فصل: قال أبو جعفر النحاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الحكم: هو العلم بالخير والعمل به، واللحوق بالصالحين يراد به التوفيق للأعمال التي توصل إلى الانتظام في زمرة الكاملين المنزهين عن كبائر الذنوب وصغائرها، لسان صدق: أي ذكرا جميلا بين الناس بتوفيقى إلى الطريق الحسنة حتى يقتدى بي الناس من بعدي، وهذا هو الحياة الثانية كما قال: قد مات قوم وهم في الناس أحياء، من ورثة جنة النعيم: أي من الذين يتمتعون بالجنة وسعادتها فيكون ذلك غنيمة لهم كما يتمتع الناس بالميراث في الدنيا، والخزي: الهوان، والقلب السليم: هو البعيد عن الكفر والنفاق وسائر الأخلاق الذميمة.
أزلفت: أي قرّبت، برزت: أي جعلت بارزة لهم بحيث يرون أهوالها، والغاوين: الضالين عن طريق الحق، فكبكبوا: أي ألقوا على وجوههم مرة بعد أخرى من قولهم كبّه على وجهه: أي ألقاه، يختصمون: أي يخاصمون من معهم من الأصنام والشياطين، نسويكم: أي نجعلكم مساوين له في استحقاق العبادة، والصديق:
هو الصادق في وده، والحميم: هو الذي يهمه ما أهمك، والكرة: الرجعة.
القوم: اسم لا واحد له من لفظه كرهط ونفر يذكّر ويؤنث، أخوهم: أي أخوّة نسب، كما يقال يا أخا العرب ويا أخاتيم، يريدون يا من هو واحد منهم قال الحماسى:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ** في النائبات على ما قال برهانا

الأرذلون: واحدهم أرذل، والرذالة: الخسة والدناءة، وقد استرذلوهم لا تضاع نسبهم وقلة حظوظهم من الدنيا، من المرجومين: أي من المقتولين رميا بالحجارة، فافتح: أي احكم من الفتاحة بمعنى الحكومة، والفلك: يستعمل واحدا وجمعا، المشحون: أي المملوء.
عاد: اسم أبى القبيلة الأكبر، ويعبر عن القبيلة إذا كانت عظيمة باسم الأب أو بينى فلان أو آل فلان، والريع بالفتح والكسر المكان المرتفع، ويقال كم ريع أرضك أي ارتفاعها، آية: أي قصرا مشيدا عاليا، تعبثون: أي تفعلون العبث، وما لا فائدة فيه، مصانع: أي قصورا مش يدة وحصونا منيعة، ولعل هنا معناها التشبيه أي كأنكم تخلدون، والبطش: الأخذ بالعنف، والجبار: المتسلط العاتي بلا رأفة ولا شفقة، أمدكم: أي سخر لكم، والوعظ: كلام يلين القلب بذكر الوعد والوعيد، خلق الأولين: أي عادتهم التي كانوا بها يدينون، ونحن بهم مقتدون: نموت ونحيا بلا حساب ولا بعث.
الطلع: أول ما يطلع من الثمر وبعده يسمى خلالا ثم بلحا ثم بسرا ثم رطبا ثم تمرا، والهضيم: هو النضيج الرّخص اللين اللطيف، والنحت: النجر والبرى، والنّحاتة: البراية، والمنحت: ما ينحت به، والفره: النشاط وشدة الفرح، من المسحّرين: أي الذين سحروا حتى ذهبت عقولهم، الشرب: بالكسر النصيب والحظ، فعقروها: أي رموها بسهم ثم قتلوها.
أخوهم: أي في البلد والسكنى، لا في الدين ولا في النسب، لأنه ابن أخى إبراهيم وهما من أرض بابل، والذكران: واحدهم ذكر ضد الأنثى من كل حيوان، عادون:
أي متعدون الحدود التي رسمها العقل والشرع، من المخرجين: أي ممن نخرجهم من أرضنا وننفيهم من قريتنا، من القالين: أي المبغضين لفعلكم، والقلى: البغض الشديد كأنه يقلى الفؤاد، يقال قليته أقليه قلى وقلاء، الغابرين: أي الباقين فهى لم تخرج مع لوط ومن مضى معه.
الأيكة: غيضة كثيرة الشجر قرب مدين بعث اللّه إلى أهلها شعيبا كما بعثه إلى أهل مدين ولم يكن منهم نسبا، من المخسرين: أي المطففين الآخذين من الناس أكثر ممّا لكم، والقسطاس: الميزان، والمستقيم: أي العدل، ولا تعثوا: أي لا تفسدوا، والجبلة: بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وبضمهما وتشديد اللام: الخلقة والطبيعة، ويقال جبل فلان على كذا: أي خلق، والمراد أنهم كانوا على خلقة عظيمة، كسفا:
واحدها كسفة كقطعة وزنا ومعنى والظلة: السحابة التي استظلوا بها.
الروح الأمين: هو جبريل عليه السلام، ووصف بالأمين، لأنه أمين وحيه تعالى وموصله إلى من شاء من عباده، على قلبك: أي على روحك، لأنه المدرك والمكلّف دون الجسد، والزبر: الكتب، واحدها زبرة كصحف وصفحة، والآية: الدليل والبرهان، والأعجمين: واحدهم أعجمى، وهو من لا يقدر على التكلم بالعربية، سلكناه: أي أدخلناه، والمجرمين: مشركى قريش، بغتة: فجأة، منظرون: أي مؤخرون، ذكرى: أي تذكرة وعبرة لغيرهم، وما ينبغى لهم: أي ما يتيسر ولا يتسنى لهم، وما يستطيعون: أي ما يقدرون على ذلك، لمعزولون: أي لممنوعون بالشهب بعد أن كانوا ممكّنين.
أنبئكم: أي أخبركم: والأفاك: كثير الإفك والكذب، والأثيم: كثير الذنوب والفجور، يلقون السمع: أي يصغون أشد الإصغاء إلى الشياطين فيتلقون منهم ما يتلقون مما أكثره الكذب، والغاوون: الضالون المائلون عن السنن القويم.
والوادي: الشّعب، يهيمون: أي يسيرون سير البهائم حائرين لا يهتدون إلى شيء، والمنقلب: المرجع. اهـ.
باختصار.

.قال أبو جعفر النحاس:

سورة الشعراء:
وهي مكية.
1- من ذلك قوله جل وعز: {طسم} آية 1 روى معمر عن قتادة قال: {طسم} اسم.
2- وقوله جل وعز: {تلك آيات الكتاب المبين} آية 2 لأن القرآن مذكور في التوراة والإنجيل فالمعنى هذه تلك آيات الكتاب وقيل تلك بمعنى هذه.
3- وقوله جل وعز: {لعلك باخع نفسك} آية 3 قال مجاهد وقتادة أي قاتل وقال الضحاك أي قاتل نفسك عليهم حرصا قال أبو عبيدة باخع أي مهلك قال أبو جعفر وأصل هذا من بخعه عبد أي أذله والمعنى لعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان.
4- وقوله جل وعز: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء} آية آية 4 أي لو شئنا لاضطررناهم عليه إلى الطاعة بأن نهلك كل من عصى.
5- ثم قال جل وعز: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} آية 4 في هذا أقوال قال مجاهد أعناقهم كبراؤهم.
وقال أبو زيد والأخفش أعناقهم جماعاتهم يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة وقال عيسى بن عمر خاضعين وخاضعة هاهنا واحد والكسائي يذهب إلى أن المعنى خاضعيها قال أبو جعفر قول مجاهد أعناقهم كبراؤهم معروف في اللغة يقال جاءني عنق من الناس أي رؤساؤهم وكذل يقال جاءني عنق من الناس أي جماعة ولهذا يقال على فلان عتق رقبة ولا يقال عتق عنق لما يقع فيه من الاشتراك وقول عيسى بن عمر أحسن هذه الأقوال وهو اختيار أبي العباس.
والمعنى على قوله فظلوا لها خاضعين فأخبر عن المضاف إليه وجاء بالمضاف مقحما توكيدا كما قال الشاعر رأت مر السنين أخذن مني كما أخذ السرار من الهلال وكما قال الشاعر وتشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم قال أبو العباس ومثله سقطت بعض أصابعه قال ومثله يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يلقينكم أبي في سوءة عمر فجاء بتيم الأول مقحما توكيدا.
وأما قول الكسائي فخطأ عند البصريين والفراء ومثل هذا الحذف لا يقع في شيء من الكلام.
65- وقوله جل وعز: {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} آية 7 قال مجاهد من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام وروي عن الشعبي أنه قال الناس من نبات الأرض فمن صار منهم إلى الجنة فهو كريم ومن صار إلى النار فهو لئيم والمعنى على قول مجاهد من كل جنس نافع حسن.
7- ثم قال جل وعز: {إن في ذلك لآية} آية 8 أي لدلالة على الله جل وعز وأنه ليس كمثله شيء ثم قال: {وما كان أكثرهم مؤمنين} أي قد علم الله أنهم لا يؤمنون كما قال سبحانه لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد.
8- وقوله جل وعز: {وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين} آية 11 أي واتل عليهم هذا وبعده واتل عليهم نبأ إبراهيم.
9- وقوله جل وعز: {قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني} آية 12 قرأ الأعرج وطلحة وعيسى {ويضيق صدري ولا ينطلق لساني} والقراءة الأولى أحسن لأن انطلاق اللسان ليس مما يدخل في الخوف لأنه قد كان.
10- ثم قال تعالى: {فأرسل إلى هارون} آية 13 في الكلام حذف والمعنى فأرسل إلى هارون ليعينني ويؤازرني كما تقول فأرسل إلي إني لأعينك.
11- ثم قال جل وعز: {ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون} آية 14 قال مجاهد وقتادة يعني قتل النفس فأخاف أن يقتلون أي بقتلي رجلا منهم.
12- ثم قال جل وعز: {قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون} آية 15 كلا ردع وزجر أي انزجر عن هذا الخوف وثق بالله ثم قال جل وعز: {فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون} آية 15 يحتمل أن يكون معكم لموسى وهارون عليهما السلام لأن الاثنين جمع كما قال تعالى فإن كان له إخوة ويحتمل أن يكون لموسى وهارون والآيات ويحتمل أن يكون لموسى وهارون ومن أرسل إليهم.
قال أبو جعفر الأول أولاها ليكون المعنى إنا معكم ناصرين ومقوين.
13- ثم قال جل وعز: {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين} آية 16
قال أبو عبيدة رسول بمعنى رسالة وأنشد لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول والتقدير على قوله إنا ذوا رسالة والأخفش يذهب إلى أنه واحد يدل على اثنين وجمع.
14- ثم قال جل وعز: {أن أرسل معنا بني إسرائيل} آية 17 المعنى أرسلنا لأن ترسل معنا بني إسرائيل.
15- ثم قال جل وعز: {قال ألم نربك فينا وليدا} آية 18 أي مولودا فامتن عليه بتربيته إياه صغيرا إلى أن كبر.
16- ثم قال تعالى: {ولبثت فينا من عمرك سنين} آية 18 ومن عمرك وعمرك.
17- وقوله جل وعز: {وفعلت فعلتك التي فعلت} آية 19 قال مجاهد يعني قتل النفس وقرأ الشعبي {وفعلت فعلتك} بكسر الفاء والفتح للأول لأنها للمرة الواحدة والكسر بمعنى الهيئة والحال أي فعلتك التي تعرف كما قال كأن مشيتها من دار جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل ويقال كان ذلك أيام الردة والردة.
قال أبو جعفر قال علي بن سليمان واختار ذلك لأن الارتداد لم يكن مرة واحدة والفتح أجود.
18- ثم قال جل وعز: {وأنت من الكافرين} آية 19 في معناه أقوال:
أ- منها أن المعنى من الكافرين لنعمتي كما قال والكفر مخبثة لنفس المنعم.
ب- والضحاك يذهب إلى أن المعنى وأنت من الكافرين لقتلك القبطي قال فنفى عن نفسه الكفر وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل.
ج- وقال الفراء المعنى وأنت من الكافرين الساعة.
د- قال السدي أي وأنت من الكافرين لأنك كنت تتبعنا على الدين الذي تعيبه الساعة فقد كنت من الكافرين على قولك.
قال أبو جعفر ومن أحسن ما قال في معناه ما قاله ابن زيد قال من الكافرين لنعمتنا ما أي لنعمة تربيتي لك.
19- ثم قال وعز {قال فعلتها إذا وأنا من الضالين} آية 20 أي من الجاهلين وقال أبو عبيدة من الضالين أي من الناسين كما قال سبحانه: {أن تضل إحداهما}.
20- وقوله جل وعز: {فوهب لي ربي حكما} آية، 21 قال السدي يعني النبوة.
21- وقوله جل وعز: {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل} آية 22 في هذه الآية أقوال قيل ألف الاستفهام محذوفة والمعنى أو تلك نعمة كما قال تروح من الحي أم تبتكر وماذا يضرك لو تنتظر وهذا لا يجوز لأن الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما أشبهها وقيل المعنى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتني وأنا من بني إسرائيل لأنه يروى أنه كان رباه على أن يستعبده وقيل وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني، وهذا أحسن الأقوال لأن اللفظ يدل عليه أي إنما صارت هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولو لم تتخذهم عبيدا لم تكن نعمة ف {أن} بدل من نعمة ويجوز أن يكون المعنى لأن عبدت بني إسرائيل.
22- وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين} آية 23 فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} آية 24 فلم يرد فرعون هذه الحجة بأكثر من أن قال: {قال لمن حوله ألا تستمعون} أي ألا تستمعون إلى قوله فأجابه موسى لأنه المراد وزاده في البيان قال: {ربكم ورب آبائكم الأولين} فلم يحتج فرعون عليه بأكثر من أن نسبه إلى الجنون قال: {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون} آية 27 أي لمغلوب على عقله لأنه يقول قولا لا يعرفه لأنه كان عند قوم فرعون أن الذي يعرفونه ربا لهم في ذلك الوقت هو فرعون وأن الذي يعرفونهم أربابا لآبائهم الأولين ملوك أخر كانوا قبل فرعون فزاده موسى في البيان فقال: {رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} آية 28 فتهدده فرعون {قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين} آية 29 فاحتج موسى عليه وعليهم بما يشاهدونه {قال أولو جئتك بشيء مبين} آية 30 أي ببرهان قاطع واضح يدل على صدقي.