزجاج وتأويل الأثام تأويل المجازاة على الشيء قال أبو عمرو الشيباني يقال لقد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك وسيبويه والخليل يذهبان إلى أن معناه يلقى جزاء الأثام ومثله مشفقين مما كسبوا قال أبو عبيدة يلق أثاما أي عقوبة أي عقوبته ومن رفع فقد استغنى الكلام وتم جواب الشرط فاستأنف على تأويل تفسير يلق أثاما كأن قائلا قال ما لقي الآثم.
فقيل يضاعف للآثم العذاب ويخلد نسق عليه ويضعف جيد تقول ضاعفت الشيء وضعفته.
{ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين} قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص من أزواجنا وذرياتنا بالألف على الجمع وقرأ الباقون ذريتنا واحدة فمن جمع قال الجمع للأزواج ومن وحد قال الذرية في معنى الجمع قال الله تعالى ذرية من حملنا مع نوح.
{أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلما} قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر ويلقون فيها بالتخفيف أي يلقون أهل الجنة فيها تحية وسلاما من الله جعلنا الله منهم فالفعل لهم وحجتهم قوله فسوف يلقون غيا ومن يفعل ذلك يلق أثاما فجعلوا قوله ويلقون فيها بلفظ ما تقدم ليكون الكلام على نظم واحد.
وقرأ الباقون ويلقون بالتشديد أي يلقيهم الله أو ملائكته التحية والسلام إذا دخلوا الجنة وحجتهم قوله ولقاهم نضرة وسرورا فعلى لقاهم يلقون.
واعلم أن لقي فعل متعد إلى مفعول واحد فإذا ثقل تعدى إلى مفعولين فقوله تحية المفعول الثاني من لقيت زيدا تحية فلما بنيت الفعل للمفعول به قام أحد المفعولين مقام الفاعل فبقي الفعل متعديا إلى مفعول واحد. اهـ.