فصل: (سورة الفرقان: آية 38):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الفرقان: آية 38]:

{وَعادًا وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذلِكَ كَثِيرًا (38)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {عادا} مفعول به لفعل محذوف تقديره دمّرنا أو أهلكنا الواو عاطفة في المواضع الثلاثة {ثمود أصحاب قرونا} أسماء معطوفة على {عادا} منصوبة مثله {بين} ظرف منصوب متعلّق بنعت ل {قرونا} {كثيرا} نعت ثان ل {قرونا} منصوب.
وجملة: {دمّرنا عادا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أعتدنا.

.الصرف:

{الرسّ} اسم للبئر القديمة، وزنه فعل بفتح الفاء، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد.

.[سورة الفرقان: آية 39]:

{وَكُلًا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلًا تَبَّرْنا تَتْبِيرًا (39)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {كلّا} مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أنذرنا أو خوّفنا {له} متعلّق ب {ضربنا}، و{كلّا} الثاني مفعول به مقدّم منصوب {تتبيرا} مفعول مطلق منصوب.
وجملة: {أنذرنا كلّا} لا محلّ لها معطوفة على جملة {دمّرنا} عادا.
وجملة: {ضربنا} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {تبّرنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة {أنذرنا} كلّا.

.الفوائد:

1- إعراب كل:
لنا في إعرابها ثلاثة أوجه:
أ- أن تكون توكيدا لمعرفة، وهو مذهب البصريين، وعندهم لا يجوز توكيد النكرة، خلافا لابن مالك، فقد أجاز توكيدها، نحو: صمت شهرا كلّه.
ولابد من إضافتها إلى مضمر راجع إلى المؤكد، نحو: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ} وقد يخلف الظاهر الضمير، نحو: يا أشبه الناس كل الناس بالقمر.
ب- أن تكون نعتا لمعرفة، فتدل على كمال، ويجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى: هم القوم كلّ القوم يا أم خالد.
ج- أن تكون ثالثة للعوامل: فتكون مضافة إلى الظاهر، نحو: كل نفس بما كسبت رهينة وغير مضافة، نحو هذه الآية التي نحن بصددها. وكلّا ضربنا له الأمثال، وكلا تبرنا تتبيرا.
وقد تنوب عن المصدر، فتكون في محل نصب مفعول مطلق، نحو {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}. وإذا أضيفت إلى الظرف أعربت في محل نصب مفعول فيه نحو سرت كل الليل.
2- إضافة كل فيه ثلاثة أوجه:
أ- أن تضاف إلى ظاهر.
ب- أن تضاف إلى ضمير محذوف {وَكُلًّا ضَرَبْنا}.
ج- أن تضاف إلى ضمير مذكور نحو {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ}.

.[سورة الفرقان: آية 40]:

{وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لقد أتوا} مثل لقد آتينا، {على القرية} متعلّق ب {أتوا} بتضمينه معنى مروا {التي} اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقرية، ونائب الفاعل لفعل {أمطرت} ضمير يعود على القرية {مطر} مفعول مطلق منصوب- بمعنى الإمطار-، الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة {بل} للإضراب الانتقالي {لا} نافية.
وجملة: {أتوا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: {أمطرت} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {يكونوا يرونها} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي {أيمرّون فلم يكونوا}.
وجملة: {يرونها} في محلّ نصب خبر يكونوا.
وجملة: {كانوا لا يرجون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يرجون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.الصرف:

{مطر}، اسم مصدر لفعل أمطر، والمصدر القياسيّ الإمطار، وزن مطر فعل بفتحتين.

.البلاغة:

المجاز: في قوله تعالى: {بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا}.
والمراد بالرجاء التوقع مجازا كأنه قيل: بل كانوا لا يتوقعون النشور المستتبع للجزاء الأخروي وينكرونه.

.[سورة الفرقان الآيات: 41- 42]:

{وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {إن} نافية {إلّا} أداة حصر {هزوا} مفعول به ثان منصوب أي مهزوّا به الهمزة للاستفهام {رسولا} حال من الضمير العائد المحذوف أي: بعثه اللّه مرسلا.
جملة: {رأوك} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إن يتّخذونك} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {هذا الذي} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقولون أهذا الذي وجملة القول المقدّر في محلّ نصب حال من فاعل يتّخذونك.
وجملة: {بعث اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
{إن} مخفّفة من الثقيلة مهملة وجوبا اللام هي الفارقة {عن آلهتنا} متعلّق ب {يضلّنا} بتضمينه معنى يصرفنا {أن} حرف مصدري {عليها} متعلّق ب {صبرنا}.
والمصدر المئول {أن صبرنا} في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا.
الواو استئنافيّة {سوف} حرف استقبال {حين} ظرف منصوب متعلّق ب {يعلمون}، {من} اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره {أضلّ}، {سبيلا} تمييز منصوب.
وجملة: {كاد ليضلّنا} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {يضلّنا} في محلّ نصب خبر كاد.
وجملة: {صبرنا} موجود. لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لصرفنا عنها.
وجملة: {صبرنا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {يعلمون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يرون} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {من أضلّ} في محلّ نصب مفعول به- أو سدّت مسدّ المفعولين- لفعل يعلمون المعلّق بالاستفهام.

.[سورة الفرقان الآيات: 43- 44]:

{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام {رأيت} بمعنى أخبرني {من} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل {إلهه} مفعول به ثان منصوب {هواه} مفعول به أوّل الهمزة للإنكار {عليه} متعلّق ب {وكيلا}.
جملة: {رأيت} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتخذ} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {أنت تكون} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت.
وجملة: {تكون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنت}.
{أم} هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة.
والمصدر المئول {أنّ أكثرهم يسمعون} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تحسب.
{إن} نافية {إلّا} أداة حصر {كالأنعام} متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم {بل} للإضراب الانتقاليّ.
وجملة: {تحسب} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يسمعون} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {يعقلون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يسمعون.
وجملة: {إن هم كالأنعام} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {هم أضلّ سبيلا} لا محلّ لها استئنافيّة.

.البلاغة:

1- التقديم: في قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ}.
{اتخذ} متعدية لمفعولين، أولهما {هواه}، وثانيهما {إلهه}، وقدم على الأول للاعتناء به من حيث أنه الذي يدور عليه أمر التعجب، لا من حيث أن الإله يستحق التعظيم والتقديم، كما قيل، أي: أرأيت الذي جعل هواه إلها لنفسه بأن أطاعه وبنى عليه أمر دينه معرضا عن استماع الحجة الباهرة وملاحظة البرهان النير بالكلية، على معنى انظر إليه وتعجب منه وقال ابن المنير في تقديم المفعول الثاني: هنا نكتة حسنة، وهي إفادة الحصر، فإن الكلام- قبل دخول {أرأيت} {واتخذ} الأصل فيه هواه إلهه، على أن هواه مبتدأ خبره إلهه، فإذا قيل:
إلهه هواه، كان من تقديم الخبر على المبتدأ، وهو يفيد الحصر، فيكون معنى الآية حينئذ: أرأيت من لم يتخذ معبوده إلا هواه، وذلك أبلغ في ذمه وتوبيخه.
2- التمثيل: في قوله تعالى: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.
يتخلص هذا الفن، في أن يريد المتكلم معنى، فلا يعبر عنه بلفظه الخاص، ولا بلفظي الإشارة، ولا الإرداف، بل بلفظ هو أبعد من لفظ الإرداف قليلا، يصلح أن يكون مثلا للّفظ الخاص، لأن المثل لا يشبه المثل من كل الوجوه، ولو تماثل المثلان من كل الوجوه لا تحدا.
ومن التمثيل أيضا نوع آخر، ذهب إليه من جاء بعد قدامة، وهو أن يذكر الشيء ليكون مثالا للمعنى المراد، وإن كان معناه ولفظه غير المعنى المراد ولفظه، كأنهم لثبوتهم على الضلالة بمنزلة الأنعام والبهائم بل أضل سبيلا، لأن البهائم تنقاد لمن يتعهدها، وتميز من يحسن إليها ممن يسيء إليها، أما هؤلاء فقد أسفّوا إلى أبعد من هذا الدرك.

.الفوائد:

حسب هي من أفعال القلوب، وتفيد في الخبر الرجحان واليقين، والغالب كونها للرجحان. وتنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
أ- مثال الرجحان قول زفر بن الحارث الكلابي:
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ** ليالي لاقينا جذام وحميرا

ب- مثال اليقين: قول لبيد العامري:
حسبت التقى والجود خير تجاره ** رباحا إذا ما المرء أصبح ثافلا

مضارعها: يحسب بفتح السين وكسرها، والمصدر: محسبة ومحسبة بفتح السين والكسر أيضا وحسبان.