فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال النضر بن شميل: الهباء: التراب الذي تطيره الريح كأنه دخان.
وقال الزجاج: هو ما يدخل من الكوّة مع ضوء الشمس يشبه الغبار، وكذا قال الأزهري: والمنثور المفرق، والمعنى: أن الله سبحانه أحبط أعمالهم حتى صارت بمنزلة الهباء المنثور، لم يكتف سبحانه بتشبيه عملهم بالهباء حتى وصفه بأنه متفرّق متبدّد وقيل: إن الهباء: ما أذرته الرياح من يابس أوراق الشجر، وقيل: هو الماء المهراق.
وقيل: الرماد.
والأوّل هو الذي ثبت في لغة العرب، ونقله العارفون بها.
ثم ميز سبحانه حال الأبرار من حال الفجار، فقال: {أصحاب الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا} أي: أفضل منزلًا في الجنة {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} أي: موضع قائلة، وانتصاب {مستقرًّا} على التمييز.
قال الأزهري: القيلولة عند العرب: الاستراحة نصف النهار إذا اشتدّ الحرّ، وإن لم يكن مع ذلك يوم.
قال النحاس: والكوفيون يجيزون: العسل أحلى من الخلّ.
وقد أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} الآية قال: عيسى، وعزير، والملائكة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس: {قَوْمًا بُورًا} قال: هلكى.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن في قوله: {وَمَن يَظْلِم مّنكُمْ} قال: هو الشرك.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: يشرك.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلين إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطعام وَيَمْشُونَ فِي الأسواق} يقول: إن الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم كانوا بهذه المنزلة يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} قال: بلاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن الحسن: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} قال: يقول الفقير: لو شاء الله لجعلني غنيًا مثل فلان، ويقول السقيم: لو شاء الله لجعلني صحيحًا مثل فلان، ويقول الأعمى: لو شاء الله لجعلني بصيرًا مثل فلان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا} قال: شدّة الكفر.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يَوْمَ يَرَوْنَ الملائكة} قال: يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عطية العوفيّ نحوه.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا} قال: عوذًا معاذًا، الملائكة تقوله.
وفي لفظ قال: حرامًا محرّمًا أن تكون البشرى في اليوم إلاّ للمؤمنين.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عطية العوفيّ، عن أبي سعيد الخدري في قوله: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا} قال: حرامًا محرّمًا أن نبشركم بما نبشر به المتقين.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا} قالا: هي كلمة كانت العرب تقولها، كان الرجل إذا نزلت به شدّة قال: حجرًا محجورًا حرامًا محرّمًا.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ} قال: عمدنا إلى ما عملوا من خير ممن لا يتقبل منه في الدنيا.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن عليّ بن أبي طالب في قوله: {هَبَاءً مَّنثُورًا} قال: الهباء شعاع الشمس الذي يخرج من الكوّة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب قال: الهباء وهيج الغبار يسطع، ثم يذهب، فلا يبقي منه شيء، فجعل الله أعمالهم كذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر، فإذا وقع لم يكن شيئًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال: هو ما تسفي الريح وتبثه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضًا قال: هو الماء المهراق.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضًا: {خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} قال: في الغرف من الجنة.
وأخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: لا ينصرف النهار من يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء، ثم قرأ: {أصحاب الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} قال: هذا قول كفار قريش {لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا} فيخبرنا أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} قال لا يسألون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {لولا أنزل علينا الملائكة} أي نراهم عيانًا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وعتو عتوًا كبيرًا} قال: شدة الكفر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: {العتو} في كتاب الله التجبر.
{يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)}.
أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يوم يرون الملائكة} قال: يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله: {لا بشرى يومئذ للمجرمين} قال: إذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى، فإذا رأى ذلك الكفار قالوا للملائكة: بشرونا قالوا: حجرًا محجورًا. حرامًا محرمًا أن نتلقاكم بالبشرى.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: عوذًا معاذًا الملائكة تقوله. وفي لفظ قال: حرامًا محرمًا أن تكون البشرى اليوم إلا للمؤمنين.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: تقول الملائكة: حرامًا محرمًا على الكفار البشرى يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: تقول الملائكة: حرامًا محرمًا على الكفار البشرى حين رأيتمونا.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: حرامًا محرمًا أن نبشركم بما نبشر به المتقين.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله: {ويقولون حجرًا محجورًا} قال: هي كلمة كانت العرب تقولها. كان الرجل إذا نزلت به شدة قال: حجرًا محجورًا حرامًا محرمًا.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: كانت المرأة إذا رأت الشيء تكرهه تقول: حجر من هذا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال: لما جاءت زلازل الساعة فكان من زلازلها أن السماء انشقت فهي يومئذ واهية، والملك على ارجائها: على سعة كل شيء تشقق. فهي من السماء فذلك قوله: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرًا محجورًا} حرامًا محرمًا أيها المجرمون أن تكون لكم البشرى اليوم حين رأيتمونا.
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)}.
أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل} قال: قدمنا إلى ما عملوا من خير ممن لا يتقبل منه في الدنيا.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في قوله: {هباء منثورًا} قال: الهباء: شعاع الشمس الذي يخرج من الكوة.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال: الهباء: ريح الغبار يسطع، ثم يذهب فلا يبقى منه شيء، فجعل الله أعمالهم كذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الهباء: الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر، فإذا وقع لم يكن شيئًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {هباء منثورًا} قال: الماء المهراق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {هباء منثورًا} قال: الشعاع في كوّة أحدهم. لو ذهبت تقبض عليه لم تستطع.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {هباء منثورًا} قال: شعاع الشمس من الكوّة.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة {هباء منثورًا} قال: شعاع الشمس الذي في الكوّة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك وعامر في الهباء المنثور: شعاع الشمس.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {هباء منثورًا} قال: الغبار.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {هباء منثورًا} قال: هو ما تذروه الرياح من حطام هذا الشجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن معلى بن عبيدة قال: الهباء: الرماد.
وأخرج سمويه في فوائده عن سالم مولى أبي حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثال جبال تهامة حتى إذا جيء بهم، جعل الله تعالى أعمالهم هباء، ثم قذفهم في النار قال سالم: بأبي وأمي يا رسول الله حل لنا هؤلاء القوم؟ قال: كانوا يصلون، ويصومون ويأخذون سنة من الليل، ولكن كانوا إذا عرض عليهم شيء من الحرام وثبوا عليه، فأدحض الله تعالى أعمالهم».
{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)}.
أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرًا وأحسن مقيلًا} قال: أحسن منزلًا، وخير مأوى.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وأحسن مقيلًا} قال: مصيرًا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {خير مستقرًا وأحسن مقيلًا} قال: في الغرف من الجنة. وكان حسابهم أن عرضوا على ربهم عرضة واحدة، وذلك الحساب اليسير، وذلك مثل قوله: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا وينقلب إلى أهله مسرورًا}.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقبل هؤلاء وهؤلاء. ثم قرأ {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرًا وأحسن مقيلًا} وقرأ {ثم إن مقيلهم لإِلى الجحيم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: إنما هي ضحوة فيقيل أولياء الله على الأسرة مع الحور العين، ويقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين.