فصل: أسئلة وأجوبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.أسئلة وأجوبة:

.سؤال: لماذا وحد اللباس بعد قوله: {هُنَّ}؟

الجواب: قال الواحدي: إنما وحد اللباس بعد قوله: {هُنَّ} لأنه يجري مجرى المصدر، وفعال من مصادر فاعل، وتأويله: هن ملابسات لكم. اهـ.

.سؤال: فإن قلت: ما موقع قوله: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ}؟

فنقول: هو استئناف كالبيان لسبب الإحلال، وهو أنه إذا حصلت بينكم وبينهن مثل هذه المخالطة والملابسة قل صبركم عنهن، وصعب عليكم اجتنابهن، فلذلك رخص لكم في مباشرتهن. اهـ.

.إشكالان وجوابهما:

قال الفخر:
أما قوله تعالى: {فَلاَ تَقْرَبُوهَا} ففيه إشكالان:
الأول: أن قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ الله} إشارة إلى كل ما تقدم، والأمور المتقدمة بعضها إباحة وبعضها حظر فكيف قال في الكل {فَلاَ تَقْرَبُوهَا}.
والثاني: أنه تعالى قال في آية أخرى: {تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] وقال في آية المواريث {وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} [النساء: 140] وقال ههنا: {فَلاَ تَقْرَبُوهَا} فكيف الجمع بينهما؟
والجواب عن السؤالين من وجوه:
الأول: وهو الأحسن والأقوى أن من كان في طاعة الله والعمل بشرائعه فهو متصرف في حيز الحق، فنهى أن يتعداه لأن من تعداه وقع في حيز الضلال، ثم بولغ في ذلك فنهى أن يقرب الحد الذي هو الحاجز بين حيز الحق والباطل، لئلا يداني الباطل وأن يكون بعيدًا عن الطرف فضلًا أن يتخطاه كما قال عليه الصلاة والسلام: «إن لكل ملك حمى وحمى الله محارمه فمن رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه».
الثاني: ما ذكره أبو مسلم الأصفهاني: لا تقربوها أي لا تتعرضوا لها بالتغيير كقوله: {لاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم} [الإسراء: 34].
الثالث: أن الأحكام المذكورة فيما قبل وإن كانت كثيرة إلا أن أقربها إلى هذه الآية إنما هو قوله: {وَلاَ تباشروهن وَأَنتُمْ عاكفون فِي المساجد} وقبل هذه الآية قوله: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصيام إِلَى اليل} وذلك يوجب حرمة الأكل والشرب في النهار، وقبل هذه الآية قوله: {وابتغوا مَا كَتَبَ الله لَكُمْ} وهو يقتضي تحريم مواقعة غير الزوجة والمملوكة وتحريم مواقعتهما في غير المأتي وتحريم مواقعتهما في الحيض والنفاس والعدة والردة، وليس فيه إلا إباحة الشرب والأكل والوقاع في الليل، فلما كانت الأحكام المتقدمة أكثرها تحريمات، لا جرم غلب جانب التحريم فقال: {تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَقْرَبُوهَا} أي تلك الأشياء التي منعتم عنها إنما منعتم عنها بمنع الله ونهيه عنها فلا تقربوها. اهـ.
سؤال: لم قال هنا: {فَلاَ تَقْرَبُوهَا} وفي مواضع أُخر: {فَلاَ تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] ومثله {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله} [البقرة: 229] {وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} [النساء: 14].
الجواب: لأنه غلَّب هنا جهة النهي؛ إذ هو المعقَّب بقوله: {تِلْكَ حُدُودُ الله} وما كان منهيًّا عن فعله، كان النهيُّ عن قُرْبِانِهِ أبلغ، وأمَّا الآياتُ الأُخَرُ، فجاء {فَلاَ تَعْتَدُوهَا} عَقِيبَ بيان أحكام ذُكِرَتْ قبلُ؛ كالطلاق، والعدَّة، والإيلاء، والحيض، والمواريث؛ فناسب أن ينهى عن التعدِّي فيها، وهو مجاوزة الحدِّ الذي حدَّه الله تعالى فيها. اهـ.

.من الإعجاز في حديث عريض القفا:

د. أمين ردمان الهلالي.

.نص الحديث في صحيح البخاري:

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف الشعبي عن عدي بن حاتم- رضي الله عنهم- قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أهما الخيطان قال: «إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار» رقم الحديث في سنن أبي داود 2002.
نص الحديث في سنن أبي داود: حدثنا مسدد حدثنا حصين بن نميرح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا ابن إدريس المعنى عن حصين عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال لما نزلت هذه الآية: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَد} [البقرة: 187] قال أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي فنظرت فلم أتبين فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، قال إن وسادك لعريض طويل إنما هو الليل والنهار وقال عثمان إنما هو سواد الليل وبياض النهار.

.الحقائق العلمية:

1- مركز الإبصار يقع في القفا من القشرة الدماغية.
2- أعضاء الإحساس ممثلة بمساحة على القشرة الدماغية وتمثيل العين هنا فقط للإحساس كاللمس أما تمثيل العين فيما يخص النظر فهو في القفا.
3- هذه المساحة من القشرة الدماغية تتناسب مع المهارة المطلوبة.
4- الرؤية تقدر بالزاوية التي تقابل الجسم المرئي على الشبكية.
5- خلايا الشبكية نوعان قضبانية ومخروطية قضبانية الشكل هي وحدها المسئولة عن الرؤية الليلية ولا تستطيع أن ترى سوى الأبيض والأسود. أما المخروطية فهى المسئولة عن رؤية الألوان ولكنها لا ترى في الليل على الإطلاق.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال ابن عادل:

قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} الآية (187).
قوله تعالى: {لَيْلَةَ الصيام} منصوبٌ على الظرف، وفي الناصب له ثلاثةُ أقوالٍ:
أحدها: وهو المشهورُ عند المُعْربين: {أُحِلَّ}، وليس بشيءٍ؛ لأنَّ الإحلال ثابتٌ قبل ذلك الوقت.
الثاني: أنه مقدرٌ مدلولٌ عليه بلفظ {الرَّفَث}، تقديرُه: أُحِلَّ لكُمْ أن ترفُثُوا ليلة الصِّيام؛ كما خرَّجوا قول الشاعر: الهزج:
وَبَعْضُ الحِلْم عِنْدَ الْجَهـ ** ـلِ لِلذِّلَّةِ إِذْعَانُ

أي: إِذْعانٌ لِلذِّلَّةِ إِذْعانٌ، وإنما لم يَجُزْ أَنْ ينتصب بالرَّفث؛ لأنه مصدرٌ مقدَّرٌ بموصولٍ، ومعمولُ الصلة لا يتقدَّمُ على المَوصُولِ، فلذلك احْتَجْنَا إلى إضمار عاملٍ منْ لفظ المذكُور.
الثالث: أنه متلِّق بالرَّفثِ، وذلك على رأي منْ يرى الاتساع في الظروف والمجْرُوراتِ، وقد تقدَّم تحقيقه.
وأضيفت اللِّيلةُ للصيام؛ اتِّساعًا، لأنَّ شرط صحته، وهو النيةُ، موجودةً فيها، والإضافة تحدُثُ بأدنى ملابسةٍ، وإلاَّ فمِنْ حقِّ الظَّرف المضاف إلى حدثٍ أن يُوجَدَ ذلك الحدث في جزءٍ من ذلك الظَّرف، والصومُ في اللَّيل غيرُ معتَبَرٍ، ولكنَّ المُسَوِّغ لذلك ما ذكرتُ لك أو تقول: الليلة: عبارةٌ عمَّا بين غروب الشَّمس إلى طلوعها، ولمَّا كان الصَّيام من طلوع الفجر، فكان بعضُهُ واقعًا في اللِّيل فساغ ذلك.
والجمهورُ على {أُحِلَّ} مبنيًّا للمفعول للعلمِ به، وهو اللَّهُ تعالى، وقرئ مبنيًا للفاعل، وفيه حينئذٍ احتمالان:
أحدهما: أن يكونّ من باب الإضمار؛ لفَهْمِ المعنى، أي أَحَلَّ اللَّهُ؛ لأنَّ من المعلومِ أنه هو المُحَلِّلُ والمحرِّم.
والثاني: أن يكونَ الضميرُ عائدًا على ما عاد عليه من قوله: {فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي} وهو المتكلِّم، ويكونُ ذلك التفاتًا، وكذلك في قوله: {لَكُمْ} التفاتٌ من ضمير الغَيْبة في: {فَلْيَسْتَجِيبُوا}، {وَلْيُؤْمِنُوا}، وعُدِّي {الرَّفث} ب {إِلَى}، وإنما يتعدَّى بالباء؛ لما ضُمِّن مِنْ معنى الإفضاء مِنْ قوله: {وَقَدْ أفضى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ} [النساء: 21] كأنه قيل: أُحِلَّ لَكُمْ الإفْضَاءُ إلى نسائِكُمْ بِالرَّفَثِ.
قال الواحديّ: أراد بليلة الصِّيام ليالي الصِّيام، فأوقَعَ الواحد موقع الجماعة؛ ومنه قولُ العبَّاس بن مرداسٍ: الوافر:
فَقُلْنَا أَسْلِمُوا إِنَّا أَخُوكُمْ ** فَقَدْ بَرِئَتْ مِنَ الإِحَنِ الصُّدُورُ

قال ابن الخطيب: وأقولُ: فيه وجهٌ آخرُ، وهو أنَّه ليس المراد من {لَيْلَةَ الصِّيَامِ} ليلةً واحدةً، بل المراد الإشارةُ إلى اللِّيلة المضافة إلى هذه الحقيقة.
وقرأ عبد الله {الرَّفُوثُ} قال اللَّيْث وأصل الرَّفث قول الفحش، والرَّفثُ لغةً مصدرُ: رَفَثَ يَرْفِثُ بكسر الفاء وضمها، إذا تكلم بالفُحشِ، وأرْفَثَ أَتَى بالرَّفثِ؛ قال العجاج: الرجز:
وَرَبِّ أَسْرَابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ** عَنِ اللَّغَا وَرَفَثِ التَّكَلُّم

وقال الزَّجَّاج:- ويُروى عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما- إِنَّ الرَّفثَ كلمةٌ جامعةٌ لكلِّ ما يريدُه الرجُلُ من المَرْأَةِ، وقيل: الرَّفث: الجِمَاعُ نفسُهُ، وأنشد: الكامل:
وَيُرَيْنَ مِنْ أَنَسِ الْحَدِيثِ زَوَانِيًا ** وَلَهُنَّ عَنْ رَفَثِ الرِّجَالِ نِفَارُ

وقول الآخر: المتقارب:
فَظِلْنَا هَنَالِكَ فِي نِعْمَةٍ ** وَكُلِّ اللَّذَاذَةِ غَيْرَ الرَّفَثْ

ولا دليل؛ لاحتمالِ إرادة مقدِّمات الجماع؛ كالمداعَبَةِ والقُبْلَة، وأنشد ابنُ عبَّاسٍ، وهو مُحْرِمٌ: الرجز:
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَاهَمِيسَا ** إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا

فقيل له: رَفَثْتَن فقال: إنَّما الرَّفَثُ عند النساء.
فثبت أنَّ الأصل في الرَّفَثِ هو قول الفحش، ثم جعل ذلك اسمًا لما يتكلَّم به عند النِّسَاء من معاني الإفضاء، ثم جعل كنايةً عن الجماع، وعن توابعه.
وقوله: {كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ} في محلِّ رفعٍ خبرٌ لأَنَّ.
و{تَخْتَانُونَ} في محلِّ نصبٍ خبرٌ لكان.
قال أبو البقاء: و{كُنْتُمْ} هنا لفظها لفظ الماضي، ومعناها أيضًا، والمعنى: أنَّ الاخْتِيَانَ كان يقع منهم، فتاب عليهم منه، وقيل: إنَّهُ أرَاد الاختيان في الاستقبال، وذكر كان ليحكي بها الحال؛ كما تقول: إن فعلت، كنت ظالمًا وفي هذا نظرٌ لا يخفى.
و{تَخْتَانُونَ} تَفْتَعِلُونَ من الخيانة، وعينُ الخيانة واوٌ؛ لقولهم: خَانَ يَخُونُ، وفي الجمع: خَوَنَة، يقال: خَانَ يَخُونُ خَوْنًا، وخِيَانَةَ، وهي ضدُّ الأمانة، وتَخَوَّنْتُ الشَّيْءَ تَنَقَّصْتُهُ؛ قال زُهَيْر في ذلك البيت: الوافر:
بِآرِزَةِ الفَقَارَةِ لَمْ يَخُنْهَا ** قِطَافٌ في الرِّكَابِ وَلاَ خِلاَءُ

وخَانَ السَّيفُ إذا نَبَا عن الضَّرْبَةِ، وخَانَهُ الدَّهْرُ، إذا تغيَّر حاله إلى الشَّرِّ، وخَانَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، إذا لَمْ يُؤَدِّ الأمانَةَ، ونَاقِضُ العَهْدِ خائِنٌ، إذا لم يف، ومنه قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً} [الأنفال: 58] والمدين خائنٌ؛ لأنَّه لم يف بما يليقُ بدينه؛ ومنه قوله تعالى: {لاَ تَخُونُواْ الله والرسول وتخونوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27] وقال تعالى: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ الله مِن قَبْلُ} [الأنفال: 71] فسُمِّيت المعصية بالخيانة.
وقال الزمخشريُّ: والخْتِيَانُ: من الخيانة؛ كالاكْتِسَاب من الكَسْبِ، فيه زيادةٌ وشِدَّة؛ يعني من حيث إنَّ الزيادة في اللفظ تُنْبِئ عن زيادةٍ في المعنى، كما قدَمَهُ في قوله تعالى: {الرحمن الرَّحِيمِ} وقيل هنا: تختانُونَ أَنْفُسَكُمْ، أي: تتعهَّدُونها بإتيان النِّسَاء، وهذا يكون بمعنى التَّخْويل، يقال: تَخَوَّنَهُ وتَخَوَّلَهُ بالنون واللامِ، بمعنى تَعَهَّدَهُ، إلا أنَّ النون بدلٌ من اللاَّم؛ لأنه باللام أِهر.
و{عَلِمَ} إن كانت المتعدية لواحدٍ، تَكُونُ بمعنى عَرَفَ، فتكونُ أَنَّ وما في حيِّزها سادَّةً مَسَدَّ مفعولٍ واحدٍ، وإن كطانت المتعدية لاثنين، كانت سادةً مَسَدَّ المفعولين على رأي سيبويه رحمه الله ومَسَدَّ أحدهما، والآخر محذوفٌ على مذهب الأخفش.
وقوله: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} لا محلَّ له من الإعراب؛ لأنه بيانٌ للإحلال، فهو استئنافٌ وتفسيرٌ.
يعني إذا حصلت بينكم وبينهنَّ مثل هذه المخالطة والملابسة، قلَّ صبركم عنهنَّ، وضعف عليكم اجتنابهنَّح فلذلك رخَّص لكم في مباشرتهنَّ.
وقدَّم قوله: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} على {وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}؛ تنبيهًا على ظهور احتياج الرجل للمرأة وعدم صبره عنها؛ ولأنَّه هوالبادئ بطلب ذلك، وكنى باللباس عن شِدَّةِ المخالطة؛ كقوله- هو النابغة الجَعْدِيُّ: المتقارب:
إِذَا مَا الضَّجِيعُ ثَنَى جِيدَهَا ** تَثَنَّتْ عَلَيْهِ فَكَانَتْ لِبَاساَ

وفيها أيضًا: المتقارب:
لَبِسْتُ أُنَاسًا فَأَفْنَيْتُهُمْ ** وَأَفْنَيْتُ بَعْدَ أُنَاسِ أُنَاسَا

قال القرطبيُّ: وشُدِّدتُ النُّون من {هُنَّ} لأنها بمنزلة الميم والواو في المذكَّر.
وورد لفظ اللِّبَاسِ على أربعة أوجهٍ:
الأول: بمعنى السَّكَن؛ كهذه الآية.
الثاني: الخلط؛ قال تبارك وتعالى: {الذين آمَنُواْ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أولئك لَهُمُ الأمن وَهُمْ مُّهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]، أي: لم يخلطوا.
الثالث: العمل الصالح؛ قال تعالى: {وَرِيشًا وَلِبَاسُ التقوى} [الأعراف: 26]، أي: عمل التقوى.
الرابع: اللِّباس بعينه؛ قال تعالى: {يا بني آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26].
قوله: {فالآنَ بَاشِرُوهُنَّ} قد تقدَّم الكلام على الآنَ وفي وقوعه ظرفًا للأمر تأويلٌ، وذلك أنه للزمن الحاضر، والأمر مستقبلٌ أبدًا، وتأويله ما قاله أبو البقاء؛ قال: وَالآنَ: حقيقته الوقت الذي أنت فيه، وقد يقع على الماضي القريب منك، وعلى المستقبل القريب، تنزيلًا للقريب منزلة الحاضر، وهو المراد هنا، لأنَّ قوله: {فَالآنَ بَاشِرُوهِنَّ}، أي: فالوقتُ الذي كان يُحَرَّمُ عليكُمْ فيه الجماع من اللَّيلِ، وقيل: هذا كلامٌ محمولٌ على معناه، والتقدير: فالآن قد أبَحْنَا لَكُمْ مُبَاشَرَتَهُنَّ، ودَلَّ على هذا المحذوف لفظ الأمر، فالآن على حَقِيقَتِهِ.
وسمِّي الوِقَاعُ مباشرةً، لتلاصق البَشَرَتَيْنِ فيه: