فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ}.
هذا انتقال إلى التذكير بالقيامة وما ادخر لهم من الوعيد.
فهذه الجملة معطوفة على الجمل قبلها عطف قصة على قصة.
ومناسبة ذكرها ما تقدم من قوله: {إنك لا تسمع الموتى} إلى قوله: {عن ضلالتهم} [النمل: 80، 81].
والضمير عائد إلى الموتى والصم والعمي وهم المشركون.
و{القول} أريد به أخبار الوعيد التي كذبوها متهكمين باستبطاء وقوعها بقولهم {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [النمل: 71]، فالتعريف فيه للعهد يفسره المقام.
والوقوع مستعار لحلول وقته وذلك من وقت تهيؤ العالم للفناء إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
والآية تشير إلى شيء من أشراط حلول الوعيد الذي أنذروا به وهو الوعيد الأكبر يعني وعيد البعث، فتشير إلى شيء من أشراط الساعة وهو من خوارق العادات.
والتعبير عن وقوعه بصيغة الماضي لتقريب زمن الحال من المضي، أي أشرف وقوعه، على أن فعل المضي مع إذا ينقلب إلى الاستقبال.
والدابة: اسم للحي من غير الإنسان، مشتق من الدبيب، وهو المشي على الأرض وهو من خصائص الأحياء.
وتقدم الكلام على لفظ {دابة} في سورة الأنعام (38).
وقد رويت في وصف هذه الدابة ووقت خروجها ومكانه أخبار مضطربة ضعيفة الأسانيد فانظرها في تفسير القرطبي وغيره إذ لا طائل في جلبها ونقدها.
وإخراج الدابة من الأرض ليريهم كيف يحي الله الموتى إذ كانوا قد أنكروا البعث.
ولا شك أن كلامها لهم خطاب لهم بحلول الحشر.
وإنما خلق الله الكلام لهم على لسان دابة تحقيرًا لهم وتنديمًا على إعراضهم عن قبول أبلغ كلام وأوقعه من أشرف إنسان وأفصحه، ليكون لهم خزيًا في آخر الدهر يعيرون به في المحشر.
فيقال: هؤلاء الذين أعرضوا عن كلام رسول كريم فخوطبوا على لسان حيوان بهيم.
على نحو ما قيل: استفادة القابل من المبدإ تتوقف على المناسبة بينهما.
وجملة {إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} تعليل لإظهار هذا الخارق للعادة حيث لم يوقن المشركون بآيات القرآن فجعل ذلك إلجاء لهم حين لا ينفعهم.
وقرأ الجمهور {إن الناس} بكسر همزة إن، وموقع إن في مثل هذا التعليل.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي {أن الناس} بفتح الهمزة وهي أيضًا للتعليل لأن فتح همزة أن يؤذن بتقدير حرف جر وهو باء السببية، أي تكلمهم بحاصل هذا وهو المصدر.
والمعنى: أنها تسجل على الناس وهم المشركون عدم تصديقهم بآيات الله.
وهو تسجيل توبيخ وتنديم لأنهم حينئذ قد وقع القول عليهم ف {لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} [الأنعام: 158].
وحمل هذه الجملة على أن تكون حكاية لما تكلمهم به الدابة بعيد.
{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)}.
انتصب {يوم} على تقدير اذكر فهو مفعول به، أو على أنه ظرف متعلق بقوله: {قال أكذبتم} مقدم عليه للاهتمام به.
وهذا حشر خاص بعد حشر جميع الخلق المذكور في قوله تعالى بعد هذا: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض} [النمل: 87] وهو في معنى قوله تعالى: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} [يس: 59] فيحشر من كل أمة مكذبو رسولها.
والفوج: الجماعة من الناس.
و{من} الداخلة على {كل أمة} تبعيضية وأما من الداخلة على {من يكذب} فيجوز جعلها بيانية فيكون فوج كل أمة هو جماعة المكذبين منها، أي يحشر من الأمة كفارها ويبقى صالحوها.
ويجوز جعل من هذه تبعيضية أيضًا بأن يكون المعنى إخراج فوج من المكذبين من كل أمة.
وهذا الفوج هو زعماء المكذبين وأيمتهم فيكونون في الرعيل الأول إلى العذاب.
وهذا قول ابن عباس إذ قال: مثل أبي جهل والوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدي أهل مكة، وكذلك يساق أمام كل طائفة زعماؤها.
وتقدم تفسير {فهم يوزعون} في قصة سليمان من هذه السورة (17).
والمعنى هنا: أنهم يزجرون إغلاظًا عليهم كما يفعل بالأسرى.
والقول في {حتى إذا جاءو} كالقول في {حتى إذا أتوا على واد النمل} [النمل: 18] ولم يذكر الموضع الذي جاءوه لظهوره وهو مكان العذاب، أي جهنم كما قال في الآية: {حتى إذا ما جاءوها} [فصلت: 20].
و{حتى} في {حتى إذا جاءو} ابتدائية.
و{إذا} الواقعة بعد {حتى} ظرفية والمعنى: حتى حين جاءوا.
وفعل {قال أكذبتم بآياتي} هو صدر الجملة في التقدير وما قبله مقدم من تأخير للاهتمام.
والتقدير: وقال أكذبتم بآياتي يوم نحشر من كل أمة فوجًا وحين جاءوا.
وفي {قال} التفات من التكلم إلى الغيبة.
وقوله: {أكذبتم بآياتي} قول صادر من جانب الله تعالى يسمعونه أو يبلغهم إياه الملائكة.
والاستفهام يجوز أن يكون توبيخيًا مستعملًا في لازمه وهو الإلجاء إلى الاعتراف بأن المستفهم عنه واقع منهم تبكيتًا لهم، ولهذا عطف عليه قوله: {أم ماذا كنتم تعملون}.
فحرف {أم} فيه بمعنى بل للانتقال ومعادل همزة الاستفهام المقدرة محذوف دل عليه قوله: {ماذا كنتم تعملون}.
والتقدير: أكذبتم بآياتي أم لم تكذبوا فماذا كنتم تعملون إن لم تكذبوا فإنكم لم توقنوا فماذا كنتم تعملون في مدة تكرير دعوتكم إلى الإسلام.
ومن هنا حصل الإلجاء إلى الاعتراف بأنهم كذبوا.
ومن لطائف البلاغة أنه جاء بالمعادل الأول مصرحًا به لأنه المحقق منهم فقال: {أكذبتم بآياتي} وحذف معادله الآخر تنبيهًا على انتفائه كأنه قيل: أهو ما عهد منكم من التكذيب أم حدث حادث آخر، فجعل هذا المعادل مترددًا فيه، وانتقل الكلام إلى استفهام.
وهذا تبكيت لهم.
قال في الكشاف: ومثاله أن تقول لراعيك وقد علمت أنه راعي سوء: أتأكل نعمي أم ماذا تعمل بها، فتجعل ما ابتدأت به وجعلته أساس كلامك هو الذي صح عندك من أكله وفساده وترمي بقولك: أم ماذا تعمل بها، مع علمك أنه لا يعمل بها إلا الأكل لتبهته.
ويجوز أن يكون الاستفهام تقريريًا وتكون {أم} متصلة وما بعدها هو معادل الاستفهام باعتبار المعنى كأنه قيل: أكذبتم أم لم تكذبوا فماذا كنتم تعملون إن لم تكذبوا فإنكم لم تتبعوا آياتي.
وجملة {ولم تحيطوا بها علمًا} في موضع الحال، أي كذبتم دون أن تحيطوا علمًا بدلالة الآيات.
وانتصب {علمًا} على أنه تمييز نسبة {تحيطوا}، أي لم يحط علمكم بها، فعدل عن إسناد الإحاطة إلى العلم إلى إسنادها إلى ذوات المخاطبين ليقع تأكيد الكلام بالإجمال في الإسناد ثم التفصيل بالتمييز.
وإحاطة العلم بالآيات مستعملة في تمكن العلم حتى كأنه ظرف محيط بها وهذا تعيير لهم وتوبيخ بأنهم كذبوا بالآيات قبل التدبر فيها.
و{ماذا} استفهام واسم إشارة وهو بمعنى اسم الموصول إذا وقع بعد ما.
والمشار إليه هو مضمون الجملة بعده في قوله: {كنتم تعملون}.
ولكون المشار إليه في مثل هذا هو الجملة صار اسم الإشارة بعد الاستفهام في قوة موصول فكأنه قيل: ما الذي كنتم تعملون؟ فذلك معنى قول النحويين: إن ذا بعد ما ومن الاستفهاميتين يكون بمعنى ما الموصولة فهو بيان معنىً لا بيان وضع.
{وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85)}.
يجوز أن يكون الواو للحال، والمعنى: يقال لهم أكذبتم بآياتي وقد وقع القول عليهم.
وهذا القول هو القول السابق في آية: {وإذا وقع القول عليهم} [النمل: 82] فإن ذلك القول مشتمل على حوادث كثيرة فكلما تحقق شيء منها فقد وقع القول.
والتعبير بالماضي في قوله: {وقع} هنا على حقيقته، وأعيد ذكره تعظيمًا لهوله ويجوز أن تكون الواو عاطفة والقول هو القول الأول وعطفت الجملة على الجملة المماثلة لها ليبنى عليها سبب وقوع القول وهو أنه بسبب ظلمهم وليفرع عليه قوله: {فهم لا ينطقون}.
والتعبير بفعل المضي على هذا الوجه لأنه محقق الحصول في المستقبل فجعل كأنه حصل ومضى.
و{ما ظلموا} بمعنى المصدر، والباء للسببية، أي بسبب ظلمهم، والظلم هنا الشرك وما يتبعه من الاعتداء على حقوق الله وحقوق المؤمنين فكان ظلمهم سبب حلول الوعيد بهم، وفي الحديث: «الظلم ظلمات يوم القيامة» فكل من ظلم سيقع عليه القول الموعود به الظالمون لأن الظلم ينتسب إلى الشرك وينتسب هذا إليه كما تقدم عند قوله تعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا} في هذه السورة (52).
وجملة {فهم لا ينطقون} مفرعة على {وقع القول} أي وقع عليهم وقوعًا يمنعهم الكلام، أي كلام الاعتذار أو الإنكار، أي فوجموا لوقوع ما وعدوا به قال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون} [المرسلات: 35، 36].
{أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)}.
هذا الكلام متصل بقوله: {ووقع القول عليهم بما ظلموا} [النمل: 85] أي بما أشركوا، فذكرهم بدلائل الوحدانية بذكر أظهر الآيات وأكثرها تكرارًا على حواسهم وأجدرها بأن تكون مقنعة في ارعوائهم عن شركهم.
وهي آية ملازمة لهم طول حياتهم تخطر ببالهم مرتين كل يوم على الأقل.
وتلك هي آية اختلاف الليل والنهار الدالة على انفراده تعالى بالتصرف في هذا العالم؛ فأصنامهم تخضع لمفعولها فتظلم ذواتهم في الليل وتنير في النهار، وفيها تذكير بتمثيل الموت والحياة بعده بسكون الليل وانبثاق النهار عقبه.
والجملة معترضة بين جملة {ووقع القول عليهم} [النمل: 85] وجملة {ويوم ينفخ في الصور} [النمل: 87] ليتخلل الوعيد بالاستدلال فتكون الدعوة إلى الحق بالإرهاب تارة واستدعاء النظر تارة أخرى.
والاستفهام مستعمل كناية عن التعجيب من حالهم لأنها لغرابتها تستلزم سؤال من يسأل عن عدم رؤيتهم فهذه علاقة أو مسوغ استعمال الاستفهام في التعجيب، وهي علاقة خفية أشار سعد الدين في المطول إلى عدم ظهورها وتصدى السيد الشريف إلى بيانها غاية البيان وأرجعها إلى المجاز المرسل فتأمله.
والرؤية يجوز أن تكون قلبية وجملة {أنّا جعلنا} سادة مسد المفعولين، أي كيف لم يعلموا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرًا مع أن ذلك واضح الدلالة على هذا الجعل.
واختير من أفعال العلم فعل الرؤية لشبه هذا العلم بالمعلومات المبصرة.
ويجوز أن تكون الرؤية بصرية والمصدر المنسبك من الجملة مفعول الرؤية والمعنى: كيف لم يبصروا جعل الليل للسكون والنهار للإبصار مع أن ذلك بمرأى من أبصارهم.
والجعل مراد منه أثره وهو اضطرار الناس إلى السكون في الليل وإلى الانتشار في النهار.
فجعلت رؤية أثر الجعل بمنزلة رؤية ذلك الجعل وهذا واسع في العربية أن يجعل الأثر محل المؤثر، والدال محل المدلول.
قال النابغة:
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي ** على وعل في ذي المطارة عاقل

أي على مخافة وعل.
والمبصر: اسم فاعل أبصر بمعنى رأى.
ووصف النهار بأنه مبصر من قبيل المجاز العقلي لأن نور النهار سبب الإبصار.
ويجوز أن تكون الهمزة للتعدية من أبصره، إذا جعله باصرًا.
وجملة {إن في ذلك لآيات} تعليل للتعجيب من حالهم إذ لم يستدلوا باختلاف الليل والنهار على الوحدانية ولا على البعث.
ووجه كون الآيات في ذلك كثيرة كما اقتضاه الجمع هو أن في نظام الليل آيات على الانفراد بخلق الشمس وخلق نورها الخارق للظلمات، وخلق الأرض، وخلق نظام دورانها اليومي تجاه أشعة الشمس وهي الدورة التي تكوّن الليل والنهار، وفي خلق طبع الإنسان بأن يتلقّى الظلمة بطلب السكون لما يعتري الأعصاب من الفتور دون بعض الدواب التي تنشط في الليل كالهوام والخفافيش وفي ذلك أيضًا دلالة على تعاقب الموت والحياة، فتلك آيات وفي كل آية منها دقائق ونظم عظيمة لو بسط القول فيها لأوعب مجلدات من العلوم.
وفي جعل النهار مبصرًا آيات كثيرة على الوحدانية ودقة صنع تقابل ما تقدم في آيات جعل الليل سكنًا.
وفيه دلالة على أن لا إحالة ولا استبعاد في البعث بعد الموت، وأنه نظير بعث اليقظة بعد النوم، وفي جليل تلك الآيات ودقيقها عدة آيات فهذا وجه جعل ذلك آيات ولم يجعل آيتين.
ومعنى {لقوم يؤمنون} لناس شأنهم الإيمان والاعترف بالحجة ولذلك جعل الإيمان صفة جارية على {قوم} لما قلناه غير مرة من أن إناطة الحكم بلفظ قوم يومىء إلى أن ذلك الحكم متمكن منهم حتى كأنه من مقومات قوميتهم ومنه قوله تعالى: {ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون} [التوبة: 56]، أي الفرق من مقومات قوميتهم فكيف يكونون منكم وأنتم لا تفرقون، أي في ذلك آيات لمن من شعارهم التدبر والاتصاف، أي فهؤلاء ليسوا بتلك المثابة.
ولكون الإيمان مقصودًا به أنه مرجو منهم جيء فيه بصيغة المضارع إذ ليس المقصود أن في ذلك آيات للذين آمنوا لأن ذلك حاصل بالفحوى والأولوية، فصار المعنى: أن في ذلك لآيات للمؤمنين ولمن يرجى منهم الإيمان عند النظر في الأدلة.
وقريب من هذا المعنى قوله تعالى: {إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم} [التكوير: 27، 28].
ولهذا خولف بين ما هنا وبين ما في سورة يونس (67) إذ قال: {هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرًا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} لأن آية يونس مسوقة مساق الاستدلال والامتنان فخاطب بها جميع الناس من مؤمن وكافر فجاءت بصيغة الخطاب، وجعلت دلالتها لكل من يسمع أدلة القرآن فمنهم مهتد وضال ولذلك جيء فيها بفعل {يسمعون} [يونس: 67] المؤذن بالامتثال والإقبال على طلب الهدى.
وأما هذه الآية فمسوقة مساق التعجيب والتوبيخ فجعل ما فيها آيات لمن الإيمان من شأنهم ليفيد بمفهومه أنه لا تحصل منه دلالة لمن ليس من شأنهم الانصاف والاعتراف ولذلك أوثر فيه فعل {يؤمنون}.
وجاء ما في الليل من الخصوصية بصيغة التعليل باللام بقوله: {ليسكنوا فيه}، وما في النهار بصيغة مفعول الجعل بقوله: {مبصرًا} تفننًا، ولما يفيده {مبصرًا} من المبالغة.
والمعنى على التعليل والمفعول واحد في المآل.
وبهذا قال في الكشاف التقابل مراعى من حيث المعنى وهكذا النظم المطبوع غير المتكلف أي ففي الآية احتباك إذ المعنى: جعلنا الليل مظلمًا ليسكنوا فيه والنهار مبصرًا لينتشروا فيه.
واعلم أن ما قرر هنا يأتي في آية سورة يونس عدا ما هو من وجوه الفروق البلاغية فارجع إليها هنالك. اهـ.