فصل: قال السمرقندي في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



كما أن الله تعالى يُعلِّمنا ألاَّ نكتم مواهب التابعين، وأن نعطي لهم الفرصة، ونُفسِح لهم المجال ليُخرجوا مواهبهم، وأن يقول كل منهم ما عنده حتى لو لم نكُنْ نعرفها؛ لأنها خدمة لي.
أليس من الكرامة أن يُحضر سليمان عرش بلقيس وهو في مكانه {قَالَ الذي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الكتاب أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [النمل: 40].
ونلحظ أن الهدهد لم يُعرِّف سبأ ما هي، وهذا دليل على أن سليمان عليه السلام يعرف سبأ، وما فيها من ملك، إنما لا يعرف أنه بهذه الفخامة وهذه العظمة.
ثم يقول الحق سبحانه: {إِنِّي وَجَدتُّ امرأة تَمْلِكُهُمْ}.
وقوله: {تَمْلِكُهُمْ} [النمل: 23] يعني: تحكمهم امرأة، ورأينا نساءً كثيرات نابهات حكمْن الدول في وجود الرجال.
ثم يذكر من صفاتها {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْ} [النمل: 23] وكأنها إشارة إلى ما سبق أنْ قاله سليمان عليه السلام {وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: 16] فهي كذلك أُوتيتْ من كل شيء بالنسبة لأقرانها، وإلا فسليمان أُوتي من الملْك ومن النبوة ما لم تُؤْتهُ ملكة سبأ.
{وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23] العرش مكان جلوس الملك، وكان العرش عادةً يتوافق مع عظمة الملك، فمثلًا شيخ الغفر أو العمدة أو المحافظ. إلخ. لكل منهم كرسيٌّ يجلس عليه يناسب مكانته، إذن: العرش هو جِلْسة المتمكّن الذي يتولّى تَدبير الأمور.
ووصْف العرش بأنه عظيم مع أن هذا الوصف لعرش الله تعالى، فكيف؟ قالوا: عظيم بالنسبة لأمثالها من الملوك، أمّا عرْش الله فعظيم بالنسبة لكل الخَلْق عظمةً مُطْلقة.
هكذا حدَّث الهدهُد سليمانَ فيما يخصُّ ملكة سبأ من حيث الملك الذي تشبه فيه سليمان كملك، ثم يُحدِّثه بعد ذلك عن مسألة تتعلق بالنبوة والإيمان بالله، وهذه المسألة التي غار عليها سليمان، وثار من أجلها: {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ}.
ذلك لأنه لما طاف حول قصر بلقيس وجد فيه كُوَّة تدخل منها الشمس، كما نرى في معابد الفراعنة، ففي أحد هذه المعابد طاقات بعدد أيام السنة، بحيث تدخل الشمس في كل يوم من واحدة بعينها لا تدخل من الأخرى. وكذلك كان عند بلقيس مثل هذه الكُوَّة تدخل منها الشمس فتتنبه لها وتستقبلها.
لذلك لما ذهب إليها بكتاب سليمان وقف على هذه الكُوَّة وسدَّها بجناحه، فلم تدخل الشمس في موعدها كما اعتادت الملكة، فقامت حتى وصلتْ إلى هذه الكُوَّة فرمى عندها الكتاب.
فالهدهد إذن مؤمن عارف بقضية العقيدة والإيمان بالله يَغَار عليها ويستنكر مخالفتها {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ الله} [النمل: 24] فهو يعرف أن الله هو المعبود بحقٍّ، بل ويعلم أيضًا قضية الشيطان، وأنه سبب الانصراف عن عبادة الله.
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ} [النمل: 24] فالقضية عنده كاملة بكل تفاصيلها، ولا تتعجب من مقالة الهدهد واقرأ: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44].
إنها موعظة بليغة من واعظ مُتمكِّن يفهم عن الله، ويعلم منهجه ويدعو إليه، بل ويعزّ عليه ويحزّ في نفسه أن ينصرف العباد عن الله المنْعِم: {أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ}.
{أَلاَّ} [النمل: 25] مكوَّنة من أنْ، لا، وعند إدغامهما تُقلَبُ النون لاَمًا فتصير: ألاَّ، فالمعنى: وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم، لماذا؟ لألاَّ يسجدوا، فهنا حرف جر محذوف كما تقول: عجبتُ من أن يَقْدم علينا فلان، أو عجبت أن يقدم علينا فلان.
وفي قراءة أخرى: {أَلاَ} للحثِّ والحضِّ.
وقلنا: إنه اختار هذه الصفة بالذات {الذي يُخْرِجُ الخبء فِي السماوات والأرض} [النمل: 25] لأنه خبير في هذه المسألة، حيث يرى الماء في باطن الأرض، كما يرى أحدكم الزيت في إنائه.
والمراد بالخبْء في السموات: المطر، والخبْء في الأرض. النبات، ومنهما تأتي مُقوِّمات الحياة، فمن ماء المطر وخصوبة الأرض يأتي النبات، وعلى النبات يتغذَّى الحيوان، ويتغذّى الإنسان.
بل إن الحق سبحانه {وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل: 25]، كما قال في آية أخرى: {وَمَا يخفى عَلَى الله مِن شَيْءٍ فَي الأرض وَلاَ فِي السماء} [إبراهيم: 38]، وفي آية أخرى يقول سبحانه: {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ الله} [آل عمران: 29].
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}.
لما تكلّم عن عرش بلقيس قال: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23] يعني: بالنسبة لأمثالها من الملوك ولأهل زمانها. فإذا عُرِّف {العرش العظيم} [النمل: 26] فإنه لا ينصرف إلا إلى عرشه تعالى، فله العظمة المطلقة عند كل الخَلْق. اهـ.

.قال السمرقندي في الآيات السابقة:

قول الله سبحانه وتعالى: {طس تِلْكَ ءايات القرءان}.
يعني: هذه الأحكام ويقال: تلك الآيات التي وعدتم بها، وذلك أنهم وعدوا بالقرآن في كتبهم.
ويقال: يعني: العلامات جميع الأحرف للقرآن {وكتاب مُّبِينٌ} كلاهما واحد، وإنما كرر اللفظ للتأكيد {مُّبِينٌ} يعني: بيّن ما فيه من أمره ونهيه.
ويقال: مبين للأحكام الحلال والحرام.
ثم قال: {هُدًى} يعني: القرآن هدى وبيانًا من الضلالة لمن عمل به.
ويقال: {هُدًى} يعني: هاديًا {وبشرى لِلْمُؤْمِنِينَ} يعني: ما فيه من الثواب للمؤمنين، قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو وورش عن نافع {وبشرى} بإمالة الراء، وقرأ الباقون بالتفخيم، وكلاهما جائز، والإمالة أكثر في كلام العرب، والتفخيم أفصح، وهي لغة أهل الحجاز {لِلْمُؤْمِنِينَ}، يعني: للمصدقين بالقرآن أنه من الله تعالى.
ثم نعتهم فقال: {الذين يُقِيمُونَ الصلاة} يعني: يقرون بها ويتمونها {وَيُؤْتُونَ الزكواة} يعني: يقرون بها ويعظمونها {وَهُم بالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ} يعني: يصدقون بأنها كائنة ثم قال: {إِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة} أي: لا يصدقون بالبعث بعد الموت {زَيَّنَّا لَهُمْ أعمالهم} يعني: ضلالتهم عقوبة لهم ولما عملوا، ومجازاة لكفرهم زينا لهم سوء أعمالهم {فَهُمْ يَعْمَهُونَ} يعني: يترددون فيها، ويتحيرون في ضلالتهم.
قوله عز وجل: {أولئك} يعني: أهل هذه الصفة {الذين لَهُمْ سُوء العذاب} يعني: شدة العذاب {وَهُمْ في الآخرة هُمُ الاخسرون} يعني: الخاسرون بحرمان النجاة، والمنع من الحسنات.
ويقال: هم أخسر من غيرهم وقال أهل اللغة متى ذكر الأخسر مع الألف واللام، فيجوز أن يراد به الأخسر من غيرهم.
وإن لم يذكر غيرهم، وإن ذكر بغير ألف ولام، فلا يجوز أن يقال: هو أخسر إلا أن يبين أنه هو أخسر من فلان أو من غيره.
قوله عز وجل: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى القرءان} يعني: كقوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الذين صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35] يعني: مما يؤتي بها.
ويقال: وما يؤتي، {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى القرءان} يعني: لتلقن القرآن.
وقال أهل اللغة تلقى وتلقن بمعنى واحد إذا أخذ وَقُبِلَ من غيره ويقال: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى القرءان}، أي يلقى إليك القرآن وحيًا من الله عز وجل.
ثم قال: {مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} يعني: نزل عليك جبريل من عند حكيم عليم في أمره، عليم بأعمال الخلق قوله عز وجل: {إِذْ قَالَ موسى لاِهْلِهِ} قال بعضهم: معناه إنه عليم بما نزل عليك، كعلمه بقول موسى عليه السلام ويقال: حكمت لك بالنبوة، كما حكمت لموسى، إذ قال لأهله: {إِنّى آنَسْتُ نَارًا} يعني: رأيت نارًا {إِذْ قَالَ موسى} يعني: خبر الطريق {إِذْ قَالَ موسى لاِهْلِهِ} يعني: بنارٍ ويقال: كل أبيض ذو نور فهو شهاب، والقبس كل ما يقتبس من النار، والقبس يعني: المقبوس.
كما يقال: ضرب فلان، يعني: مضروبه.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي {شِهَابٌ قَبَسٍ} بالتنوين، وقرأ الباقون بغير تنوين، فمن قرأ منونًا، جعل القبس نعت الشهاب ومن قرأ بشهاب غير منون، أضاف الشهاب إلى القبس ثم قال: {لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} يعني: تستدفئون من البرد.
قوله عز وجل: {فَلَمَّا جَاءهَا} يعني: النار ويقال يعني: الشجرة {نُودِىَ أَن بُورِكَ مَن في النار} يعني: بورك مَنْ عند النار، وهو موسى عليه السلام {وَمَنْ حَوْلَهَا} يعني: الملائكة عليهم السلام وهو على وجه التقديم يعني: فلما جاءها ومن حولها من الملائكة، نودي أن بورك من في النار، أي: عند النار.
ويقال: من في طلب النار أو قصدها والمعنى: بورك فيك يا موسى.
وقال أهل اللغة: باركه وبارك فيه، وبارك عليه واحد، وهذا تحية من الله تعالى لموسى عليه السلام ثم قال: {وسبحان الله} يعني: قيل له قل سبحان الله تنزيهًا لله تعالى من السُّوء ويقال: إنه أي الله في النداء قال: فسبحان الله {رَبّ العالمين} وقال بعض المفسرين: كان ذلك نور رب العزة، وإنما أراد به تعظيم ذلك النور، كما يقال للمساجد بيوت الله تعظيمًا لها.
ثم قال عز وجل: {العالمين ياموسى إِنَّهُ أَنَا الله} وذكر عن الفراء أنه قال: هذه الهاء عماد، وإنما يراد به وصل الكلام، كما يقال: إنما، وما يكون للوصل كذلك هاهنا، فكأنه قال: يا موسى إني أنا الله {العزيز الحكيم} ويقال: معناه إن الذي تسمع نداءه هو الله العزيز الحكيم قوله عز وجل: {وَأَلْقِ عَصَاكَ} يعني: من يدك فألقاها، فصارت حية، وقد يجوز أن يضمر الكلام إذا كان في ظاهره دليل {فَلَمَّا رَءاهَا تَهْتَزُّ} يعني: تتحرك {كَأَنَّهَا جَانٌّ} يعني: حية والجان هي الحية الخفيفة الأهلية، فإن قيل: إنه قال في آية أخرى، {فألقى عَصَاهُ فَإِذَا هي ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} [الأعراف: 107] والثعبان الحية الكبيرة، فأجاب بعض أصحاب المعاني أنه كان في كبر الثعبان، وفي خفة الجان قال الفقيه أبو الليث رحمه الله: والجواب الصحيح أن الثعبان كان عند فرعون، والجان عند الطور ثم قال: {ولى مُدْبِرًا} يعني: أدبر هاربًا من الخوف {وَلَمْ يُعَقّبْ} يعني: لم يرجع ويقال: لم يلتفت يقول الله تعالى لموسى {خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ} من الحية {إِنّى لاَ يَخَافُ لَدَىَّ المرسلون} يعني: لا يخاف عندي، ثم استثنى فقال: {إَلاَّ مَن ظَلَمَ} قال مقاتل: إلا من ظلم نفسه من المرسلين، مثل آدم وسليمان، وإخوة يوسف، وداود وموسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ويقال: إلا من ظلم يعني: لكن من ظلم {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوء} أي: فعل إحسانًا بعد إساءته {فَإِنّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ} قال الكلبي: {إَلاَّ مَن ظَلَمَ} يعني: أشرك فهذا الذي يخاف {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا} يعني: توحيدًا بعد سوء، يعني: بعد شرك {فَإِنّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
قال أبو الليث رحمه الله: ويكون إلا على هذا التفسير، بمعنى لكن لا وعلى وجه الاستثناء، وذكر عن الفراء أنه قال: الاستثناء وقع في معنى مضمر من الكلام، كأنه قال: لا يخاف لدي المرسلون، بل غيرهم الخائف.
وقال القتبي: هذا لا يصح، لأن الإضمار يصح إذا كان في ظاهره دليل، ولكن معناه أن الله تعالى لما قال: {إِنّى لاَ يَخَافُ لَدَىَّ المرسلون}، علم أن موسى كان مستشعرًا خيفة من قبل القبطي، فقال: {إَلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوء} فإنه يخاف، ولكني أغفر له، {فَإِنّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
ويقال: {إَلاَّ مَن ظَلَمَ} يعني، ولا من ظلم، ولا يبين ظلمه، {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوء} فإنه لا يخاف أيضًا، ثم قال عز وجل: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ في جَيْبِكَ} يعني: جيب المدرعة، ثم أخرجها {تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوء} يعني: من غير برص {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِى} يعني: هذه الآية من تسع آيات، كما تقول أعطيت لفلان عشرة أبعرة فيها فحلان، أي منها وقد بيّن في موضع آخر حيث قال: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات بَيِّنَاتٍ فاسأل بَنِى إسراءيل إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّى لأَظُنُّكَ ياموسى مَسْحُورًا} [الإسراء: 101] وقد ذكرناها {إلى فِرْعَوْنَ} أي اذهب إلى فرعون {وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا فاسقين} يعني: إنهم كانوا قومًا عاصين قوله: {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ ءاياتنا} يعني: جاءهم موسى بآياتنا التسع {مُبْصِرَةً} يعني: معاينة.
ويقال: مبينة، أي علامة لنبوته، ويقال: مبصرة يعني: مضيئة واضحة {قَالُواْ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ} أي بيّن {وَجَحَدُواْ بِهَا} يعني: بالآيات بعد المعرفة {واستيقنتها أَنفُسُهُمْ} أنها من الله تعالى، وإنما استيقنتها قلوبهم، لأن كل آية رأوها استغاثوا بموسى، وسألوا بأن يكشف عنهم، فكشفنا عنهم، فظهر لهم بذلك أنه من الله تعالى، وفي الآية تقديم.
ومعناه وجحدوا بها {ظُلْمًا} يعني: شركًا {وَعُلُوًّا} يعني: تكبرًا وترفعًا عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى {واستيقنتها} أنفسهم يعني: وهم يعلمون أنها من الله.
ثم قال: {فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة المفسدين} يعني: الذين يفسدون في الأرض بالمعاصي، فكانت عاقبتهم الغرق.