فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}.
نُصب على أنَّه مفعول لمضمرٍ مقدَّمٍ معطوف على قولِه تعالى قل أذلك الخ أي لهم بعد التَّقريعِ والتَّحسيرِ يوم يحشرهم الله عزَّ وجلَّ. وتعليقُ التَّذكيرِ باليوم مع أنَّ المقصودَ تذكيرُ ما وقع فيه من الحوادثِ الهائلةِ قد مرَّ وجُهه غيرَ مرَّةٍ أو على أنَّه ظرفٌ لمضمرٍ مؤخَّرٍ قد حُذف للتَّنبيةِ على كمال هولِه وفظاعةِ ما فيه والإيذانِ بقُصورِ العبارةِ عن بيانِه أي يومَ يحشرُهم يكون من الأحوالِ والأهوالِ ما لا يفي ببيانِه المقالُ. وقرئ بنونِ العظمةِ بطريقِ الالتفاتِ من الغَيبةِ إلى التَّكلمِ وبكسرِ الشِّينِ أيضًا {وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} أُريد به ما يعمُّ العقلأَ وغيرَهم إمَّا لأنَّ كلمةَ ما موضوعةٌ للكلِّ كما ينبىء عنه أنك إذا رأيت شَبَحًا من بعيدٍ تقولُ ما هو أو لأنَّه أُريد به الوصفُ لا الذَّاتُ كأنَّه قيل: ومعبوديهم أو لتغليب الأصنامِ على غيرِها تنبيهًا على أنَّهم مثلُها في السُّقوطِ عن رُتبةِ المعبودَّيةِ أو اعبتارًا لغلبة عبدتِها أو أُريد به الملائكةُ والمسيحُ وعزيرٌ بقرينةِ السُّؤالِ والجوابِ أو الأصنامُ ينطقها الله تعالى أو تكلُّم بلسانِ الحالِ كما قيل: في شهادةِ الأيدِي والأرجلِ. {فَيَقُولُ} أي الله عزَّ وجلَّ للمعبودينَ إثرَ حشرِ الكلِّ تقريعًا للعَبَدةِ وتبكيتًا لهم. وقرئ بالنُّون كما عُطف عليه. وقرئ هذا بالياء والأولُ بالنُّون على طريق الالتفاتِ إلى الغَيْبةِ {ءَأنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِى هَؤُلاَء} بأنْ دعوتُموهم إلى عبادتِكم كما في قوله تعالى: {قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذونى وَأُمّىَ إلهين مِن دُونِ الله قَالَ} {أَمْ هُمْ ضَلُّوا السبيل} أي عن السَّبيلِ بأنفسِهم لإخلالِهم بالنَّظر الصَّحيحِ وإعراضهم عن المرشدِ فحذف الجارَّ وأوصل الفعلُ إلى المفعول كقوله تعالى وهو يهدِي السَّبيلَ والأصلُ إلى السَّبيلِ أو للسَّبيلِ وتقديم الضَّميرينِ على الفعلينِ لأنَّ المقصودَ بالسُّؤالِ هو المُتصدَّي للفعل لا نفسُه.
{قَالُواْ} استئنافٌ مبنيٌّ على سؤال نشأَ من حكاية السُّؤالِ كأنَّه قيل: فماذا قالوا في الجواب فقيل قالوا {سبحانك} تعجُّبًا ممَّا قيل لهم لأنَّهم إمَّا ملائكةٌ معصومون أو جماداتٌ لا قُدرةَ لها على شيءٍ أو إشعارًا بأنَّهم الموسُومون بتسبيحِه تعالى وتوحيدِه فكيف يتأتَّى منهم إضلالُ عبادِه، أو تنزيهًا له تعالى عن الأندادِ {مَا كَانَ يَنبَغِى لَنَا} أي ما صحَّ وما استقام لنا {أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ} أي متجاوزينَ إيَّاك {مِنْ أَوْلِيَاء} نعبدُهم لِما بنا من الحالةِ المُنافيةِ له فأنَّى يُتصوَّرُ أنْ نحملَ غيرَها على أنْ يتَّخذَ وليًا غيرَك فضلًا أنْ يتخذنا وليًَّا وأنْ نتخذَ من دونك أولياءَ أي أتباعًا فإنَّ الولي كما يُطلق على المتبوعِ يُطلق على التَّابعِ كالمَوْلى يُطلق على الأَعلى والأسفلِ ومنه أولياءُ الشَّيطانِ أي أتباعُه.
وقرئ على البناءِ للمفعولِ من المتعدِّي إلى مفعولينِ كما في قوله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خَلِيلًا} ومفعوله الثَّاني من أولياء على أنَّ مِن للتبعيضِ أي أنْ نتخذَ بعضَ أولياءٍ وهي على الأول مزيدةٌ. وتنكيرُ أولياء من حيثُ إنَّهم أولياء مخصوصون وهم الجنُّ والأصنام {ولكن مَّتَّعْتَهُمْ وَءابَاءهُمْ} استدراك مسوقٌ لبيان أنَّهم هم الضَّالُّون بعد بيان تنزههم عن إضلالهم، وقد نُعي عليهم سوءُ صنيعِهم حيث جعلُوا أسبابَ الهداية أسبابًا للضَّلالة أي ما أضللناهم ولكنَّك متعتهم وآباءَهم بأنواع النِّعم ليعرفوا حقَّها ويشكروها فاستغرقُوا في الشَّهواتِ وانهمكُوا فيها {حتى نَسُواْ الذكر} أي غفَلوا عن ذكرِك أو عن التَّذكرِ في آلائِك والتَّدبرِ في آياتِك فجعلُوا أسبابَ الهداية بسوء اختيارِهم ذريعةً إلى الغَوايةِ {وَكَانُواْ} أي في قضائِك المبنيِّ على علمِك الأزليِّ المتعلق بما سيصدرُ عنهم فيما لا يزال باختيارِهم من الأعمالِ السَّيئةِ {قَوْمًا بُورًا} أي هالكين على أنَّ بُورًا مصدرٌ وُصف به الفاعلُ مبالغةً ولذلك يستوى فيه الواحدُ والجمعُ أو جمعُ بائرٍ كعُوذٍ في جمعِ عائذٍ. والجملةُ اعتراضٌ تذييليٌّ مقررٌ لمضمونِ ما قبله.
وقوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ} حكايةٌ لاحتجاجِه تعالى على العَبَدة بطريق تلوين الخطابِ وصرفه عن المعبودينَ عند تمام جوابِهم وتوجيهه إلى العَبَدة مبالغةٌ في تقريعهم وتبكيتِهم على تقديرِ قولٍ مرتَّبٍ على الجواب أي فقال الله تعالى عند ذلك فقد كذَّبوكم المعبودون أيُّها الكفرةُ {بِمَا تَقُولُونَ} أي في قولِكم إنَّهم آلهةٌ وقيل: في قولكم هؤلاء أضلُّونا ويأباه أنَّ تكذيبَهم في هذا القول لا تعلق له بما بعَدُه من عدم استطاعتِهم للصَّرف والنصر أصلًا، وإنما الذي يستتبُعه تكذيبُهم في زعمهم أنَّهم آلهتهم وناصروهم، وأيَّا ما كان فالباءُ بمعنى في أو هي صلةٌ للتكذيب على أنَّ الجارَّ والمجرورَ بدلُ اشتمالٍ من الضَّمير المنصوب. وقرئ بالياء أي كَذبوكم بقولهم سبحانك الآيةَ {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ} أي ما تملكُون {صَرْفًا} أي دفعًا للعذاب عنكم بوجهٍ من الوجوه كما يُعرب عنه التَّنكيرُ أي لا بالذَّاتِ ولا بالواسطة وقيل: حيلةً من قولهم إنَّه ليتصرف في أموره أي يحتالُ فيها وقيل: توبة {وَلاَ نَصْرًا} أي فردًا من أفراد النَّصر لا من جهةِ أنفسِكم ولا من جهةِ غيرِكم. والفاءُ لترتيبِ عدمِ الاستطاعةِ على ما قبلها من التَّكذيبِ لكن لا على أنَّه لولاه لوُجدتْ الاستطاعةُ حقيقةً بل في زعمِهم حيثُ كانُوا يزعمون أنَّهم يدفعون عنهم العذابَ وينصرونهم، وفيه ضربُ تهكُّمٍ بهم. وقرئ يستطيعون على صيغة الغَيبةِ أي ما يستطيعُ آلهتُكم أنْ يصرفوا عنكم العذابَ أو يحتالُوا لكم ولا أنْ ينصروكم، وترتب ما بعد الفاء على ما قبلَها كما مرَّ بيانُه {وَمَن يَظْلِم مّنكُمْ} أيُّها المكلَّفون كدأبِ هؤلاءِ حيث ركبُوا متنَ المُكابرة والعناد واستمرُّوا على ما هم عليه من الفساده وتجاوزوا في اللجاجِ كلَّ حدَ معتادٍ {نُذِقْةُ} في الآخرة {عَذَابًا كَبِيرًا} لا يُقادر قدرُه، وهو عذابُ النَّارِ.
وقرئ يُذقه على أنَّ الضَّمير لله سبحانه وتعالى وقيل لمصدر الفعلِ الواقعِ شرطًا. وتعميمُ الظُّلمِ لا يستلزمُ اشتراكَ الفاسقِ للكافر في إذاقة العذابِ الكبيرِ فإنَّ الشَّرطَ في اقتضاء الجزاءِ مقيَّدٌ بعدمِ المُزاحمِ وفاقًا وهو التَّوبةُ، والإحباطِ بالطَّاعةِ إجماعًا وبالعفوِ عندنا.
{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلين إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطعام وَيَمْشُونَ في الأسواق}.
جوابٌ عن قولهم: {مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطعام وَيَمْشِى في الأسواق} والجملةُ الواقعةُ بعد إلاَّ صفةٌ لموصوفٍ قد حُذف ثقةً بدلالة الجارِّ والمجرورِ عليه وأقيمتْ هي مقامَه كما في قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} والمعنى ما أرسلَنا أحدًا قبلكَ من المُرسلين إلا آكلينَ وماشينَ وقيل: في حالٌ، والتَّقديرُ إلاَّ وإنَّهم ليأكلون الخ وقرئ يُمشَون على البناء للمفعول أي يُمشيهم حوائجُهم أو النَّاسُ. {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ} تلوينٌ للخطاب بتعميمِه لسائر الرُّسلِ عليهم الصَّلاةُ والسلامُ بطريق التَّغليبِ، والمرادُ بهذا البعضِ كفَّارُ الأممِ فإنَّ اختصاصَهم بالرُّسل وتبعيتهم لهم مصحِّحٌ لأنْ يعدُّوا بعضًا منهم وبما في قوله تعالى: {لِبَعْضٍ} رسلِهم لكن لا على معنى جعلنا مجموعَ البعضِ الأولِ {فِتْنَةً} أي ابتلاءً ومحنةً لمجموعِ البعض الثَّاني ولا على معنى جعلنا كلَّ فردٍ من أفراد البعض الأول فتنةً لكلِّ فردٍ من أفراد البعض الثَّاني ولا على معنى جعلنا بعضًا مُبهمًا من الأوَّلينَ فتنةً لبعضٍ مُبهمٍ من الآخرين ضرورةَ أنَّ مجموعَ الرُّسل من حيثُ هو مجموعٌ غيرُ مفتونٍ بمجموعِ الأُممِ ولا كلُّ فردٍ منهم بكلِّ فردٍ من الأمم ولا بعض مبهمٌ من الأوَّلين لبعضِ مُبهمٍ من الآخرينَ بل على معنى جعلنا كلَّ بعضً مُعيَّنٍ من الأُمم فتنةً لبعض معَّين من الرُّسلِ كأنَّه قيل: وجعلنا كلَّ أمَّةٍ مخصوصةٍ من الأُممِ الكافرةِ فتنةً لرسولِها المعيَّنِ المبعوثِ إليها وإنَّما لم يُصرِّح بذلك تعويلًا على شهادةِ الحالِ. هذا وأمَّا تعميمُ الخطابِ لجميع المكلَّفين وإبقاء البعضين على العمومِ والإبهامِ على معنى وجعلنا بعضَكم أيُّها فتنةً لبعضٍ آخرَ منكم فيأباهُ قولُه تعالى: {أَتَصْبِرُونَ} فإنَّه غايةٌ للجعلِ المذكورِ، ومن البيِّنِ أنْ ليسَ ابتلاءُ كلِّ أحدٍ من آحادِ النَّاسِ مُغيًّا بالصَّبرِ بل بما يناسبُ حالَه على أنَّ الاقتصارَ على ذكرهِ من غير تعرّض لمعالٍ له مما يدلُّ على أنَّ الَّلائقَ بحال المفتونينَ والمتوقع صدورُه عنهم هو الصَّبرُ لا غيرُ، فلابد أنْ يكونَ المرادُ بهم الرُّسلَ فيحصل به تسليتُه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فالمعنى جرتْ سُنَّتنا بموجب حكمتِنا على ابتلاءِ المُرسلينَ بأممِهم وبمناصبتهم لهم العداوةَ وإيذائهم لهم وأقاويلِهم الخارجةِ عم حُدودِ الإنصاف لنعلمَ صبرَكم. وقوله تعالى: {وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} وعدٌ كريم للرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بالأجرِ الجزيلِ لصبرِه الجميلِ مع مزيدِ تشريفٍ له عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بالالتفاتِ إلى اسمِ الرَّبِّ مُضافًا إلى ضميرِه صلى الله عليه وسلم. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ}.
نصب على أنه مفعول لمضمر مقدم معطوف على قوله تعالى: {قُلْ أذلك} [الفرقان: 15] الخ أي قل لهم ذلك واذكر لهم بعد التقريع والتحسير يوم يحشرهم الله عز وجل، والمراد تذكيرهم بما فيه من الحوادث الهائلة على ما سمعت في نظائره أو على أنه ظرف لمضمر مؤخر قد حذف للتنبيه على كمال هو له وفظاعة ما فيه والإيذان بأن العبارة لا تحيط ببيانه أي ويوم يحشرهم يكون من الأحوال والأهوال ما لا يفي ببيانه المقال.
وقرأ الحسن وطلحة وابن عامر وكثير من السبعة {نَحْشُرُهُمْ} بنون العظمة بطريق الالتفات من الغيبة إلى التكلم.
وقرأ الأعرج {يَحْشُرُهُمْ} بكسر الشين، قال صاحب اللوامح: في كل القرآن وهو القياس في الأفعال المتعدية الثلاثية لأن يفعل بضم العين قد يكون من اللازم الذي هو فعل بضمها في الماضي، وقال ابن عطية: وهي قليلة في الاستعمال قوية في القياس لأن يفعل بكسر العين في المتعدي أقيس من يفعل بضم العين، وفيه كلام ذكره أبو حيان في البحر {وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} عطف على مفعول {يَحْشُرُهُمْ} وليست الواو للمعية وجوز ذلك أبو البقاء، والمراد بالموصول عند الضحاك وعكرمة والكلبي الأصنام بناءً أن السياق فيها وينطقها الله تعالى الذي لا يعجزه شيء، وقيل: تتكلم بلسان الحال وليس بذاك.
وأخرج جماعة عن مجاهد أن المراد به الملائكة وعيسى وعزير وأضرابهم من العقلاء الذين عبدوا من دون الله سبحانه وتعالى وهو قول الجمهور على ما في البحر لأن السؤال والجواب يقتضيانه لاختصاصهما بالعقلاء عادة وإن كان الجماد ينطق يومئذٍ، وجاء فيما يشبه الاستفهام الآتي النص عليهم نحو قوله تعالى: {ثُمَّ يَقُولُ للملائكة أَهَؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ} [سبأ: 40] وقوله سبحانه: {قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذونى وَأُمّىَ إلهين مِن دُونِ الله قَالَ} [المائدة: 116] والظاهر أن المراد بما على هذا القول العقلاء المعبودون الذين ليس منهم إضلال كالملائكة والأنبياء عليهم السلام لا ما يشملهم والشياطين مثلًا فإن الجواب يأبى ذلك بظاهره كما لا يخفى، وأطلقت {مَا} على العقلاء إما على أنها تطلق عليهم حقيقة أو مجازًا أو باعتبار الوصف كأنه قيل: أو معبوديهم، وقال بعض الأجلة: المراد ما يعم العقلاء وغيرهم إما لأن كلمة ما موضوعة للكل كما ينبىء عنه أنك إذا رأيت شبحًا من بعيد تقول: ما هو؟ أو لأنه أريد بها الوصف فلا تختص حينئذٍ بغير العقلاء كما إذا أريد بها الذات أو لتغليب الأصنام على غيرها تنبيهًا على بعدهم عن استحقاق العبادة وتنزيلهم في ذلك منزلة من لا علم له ولا قدرة أو اعتبارًا لغلبة عبدتها وكثرتهم {فَيَقُولُ} أي الله عز وجل للمعبودين من دونه أثر حشر الكل تقريعًا للعبدة وتبكيتًا لهم.
وقرأ الحسن وطلحة وابن عامر {فنقول} بنون العظمة أيضًا، ومن قرأ ممن عداهم هناك بالنون وهنا بالياء كان على قراءته هنا التفاتًا من التكلم إلى الغيبة، وفي نون العظمة هناك إشارة إلى أن الحشر أمر عظيم.