فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ مجاهد وابن عامر وابن كثير وحميد وأبو بكر ومحبوب عن أبي عمرو بالرفع.
قال ابن عطية: والاستئناف ووجهه العطف على المعنى في قوله: {جعل} لأن جواب الشرط هو موضع استئناف.
ألا ترى أن الجمل من الابتداء والخبر قد تقع موقع جواب الشرط؟ وقال الحوفي من رفع جعله مستأنفًا منقطعًا مما قبله انتهى.
وقال أبو البقاء وبالرفع على الاستئناف.
وقال الزمخشري: وقرئ {ويجعل} بالرفع عطفًا على {جعل} لأن الشرط إذا وقع ماضيًا جاز في جوابه الجزم والرفع كقوله:
وإن أتاه خليل يوم مسألة ** يقول لا غائب مالي ولا حرم

انتهى.
وهذا الذي ذهب إليه الزمخشري من أنه إذا كان فعل الشرط ماضيًا جاز في جوابه الرفع ليس مذهب سيبويه، إذ مذهب سيبويه أن الجواب محذوف وأن هذا المضارع المرفوع النية به التقديم، ولكون الجواب محذوفًا لا يكون فعل الشرط إلاّ بصيغة الماضي.
وذهب الكوفيون والمبرد إلى أنه هو الجواب وأنه على حذف الفاء، وذهب غير هؤلاء إلى أنه هو الجواب وليس على حذف الفاء ولا على التقديم، ولما لم يظهر لأداة الشرط تأثير في فعل الشرط لكونه ماضي اللفظ ضعف عن العمل في فعل الجواب فلم تعمل فيه، وبقي مرفوعًا وذهب الجمهور إلى أن هذا التركيب فصيح وأنه جائز في الكلام.
وقال بعض أصحابنا: هو ضرورة إذ لم يجىء إلاّ في الشعر وهو على إضمار الفاء والكلام على هذه المذاهب مذكور في علم النحو.
وقرأ عبيد الله بن موسى وطلحة بن سليمان {ويجعل} بالنصب على إضمار أن.
وقال أبو الفتح هي على جواب الشرط بالواو، وهي قراءة ضعيفة انتهى.
ونظير هذه القراءات الثلاث قول النابغة:
فإن يهلك أبو قابوس يهلك ** ربيع الناس والشهر الحرام

ونأخذ بعده بذناب عيش ** أجب الظهر ليس له سنام

يروى بجرم نأخذ ورفعه ونصبه.
{بل كذبوا بالساعة} قال الكرماني: المعنى ما منعهم من الإيمان أكلك الطعام ولا مشيك في السوق، بل منعهم تكذيبهم بالساعة.
وقيل: ليس ما تعلقوا به شبهة بل الحامل على تكذبيك تكذبيهم بالساعة استثقالًا للاستعداد لها.
وقيل: يجوز أن يكون متصلًا بما يليه كأنه قال: {بل كذبوا بالساعة} فكيف يلتفتون إلى هذا الجواب، وكيف يصدقون بتعجيل مثل ما وعدك في الآخرة وهم لا يؤمنون بالآخرة انتهى.
وبل لترك اللفظ المتقدم من غير إبطال لمعناه.
وأخذ في لفظ آخر {واعتدنا} جعلناه معدًا.
{سعيرًا} نارًا كبيرة الإيقاد.
وعن الحسن: اسم من أسماء جهنم.
{إذا رأتهم} قيل هو حقيقة وإن لجهنم عينين وروي في ذلك أثر فإن صح كان هو القول الصحيح.
وإلاّ كان مجازًا، أي صارت منهم بقدر ما يرى الرائي من البعد كقولهم: دورهم تتراءى أي تتناظر وتتقابل، ومنه: لا تتراءى ناراهما.
وقال قوم: النار اسم لحيوان ناري يتكلم ويرى ويسمع ويتغير ويزفر حكاه الكرماني، وقيل: هو على حذف مضاف أي رأتهم خزنتها من مكان بعيد، قيل: مسيرة خمسمائة عام.
وقيل: مائة سنة.
وقيل: سنة {سمعوا لها} صوت تغيظ لأن التغيظ لا يسمع، وإذا كان على حذف المضاف كان المعنى تغيظوا وزفروا غضبًا على الكفار وشهوة للانتقام منهم.
وقيل {سمعوا} صوت لهيبها واشتعالها وقيل هو مثل قول الشاعر:
فيا ليت زوجك قد غدا ** متقلدًا سيفًا ورمحًا

وهذا مخرج على تخريجين أحدهما الحذف أي ومعتقلًا رمحًا.
والثاني تضمين ضمن متقلدًا معنى متسلحًا فكذلك الآية أي {سمعوا لها} ورأوا {تغيظًا وزفيرًا} وعاد كل واحد إلى ما يناسبه.
أو ضمن {سمعوا} معنى أدركوا فيشمل التغيظ والزفير.
وانتصب {مكانًا} على الظرف أي في مكان ضيق.
وعن ابن عباس: تضيق عليهم ضيق الزج في الرمح مقرنين قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل.
وقيل: يقرن مع كل كافر شيطانه في سلسلة وفي أرجلهم الأصفاد.
وقرأ ابن كثير وعبيد عن أبي عمر وضيقًا.
قال ابن عطية: وقرأ أبو شيبة صاحب معاذ بن جبل مقرنون بالواو وهي قراءة شاذة، والوجه قراءة الناس ونسبها ابن خالويه إلى معاذ بن جبل ووجهها أن يرتفع على البدل من ضمير {ألقوا} بدل نكرة من معرفة ونصب على الحال، والظاهر دعاء الثبور وهي الهلاك فيقولون: واثبوراه أي يقال يا ثبور فهذا أوانك.
وقيل: المدعو محذوف تقديره دعوا من لا يجيبهم قائلين ثبرنا ثبورًا.
والثبور قال ابن عباس: هو الويل، وقال الضحاك: هو الهلاك ومنه قول ابن الزبعري:
إذ يجاري الشيطان في سنن الغي ** ومن مال ميله مثبور

{لا تدعوا اليوم} يقول لهم {لا تدعوا} أو هم أحق أن يقال لهم ذلك وإن لم يكن هناك قول، أي لا تقتصروا على حزن واحد بل احزنوا حزنًا كثيرًا وكثرته إما لديمومة العذاب فهو متجددًا دائمًا، وإما لأنه أنواع وكل نوع يكون منه ثبور لشدته وفظاعته.
وقرأ عمرو بن محمد {ثبورًا} بفتح الثاء في ثلاثتها وفعول بفتح الواو في المصادر قليل نحو البتول.
وحكى عليّ بن عيسى: ما ثبرك عن هذا الأمر أي ما صرفك.
كأنهم دعوا بما فعلوا فقالوا: واصرفاه عن طاعة الله كما تقول: واندامتاه.
روي أن أول ما ينادي بذلك إبليس يقول: واثبوراه حتى يكسى حلة من جهنم يضعها على جبينه ويسحبها من خلفه، ثم يتبعه في القول أتباعه فيقول لهم خزان جهنم {لا تدعوا} الآية.
وقيل: نزلت في ابن خطل وأصحابه. اهـ.

.قال أبو السعود:

{تَبَارَكَ الذى} أي تكاثرَ وتزايدَ خيرُ الذي {إِن شَاء جَعَلَ لَكَ} في الدُّنيا عاجلًا شيئًا {خَيْرًا} لك {مّن ذلك} الذي اقترحُوه مِن أنْ يكون لك جنَّةٌ تأكل منها بأنْ يجعلَ لك مثل ما وعدك في الآخرةِ. وقولُه تعالى: {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} بدلٌ من خَيرًا ومحقق لخيريتِّةِ مَّما قالُوا لأنَّ ذلك كان مُطلقًا عن قيدِ التَّعددِ وجريان الأنهارِ {وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا} عطفٌ على محلِّ الجزاء الذي هو جعلَ وقرئ بالرَّفعِ عطفًا على نفسِه لأنَّ الشرَّطَ إذا كان ماضيًا جاز في جزائِه الرَّفعُ والجزمُ كما في قولِ القائل:
وَإِنْ أَتَاهُ خَليلٌ يَوْمَ مَسْأَلة ** يقُولُ لا غَائبٌ مالِي ولا حرِمُ

ويجوزُ أنْ يكون استئنافًا بوعدِ ما يكون له في الآخرةِ. وقرئ بالنَّصبِ على أنَّه جوابٌ بالواوِ. وتعليقُ ذلك بمشيئتِه تعالى للإيذانِ بأنَّ عدمَ جعلها بمشيئته المبنيَّةِ على الحِكَمِ والمصالحِ، وعدمُ التعَّرضِ لجواب الاقتراحينِ الأوَّلينِ للتنبيه على خروجِهما عن دائرة العقل واسغنائِهما عن الجواب لظهورِ بُطلانِهما ومنافاتِهما للحكمة التَّشريعيَّةِ وإنَّما الذي له وجهٌ في الجملة هو الاقتراحُ الأخيرُ فإنَّه غير منافٍ للحكمة بالكلِّيةِ فإنَّ بعضَ الأنبياءِ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ قد أُوتوا في الدُّنيا مع النُّبوةِ مُلكًا عظيمًا.
{بَلْ كَذَّبُواْ بالساعة} إضرابٌ عن توبيخهم بحكايةِ جنايتهم السَّابقةِ وانتقالٌ منه إلى توبيخِهم بحكاية جنايايتِهم الأخرى للتَّخلُّص إلى بيان ما لهم في الآخرة بسبها من فُنون العذابِ بقوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بالساعة سَعِيرًا} الخ أي أعتدنا لهم نارًا عظيمةً شديدةَ الاشتعالِ شأنُها كيتَ وكيتَ بسبب تكذيبهم بها على ما يُشعر به وضعُ الموصولِ موضعَ ضميرِهم أو لكلِّ مَن كذَّب بها كائنًا من كان وهم داخلون في زُمرتهم دخولًا أوليَّا. ووضعُ السَّاعة موضعَ ضميرهِا للمبالغةِ في التَّشنيع ومدارُ اعتياد السَّعيرِ لهم وإنْ لم يكن مجرَّد تكذيبهم بالسَّاعةِ بل مع تكذيبهم بسائر ما جاء به الشَّريفة لكن السَّاعةَ لمَّا كانتْ هي العلَّةَ القريبة لدخولِهم السَّعيرَ أُشير إلى سببيَّةِ تكذيبها لدخولِها. وقيل: هو عطفٌ على وقالُوا ما لهذا الخ على معنى بل أتوا بأعجبَ من ذلك حيثُ كذَّبوا بالسَّاعةِ وأنكروها والحالُ أنَّا قد أعتدنا لكلِّ مَن كذَّب بها سعيرًا فإنَّ جراءتَهم على التَّكذيب بها وعدمَ خوفِهم مَّما أُعدَّ لمن كذَّب بها من أنواعِ العذابِ أعجبُ من القولِ السَّابقِ وقيل: هو مُتَّصل بما قبلَه من الجوابِ المبنيِّ على التَّحقيقِ المنبىء عن الوعدِ بالجنَّاتِ في الآخرةِ مسوق لبيان أنَّ ذلك لا يجُدي نفعًا ولا يحلى بطائل على طريقةِ قولِ مَن قال:
عُوجُوا لنُعمٍ فَحَيُّوا دِمنَةَ الدَّار ** مَاذَا تُحيُّون مِنْ نُؤيٍ وأحجارِ

والمعنى أنَّهم لا يُؤمنون بالسَّاعةِ فكيفَ يقتنعُون بهذا الجوابِ وكيف يُصدِّقون بتعجيل مثلِ ما وعدك في الآخرةِ وقيل: المعنى بل كذَّبوا بها فقصُرت أنظارُهم على الحظوظِ الدُّنيوَّيةِ وظنُّوا أنَّ الكرامة ليستْ إلا بالمالِ وجعلُوا فقرك ذريعةً إلى تكذيبك.
وقولُه تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ} الخ صفة للسَّعيرِ أي إذا كانت بمرأى الناظرِ في البُعد كقولِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «لا تَتَراءَى نارَاهُما» أيْ لا تتقاربانِ بحيثُ تكونُ إحدهُما بمرأى مِن الأُخرى على المجاز كأنَّ بعضَها يرى البعضَ. ونسبةُ الرُّؤيةِ إليها لا إليهم للإيذان بأنَّ التَّغيظَ والزَّفيرَ منها لهيجان غضبِها عليهم عند رُؤيتها إيَّاهم حقيقةً أو تمثيلًا. ومِن في قوله تعالى: {مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ} إشعارٌ بأنَّ بُعدَ ما بينهما وبينهم من المسافة حين رأتهُم خارجٌ عن حدود البُعدِ المعتاد في المسافات المعهودةِ وفيه مزيدُ تهويلٍ لأمرها. قال الكَلْبيُّ والسُّدِّيُّ. من مسيرةِ عامٍ وقيل: من مسيرة مائةِ سنةٍ {سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} أي صوتُ تغيظٍ على تشبيه صوتِ غليانها بصوتِ المُغتاظِ وزفيرِه وهو صوتٌ يُسمع من جوفِه. هذا وإن الحياةَ لمَّا لم تكُن مشروطةً عندنا بالبنية أمكن أنْ يخلقَ الله تعالى فيها حياةً فترى وتتغيظُ وتزفرُ، وقيل: إنَّ ذلك لزبانيتها فنُسب إليها على حذفِ المضافِ.
{وَإَذَا أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَانًا} نُصبَ على الظَّرفَّيةِ ومنها حالٌ منه لأنَّه في الأصلِ صفةٌ له {ضَيّقًا} صفةٌ لمكانًا مفيدةٌ لزيادة شدَّةٍ فإنَّ الكَرْبَ مع الضَّيقِ كما أنَّ الرَّوحَ مع السَّعةِ، وهو السِّرُّ في وصف الجنَّةِ بأنَّ عرضَها السَّمواتُ الأرضُ. وعن ابن عبَّاس وابنِ عُمر رضي الله تعالى عنهم: تضيقُ جهنَّمُ عليهم كما يضيقُ الزُّجُّ على الرُّمحِ. وسُئل النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلامُ عن ذلك فقال: «والذي نفسي بيدهِ إنَّهم ليُستكرهون في النَّارِ كما يُستكرِه الوَتِدُ في الحائطِ». قال الكلبيُّ: الأسفلُون يرفعهم اللَّهبُ والأعْلوَن يحطُّهم الدَّاخلونَ فيزدحمُون فيها. وقرئ ضَيْقًا بسكون الياء. {مُقْرِنِينَ} حالٌ من مفعول أُلقوا أي أُلقوا منها مكانًا ضَيِّقًا حالَ كونِهم مقرَّنين قد قُرنت أيديهم إلى أعناقهم بالجوامَع وقيل: مقرَّنين مع الشَّياطين في السَّلاسلِ، كلُّ كافرٍ مع شيطانٍ وفي أرجلهم الأصفادُ {دَعَوْاْ هُنَالِكَ} أي في ذلك المكانِ الهائلِ والحالةِ الفظيعةِ {ثُبُورًا} أي يتمنَّون هلاكًا وينادُونه يا ثبُوراه تعالَ فهذا حِينُك وأوانُك.
{لاَّ تَدْعُواْ اليوم ثُبُورًا واحدا} على تقدير قول إمَّا منصوبٌ على أنَّه حالٌ من فاعلِ دَعَوا أي دَعَوه مقُولًا لهم ذلك حقيقة بأنْ يخاطبهم الملائكةُ به لتنبيههم على خلودِ عذابِهم وأنَّهم لا يُجابون إلى ما يَدْعُونه ولا ينالون ما يتمنَّونه من الهلاكِ المنجِّي، أو تمثيلًا وتصويرًا لحالهم بحال مَن يُقال له ذلك من غير أنْ يكونَ هناك قولٌ ولا خطابٌ أي دَعَوه حالَ كونِهم أحِقَّاءَ بأنْ يُقال لهم ذلك. وإمَّا مُستأنفٌ وقع جوابًا عن سؤال ينسحبُ عليه الكلامُ كأنَّه قيل: فماذَا يكونُ عند دُعائِهم المذكورِ فقيل يُقال لهم ذلك إقناطًا مَّما علَّقوا به أطماعَهم من الهلاك وتنبيهًا على أنَّ عذابهم الملجيءَ لهم إلى استدعاء الهلاكِ بالمَّرةِ أبديٌّ لا خلاصَ لهم منه أيْ لا تقتصِرُوا على دُعاء ثبورٍ واحدٍ {وادعوا ثُبُورًا كَثِيرًا} أي بحسب كثرة الدُّعاء المتعلِّق به لا بحسب كثرتِه في نفسِه فإنَّ ما يدعونَه ثبورٌ واحدٌ في حدِّ ذاته لكنه كلَّما تعلَّق به دعاءٌ من تلك الأدعية الكثيرةِ صارَ كأنَّه ثبورٌ مغايرٌ لما تعلَّق به دعاءٌ آخرُ منها وتحقيقُه لا تدعُوه دُعاءً واحدًا وادعُوه أدعيةً كثيرةً فإنَّ ما أنتُم فيه من العذابِ لغايةِ شدَّتِه وطولِ مُدَّتِه مستوجبٌ لتكرير الدُّعاءِ في كلِّ آنٍ وهذا أدلُّ على فظاعة العذابِ وهوله جعل تعدد الدُّعاءِ وتجدده لتعدد العذاب بتعدد أنواعه وألوانِه أو لتعدُّدِه بتجدُّدِ الجلودِ كما لا يَخْفى.
وأمَّا ما قيل: مِن أنَّ المعنى إنَّكم وقعتُم فيما ليس ثبورُكم فيه واحدًا إنَّما هو ثبورٌ كثيرٌ، إمَّا لأنَّ العذابَ أنواعٌ وألوانٌ كلُّ نوعٍ منها ثبورٌ لشدَّتِه وفظاعتِه أو لأنَّهم كلمَّا نضجتْ جلودُهم بُدِّلوا غيرَها فلا غاية لهلاكِهم فلا يلائم المقامَ كيف لا وهُم إنَّما يدعُون هَلاَكًا ينهي عذابَهم ويُنجيِّهم منه فلابد أنْ يكونَ الجوابُ إقناطًا لهم من ذلك ببيانِ استحالتِه ودوام ما يوجبُ استدعاءَه من العذاب الشَّديدِ، وتقييدُ النَّهي والأمر باليوم لمزيد التَّهويل والتَّفظيعِ والتَّنبيهِ على أنَّه ليس كسائر الأيَّامِ المعهُودةِ. اهـ.