فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}.
وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن رجل من بلجهم قال: قلت يا رسول الله إلام تدعو قال «أدعو إلى الله وحده الذي إن نزل بك ضر فدعوته كشف عنك، والذي إن ضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك، والذي إن أصابك سنة فدعوته أنزل لك».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ويكشف السوء} قال: الضر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سحيم بن نوفل قال: بينما نحن عند عبد الله إذ جاءت وليدة إلى سيدها فقالت: ما يحبسك وقد لفع فلان مهرك بعينه فتركه يدور في الدار كأنه في فلك؟ قم فابتغ راقيًا فقال عبد الله: لا تبتغ راقيًا، وانفث في منخره الأيمن أربعًا، وفي الأيسر ثلاثًا، وقل: لا بأس اذهب البأس رب الناس. اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت قال: فذهب ثم رجع إلينا فقال: فعلت ما أمرتني فما جئت حتى راث وبال وأكل.
وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فارق الجماعة فهو في النار على وجهه؛ لأن الله تعالى يقول: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض} فالخلافة من الله عز وجل فإن كان خيرًا فهو يذهب به، وإن كان شرًا فهو يؤخذ به، عليك أنت بالطاعة فيما أمر الله تعالى به».
وأخرج البغوي في معجمه عن اياد بن لقيط قال: قال جعدة بن هبيرة لجلسائه: إني قد علمت ما لم تعلموا، وأدركت ما لم تدركوا، أنه سيجيء بعد هذا- يعني معاوية- أمراء ليس من رجاله ولا من ضربائه، وليس فيهم أصغر أو أبتر حتى تقوم الساعة. هذا السلطان سلطان الله جعله وليس أنتم تجعلونه. ألا وإن للراعي على الرعية حقًا، وللرعية على الراعي حقًا، فأدوا إليهم حقهم، فإن ظلموكم فكلوهم إلى الله فإنكم وإياهم تختصمون يوم القيامة؛ وإن الخصم لصاحبه الذي أدى إليه الحق الذي عليه في الدنيا. ثم قرأ: {فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين} [الأعراف: 6] حتى بلغ {والوزن يومئذ القسط} [الأعراف: 8] هكذا قرأ.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {ويجعلكم خلفاء الأرض} قال: خلفًا بعد خلف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {ويجعلكم خلفاء الأرض} قال: خلفًا لمن قبلكم من الأمم.
وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن جريج {أمن يهديكم في ظلمات البر} قال: ضلال الطريق {والبحر} قال: ضلالة طرقه وموجه وما يكون فيه.
{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)}.
أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن مسروق قال: كنت متكئًا عند عائشة فقالت عائشة: ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية. قلت: وما هن؟ قالت: من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئًا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلي علي ألم يقل الله {ولقد رآه بالأفق المبين!} {ولقد رآه نزلة أخرى} [النجم: 13] فقالت: أنا أوّل هذه الأمة سأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين. رأيته منهبطًا من السماء. ساد أعظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض قالت: أو لم تسمع الله عز وجل يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} [الأنعام: 103] أو لم تسمع الله يقول: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا} [الشورى: 51] إلى قوله: {علي حكيم}. ومن زعم أن محمدًا كتم شيئًا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله جل ذكره يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى قوله: {والله يعصمك من الناس} [المائدة: 67] قالت: ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله}.
{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {بل ادارك علمهم في الآخرة} قال: حين لم ينفع العلم.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ: {بل ادرك علمهم في الآخرة} قال: لم يدرك علمهم قال أبو عبيد: يعني أنه قرأها بالاستفهام.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {بل ادرك علمهم في الآخرة} يقول: غاب علمهم.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {بل ادارك علمهم في الآخرة} قال: ام ادرك علمهم {أم هم قوم طاغون} [الذاريات: 53] بل هم قوم طاغون.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ: {بل ادارك علمهم} مثقلة مكسورة اللام على معنى تدارك.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة {بل ادارك علمهم في الآخرة} قال: تتابع علمهم في الآخرة بسفههم وجهلهم {بل هم عنها عمون} قال: عموا عن الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرأ: {بل ادرك علمهم في الآخرة} قال: اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة. وفي قوله: {فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} قال: كيف عذب الله قوم نوح، وقوم لوط، وقوم صالح، والأمم التي عذب الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {عسى أن يكون ردف لكم} قال: اقترب لكم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {عسى أن يكون ردف لكم} قال: اقترب منكم.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد {عسى أن يكون ردف لكم} قال: عجل لكم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ردف لكم} قال: أزف لكم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج {ردف لكم بعض الذي تستعجلون} قال: من العذاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون} قال: يعلم ما عملوا بالليل والنهار.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وليعلم ما تكن صدورهم} قال: السر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب} يقول: ما من شيء في السماء والأرض سرًا وعلانية إلا يعلمه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وما من غائبة} يقول: ما من قولي ولا عملي في السماء والأرض إلا وهو عنده {في كتاب} في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والأرض.
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)}.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل} يعني اليهود والنصارى {أكثر الذي هم فيه يختلفون} يقول: هذا القرآن يبين لهم الذي اختلفوا فيه.
وأخرج الترمذي وابن مردويه عن علي قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن امتك ستفتتن من بعدك. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها؟ فقال «كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى العلم في غيره أضله الله، ومن ولي هذا الأمر فحكم به عصمه الله، وهو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، فيه خبر من قبلكم، ونبأ من بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل».
{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)}.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إنك لا تسمع الموتى} قال: هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر، ولا ينتفع به {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} يقول: لو أن أصم ولى مدبرًا ثم ناديته لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يستمع. والله أعلم. اهـ.