فصل: (سورة النمل: آية 89):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة النمل: آية 89]:

{مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)}.
{مَنْ} اسم شرط جازم مبتدأ {جاءَ} ماض فاعله مستتر {بِالْحَسَنَةِ} متعلقان بالفعل، {فَلَهُ} الفاء رابطة وله خبر مقدم {خَيْرٌ} مبتدأ مؤخر {مِنْها} متعلقان بخير والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من وجملة من، مستأنفة لا محل لها. {وَهُمْ} الواو حرف استئناف وهم مبتدأ {مِنْ فَزَعٍ} متعلقان بالخبر آمنون {يَوْمَئِذٍ} ظرف مضاف إلى مثله والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {آمِنُونَ} خبر.

.[سورة النمل: آية 90]:

{وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)}.
{وَمَنْ} الواو حرف عطف ومن اسم شرط جازم مبتدأ {جاءَ} ماض فاعله مستتر {بِالسَّيِّئَةِ} متعلقان بالفعل {فَكُبَّتْ} الفاء رابطة وماض مبني للمجهول {وُجُوهُهُمْ} نائب فاعل {فِي النَّارِ} متعلقان بالفعل والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من. {هَلْ} حرف استفهام {تُجْزَوْنَ} مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة حال. {إِلَّا} حرف حصر {ما} مفعول به {كُنْتُمْ} كان واسمها {تَعْمَلُونَ} مضارع وفاعله والجملة خبر كنتم وجملة كنتم صلة ما.

.[سورة النمل: آية 91]:

{إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91)}.
{إِنَّما} كافة ومكفوفة {أُمِرْتُ} ماض مبني للمجهول والتاء نائب فاعل والجملة مقول القول لقول محذوف، {أَنْ أَعْبُدَ} مضارع منصوب بأن والفاعل مستتر {رَبَّ} مفعول به {هذِهِ} اسم إشارة مضاف إليه {الْبَلْدَةِ} بدل من اسم الإشارة والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به لأمرت.
{الَّذِي} صفة رب {حَرَّمَها} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة الذي. {وَلَهُ} الواو حالية وله متعلقان بمحذوف خبر مقدم {كُلُّ} مبتدأ مؤخر {شيء} مضاف إليه والجملة حال. {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ} معطوفة على ما قبلها وإعرابها واضح {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} متعلقان بمحذوف خبر أكون.

.[سورة النمل: آية 92]:

{وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)}.
{وَأَنْ أَتْلُوَا} الواو حرف عطف ومضارع منصوب بأن، والفاعل مستتر {الْقُرْآنَ} مفعول به، والجملة معطوفة على ما قبلها. {فَمَنِ اهْتَدى} الفاء حرف استئناف ومن اسم شرط جازم مبتدأ وماض فاعله مستتر {فَإِنَّما} الفاء رابطة وإنما كافة ومكفوفة {يَهْتَدِي} مضارع فاعله مستتر {لِنَفْسِهِ} متعلقان بالفعل والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من. {وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ} إعرابها مثل إعراب سابقتها. {إِنَّما} كافة ومكفوفة. {أَنَا} مبتدأ. {مِنَ الْمُنْذِرِينَ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مقول القول.

.[سورة النمل: آية 93]:

{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)}.
{وَقُلِ} الواو حرف عطف وأمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة {الْحَمْدُ لِلَّهِ} مبتدأ والجار مجرور متعلقان بالخبر والجملة مقول القول {سَيُرِيكُمْ} السين للاستقبال ومضارع والكاف مفعوله الأول والفاعل مستتر {آياتِهِ} مفعول به ثان والجملة مقول القول {فَتَعْرِفُونَها} الفاء حرف عطف ومضارع وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها {وَما} الواو حالية وما ناهية تعمل عمل ليس {رَبُّكَ} اسمها والباء حرف جر زائد {غافل} اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما {عَمَّا} مؤلفة من عن وما الموصولية ومتعلقان بغافل {تَعْمَلُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صلة ما. وجملة وما ربك، حال. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة النَّمْل ذكر فِيهَا خَمْسَة عشر حَدِيثا:
918- الحَدِيث الأول:
سَمّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء.
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء والبراء بن عَازِب وَعبد الله بن عَمْرو وَجَابِر وَابْن مَسْعُود.
فَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَوَاهُ أَبُو دَاوُود وَالتِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْعلم وَابْن ماجة فِي السّنة فَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من حَدِيث عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن دَاوُد بن جميل عَن كثير بن قيس قَالَ كنت جَالِسا مَعَ أبي الدَّرْدَاء فِي مَسْجِد دمشق فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاء إِنِّي جئْتُك من مَدِينَة الرَّسُول لحَدِيث بَلغنِي أَنَّك تحدثه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جِئْت لحَاجَة قَالَ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «من سلك طَرِيقا يطْلب فِيهِ علما سلك بِهِ طَرِيقا من طرق الْجنَّة وَإِن الْمَلَائِكَة لتَضَع أَجْنِحَتهَا رضَا لطَالب الْعلم وَإِن الْعَالم ليَسْتَغْفِر لَهُ من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْحِيتَان فِي جَوف المَاء وَإِن فضل الْعَالم عَلَى العابد كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر عَلَى سَائِر الْكَوَاكِب وَإِن الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَإِن الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما وَإِنَّمَا ورثوا الْعلم فَمن أَخذه أَخذ بحظ وافر» انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ لَا يعرف هَذَا الحَدِيث إِلَّا عَن عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة وَلَيْسَ إِسْنَاده عِنْدِي بِمُتَّصِل هَكَذَا حَدثنَا مَحْمُود بن خِدَاش هَذَا الحَدِيث وَإِنَّمَا يروي هَذَا الحَدِيث عَن عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن دَاوُد بن جميل عَن كثير بن قيس عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا أصح من حَدِيث مَحْمُود بن خِدَاش. انتهى.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي مُخْتَصره وَقد اخْتلف فِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَافا كثيرا فَقيل فِيهِ كثير بن قيس وَقيل قيس بن كثير وَفِي بَعْضهَا أَن كثير بن قيس ذكر أَنه جَاءَهُ رجل من الْمَدِينَة وَفِي بَعْضهَا عَن كثير بن قيس قَالَ أتيت أَبَا الدَّرْدَاء وَهُوَ جَالس فِي مَسْجِد دمشق وَفِي بَعْضهَا جَاءَهُ رجل من أهل الْمَدِينَة وَهُوَ بِمصْر وَمِنْهُم من أثبت فِي إِسْنَاده دَاوُد بن جميل وَمِنْهُم من أسْقطه وَرُوِيَ عَن كثير ابْن قيس عَن يزِيد بن سَمُرَة عَن أبي الدَّرْدَاء انْتَهَى كَلَامه.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الأول كَرِوَايَة أبي دَاوُد.
وَخَالفهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَذكره فِي الْعِلَل وَأعله بِالِاضْطِرَابِ وَضعف رَاوِيه فَقَالَ وَعَاصِم بن رَجَاء وَمن فَوْقه إِلَى أبي الدَّرْدَاء ضعفاء وَلَا يثبت. انتهى.
وَأعله ابْن الْقطَّان أَيْضا فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام فَقَالَ دَاوُد بن جميل وَكثير ابْن قيس لَا يعلمَانِ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَلَا نعلم رَوَى عَن كثير غير دَاوُد والوليد ابْن مرّة وَلَا نعلم رَوَى عَن دَاوُد غير عَاصِم بن رَجَاء. إِلَى أَن قَالَ فالمتحصل من علته هُوَ الْجَهْل بِحَال رَاوِيَيْنِ من رُوَاته وَالِاضْطِرَاب فِيهِ مِمَّن لم تثبت عَدَالَته يَعْنِي عَاصِمًا. انتهى.
وَفِيه نظر فَإِن عَاصِم بن رَجَاء قَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن معِين صُوَيْلِح وَقَالَ ابْن عبد الْبر ثِقَة مَشْهُور وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى لَهُ فِي صَحِيحه وَرَوَى عَنهُ جمَاعَة من الْأَئِمَّة مِنْهُم أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن والخربي وَغَيرهمَا وَدَاوُد بن جميل وَكثير بن قيس ذكرهمَا ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَرَوَى لَهما فِي صَحِيحه وَرَوَى عَن كثير جمَاعَة دَاوُد بن جميل والوليد بن مرّة الْأَوْزَاعِيّ وَرِوَايَته عَنهُ فِي المعجم الْكَبِير للطبراني وَذكر ابْن حبَان فِي الثِّقَات أَنه رَوَى عَنهُ يزِيد بن سَمُرَة نعم لم أر من رَوَى عَن دَاوُد بن جميل غير عَاصِم وَلِهَذَا قَالَ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم إِنَّه مَجْهُول لَا يعرف هُوَ وَلَا أَبوهُ وَلَا نعلم أحدا رَوَى عَنهُ غير عَاصِم بن رَجَاء وَذكره الْأَزْدِيّ أَيْضا فِي الضُّعَفَاء.
وَله طَرِيق آخر عِنْد أبي دَاوُد عَن الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ لقِيت شبيب بن شيبَة فَحَدثني بِهِ عَن عُثْمَان بن أبي سَوْدَة عَن أبي الدَّرْدَاء بِمَعْنَاهُ مَرْفُوعا وَعُثْمَان ابْن أبي سَوْدَة قَالَ فِيهِ مَرْوَان بن مُحَمَّد ثِقَة ثَبت وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَتوقف فِيهِ ابْن الْقطَّان لعدم مَعْرفَته بِثِقَتِهِ وَأما شبيب بن شيبَة فَلم أر لَهُ ذكر إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث.
وَقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير من حَدِيث مُسلم عَن شُعَيْب بن زُرَيْق سَمِعت عُثْمَان بن أبي سَوْدَة قَالَ قدم رجل من الْمَدِينَة عَلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاء أما الَّذِي قدمت لَهُ فَذكر الحَدِيث وَفِيه الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء لَيْسَ فِيهِ إِن وَهَذِه الرِّوَايَة أشبه من رِوَايَة أبي دَاوُد وَإِسْنَاده جيد وَشُعَيْب ابْن زُرَيْق قَالَ فِيهِ دُحَيْم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة. انتهى.
وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق سَالِمَة من الضعْف وَالِاضْطِرَاب.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثَنَا عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي ثَنَا أبي شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن عتبَة ابْن عبد الله عَن يُونُس بن يزِيد عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي الدَّرْدَاء فَذكره.
فَشَيْخ الطَّبَرَانِيّ هُوَ مطين صَاحب الْمسند إِمَام حَافظ وَبَاقِي رِجَاله مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح لَيْسَ فيهم من تكلم فِيهِ غير مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي الْمَعْرُوف بِالتَّلِّ وَقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَالح وَقَالَ ابْن عدي لم أر بحَديثه بَأْسا وَضَعفه ابْن معِين وَابْن حبَان وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَالله أعلم.
وَأما حَدِيث الْبَراء بن عَازِب رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب فضل الْعَالم الْعَفِيف عَلَى الْجَاهِل الشريف حَدثنَا أَحْمد بن عَاصِم مُحَمَّد بن عَاصِم الْأَيْلِي ثَنَا زَكَرِيَّا بْن يَحْيَى السَّاجِي ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق البكائي ثَنَا مُحَمَّد بن مطرف ثَنَا شريك عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء يُحِبهُمْ أهل السَّمَاء وَتَسْتَغْفِر لَهُم الْحيتَان فِي الْبَحْر». انتهى.
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن عَلّي ابْن مُسلم الْعقيلِيّ ثَنَا عبد الْكَبِير بن عمر الخطائري ثَنَا سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن الْفضل ثَنَا عَلّي بن شبْرمَة عَن شريك عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَإِن الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما وَلَكِن ورثوا الْعلم». انتهى.
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان ثَنَا يَحْيَى بن زَكَرِيَّا بن أَحْمد الْمصْرِيّ ثَنَا زفر بن الهديل ثَنَا أَبُو حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت عَن حَمَّاد عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء. انتهى.
وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن حَامِد الْبَلْخِي من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكْرمُوا الْعلمَاء فَإِنَّهُم وَرَثَة الْأَنْبِيَاء فَمن أكْرمهم فقد أكْرم الله وَرَسُوله.
وَفِي إِسْنَاده الضَّحَّاك بن حَجْوَةَ قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَقَالَ ابْن عدي مُنكر الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يضع الحَدِيث.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من حَدِيث الضَّحَّاك بن حَجْوَةَ ثَنَا الْفِرْيَانِيُّ ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بِهِ وَنقل كَلَام الْمَذْكُورين.
919- قَوْله:
قَالَ عمر كل النَّاس أفقه من عمر.
قلت تقدم بِتَمَامِهِ فِي سُورَة النِّسَاء وَكَذَا أَحَالهُ الطَّيِّبِيّ.
920- الحَدِيث الثَّانِي:
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام «أَنا سيد ولد آدم وَلَا فَخر» قلت تقدم فِي يُوسُف.
921- الحَدِيث الثَّالِث:
أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَبَّاس أَن يحبس أَبَا سُفْيَان حَتَّى تمر عَلَيْهِ الْكَتَائِب.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَة الْفَتْح من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ لما سَار رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام الْفَتْح بلغ ذَلِك قُريْشًا فَخرج أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَحَكِيم بن حزَام وَبُدَيْل بن وَرْقَاء يَلْتَمِسُونَ الْخَبَر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوا مر الظهْرَان فَرَآهُمْ نَاس من حرس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذُوهُمْ فَأتوا بهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسلم أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا سَار قَالَ للْعَبَّاس احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد حطم الْخَيل حَتَّى ينظر إِلَى الْمُسلمين فحبسه الْعَبَّاس فَجعلت الْقَبَائِل تمر مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمر كَتِيبَة كَتِيبَة عَلَى أبي سُفْيَان فمرت كَتِيبَة فَقَالَ يَا عَبَّاس من هَذِه قَالَ غفار فَقَالَ مَا لي وَلِغفار ثمَّ مرت جُهَيْنَة فَقَالَ مثل ذَلِك ثمَّ مرت سعد بن هديم فَقَالَ مثل ذَلِك وَمَرَّتْ سليم فَقَالَ مثل ذَلِك حَتَّى أَقبلت كَتِيبَة لم ير مثلهَا قَالَ من هَذِه قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار عَلَيْهِم سعد بن عبَادَة مَعَه الرَّايَة ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة وَهِي أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه وَرَايَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الزُّبَيْر. الحَدِيث بِطُولِهِ وَهُوَ مُرْسل فَليعلم ذَلِك.
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي فتح مَكَّة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه ابْن إِسْحَاق.