فصل: قال البيضاوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



روي أن فرعون لما أبصر الآية الأولى قال: فهل غيرها فأخرج يده فقال لفرعون ما هذه؟ قال فرعون: يدك، فأدخلها في إبطه ثم نزعها ولها شعاع يكاد يغشي الأبصار ويسد الأفق {قَالَ} أي فرعون {لِلْمَلإِ حَوْلَهُ} هو منصوب نصبين نصب في اللفظ والعامل فيه ما يقدر في الظرف، ونصب في المحل وهو النصب على الحال من الملأ أي كائنين حوله والعامل فيه قال: {إِنَّ هذا لساحر عَلِيمٌ} بالسحر.
ثم أغوى قومه على موسى بقوله.
{يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا} منصوب لأنه مفعول به من قولك أمرتك الخير {تَأْمُرُونَ} تشيرون في أمره من حبس أو قتل من المؤامرة وهي المشاورة، أو من الأمر الذي هو ضد النهي.
لما تحير فرعون برؤية الآيتين وزال عنه ذكر دعوى الالهية وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وارتعدت فرائصه خوفًا طفق يؤامر قومه الذي هم بزعمه عبيده وهو إلههم، أو جعلهم آمرين ونفسه مأمورًا {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} أخر أمرهما ولا تباغت قتلهما خوفًا من الفتنة {وابعث في المدائن حاشرين} شرطًا يحشرون السحرة وعارضوا قول فرعون {إن هذا لساحر عليم} بقولهم.
{يَأْتُوكَ بِكُلّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ} فجاءوا بكلمة الإحاطة وصيغة المبالغة ليسكنوا بعض قلقه {فَجُمِعَ السحرة لميقات يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} أي يوم الزينة وميقاته وقت الضحى لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى عليه السلام من يوم الزينة في قوله تعالى: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزينة وَأَن يُحْشَرَ الناس ضُحًى} [طه: 59] والميقات ما وقت به أي حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الإحرام {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ} أي اجتمعوا وهو استبطاء لهم في الاجتماع والمراد منه استعجالهم {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السحرة} في دينهم {إِن كَانُواْ هُمُ الغالبين} أي غلبوا موسى في دينه وليس غرضهم اتباع السحرة وإنما الغرض الكلي أن لا يتبعوا موسى فساقوا الكلام مساق الكناية لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين لموسى.
{فَلَمَّا جَاء السحرة قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين قَالَ نَعَمْ} وبكسر العين: علي، وهما لغتان {وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ المقربين} أي قال فرعون نعم لكم أجر عندي وتكونون مع ذلك من المقربين عندي في المرتبة والجاه فتكونون أول من يدخل علي وآخر من يخرج.
ولما كان قولهم: {أئن لنا لأجرًا} في معنى جزاء الشرط لدلالته عليه وكان قوله: {وإنكم إذا لمن المقربين} معطوفًا عليه دخلت {إذا} قارة في مكانها الذي تقضيه من الجواب والجزاء {قَالَ لَهُمْ موسى أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ} من السحر فسوف ترون عاقبته {فَأَلْقَوْاْ حبالهم} سبعين ألف حبل {وَعِصِيَّهُمْ} سبعين ألف عصا.
وقيل: كانت الحبال اثنين وسبعين ألفًا وكذا العصي {وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ الغالبون} أقسموا بعزته وقوته وهو من أيمان الجاهلية {فألقى موسى عصاه فَإِذَا هي تَلْقَفُ} تبتلع {مَا يَأْفِكُونَ} ما يقلبونه عن وجهه وحقيقته بسحرهم ويزوّرونه ويخيلون في حبالهم وعصيهم أنها حياة تسعى {فَأُلْقِىَ السحرة ساجدين} عبر عن الخرور بالإلقاء بطريق المشاكلة لأنه ذكر مع الإلقاءات ولأنهم لسرعة ما سجدوا صاروا كأنهم ألقوا {قَالُواْ ءامَنَّا بِرَبّ العالمين} عن عكرمة رضي الله عنه: أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء.
{رَبّ موسى وهارون} عطف بيان ل {رب العالمين} لأن فرعون كان يدعي الربوبية فأرادوا أن يعزلوه.
وقيل؛ إن فرعون لما سمع منهم {آمنا برب العالمين} قال: إياي عنيتم؟ قالوا: {رب موسى وهارون}.
{قَالَ ءامَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءاذَنَ لَكُمْ} بذلك {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الذي عَلَّمَكُمُ السحر} وقد تواطأتم على أمر ومكر {فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} وبال ما فعلتم.
ثم صرح فقال: {لأقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ} من أجل خلاف ظهر منكم {وَلأصَلّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} كأنه أراد به ترهيب العامة لئلا يتبعوهم في الإيمان.
{قَالُواْ لاَ ضَيْرَ} لا ضرر وخبر {لا} محذوف أي في ذلك أو علينا {إِنَّا إلى رَبّنَا مُنقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خطايانا أَن كُنَّا} لأن كنا {أَوَّلُ المؤمنين} من أهل المشهد أو من رعية فرعون.
أراد وإلا ضرر علينا في ذلك بل لنا أعظم النفع لما يحصل لنا في الصبر عليه لوجه الله من تكفير الخطايا، أو لا ضير علينا فيما تتوعدنا به إنه لابد لنا من الانقلاب إلى ربنا بسبب من أسباب الموت، والقتل أهون أسبابه وأرجاها، أو لا ضير علينا في قتلك إنك إن قتلتنا انقلبنا إلى ربنا إنقلاب من يطمع في مغفرته ويرجو رحمته لما رزقنا من السبق إلى الإيمان. اهـ.

.قال البيضاوي:

{بسم الله الرحمن الرحيم}.
{طسم}.
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر بالإِمالة، ونافع بين كراهة للعود إلى الياء المهروب منها، وأظهر نونه حمزة لأنه في الأصل منفصل عما بعده.
{تِلْكَ ءَايَاتُ الكتاب المبين} الظاهر إعجازه وصحته، والإِشارة إلى السورة أو القرآن على ما قرر في أول البقرة.
{لَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ} قاتل نفسك، وأصل البخع أن يبلغ بالذبح النخاع وهو عرق مستبطن الفقار وذلك أقصى حد الذبح، وقرئ {باخع نَّفْسَكَ} بالإِضافة، ولعل للإِشفاق أي أشفق على نفسك أن تقتلها حسرة. {أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} لئلا يؤمنوا أو خيفة أن لا يؤمنوا.
{إِن نَّشَأْ نُنَزّلْ عَلَيْهِمْ مّنَ السماء ءَايَةً} دلالة ملجئة إلى الإِيمان أو بلية قاسرة عليه. {فَظَلَّتْ أعناقهم لَهَا خاضعين} منقادين وأصله فظلوا لها خاضعين فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع وترك الخبر على أصله. وقيل لما وصفت الأعناق بصفات العقلاء أجريت مجراهم. وقيل المراد بها الرؤساء أو الجماعات من قولهم: جاءنا عنق من الناس لفوج منهم، وقرئ {خاضعة} و{ظَلْتَ} عطف على {نُنَزّلُ} عطف وأكن على فأصدق لأنه لو قيل أنزلنا بدله لصح.
{وَمَا يَأْتِيهِم مّن ذِكْرٍ} موعظة أو طائفة من القرآن. {مّنَ الرحمن} يوحيه إلى نبيه. {مُّحْدَثٍ} مجدد إنزاله لتكرير التذكير وتنويع التقرير. {إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ} إلا جددوا إعراضًا عنه وإصرارًا على ما كانوا عليه.
{فَقَدْ كَذَّبُواْ} أي بالذكر بعد إعراضهم وأمعنوا في تكذيبه بحيث أدى بهم إلى الاستهزاء به المخبر به عنهم ضمنًا في قوله: {فَسَيَأْتِيهِمْ} أي إذا مسهم عذاب الله يوم بدر أو يوم القيامة. {أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} من أنه كان حقًا أم باطلًا، وكان حقيقًا بأن يصدق ويعظم قدره أو يكذب فيستخف أمره.
{أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى الأرض} أو لم ينظروا إلى عجائبها. {كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ} صنف. {كَرِيمٌ} محمود كثير المنفعة، وهو صفة لكل ما يحمد ويرضى، وههنا يحتمل أن تكون مقيدة لما يتضمن الدلالة على القدرة، وأن تكون مبينة منبهة على أنه ما من نبت إلا وله فائدة إما وحده أو مع غيره، و{كُلٌّ} لإِحاطة الأزواج {وَكَمْ} لكثرتها.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} إن في إنبات تلك الأصناف أو في كل واحد. {لآيَةً} على أن منبتها تام القدرة والحكمة، سابغ النعمة والرحمة. {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ} في علم الله وقضائه فلذلك لا ينفعهم أمثال هذه الآيات العظام.
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز} الغالب القادر على الانتقام من الكفرة. {الرحيم} حيث أمهلهم أو العزيز في انتقامه ممن كفر الرحيم لمن تاب وآمن.
{وَإِذْ نادى رَبُّكَ موسى} مقدر باذكر أو ظرف لما بعده. {أَنِ ائت} أي {ائت} أو بأن {ائت}. {القوم الظالمين} بالكفر واستعباد بني إسرائيل. وذبح أولادهم.
{قَوْمِ فِرْعَونَ} بدل من الأول أو عطف بيان له، ولعل الإِقتصار على القوم للعلم بأن فرعون كان أولى بذلك. {أَلا يَتَّقُونَ} استئناف أتبعه إرساله إليهم للإِنذار تعجيبًا له من إفراطهم في الظلم واجترائهم عليه، وقرئ بالتاء على الالتفات إليهم زجرًا لهم وغضبًا عليهم، وهم وإن كان غيبًا حينئذ أجروا مجرى الحاضرين في كلام المرسل إليهم من حيث إنه مبلغه إليهم وإسماعه مبدأ إسماعهم، مع ما فيه من مزيد الحث على التقوى لمن تدبره وتأمل مورده، وقرئ بكسر النون اكتفاء بها عن ياء الإِضافة، ويحتمل أن يكون بمعنى ألا يا ناس اتقون كقوله: أَلا يا اسجدوا.
{قَالَ رَبّ إِنّي أَخَافُ أَن يُكَذّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إلى هارون} رتب استدعاء ضم أخيه إليه وإشراكه له في الأمر على الأمور الثلاثة: خوف التكذيب، وضيق القلب انفعالًا عنه، وازدياد الحبسة في اللسان بانقباض الروح إلى باطن القلب عند ضيقه بحيث لا ينطلق، لأنها إذا اجتمعت مست الحاجة إلى معين يقوي قلبه وينوب منابه متى تعتريه حبسة حتى لا تختل دعوته ولا تنبتر حجته، وليس ذلك تعللًا منه وتوقفًا في تلقي الأمر، بل طلبًا لما يكون معونة على امتثاله وتمهيد عذره فيه، وقرأ يعقوب {وَيَضِيقُ} {وَلاَ يَنطَلِقُ} بالنصب عطفًا على {يَكْذِبُونَ} فيكونان من جملة ما خاف منه.
{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ} أي تبعة ذنب فحذف المضاف أو سمي باسمه، والمراد قتل القبطي وإنما سماه ذنبًا على زعمهم، وهذا اختصار قصته المبسوطة في مواضع. {فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ} به قبل أداء الرسالة، وهو أيضًا ليس تعللًا وإنما هو استدفاع للبلية المتوقعة، كما إن ذاك استمداد واستظهار في أمر الدعوة وقوله: {قَالَ كَلاَّ فاذهبا بآياتنا} إجابة له إلى الطلبتين بوعده بدفع بلائهم اللازم ردعه عن الخوف، وضم أخيه إليه في الإِرسال، والخطاب في {فاذهبا} على تغليب الحاضر لأنه معطوف على الفعل الذي يدل عليه {كَلاَّ} كأنه قيل: ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت والذي طلبته. {إِنَّا مَعَكُمْ} يعني موسى وهرون وفرعون. {مُّسْتَمِعُونَ} سامعون لما يجري بينكما وبينه فأظهركما عليه، مثل نفسه تعالى بمن حضر مجادلة قوم استماعًا لما يجري بينهم وترقبًا لإِمداد أوليائه منهم، مبالغة في الوعد بالإِعانة، ولذلك تجوز بالاستماع الذي هو بمعنى الإِصغاء للسمع الذي هو مطلق إدراك الحروف والأصوات، وهو خبر ثان أو الخبر وحده {ومعكم} لغو.
{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبّ العالمين} أفرد الرسول لأنه مصدر وصف به فإنه مشترك بين المرسل والرسالة، قال الشاعر:
لَقَدْ كَذبَ الوَاشُونَ مَا فُهْتُ عِنْدَهُم ** بِسِرٍ وَلاَ أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ

ولذلك ثنى تارة وأفرد أخرى، أو لاتحادهما للأخوة أو لوحدة المرسل والمرسل به، أو لأنه أراد أن كل واحد منا.
{أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسراءيل} أي أرسل لتضمن الرسول معنى الإِرسال المتضمن معنى القول، والمراد خلهم ليذهبوا معنا إلى الشام.
{قَالَ} أي فرعون لموسى بعد ما أتياه فقالا له ذلك. {أَلَمْ نُرَبٍِّكَ فِينَا} في منازلنا. {وَلِيدًا} طفلًا سمي به لقربه من الولادة. {وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} قيل لبث فيهم ثلاثين سنة ثم خرج إلى مدين عشر سنين ثم عاد إليهم يدعوهم إلى الله ثلاثين، ثم بقي بعد الغرق خمسين.
{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ التي فَعَلْتَ} يعني قتل القبطي، وبخه به معظمًا إياه بعدما عدد عليه نعمته، وقرئ فعلتك بالكسر لأنها كانت قتلة بالوكز. {وَأَنتَ مِنَ الكافرين} بنعمتي حتى عمدت إلى قتل خواصي، أو ممن تكفرهم الآن فإنه عليه الصلاة والسلام كان يعايشهم بالتقية فهو حال من إحدى التاءين، ويجوز أن يكون حكمًا مبتدأ عليه بأنه من الكافرين بآلهيته أو بنعمته لما عاد عليه بالمخالفة، أو من الذين كانوا يكفرون في دينهم.
{قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَاْ مِنَ الضالين} من الجاهلين وقد قرئ به، والمعنى من الفاعلين فعل أولي الجهل والسفه، أو من الخاطئين لأنه لم يتعمد قتله، أو من الذاهلين عما يئول إليه الوكز لأنه أراد به التأديب، أو الناسين من قوله تعالى: {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا} {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبّي حُكْمًا} حكمة. {وَجَعَلَنِي مِنَ المرسلين} رد أولًا بذلك ما وبخه به قدحًا في نبوته ثم كر على ما عد عليه من النعمة ولم يصرح برده لأنه كان صدقًا غير قادح في دعواه، بل نبه على أنه كان في الحقيقة نقمة لكونه مسببًا عنها فقال: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إسراءيل} أي وتلك التربية نعمة تمنها علي ظاهرًا، وهي في الحقيقة تعبيدك بني إسرائيل وقصدهم بذبح أبنائهم، فإنه السبب في وقوعي إليك وحصولي في تربيتك. وقيل إنه مقدر بهمزة الإِنكار أي تلك نعمة تمنها علي وهي {أَنْ عَبَّدتَّ}، ومحل {أَنْ عَبَّدتَّ} الرفع على أنه خبر محذوف أو بدل {نِعْمَة} أو الجر بإضمار الباء أو النصب بحذفها. وقيل تلك إشارة إلى خصلة شنعاء مبهمة و{أَنْ عَبَّدتَّ} عطف بيانها والمعنى: تعبيدك بني إسرائيل نعمة {تَمُنُّهَا} علي، وإنما وحد الخطاب في تمنها وجمع فيما قبله لأن المنة كانت منه وحده، والخوف والفرار منه ومن ملئه.