فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)}.
لما كانت العرب لها خصوصية بإبراهيم عليه السلام، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتلو عليهم قصصه، وما جرى له مع قومه.
ولم يأت في قصة من قصص هذه السورة أمره عليه السلام بتلاوة قصة إلا في هذه، وإذ: العامل فيه.
قال الحوفي: أتل، ولا يتصور ما قال إلا بإخراجه عن الظرفية وجعله بدلًا من نبأ، واعتقاد أن العامل في البدل والمبدل منه واحد.
وقال أبو البقاء: العامل في إذ نبأ.
والظاهر أن الضمير في {وقومه} عائد على إبراهيم.
وقيل: على أبيه، أي وقوم أبيه، كما قال: {إني أراك وقومك في ضلال مبين} وما: استفهام بمعنى التحقير والتقرير.
وقد كان إبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة أصنام، ولكن سألهم ليريهم أن ما كانوا يعبدونه ليس مستحقًا للعبادة، لما ترتب على جوابهم من أوصاف معبوداتهم التي هي منافية للعبادة.
ولما سألهم عن الذي يعبدونه، ولم يقتصروا على ذكره فقط، بل أجابوا بالفعل ومتعلقه وما عطف عليه من تمام صفتهم مع معبودهم، فقالوا: {نعبد أصنامًا فنظل لها عاكفين}: على سبيل الابتهاج والافتخار، فأتوا بقصتهم معهم كاملة، ولم يقتصروا على أن يجيبوا بقولهم: أصنامًا، كما جاء: {ماذا أنزل ربكم قالوا خيرًا} {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} ولذلك عطفوا على ذلك الفعل قولهم: {فنظل}.
قال: كما تقول لرئيس: ما تلبس؟ فقال: ألبس مطرف الخز فأجر ذيوله، يريد الجواب: وحاله مع ملبوسه.
وقالوا: فنظل، لأنهم كانو يعبدونهم بالنهار دون الليل.
ولما أجابوا إبراهيم، أخذ يوقفهم على قلة عقولهم، باستفهامه عن أوصاف مسلوبة عنهم لا يكون ثبوتها إلا لله تعالى.
وقرأ الجمهور: {يسمعونكم}، من سمع؛ وسمع إن دخلت على مسموع تعدّت إلى واحد، نحو: سمعت كلام زيد، وإن دخلت على غير مسموع، فمذهب الفارسي أنها تتعدى إلى اثنين، وشرط الثاني منهما أن يكون مما يسمع، نحو: سمعت زيدًا يقرأ.
والصحيح أنها تتعدى إلى واحد، وذلك الفعل في موضع الحال، والترجيح بين المذهبين مذكور في النحو.
وهنا لم تدخل إلا على واحد، ولكنه بمسموع، فتأولوه على حذف مضاف تقديره: هل يسمعونكم، تدعون؟ وقيل: {هل يسمعونكم} بمعنى: يجيبونكم.
وقرأ قتادة، ويحيى بن يعمر: بضم الياء وكسر الميم من أسمع، والمفعول الثاني محذوف تقديره: الجواب، أو الكلام.
وإذ: ظرف لما مضى، فإما أن يتجاوز فيه فيكون بمعنى إذا، وإما أن يتجاوز في المضارع فيكون قد وقع موقع الماضي، فيكون التقدير: هل سمعوكم إذ دعوتم؟ وقد ذكر أصحابنا أن من قرائن صرف المضارع إلى الماضي إضافة إذ إلى جملة مصدرة بالمضارع، ومثلوا بقوله: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} أي وإذ قلت.
وقال الزمخشري: وجاء مضارعًا مع إيقاعه في إذ على حكاية الحال الماضية التي كنتم تدعونها فيها، وقولوا: هل سمعوا، أو اسمعوا قط؟ وهذا أبلغ في التبكيت. انْتَهَى.
وقرىء: بإظهار ذال إذ وبإدغامها في تاء تدعون.
قال ابن عطية: ويجوز فيه قياس مذكر، ولم يقرأ به أحد؛ والقياس أن يكون اللفظ به، إذ ددعون.
فالذي منع من هذا اللفظ اتصال الدال الأصلية في الفعل، فكثرة المتماثلات. انتهى.
وهذا الذي ذكر أنه يجوز فيه قياس مذكر لا يجوز، لأن ذلك الإبدال، وهو إبدال التاء دالًا، لا يكون إلا في افتعل، مما فاؤه ذال أو زاي أو دال، نحو: إذدكر، وازدجر، وادهن، أصله: اذتكر، وازتجر، وادتهن؛ أو جيم شذوذ، قالوا: اجد مع في اجتمع، ومن تاء الضمير بعد الزاي والدال، ومثلوا بتاء الضمير للمتكلم فقالوا في فزت: فزد، وفي جلدت: جلدّ، ومن تاء تولج شذوذًا قالوا: دولج، وتاء المضارعة ليست شيئًا مما ذكرنا، فلا تبدل تاءه.
وقول ابن عطية: والذي منع من هذا اللفظ. إلى آخره، يدل على أنه لولا ذلك لجاز إبدال تاء، المضارعة دالًا وإدغام الذال فيها، فكنت تقول: إذ تخرج: ادّخرج، وذلك لا يقوله أحد، بل إذا أدغم مثل هذا أبدل من الذال تاء وأدغم في التاء، فتقول: اتخرج.
{أو ينفعونكم بتقربكم إليهم ودعائكم إياهم أو يضرون} بترك عبادتكم إياهم، فإذا لم ينفعوا ولم يضروا، فما معنى عبادتكم لها؟ {قالوا بل وجدنا} هذه حيدة عن جواب الاستفهام، لأنهم لو قالوا: يسمعوننا وينفعوننا ويضروننا، فضحوا أنفسهم بالكذب الذي لا يمتري فيه، ولو قالوا: يسمعوننا ولا يضروننا، أسجلوا على أنفسهم بالخطأ المحض، فعدلوا إلى التقليد البحث لآبائهم في عبادتها من غير برهان ولا حجة.
والكاف في موضع نصب بيفعلون، أي يفعلون في عبادتهم تلك الأصنام مثل ذلك الفعل الذي يفعله، وهو عبادتهم؛ والحيدة عن الجواب من علامات انقطاع الحجة.
وبل هنا إضراب عن جوابه لما سأل وأخذ في شيء آخر لم يسألهم عنه انقطاعًا وإقرارًا بالعجز.
{وآباؤكم الأقدمون}: وصفهم بالأقدمين دلالة على ما تقادم عبادة الأصنام فيهم، وإذ كانوا قد عبدوها في زمان نوح عليه السلام، فزمان من بعده؟. اهـ.

.قال أبو السعود:

{واتل عَلَيْهِمْ} عطف على المضمرِ المقدَّر عاملًا لإذ نادى الخ أي واتل على المشركينَ {نَبَأَ إبراهيم} أي خبَره العظيمَ الشَّأنِ حسبما أُوحيَ إليك لتقف على ما ذُكر من عدمِ إيمانِهم بما يأتيهم من الآيات بأحد الطَّريقين {إِذْ قَالَ} منصوب إما على الظَّرفيةِ للنبأ أي نبأه وقت قوله: {لأبِيهِ وَقَوْمِهِ} أي على المفعولية لاتلُ على أنَّه بدلٌ من نبأ أي واتلُ عليهم وقت قوله لهم {مَا تَعْبُدُونَ} على أنَّ المتلو ما قاله لهم في ذلك الوقتِ سألهم عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ عن ذلك ليبني على جوابِهم أنَّ ما يعبدونَهُ بمعزولٍ من استحقاقِ العبادةِ بالكُلِّية.
{قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عاكفين} لم يقتصرُوا على الجواب الكافي بأنْ يقولُوا أصنامًا كما في قوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ مَاذا يُنْفِقُونَ قُل العفو} وقوله تعالى: {مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا} ونظائرهما، بل أطنبُوا فيه بإظهار الفعلِ. وعطفُ دوامِ عكوفهم على أصنامِهم قصدًا إلى إبرازِ ما في نفوسِهم الخبيثةِ من الابتهاجِ والافتخارِ بذلك، والمرادُ بالظلول الدَّوامُ وقيل: كانُوا يعبدونَها بالنَّهارِ دُون اللَّيلِ، وصلة العكوف كلمةُ عَلَى. وإيرادُ اللاَّمِ لإفادةِ معنى زائدٍ كأنَّهم قالوا فنظلُّ لأجلِها مُقبلين على عبادتها أو مستديرين حولَها وهذا أيضًا من جُملة إطنابِهم.
{قَالَ} استئنافٌ مبنيٌّ على سؤالِ نشأ من تفصيلِ جوابهم {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} أي هل يسمعُون دعاءَكم على حذف المضافِ أو يسمعونكم تدعُون كقولك سمعتُ زَيْدًا يقول كيتَ وكيتَ فخذف لدلالةِ قوله تعالى: {إِذْ تَدْعُونَ} عليه. وقرئ هل يُسمعونكم من الإسماع أي هل يُسمعونكم شيئًا من الأشياءِ أو الجواب عن دعائكم وهل يقدِرون على ذلك. وصيغةُ المضارعِ من إذ على حكايةِ الحالِ الماضيةِ لاستحضار صُورتِها كأنَّه قيل لهم: استحضُروا الأحوالَ الماضيةَ التي كنتُم تدعونها فيها وأجيبُوا هل سمعُوا أو أسُمعوا قط.
{أَوْ يَنفَعُونَكُمْ} بسبب عبادتِكم لها {أَوْ يَضُرُّونَ} أي يضرُّونكم بترككم لعبادتها إذ لابد للعبادة لاسيما عند كونِها على ما وصفتُم من المبالغة فيها من جلب نفعٍ أو دفعِ ضُرَ.
{قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَا ءابَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} اعترفُوا بأنَّها بمعزلٍ مَّما ذكر من السَّمعِ والمنفعةِ والمضرَّةِ بالمرَّة واضطرُّوا إلى إظهار أنْ لا سندَ لهم سوى التَّقليد أي ما علمنا أو ما رأينا منهم ما ذُكر من الأمور بل وجدنا آباءَنا كذلك يفعلُون أي مثلَ عبادِتنا يعبدون فاقتدينا بهم.
{قَالَ أَفَرَءيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} أي أنظرتُم فأبصرتُم أو أتأمَّلتمُ فعلمتم ما كنتُم تعبدونَهُ.
{أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمُ الأقدمون} حقَّ الإبصارِ أو حقَّ العلمِ. اهـ.

.قال الألوسي:

{واتل عَلَيْهِمْ} عطف على المضمر العامل في {إِذْ نادى} [الشعراء: 10] الخ أي أذكر ذلك لقومك واتل عليهم {نَبَأَ إبراهيم} أي خبره العظيم الشأن حسبما أوحى إليك ليتأكد عندك لعدم تأثرهم بما فيه العلم بشدة عنادهم.
وتغيير الأسلوب لمزيد الاعتناء بأمر هذه القصة لأن عدم الإيمان بعد وقوفهم على ما تضمنته أقوى دليل على شدة شكيمتهم لما أن إبراهيم عليه السلام جدهم الذي يفتخرون بالانتساب إليه والتأسي به عليه السلام.
{إِذْ قَالَ} منصوب على الظرفية لنبأ على ما ذهب إليه أبو البقاء أي نبأه وقت قوله: {لأبِيهِ وَقَوْمِهِ} أو على المفعولية لأتل على أنه بدل من {نبأ} [الشعراء: 69] على ما يقتضيه كلام الحوفي أي أتل عليهم وقت قوله لهم: {مَا تَعْبُدُونَ} على أن المتلوما قاله عليه السلام لهم في ذلك الوقت.
وضمير {قَوْمِهِ} عائد على إبراهيم، وقيل: عائد على أبيه ليوافق قوله تعالى: {إِنّى أَرَاكَ وَقَوْمَكَ في ضلال مُّبِينٍ} [الأنعام: 74] ويلزم عليه التفكيك.
وسألهم عليه السلام عما يعبدون ليبني على جوابهم أن ما يعبدونه بمعزل عن استحقاق العبادة بالكلية لا للاستعلام إذ ذلك معلوم مشاهد له عليه السلام.
{قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عاكفين} لم يقتصروا على الجواب الكافي بأن يقولوا أصنامًا كما في قوله تعالى: {مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا} [النحل: 30] {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الخمر قَالَ العفو} [البقرة: 219] إلى غير ذلك بل أطنبوا فيه بإظهار الفعل وعطف دوام عكوفهم على أصنامهم مع أنه لم يسأل عنه قصدًا إلى إبراز ما في نفوسهم الخبيثة من الابتهاج والافتخار بذلك.
وهو على ما في الكشف من الأسلوب الأحمق، والمراد بالظلول الدوام كما في قولهم: لو ظل الظلم هلك الناس، وتكون ظل على هذا تامة.
وقد قال بمجيئها كذلك ابن مالك وأنكره بعض النحاة، وقيل: فعل الشيء نهارًا فقد كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل فتكون ظل على هذا ناقصة دالة على ثبوت خبرها لاسمها في النهار.
واختار بعض الأجلة لتبادر الدوام وكونه أبلغ مناسبًا لمقام الابتهاج والافتخار، واختار الزمخشري الثاني لأنه أصل المعنى وهو مناسب للمقام أيضًا لأنه يدل على إعلانهم الفعل لافتخارهم به.
و{عاكفين} على الأول حال وعلى الثاني خبر والجار متعلق به.
وإيراد اللام دون على لإفادة معنى زائد كأنهم قالوا نظل لأجلها مقبلين على عبادتها أو مستديرين حولها.
وهذا أيضًا على ما قيل من جملة إطنابهم.
{قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)}.
{قَالَ} استئناف مبني على سؤال نشأ من تفصيل جوابهم {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} دخل فعل السماع على غير مسموع، ومذهب الفارسي أنه حينئذٍ يتعدى إلى اثنين ولابد أن يكون الثاني مما يدل على صوت فالكاف هنا عنده مفعول أول والمفعول الثاني محذوف والتقدير هل يسمعونكم تدعون وحذف لدلالة قوله تعالى: {إِذْ تَدْعُونَ} عليه.
ومذهب غيره أنه حينئذٍ متعد إلى واحد، وإذا وقعت بعده جملة ملفوظة أو مقدرة فهي في موضع الحال منه إن كان معرفة وفي موضع الصفة له إن كان نكرة وجوز فيها البدلية أيضًا.
وإذا دخل على مسموع تعدى إلى واحد اتفاقًا، ويجوز أن يكون ما هنا داخلًا على ذلك على أن التقدير هل يسمعون دعاءكم فحذف المضاف لدلالة {إِذْ تَدْعُونَ} أيضًا عليه، وقيل: السماع هنا بمعنى الإجابة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع» ومنه قوله عز وجل: {إِنَّكَ سَمِيعُ الدعاء} [آل عمران: 38] أي هل يجيبونكم وحينئذٍ لا نزاع في أنه متعد لواحد ولا يحتاج إلى تقدير مضاف.
والأولى إبقاؤه على ظاهر معناه فإنه أنسب بالمقام، نعم ربما يقال: إن ما قيل أوفق بقراءة قتادة ويحيى بن يعرم {يَسْمَعُونَكُمْ} بضم الياء وكسر الميم من أسمع والمفعول الثاني محذوف تقديره الجواب.
و{إِذْ} ظرف لما مضى وجىء بالمضارع لاستحضار الحال الماضية وحكايتها.
وإما كون هل تخلص المضارع للاستقبال فلا يضر هنا لأن المعتبر زمان الحكم لا زمان التكلم وهو هنا كذلك لأن السماع بعد الدعاء، وقال أبو حيان: لابد من التجوز في {إِذْ} بأن تجعل بمعنى إذا أو التجوز في المضارع بأن يجعل بمعنى الماضي واعتبار الاستحضار أبلغ في التبكيت.
وقرىء بإدغام ذال {إِذْ} في تاء {تَدْعُونَ} وذلك بقلبها تاء وإدغامها في التاء.
{أَوْ يَنفَعُونَكُمْ} بسبب عبادتكم لهم {أَوْ يَضُرُّونَ} أي يضرونكم بترككم لعبادتهم إذ لابد للعبادة لاسيما عند كونها على ما وصفتم من المبالغة فيها من جلب نفع أو دفع ضر.
وترك المفعول للفاصلة.
ويدل عليه ما قبله، وقيل: المراد أو يضرون من أعرض عن عبادتهم كائنًا من كان وهو خلاف الظاهر الذي يقتضيه العطف.
{قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَا ءابَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.
أضربوا عن أن يكون لهم سمع أو نفع أو ضر اعترافًا بما لا سبيل لهم إلى إنكاره واضطروا إلى إظهار أن لا سند لهم سوى التقليد فكأنهم قالوا: لا يسمعون ولا ينفعوننا ولا يضرون وإنما وجدنا آباءنا يفعلون مثل فعلنا ويعبدونهم مثل عبادتنا فاقتدينا بهم وتقديم المفعول المطلق للفاصلة.
{قَالَ أَفَرَءيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} أي أنظرتم فأبصرتم أو تأملتم فعلمتم أي شيء استدمتم على عبادته أو أي شيء تعبدونه.
{أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمُ الأقدمون} والكلام إنكار وتوبيخ يتضمن بطلان آلهتهم وعبادتها وأن عبادتها ضلال قديم لا فائدة في قدمه إلا ظهور بطلانه كما يؤذن بهذا وصف آبائهم بالأقدمين. اهـ.