فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ماذا: إن كان معنى فانظر معنى التأمل بالفكر، كان انظر معلقًا، وماذا: إما كلمة استفهام في موضع نصب، وإما أن تكون ما استفهامًا وذا موصول بمعنى الذي.
فعلى الأول يكون يرجعون خبرًا عن ماذا، وعلى الثاني يكون ذا هو الخبر ويرجعون صلة ذا.
وإن كان معنى فانظر: فانتظر، فليس فعل قلب فيعلق، بل يكون ماذا كله موصولًا بمعنى الذي، أي فانتظر الذي يرجعون، والمعنى: فانظر ماذا يرجعون حتى ترد إلى ما يرجعون من القول.
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)}.
في الكلام حذف تقديره: فأخذ الهدهد الكتاب وذهب به إلى بلقيس وقومها وألقاه إليهم، كما أمره سليمان.
فقيل: أخذه بمنقاره.
وقيل: علقه في عنقه، فجاءها حتى وقف على رأسها، وحولها جنودها، فرفرف بجناحيه، والناس ينظرون إليه، حتى رفعت رأسها، فألقى الكتاب في حجرها.
وقيل: كانت في قصرها قد غلقت الأبواب واستلقت على فراشها نائمة، فألقي الكتاب على نحرها.
وقيل: كانت في البيت كوة تقع الشمس فيها كل يوم، فإذا نظرت إليها سجدت، فجاء الهدهد فسدها بجناحه، فرأت ذلك وقامت إليه، فألقى الكتاب إليها، وكانت قارئة عربية من قوم تبع.
وقيل: ألقاه من كوة وتوارى فيها.
فأخذت الكتاب ونادت أشراف قومها: {قالت يا أيها الملأ}.
وكرم الكتاب لطبعه بالخاتم، وفي الحديث: «كرم الكتاب ختمه» أو لكونه من سليمان، وكانت عالمة بملكه، أو لكون الرسول به الطير، فظنته كتابًا سماويًا؛ أو لكونه تضمن لطفًا ولينًا، لا سبًا ولا ما يغير النفس، أو لبداءته باسم الله، أقوال.
ثم أخبرتهم فقالت: {إنه من سليمان}، كأنها قيل لها: ممن الكتاب وما هو؟ فقالت: {إنه من سليمان}، وإنه كيت وكيت.
أبهمت أولًا ثم فسرت، وفي بنائها ألقي للمفعول دلالة على جهلها بالملقي، حيث حذفته، أو تحقيرًا له، حيث كان طائرًا، إن كانت شاهدته.
والظاهر أن بداءة الكتاب من سليمان باسم الله الرحمن الرحيم،. إلى آخر ما قص الله منه خاصة، فاحتمل أن يكون من سليمان مقدمًا على بسم الله، وهو الظاهر، وقدمه لاحتمال أن يندر منها ما لا يليق، إذ كانت كافرة، فيكون اسمه وقاية لاسم الله تعالى.
أو كان عنوانًا في ظاهر الكتاب، وباطنه فيه بسم الله. إلى آخره.
واحتمل أن يكون مؤخرًا في الكتابة عن بسم الله، وإن ابتدأ الكتاب باسم الله، وحين قرأته عليهم بعد قراءتها له في نفسها، قدمته في الحكاية، وإن لم يكن مقدمًا في الكتابة.
وقال أبو بكر بن العربي: كانت رسل المتقدمين إذا كتبوا كتابًا بدأوا بأنفسهم، من فلان إلى فلان، وكذلك جاءت الإشارة.
وعن أنس: ما كان أحد أعظم حرمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أصحابه إذا كتبوا إليه كتابًا بدأوا بأنفسهم.
وقال أبو الليث في كتاب البستان له: ولو بدأ بالمكتوب إليه جاز، لأن الأمة قد أجمعت عليه وفعلوه.
وقرأ الجمهور: إنه من سليمان، وإنه بكسر الهمزة فيهما.
وقرأ عبد الله: وإنه من سليمان، بزيادة واو عطفًا على {إني ألقي}.
وقرأ عكرمة، وابن أبي عبلة: بفتحهما، وخرج على البدل من كتاب، أي ألقى إليّ أنه، أو على أن يكون التقدير لأنه كأنها.
عللت كرم الكتاب لكونه من سليمان وتصديره ببسم الله.
وقرأ أبي: أن من سليمان وأن بسم الله، بفتح الهمزة ونون ساكنة، فخرج على أن أن هي المفسرة، لأنه قد تقدمت جملة فيها معنى القول، وعلى أنها أن المخففة من الثقيلة، وحذفت الهاء وبسم الله الرحمن الرحيم، استفتاح شريف بارع المعنى مبدوء به في الكتب في كل لغة وكل شرع.
وأن في قوله: {أن لا تعلوا}، قيل: في موضع رفع على البدل من كتاب.
وقيل: في موضع نصب على معنى بأن لا تعلوا، وعلى هذين التقديرين تكون أن ناصبة للفعل.
وقال الزمخشري: وأن في {أن لا تعلوا عليّ} مفسرة، فعلى هذا تكون لا في لا تعلوا للنهي، وهو حسن لمشاكلة عطف الأمر عليه.
وجوز أبو البقاء أن يكون التقدير هو أن لا تعلوا، فيكون خبر مبتدأ محذوف.
ومعنى لا تعلوا: لا تتكبروا، كما يفعل الملوك.
وقرأ ابن عباس، في رواية وهب بن منبه والأشهب العقيلي: أن لا تغلوا، بالغين المعجمة، أي ألا تتجاوزوا الحد، وهو من الغلو.
والظاهر أنه طلب منهم أن يأتوه وقد أسلموا، وتركوا الكفر وعبادة الشمس.
وقيل: معناه مذعنين مستسلمين من الانقياد والدخول في الطاعة، وما كتبه سليمان في غاية الإيجاز والبلاغة، وكذلك كتب الأنبياء.
والظاهر أن الكتاب هو ما نص الله عليه فقط.
واحتمل أن يكون مكتوبًا بالعربي، إذ الملوك يكون عندهم من يترجم بعدة ألسن، فكتب بالخط العربي واللفظ العربي، لأنها كانت عربية من نسل تبع بن شراحيل الحميري.
واحتمل أن يكون باللسان الذي كان سليمان يتكلم به، وكان عندها من يترجم لها، إذ كانت هي عارفة بذلك اللسان.
وروي أن نسخة الكتاب من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ: السلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فلا تعلوا عليّ وائتوني مسلمين.
وكانت كتب الأنبياء جملًا لا يطيلون ولا يكثرون، وطبع الكتاب بالمسك، وختمه بخاتمة.
وروي أنه لم يكتب أحد بسم الله الرحمن الرحيم قبل سليمان، ولما قرأت على الملأ الكتاب، ورأت ما فيه من الانتقال إلى سليمان، استشارتهم في أمرها.
قال قتادة: وكان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني عشر، وعنه: وثلاثة عشر، كل رجل منهم على عشرة آلاف، وكانت بأرض مأرب من صنعاء على ثلاثة أيام، وذكر عن عسكرها ما هو أعظم وأكثر من هذا، والله أعلم بذلك.
وتقدم الكلام في الفتوى في سورة يوسف، والمراد هنا: أشيروا عليّ بما عندكم في ما حدث لها من الرأي السديد والتدبير.
وقصدت بإشارتهم: استطلاع آرائهم واستعطافهم وتطييب أنفسهم ليمالئوها ويقوموا.
{ما كنت قاطعة أمرًا} أي مبرمة وفاصلة أمرًا، {حتى تشهدون} أي تحضروا عندي، فلا أستبد بأمر، بل تكونون حاضرين معي.
وفي قراءة عبد الله: ما كنت قاضية أمرًا، أي لا أبت إلا وأنتم حاضرون معي.
وما كنت قاطعة أمرًا، عام في كل أمر، أي إذا كانت عادتي هذه معكم، فكيف لا أستشيركم في هذه الحادثة الكبرى التي هي الخروج من الملك والانسلاك في طاعة غيري والصيرورة تبعًا؟ فراجعها الملأ بما أقرعينها من قولهم: إنهم {أولوا}، أي قوة بالعدد والعدد، {وأولوا بأس شديد} أي أصحاب شجاعة ونجدة.
أظهروا القوة العرضية، ثم القوة الذاتية، أي نحن متهيؤون للحرب ودفع هذا الحادث.
ثم قالوا: {والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين}، وذلك من حسن محاورتهم، إذ وكلوا الأمر إليها، وهو دليل على الطاعة المفرطة، أي نحن ذكرنا ما نحن عليه، ومع ذلك فالأمر موكول إليك، كأنهم أشاروا أولًا عليها بالحرب، أو أرادوا: نحن أبناء الحرب لا أبناء الاستشارة، وأنت ذات الرأي والتدبير الحسن.
فانظري ماذا تأمرين به، نرجع إليك ونتبع رأيك، وفانظري من التأمل والتفكر، وماذا هو المفعول الثاني لتأمرين، والمفعول الأول محذوف لفهم المعنى، أي تأمريننا.
والجملة معلق عنها انظري، فهي في موضع مفعول لأنظري بعد إسقاط الحرف من اسم الاستفهام. اهـ.

.قال أبو السعود:

{قَالَ} استئنافٌ وقعَ جوابًا عن سؤالٍ نشأَ من حكايةِ كلامِ الهُدهدِ كأنَّه قيلَ فماذا فعلَ سليمانُ عليه السَّلام عند ذلكَ فقيل قال: {سَنَنظُرُ} أي فيما ذكرتَه من النَّظر بمعنى التَّأملِ، والسِّينُ للتأكيدِ أي سنتعرفُ بالتجربةِ ألبتةَ {أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الكاذبين} كان مُقتضى الظَّاهرِ أم كذبتَ وإيثارُ ما عليهِ النَّظمُ الكريمُ للإيذانِ بأنَّ كذبَهُ في هذه المادةِ يستلزمُ انتظامَهُ في سلكِ الموسومينَ بالكذبِ الراسخينَ فيه فإنَّ مساقَ هذه الأقاويلِ الملفَّقةِ على ترتيبٍ أنيقِ يستميلُ قلوبَ السامعينَ نحوَ قَبُولِها من غيرِ أنُ يكونَ لها مصداقٌ أصلًا لاسيما بين يَدَي نبيَ عظيم الشأنِ لا يكادُ يصدرُ إلا عمَّن له قدم راسخٌ في الكذب والإفكِ.
وقوله تعالى: {اذهب بّكِتَابِى هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} استئنافٌ مبيِّنٌ لكيفيةِ النَّظر الذي وعدَه عليه الصَّلاة والسَّلام، وقد قاله عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بعدما كتبَ كتابَه في ذلكَ المجلسِ أو بعدَهُ. وتخصيصُه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إيَّاه بالرِّسالةِ دونَ سائرِ ما تحتَ مُلكِه من أمناءِ الجنِّ الأقوياءِ على التصرف والتعرُّفِ لما عاينَ فيه من مخايل العلمِ والحكمةِ وصحَّةِ الفراسةِ ولئلاَّ يبقى له عذرٌ أصلًا {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} أي تنحَّ إلى مكانٍ قريبٍ تَتَوارى فيه {فانظر} أي تأمَّلَ وتعرَّفْ {مَاذَا يَرْجِعُونَ} أي ماذا يرجعُ بعضُهم إلى بعضٍ من القول. وجمعُ الضمائرِ لما أنَّ مضمونَ الكتابِ الكريمِ دعوةُ الكُلِّ إلى الإسلام.
{قَالَتْ} أي بعدَ ما ذهبَ الهدهدُ بالكتابِ فألقاهُ إليهم وتنحَّى عنهم حسبما أُمر به، وإنَّما طُوي ذكرُه إيذانًا بكمالِ مسارعتِه إلى إقامةِ ما أُمر به من الخدمة وإشعارًا باستغنائه عن التَّصريحِ به لغايةِ ظهورِه. روُي أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام كتب كتابَه وطبعه بالمسكِ وختَمه بخاتمِه ودفعَه إلى الهدهدِ فوجدَها الهدهدُ راقدةً في قصرِها بمأربَ وكانتْ إذا رقدتْ غلَّقتِ الأبوابِ ووضعتِ المفاتيحَ تحتَ رأسِها فدخلَ من كُوَّةٍ وطرحَ الكتابَ على نحرِها وهي مستلقيةٌ وقيل: نقرَها فانتبهتْ فَزِعةً وقيل أتاها والقادةُ والجنودُ حواليَها فرفرفَ ساعةً والنَّاسُ ينظرونَ حتَّى رفعتْ رأسَها فألقى الكتابَ في حجرِها وكانت قارئةً كاتبةً عربيةً من نسلٍ تُبَّع الحميريِّ كَما مَرَّ فلما رأتِ الخاتمَ ارتعدتْ وخضعتْ، فعندَ ذلكَ قالتْ لأشرافِ قومِها {قَالَتْ يا أيها الملأ إِنّى أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} وصفتْه بالكرمِ لكرمِ مضمونِه أو لكونِه من عندَ ملكٍ كريمٍ أو لكونِه مختومًا أو لغرابةِ شأنِه ووصولِه إليها على منهاجٍ غيرِ معتادٍ.
{إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ} استئنافٌ وقعَ جوابًا لسؤالٍ مقدرٍ كأنَّه قيل ممن هُو وماذا مضمونُه فقالتْ إنَّه منْ سُليمان {وَأَنَّهُ} أي مضمونُه أو المكتوبُ فيه {بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم} وفيه إشارةٌ إلى سببِ وصفِها ايَّاه بالكرمِ. وقُرىء أنَّه وأنَّه بالفتحِ على حذفِ اللامِ كأنها عللتْ كرمَه بكونِه من سليمانَ وبكونِه مُصدَّرًا باسمِ الله تعالى، وقيل: على أنَّه بدلٌ من كتابٌ. وقُرىء أنْ من سُليمان وأنْ بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ، على أنَّ أنْ المفسرةُ.
{أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَىَّ} أنْ مفسرةٌ ولا ناهيةٌ أي لا تتكبروا كما يفعلُ جبابرةُ الملوكِ، وقيل: مصدريةٌ ناصبةٌ للفعلِ ولا نافيةٌ محلُّها الرَّفعُ على أنَّها بدلٌ من كتابٌ، أو خبرٌ لمبتدأٍ مضمرٍ يليقُ بالمقام، أي مضمونُه أنْ لا تعلُوا، أو النَّصبُ بإسقاطِ الخافضِ أي بأنْ لا تعلُوا عليَّ. وقُرىء ألا تغلُوا بالغينِ المعجمةِ أي لا تجاوزُوا حدَّكم. {وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ} أي مؤمنينَ وقيل: منقادينَ والأولُ هو الأليقُ بشأنِ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على أنَّ الإيمانَ مستتبعٌ للانقياد حتمًا. روي أنَّ نسخةَ الكتابِ: من عبدِ اللَّهِ سلميانَ بنِ داودَ إلى بلقيسَ ملكةِ سبًا السَّلامُ على من اتبعَ الهُدَى أمَّا بعدُ فلا تعلُوا عليَّ واثتوني مسلمينَ وليسَ الأمرُ فيه بالإسلامِ قبل إقامةِ الحجَّة على رسالتِه حتَّى يُتوهم كونُه استدعاءًا للتقليدِ فإنَّ إلقاء الكتابِ إليها على تلك الحالةِ معجزةٌ باهرةٌ دالَّةٌ على رسالةِ مُرسِلها دلالةً بينةً.
{قَالَتْ} كُررتْ حكايةُ قولِها للإيذانِ بغايةِ اعتنائِها بما في حيزه من قولِها {يا أيها الملأ أَفْتُونِى في أَمْرِى} أي أجيبونِي في أمرِي الذي حَزَبني وذكرتُ لكم خُلاصتَه، وعبرتْ عن الجوابِ بالفَتوى التي هي الجواب في الحوادث المشكلة غالبًا تهويلًا للأمر ورفعًا لمحلهم بالإشعار بأنهم قادرونَ على حلِّ المشكلاتِ المُلمَّةِ. وقولُها {مَا كُنتُ قاطعة أَمْرًا} أي من الأمورِ المتعلقةِ بالملكِ {حتى تَشْهَدُونِ} أي إلا بمحضرِكم وبموجبِ آرائِكم استعطافًا لهم واسمالةً لقلوبِهم لئلاَّ يخالفُوها في الرَّأي والتدبير.
{قَالُواْ} استئنافٌ مبنيٌّ على سؤالٍ نشأَ من حكايةِ قولِها كأنَّه قيل: فمَاذا قالُوا في جوابِها فقيلَ قالُوا {نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍ} في الأجسادِ والآلاتِ والعُددِ {وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} أي نجدةٍ وشجاعةٍ مفرطةٍ وبلاءٍ في الحربِ {والأمر إِلَيْكِ} أي هو موكولٌ إليكِ {فانظرى مَاذَا تَأْمُرِينَ} ونحنُ مطيعونَ لكِ فمُرينا بأمرِك نمتثلْ به ونتبعْ رأيكِ أو أرادوا نحنُ من أبناءِ الحربِ لا من أبناءِ الرأي والمشورةِ وإليكِ الرَّأي والتَّدبيرِ فانظرِي ماذا ترينَ نكنْ في الخدمةِ فلَّما أحسَّتْ منهم الميلَ إلى الحرابِ والعدولَ عن سَنَنِ الصَّوابِ شرعتْ في تزييف مقالتِهم المبنيةِ على الغفلةِ عن شأنِ سليمانَ عليه السَّلامُ.
وذلك قولُه تعالى: {قَالَتْ إِنَّ الملوك إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً}. اهـ.