فصل: تفسير الآيات (69- 76):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (69- 76):

قوله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أتم سبحانه ما أراد من قصة موسى عليه السلام، أتبعه دلالة على رحيميته قصة إبراهيم عليه السلام لما تقدم أنه شاركه فيه مما يسلي عما وقع ذكره عنهم من التعنتات في الفرقان، ولما اختص به من مقارعة أبيه وقومه في الأوثان، وهو أعظم آباء العرب، ليكون ذلك حاملًا لهم على تقليده في التوحيد إن كانوا لا ينفكون عن التقليد، وزاجرًا عن استعظام تسفيه آبائهم في عبادتها، وتعبيره سبحانه للسياق قبل وبعد، وتعبيره بقوله: {واتل} أي اقرأ قراءة متتابعة- مرجح للتقدير الأول في {وإذ} من جعله اذكر وتغييره في التعبير بها لسياق ما تقدم وما تأخر لتنبيه العرب على اتباعه لما لهم به من الخصوصية {عليهم} أي على هؤلاء المغترين بالأوثان، المنكرين لرسالة البشر {نبأ إبراهيم} أي خبره العظيم في مثل ذلك {إذ} أي حين {قال لأبيه وقومه} منبهًا لهم على ضلالهم، لا مستعلمًا لأنه كان عالمًا بحقيقة حالهم: {ما} أي أي شيء، وصور لهم حالهم تنبيهًا لهم على قباحتها فعبر بالمضارع فقال: {تعبدون} أي تواظبون على عبادته {قالوا} مبتهجين بسؤاله، مظهرين الافتخار في جوابهم بإطالة الكلام: {نعبد أصنامًا فنظل} أي فيتسبب عن عبادتنا لها أنا نوفي حق العبادة بأن ندوم {لها عاكفين} أي مطيفين بها على سبيل الموظبة متراكمين بعضنا خلف بعض حابسين أنفسنا تعظيمًا لها، فجروا على منوال هؤلاء في داء التقليد الناشيء عن الجهل بنفس العبادة وبظنهم مع ذلك أنهم على طائل كبير، وأمر عظيم، ظفروا به، مع غفلة الخلق عنه- كما دل عليه خطابهم في هذا الكلام الذي كان يغني عنه كلمة واحدة، وهذا هو الذي أوجب تفسير الظلول بمطلق الدوام وإن كان معناه الدوام بقيد النهار، وكأنهم قصدوا بما يدل على النهار- الذي هو موضع الاشتغال والسهرة- الدلالة على الليل من باب الأولى، مع شيوع استعماله أيضًا مطلقًا نحو {فظلت أعناقهم لها خاضعين}، وزاد قوم إبراهيم عليه السلام أن استمروا على ضلالهم وأبوه معهم فكانوا حطب النار، ولم يتكمن من إنقاذهم من ذلك، ولم تكن لهم حيلة إلا دعاؤهم، فهو أجدر بشديد الحزن وببخع نفسه عليهم وهو موضع التسلية.
ولما فهم عنهم هذه الرغبة، أخذ يزهدهم فيها بطريق الاستفهام الذي لا أنصف منه عن أوصاف يلجئهم السؤال إلى الاعتراف بسلبها عنهم، مع كل عاقل إذا تعقل أن لا تصح رتبة الإلهية مع فقد واحدة منها، فكيف مع فقدها كلها؟ فقال تعالى مخبرًا عنه: {قال} معبرًا عنها إنصافًا بما يعبر به عن العقلاء لتنزيلهم إياها منزلتهم: {هل يسمعونكم} أي دعاءكم مجرد سماع؛ ثم صور لهم حالهم ليمنعوا الفكر فيه، فقال معبرًا بظرف ماض وفعل مضارع تنبيهًا على استحضار جميع الزمان ليكون ذلك أبلغ في التبكيت: {إذ تدعون} أي استحضروا أحوالكم معهم من أول عبادتكم لهم وإلى الآن: هل سمعوكم وقتًا ما؟ ليكون ذلك مرجيًا لكم لحصول نفع منهم في وقت ما.
ولما كان الإنسان قد يعكف على الشيء- وهو غير سامع- لكن لنفعه له في نفسه أو ضره لعدوه كالنار مثلًا، وكان محط حال العابد والداعي بالقصد الأول بالذات جلب النفع، قال: {أو ينفعونكم} أي على العبادة كما ينفع أقل شيء تقتنونه {أو يضرون} على الترك: {قالوا}: لا والله! ليس عندهم شيء من ذلك {بل وجدنا آباءنا كذلك} أي مثل فعلنا هذا العالي الشأن، ثم صوروا حالة آبائهم في نفوسهم تعظيمًا لأمرهم فقالوا: {يفعلون} أي فنحن نفعل كما فعلوا لأنهم حقيقون منا بأن لا نخالفهم، مع سبقهم لنا إلى الوجود، فهم أرصن منا عقولًا، وأعظم تجربة، فلولا أنهم رأوا ذلك حسنًا، ما واظبوا عليه، هذا مع أنهم لو سلكوا طريقًا حسية حصل لهم منها ضرر حسي ما سلكوها قط، ولكن هذا الدين يهون على الناس فيه التقليد بالباطل قديمًا وحديثًا.
ولما وصلوا إلى التقليد المخض الخالي عن أدنى نظر كما تفعل البهائم والطير في تبعها لأولها {قال} معرضًا عن جواب كلامهم بنقص، إشارة إلى أنه ساقط لا يرتضيه من شم رائحة الرجولية: {أفرأيتم} أي فتسبب عن قولكم هذا أني أقول لكم: أرأيتم، اي إن لم تكونوا رأيتموهم رؤية موجبة لتحقق أمرهم فانظروهم نظرًا شافيًا {ما كنتم} أي كونًا هو كالجبلة لكم {تعبدون} مواظبين على عبادتهم {أنتم}.
ولما أجابوه بالتقليد، قال لهم ما معناه، رقوا تقليدكم هذا إلى أقصى غاياته، فإن التقدم والأولوية لا تكون برهانًا على الصحة، والباطل لا ينقلب حقًا بالقدم، وذلك مراده من قوله: {وآباؤكم الأقدمون} أي الذين هم أقدم ما يكونون: هل لهم وصف غير ما أقررتم به من عدم السماع والنفع والضر؟. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{لي إلا} {واغفر لأبي إنه} بفتح الياء فيهما: أبو جعفر ونافع {وأجري إلا} بفتح الياء: أبو جعفر ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص: {وأتباعك} على أنه جمع تابع أو تبع: يعقوب {أنا إلا} بالمد: أبو نشيط عن قالون {معي من المؤمنين} بفتح ياء المتكلم: حفص وورش.

.الوقوف:

{إبراهيم} م لئلا يوهم أن {إذ} طرف {اتل} وإنما هو منصوب باذكر {ما تعبدون} o {عاكفين} o {تدعون} o {يضرون} o {يفعلون} o {تعبدون} o لا لأن الضمير بعده توكيد {الأقدمون} o والوصل أولى للفاء {العالمين} o لا لأن {الذي} صفة الرب {يهدين} o لا {يشفين} o {ويسقين} o {يحيين} o لا {الدين} o {بالصالحين} o لا {الآخرين} o لا {النعيم} o لا {الضالين} o لا {يبعثون} o {ولا بنون} o لا {سليم} o ط بناء على أن ما بعده. إلى آخر أحوال الجنة والنار هو من كلام الله تعالى وهو الظاهر. وقيل: هو من تتمة كلام إبراهيم {العالمين} o {المجرمون} o {شافعين} o {حميم} o ط {المؤمنين} o {لاية} ط {مؤمنين} o {الرحيم} o {المرسلين} ج لأن {إذ} تصلح ظرفًا للتكذيب مفعولًا لا ذكر {تتقون} ج o لأن ما بعده من تمام المقول {أمين} o لا للفاء {وأطيعون} ج o {من أجر} ج {العالمين} ج o {وأطيعون} o لا {الأرذلون} o ط {يعملون} جo لأن ما بعده من تمام المقول {تشعرون} o لذلك {المؤمنين} ج o {مبين} o {المرجومين} o ط {كذبون} o ج {المؤمنين} o {المشحون} ج o {الباقين} o {لآية} ط {مؤمنين} o ط {الرحيم} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}.
القصة الثانية: قصة إبراهيم عليه السلام:
اعلم أنه تعالى ذكر في أول السورة شدة حزن محمد صلى الله عليه وسلم بسبب كفر قومه ثم إنه ذكر قصة موسى عليه السلام ليعرف محمد أن مثل تلك المحنة كانت حاصلة لموسى: ثم ذكر عقبها قصة إبراهيم عليه السلام ليعرف محمد أيضًا أن حزن إبراهيم عليه السلام بهذا السبب كان أشد من حزنه، لأن من عظيم المحنة على إبراهيم عليه السلام أن يرى أباه وقومه في النار وهو لا يتمكن من إنقاذهم إلا بقدر الدعاء والتنبيه فقال لهم: {مَا تَعْبُدُونَ} وكان إبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة أصنام ولكنه سألهم ليريهم أن ما يعبدونه ليس من استحقاق العبادة في شيء كما تقول لتاجر الرقيق ما مالك؟ وأنت تعلم أن ماله الرقيق، ثم تقول: الرقيق جمال وليس بمال.
فأجابوا إبراهيم عليه السلام بقولهم: {نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عاكفين} والعكوف: الإقامة على الشيء، وإنما قالوا: {نظل} لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل، واعلم أنه كان يكفيهم في الجواب أن يقولوا نعبد أصنامًا، ولكنهم ضموا إليه زيادة على الجواب وهي قولهم: {فَنَظَلُّ لَهَا عاكفين} وإنما ذكروا هذه الزيادة إظهارًا لما في نفوسهم من الابتهاج والافتخار بعبادة الأصنام فقال إبراهيم عليه السلام منبهًا على فساد مذهبهم {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} قال صاحب الكشاف: لابد في يسمعونكم من تقدير حذف المضاف معناه هل يسمعون دعاءكم وقرأ قتادة {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} أي هل يسمعونكم الجواب عن دعائكم وهل يقدرون على ذلك وتقرير هذه الحجة التي ذكرها إبراهيم عليه السلام أن الغالب من حال من يعبد غيره أن يلتجىء إليه في المسألة ليعرف مراده إذا سمع دعاءه ثم يستجيب له في بذل منفعة أو دفع مضرة، فقال لهم فإذا كان من تعبدونه لا يسمع دعاءكم حتى يعرف مقصودكم، ولو عرف ذلك لما صح أن يبذل النفع أو يدفع الضرر فكيف تستجيزون أن تعبدوا ما هذا وصفه؟ فعند هذه الحجة القاهرة لم يجد أبوه وقومه ما يدفعون به هذه الحجة فعدلوا إلى أن قالوا: {وَجَدْنَا ءابَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} وهذا من أقوى الدلائل على فساد التقليد ووجوب التمسك بالاستدلال، إذ لو قلبنا الأمر فمدحنا التقليد وذممنا الاستدلال لكان ذلك مدحًا لطريقة الكفار التي ذمها الله تعالى وذمًا لطريقة إبراهيم عليه السلام التي مدحها الله تعالى فأجابهم إبراهيم عليه السلام بقوله: {أَفَرَءيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمُ الأَقدمون} أراد به أن الباطل لا يتغير بأن يكون قديمًا أو حديثًا، ولا بأن يكون في فاعلية كثرة أو قلة. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}.
هذه القصة تضمنت الإعلام بغيب والإيمان بما قطع أن محمدًا عليه السلام لم يكن يعرفه ثم ظهر على لسانه في ذلك ما في الكتب المتقدمة، وليست هذه الآية مثالًا لقريش إلا في أمر الأصنام فقط لأنه ليس فيها تكذيب وعذاب، وقول إبراهيم عليه السلام {ما تعبدون} استفهام بمعنى التقرير، والصنم ما كان من الأوثان على صورة ابن آدم من حجر أو عود أو غير ذلك، و{نظل} عرفها في فعل للشيء نهارًا وبات عرفها في فعله ليلًا، وطفق عامة للوجهين، ولكن قد تجيء ظل بمعنى العموم وهذا الموضع من ذلك، والعكوف اللزوم، ومنه المعتكف، ومنه قول الراجز: عكف النبيط يلعبون الفنزجا. ثم أخذ إبراهيم عليه السلام يوقفهم على أشياء يشهد العقل أنها بعيدة من صفات الله، وقرأ الجمهور بفتح الياء من {يسمعونكم}، وقرأ قتادة بضمها من أسمع وبكسر الميم والمفعول على هذه القراءة محذوف، وقرأ جماعة من القراء {إذ تدعون} بإظهار الذال والتاء، وقرأ الجمهور {إذ تدعون} بإدغام الذال في التاء بعد القلب ويجوز فيه قياس مذكر، ولم يقرأ به وطرد القياس أن يكون اللفظ به {إذ تدعون} والذي منع من هذا اللفظ اتصال الدال الأصلية بالفعل فكثرت المماثلات، وقولهم بل {وجدنا آباءنا كذلك يفعلون}، أقبح وجوه التقليد لأنه على ضلالة وفي أمر بين خلافه وعظيم قدره. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} نبّه المشركين على فرط جهلهم إذ رغبوا عن اعتقاد إبراهيم ودينه وهو أبوهم.
والنبأ الخبر؛ أي اقصص عليهم يا محمد خبره وحديثه وعيبه على قومه ما يعبدون.
وإنما قال ذلك ملزمًا لهم الحجة.
والجمهور من القراء على تخفيف الهمزة الثانية وهو أحسن الوجوه؛ لأنهم قد أجمعوا على تخفيف الثانية من كلمة واحدة نحو آدم.
وإن شئت حقّقتهما فقلت: {نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ}.
وإن شئت خفّفتهما فقلت: {نبا إبراهيم}.
وإن شئت خففت الأولى.
وثَمَّ وجهٌ خامس إلا أنه بعيد في العربية وهو أن يدغم الهمزة في الهمزة كما يقال رأَّاس للذي يبيع الرءوس.
وإنما بعد لأنك تجمع بين همزتين كأنهما في كلمة واحدة، وحسُن في فَعَّال لأنه لا يأتي إلا مدغمًا.
{إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} أي أيّ شيء تعبدون {قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَامًا} وكانت أصنامهم من ذهب وفضة ونحاس وحديد وخشب.
{فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} أي فنقيم على عبادتها.
وليس المراد وقتًا معينًا بل هو إخبار عما هم فيه.
وقيل: كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل، وكانوا في الليل يعبدون الكواكب.
فيقال: ظل يفعل كذا إذا فعله نهارًا وبات يفعل كذا إذا فعله ليلًا.
{قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} قال الأخفش: فيه حذف؛ والمعنى: هل يسمعون منكم؟ أو هل يسمعون دعاءكم؛ قال الشاعر:
القائد الخَيلَ مَنْكُوبًا دَوابِرُهَا ** قد أُحْكِمَتْ حَكَماتِ القِدِّ والأَبَقَا

قال: والأَبَق الكَتَّان فحذف.
والمعنى؛ وأحكمت حكماتِ الأَبَق.
وفي الصحاح: والأَبَق بالتحريك القِنَّب.
وروي عن قتادة أنه قرأ: {هَلْ يُسْمِعُونَكُمْ} بضم الياء؛ أي هل يسمعونكم أصواتهم {إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} أي هل تنفعكم هذه الأصنام وترزقكم، أو تملك لكم خيرًا أو ضرًّا إن عصيتم؟ا وهذا استفهام لتقرير الحجة؛ فإذا لم ينفعوكم ولم يضروا فما معنى عبادتكم لها.
{قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} فنزعوا إلى التقليد من غير حجة ولا دليل.
وقد مضى القول فيه.
{قَالَ} إبراهيم {أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} من هذه الأصنام {أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ الأقدمون} الأوّلون. اهـ.