فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(63) فرق: اسم بمعنى الطائفة أو المنفلق من الشيء، وزنه فعل بكسر فسكون.
{الطود}، اسم جامد ذات للجبل العظيم، وزنه فعل بفتح فسكون جمعه أطواد.

.الفوائد:

1- زيادة الباء في خبر ليس وكان: تختص ليس وكان بجواز زيادة الباء في خبر كل منهما، وتكثر زيادتها في خبر ليس، وفي خبر ما الحجازية أما كان فلا تزاد في خبرها إلا إذا سبقها نفي أو نهي، نحو قول الشنفري:
وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن ** بأعجلهم إذا جشع القوم أعجل

2- وصف مصر:
لما استقر عمرو بن العاص على ولاية مصر، كتب إليه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، أن صف لي مصر، فكتب إليه:
ورد كتاب أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه يسألني عن مصر:
اعلم يا أمير المؤمنين، أن مصر قرية غبراء، وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر، يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخطر وسطها نيل مبارك الغدوات، ميمون الروحات، تجري فيه الزيادة والنقصان كجري الشمس والقمر. له أو ان يدرّ حلابه، ويكثر فيه ذبابه، تمدّه عيون الأرض وينابيعها، حتى إذا ما اصلخمّ عجاجه، وتعظمت أمواجه، فاض على جانبيه، فلم يمكن التخلص من القرى بعضها إلى بعض إلا في صغار المراكب، وخفاف القوارب، وزوارق كأنهن في المخايل ورق الأصائل فإذا تكامل في زيادته نكص على عقبيه، كأول ما بدا في جريته، وطما في دركه، فعند ذلك تخرج أهل ملّة محقورة وذمة مخفورة، يحرثون الأرض ويبذرون بها الحب، يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سمعوا من كدهم، فناله منهم بغير جدهم فإذا أحدق الزرع وأشرق، سقاه الندى وغذاه من تحت الثرى. فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء، إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، فإذا هي ديباجة رقشاء، فتبارك اللّه الخالق لما يشاء. إلى آخر تلك الرسالة الممتعة.
وقد شرح المقريزي، في خططه، غوامض هذه الرسالة، شرحا موفيا ومفيدا. فمن شاء فليعد إليها في مظانها من المطولات.

.[سورة الشعراء الآيات: 69- 70]:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (69) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (70)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {عليهم} متعلّق ب {اتل}، {إذ} ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل من نبأ بدل اشتمال {لأبيه} متعلّق ب {قال}، {ما} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله {تعبدون}.
جملة: {اتل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قال} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تعبدون} في محلّ نصب مقول القول.

.[سورة الشعراء: آية 71]:

{قالُوا نَعْبُدُ أَصْنامًا فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (71)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة {لها} متعلّق بالخبر عاكفين.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {نعبد} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {نظل لها عاكفين} في محلّ نصب معطوفة على جملة نعبد.

.البلاغة:

الإطناب: في قوله تعالى قالُوا نَعْبُدُ أَصْنامًا فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ.
قوله تعالى {ما تَعْبُدُونَ} سؤال عن المعبود فحسب، فكان القياس أن يقولوا:
أصناما، كقوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ، ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ، ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْرًا ولكنّ هؤلاء قد جاءوا بقصة أمره كاملة كالمبتهجين بها والمفتخرين، فاشتملت على جواب إبراهيم، ألا تراهم كيف عطفوا على قولهم نعبد {فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ}، ولم يقتصروا على زيادة نعبد وحده.
ومثاله أن تقول لبعض الشطار: ما تلبس في بلدك؟ فيقول: ألبس البرد الأتحمي ضرب من البرود فأجرّ ذيله بين جواري الحي. وإنما قالوا: نظل، لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل، وهذه هي مزية الإطناب، تزيد في اللفظ عن المعنى، لفائدة مقصودة، أو غاية متوخاة، فإذا لم تكن ثمة فائدة في زيادة اللفظ فإنه يكون تطويلا مملا.

.[سورة الشعراء الآيات: 72- 73]:

{قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)}.

.الإعراب:

{هل} حرف استفهام {إذ} ظرف للزمن الماضي متعلّق ب {يسمعونكم}، {أو} عاطفة في الموضعين.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يسمعونكم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تدعون} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ينفعونكم} في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم.
وجملة: {يضرّون} في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم.

.[سورة الشعراء: آية 74]:

{قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (74)}.

.الإعراب:

{بل} للإضراب الانتقاليّ {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعلون.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {وجدنا} لا محلّ لها استئنافيّة... ومقول القول مقدّر أي لم نجدها كذلك.
وجملة: {يفعلون} في محلّ نصب مفعول به ثان عامله وجدنا.

.[سورة الشعراء الآيات: 75- 82]:

{قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {رأيتم} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتأمّلتم فرأيتم.
وجملة: {كنتم تعبدون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {تعبدون} في محلّ نصب خبر كنتم.
(76) {أنتم} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير الفاعل في {تعبدون}، الواو عاطفة {آباؤكم} معطوف على الضمير الفاعل في {تعبدون}.
(77) الفاء استئنافيّة، {لي} متعلّق بنعت لعدو {إلّا} أداة استثناء {ربّ} مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع.
وجملة: {إنّهم عدوّ} لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول السابق.
(78) {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لربّ العالمين، والنون في {خلقني} للوقاية وكذلك في الأفعال {يهدين} {يطعمني} {يسقين} {يشفين} {يميتني} {يحيين}، الفاء عاطفة... وحذفت الياء من الأفعال للفواصل.
وجملة: {خلقني} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {هو يهدين} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {يهدين} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هو}.
(79) الواو عاطفة {الذي} موصول معطوف على الذي الأول، كذلك الموصولان الآتيان.
وجملة: {هو يطعمني} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} الثاني.
وجملة: {يطعمني} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هو}.
وجملة: {يسقين} في محلّ رفع معطوفة على جملة يطعمني (80) الواو عاطفة الفاء رابطة لجواب الشرط.
وجملة: {مرضت} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هو يشفين} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يشفين} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هو} الثاني.
(81) وجملة: {يميتني} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} الثالث.
وجملة: {يحيين} لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتني.
(82) {أن} حرف مصدريّ ونصب {لي} متعلّق ب {يغفر}، {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {يغفر}.
وجملة: {أطمع} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} الرابع.
وجملة: {يغفر}... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
والمصدر المؤوّل {أن يغفر} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب {أطمع}، أي أطمع بأن يغفر.

.البلاغة:

1- التعريض: في قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ}.
وإنما قال: {عَدُوٌّ لِي} تصويرا للمسألة في نفسه، على معنى: أني فكرت في أمري فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو، فاجتنبتها، وآثرت عبادة من الخير كله منه وأراهم بذك أنها نصيحة نصح بها نفسه أولا، وبنى عليها تدبير أمره، لينظروا فيقولوا: ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، وما أراد لنا إلا ما أراد لروحه، ليكون أدعى لهم إلى القبول، وأبعث على الاستماع منه. ولو قال: فإنه عدوّ لكم، لم يكن بتلك المثابة ولأنه دخل من باب من التعريض، وقد يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح، لأنه يتأمّل فيه، فربما قاده التأمل إلى التقبل ومنه ما يحكى عن الشافعي، رضي اللّه عنه، أن رجلا واجهه بشيء فقال:
لو كنت بحيث أنت، لاحتجت إلى أدب.
2- أسرار حروف العطف: وهنا موضع دقيق المسلك، لطيف المرمى، قلما ينتبه إليه أحد أو يتفطن إليه كاتب، فإن أكثر الناس يضعون حروف العطف في غير مواضعها، فيجرون بفي ما ينبغي له أن يجر بعلى: كما أنهم يعطفون دون أن يتفطنوا إلى سر الحرف الذي عطف به الكلام، فقد قال تعالى: {والَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} فالأول عطفه بالواو التي هي لمطلق الجمع، وتقديم الإطعام على الإسقاء، والإسقاء على الإطعام، جائز لولا مراعاة حسن النظم، ثم عطف الثاني بالفاء لأن الشفاء يعقب المرض بلا زمان خال من أحدهما، ثم عطف الثالث بثم لأن الإحياء يكون بعد الموت بزمان ولهذا جيء في عطفه بثم التي هي للتراخي.
3- التنكيت: في قوله تعالى وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ فإن السر في إضافة المرض إلى نفسه التأدب مع اللّه تعالى بتخصيصه بنسبة الشفاء الذي هو نعمة ظاهرة إليه تعالى، إذ أسند إلى اللّه أفعال الخير كلها وأسند فعل الشر إلى نفسه، وللاشارة إلى أن كثيرا من الأمراض تحدث بتفريط الإنسان في مأكله ومشربه وغير ذلك.

.الفوائد:

مراعاة الفواصل:
في قوله تعالى: {يَهْدِينِ} {ويَسْقِينِ} و{يَشْفِينِ} و{يُحْيِينِ} وجميع هذه الآيات حذفت فيها ياء المتكلم، مراعاة للنسق اللفظي في سائر آيات السورة. وهذا المقام ليس الوحيد الذي تراعى فيه الفواصل والجرس الموسيقي للنظم القرآني. ففي القرآن مواطن كثيرة، قد أخذت بهذا الاتجاه الذي ليس له غاية سوى التأثير في أذهان السامعين، وخصوصا المعاندين من مشركي قريش.
وقد حصل هذا التأثير في مواطن كثيرة كما يروي لنا التاريخ...!