فصل: قال أبو البقاء العكبري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الفرقان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قوله تعالى: {ليكون} في اسم كان ثلاثة أوجه: أحدها الفرقان.
والثاني العبد.
والثالث الله تعالى، وقرئ شاذا على عباده فلا يعود الضمير إليه.
قوله تعالى: {الذى له} يجوز أن يكون بدلا من {الذى} الأولى، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون في موضع نصب على تقدير أعنى.
قوله تعالى: {افتراه} الهاء تعود على عبده في أول السورة.
قوله تعالى: {ظلما} مفعول جاءوا: أي أتوا ظلما، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، والأساطير قد ذكرت في الأنعام {اكتتبها} في موضع الحال من الأساطير: أي قالوا هذه أساطير الأولين مكتتبة.
قوله تعالى: {يأكل الطعام} هو في موضع الحال، والعامل فيها العامل في لهذا أو نفس الظرف {فيكون} منصوب على جواب الاستفهام أو التحضيض {أو يلقى} {أو تكون} معطوف على أنزل لأن أنزل بمعنى ينزل، أو يلقى بمعنى ألقى، ويأكل بالياء والنون والمعنى فيهما ظاهر.
قوله تعالى: {جنات} بدل من خيرا {ويجعل لك} بالجزم عطفا على موضع جعل الذي هو جواب الشرط، وبالرفع على الاستئناف، ويجوز أن يكون من جزم سكن المرفوع تخفيفا وأدغم.
قوله تعالى: {إذا رأتهم} إلى آخر الآية في موضع نصب صفة لسعير.
و{ضيقا} بالتشديد والتخفيف قد ذكر في الأنعام، ومكانا ظرف، ومنها حال منه: أي مكانا منها، و{ثبورا} مفعول به، ويجوز أن يكون مصدرا من معنى دعوا.
قوله تعالى: {خالدين} هو حال من الضمير في يشاءون، أو من الضمير في لهم {كان على ربك} الضمير في كان يعود على {ما} ويجوز أن يكون التقدير: كان الوعد وعدا، ودل على هذا المصدر.
قوله تعالى: {وعدا} وقوله: {لهم فيها} وخبر كان وعدا، أو على ربك {ويوم نحشرهم} أي واذكر.
قوله تعالى: {وما يعبدون} يجوز أن تكون الواو عاطفة، وأن تكون بمعنى مع.
قوله تعالى: {هؤلاء} يجوز أن يكون بدلا من عبادي، وأن يكون نعتا قوله تعالى: {أن نتخذ} يقرأ بفتح النون وكسر الخاء على تسمية الفاعل، و{من أولياء} هو المفعول الأول، ومن دونك الثاني، وجاز دخول {من} لأنه في سياق النفى، فهو كقوله تعالى: {ما اتخذ الله من ولد} ويقرأ بضم النون وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله، والمفعول الأول مضمر، ومن أولياء الثاني، وهذا لا يجوز عند أكثر النحويين لأن {من} لا تزاد في المفعول الثاني، بل في الأول كقولك: ما اتخذت من أحد وليا، ولا يجوز ما اتخذت أحدا من ولى، ولو جاز ذلك لجاز فما منكم أحد عنه من حاجزين، ويجوز أن يكون من دونك حالا من أولياء.
قوله تعالى: {إلا أنهم} كسرت {إن} لأجل اللام في الخبر، وقيل لو لم تكن اللام لكسرت أيضا لأن الجملة حالية، إذ المعنى إلا وهم يأكلون، وقرئ بالفتح على أن اللام زائدة، وتكون إن مصدرية، ويكون التقدير: إلا أنهم يأكلون: أي وما جعلناهم رسلا إلى الناس إلا لكونهم مثلهم، ويجوز أن تكون في موضع الحال، ويكون التقدير: إنهم ذوو أكل.
قوله تعالى: {يوم يرون} في العامل فيه ثلاثة أوجه: أحدها اذكر يوم.
والثانى يعذبون يوم، والكلام الذي بعده يدل عليه.
والثالث لايبشرون يوم يرون.
ولايجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين: أحدهما أن المصدر لا يعمل فيما قبله.
والثانى أن المنفى لا يعمل فيما قبل لا.
قوله تعالى: {يومئذ} فيه أوجه: أحدها هو تكرير ليوم الأول.
والثانى هو خبر بشرى فيعمل فيه المحذوف، و{للمجرمين} تبيين أو خبر ثان.
والثالث أن يكون الخبر للمجرمين، والعامل في يومئذ ما يتعلق به اللام.
والرابع أن يعمل فيه بشرى إذا قدرت أنها منونة غير مبنية مع لا، ويكون الخبر للمجرمين، وسقط التنوين لعدم الصرف، ولا يجوز أن يعمل فيه بشرى إذا بنيتها مع لا.
قوله تعالى: {حجرا محجورا} هو مصدر، والتقدير: حجرنا حجرا، والفتح والكسر لغتان وقد قرئ بهما.
قوله تعالى: {ويوم تشقق} يقرأ بالتشديد والتخفيف والأصل تتشقق، وهذا الفعل يجوز أن يراد به الحال والاستقبال، وأن يراد به الماضي وقد حكى، والدليل على أنه عطف عليه، ونزل وهو ماض، وذكر بعد قوله: {ويقولون حجرا} وهذا يكون بعد تشقق السماء، وأما انتصاب يوم فعلى تقدير: اذكر، أو على معنى وينفرد الله بالملك يوم تشقق السماء {ونزل} الجمهور على التشديد، ويقرأ بالتخفيف والفتح و{تنزيلا} على هذا مصدر من غير لفظ الفعل، والتقدير: نزلوا تنزيلا فنزلوا.
قوله تعالى: {الملك} مبتدأ، وفى الخبر أوجه ثلاثة: أحدها {للرحمن} فعلى هذا يكون الحق نعتا للملك، ويومئذ معمول الملك أو معمول ما يتعلق به اللام، ولا يعمل فيه الحق لأنه مصدر متأخر عنه.
والثانى أن يكون الخبر الحق، وللرحمن تبيين أو متعلق بنفس الحق: أي يثبت للرحمن.
والثالث أن يكون الخبر يومئذ، والحق نعت للرحمن.
قوله تعالى: {يقول يا ليتني} الجملة حال، وفى يا هاهنا وجهان ذكرناهما في قوله تعالى: {يا ليتني كنت معهم}.
قوله تعالى: {مهجورا} هو مفعول ثان لاتخذوا: أي صيروا للقرآن مهجورا بإعراضهم عنه.
قوله تعالى: {جملة} هو حال من القرآن: أي مجتمعا {كذلك} أي أنزل كذلك، فالكاف في موضع نصب على الحال، أو صفة لمصدر محذوف، واللام في {لنثبت} يتعلق بالفعل المحذوف.
قوله تعالى: {جئناك بالحق} أي بالمثل الحق، أو بمثل أحسن تفسيرا من تفسير مثلهم.
قوله تعالى: {الذين يحشرون} يجوز أن يكون التقدير هم الذين، أو أعنى الذين، و{أولئك} مستأنف، ويجوز أن يكون الذين مبتدأ وأولئك خبره.
قوله تعالى: {هارون} هو بدل.
قوله تعالى: {فدمرناهم} يقرأ فدمراهم، وهو معطوف على اذهبا، والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره: فذهبا فأنذرا فكذبوهما فدمرناهم {وقوم نوح} يجوز أن يكون معطوفا على ما قبله: أي ودمرنا قوم نوح، و{أغرقناهم} تبيين للتدمير، ويجوز أن يكون التقدير: وأغرقنا قوم نوح {وعادا} أي ودمرنا أو أهلكنا عادا {وكلا} معطوف على ما قبله، ويجوز أن يكون التقدير وذكرنا كلا، لأن {ضربنا له الأمثال} في معناه، وأما {كلا} الثانية فمنصوبة ب {تبرنا} لا غير.
قوله تعالى: {مطر السوء} فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون مفعولا به ثانيا، والأصل أمطرت القرية مطرا: أي أوليتها أو أعطيتها.
والثانى أن يكون مصدرا محذوف الزوائد: أي إمطار السوء.
والثالث أن يكون نعتا لمحذوف: أي إمطارا مثل مطر السوء.
قوله تعالى: {هزوا} أي مهزوا به، وفى الكلام حذف تقديره: يقولون {أهذا} والمحذوف حال، والعائد إلى {الذى} محذوف: أي بعثه، و{رسولا} يجوز أن يكون بمعنى مرسل، وأن يكون مصدرا حذف منه المضاف: أي ذا رسول، وهو الرسالة.
قوله تعالى: {إن كاد} هي مخففة من الثقيلة وقد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر.
قوله تعالى: {من أضل} هو استفهام، و{نشورا} قد ذكر في الأعراف.
قوله تعالى: {لنحيى به} اللام متعلقة بأنزلنا، ويضعف تعلقها بطهور لأن الماء ما طهر لنحيى {مما خلقنا} في موضع نصب على الحال من {أنعاما وأناسى} والتقدير: أنعاما مما خلقنا، ويجوز أن يتعلق من بنسقيه لابتداء الغاية كقولك:
أخذت من زيد مالا، فإنهم أجازوا فيه الوجهين، وأناسى أصله أناسين جمع إنسان كسرحان وسراحين فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت، وقيل هو جمع إنسى على القياس والهاء في {صرفناه} للماء، والهاء في {به} للقرآن.
قوله تعالى: {ملح} المشهور على القياس يقال ماء ملح، وقرئ {ملح} بكسر اللام، وأصله مالح على هذا، وقد جاء في الشذوذ فحذفت الألف كما قالوا في بارد وبرد.
والتاء في فرات أصلية ووزنه فعال، و{بينهما} ظرف لجعل، ويجوز أن يكون حالا من برزخ.
قوله تعالى: {على ربه} يجوز أن يكون خبر كان، و{ظهيرا} حال أو خبر ثان، ويجوز أن يتعلق بظهيرا وهو الأقوى.