فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة القصص:
3- {مِنْ نَبَإِ مُوسى} أي من خبره.
{وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعًا} أي فرقا وأصنافا في الخدمة.
{يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ} يعني: بني إسرائيل.
5- {وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ} للأرض.
7- {وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى} أي ألقينا في قلبها. ومثله: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ} [سورة المائدة آية: 111].
{فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} أي في البحر.
8- {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} لم يلتقطوه في وقتهم ذاك لهذه العلة. وإنّما التقطوه: ليكون لهم ولدا بالتّبني، فكان عدوّا وحزنا فاختصر الكلام.
10- {وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغًا} قال أبو عبيدة: فارغا من الحزن لعلمها أنه لم يقتل، أو قال: لم يغرق.
وهذا من اعجب التفسير. كيف يكون فؤادها من الحزن فارغا في وقتها ذاك. واللّه سبحانه يقول: لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها؟! وهل يربط إلا على قلب الجازع والمحزون؟! والعرب تقول للخائف والجبان: فؤاده هواء.
لأنه لا يعي عزما ولا صبرا. قال اللّه: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ} [سورة إبراهيم آية: 43].
وقد خالفه المفسرون إلى الصواب، فقالوا أصبح فارغا من كل شيء إلا من امر موسى، كأنها لم تهتمّ بشيء- مما يتهم به الحيّ- إلا امر ولدها.
11- {وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي قصّي أثره واتّبعيه. {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} أي عن بعد منها عنه وإعراض: لئلا يفطنوا لها. والمجانية من هذا {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} بها.
12- {وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ} أي منعناه ان يرضع منهن و{المراضع} جمع مرضع.
{يَكْفُلُونَهُ} أي يضمّونه إليهم.
14- {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قد تقدم ذكره. وَاسْتَوى أي استحكم وانتهي شبابه واستقرّ: فلم تكن فيه زيادة.
15- {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها} يقال: نصف النهار.
{هذا مِنْ شِيعَتِهِ} أي من أصحابه. يعني: بني إسرائيل.
{وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ} أي من أعدائه. والعدوّ يدل على الواحد، وعلى الجمع.
{فَوَكَزَهُ مُوسى} أي لكزه. يقال وكزته ولكزته ونكزته ونهزته ولهزته، إذا دفعته.
{فَقَضى عَلَيْهِ أي قتله} وكل شيء فرغت منه: فقد قضيته، وقضيت عليه.
{خائِفًا يَتَرَقَّبُ} أي ينتظر سوءا يناله منهم.
{فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} أي يستغيث به.
يعني: الإسرائيليّ.
{قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} يجوز ان يكون هذا القول للإسرائيلي. أي أغويتني بالأمس حتى قتلت بنصرتك رجلا. ويجوز ان يكون لعدوّهما.
يَسْعى أي يسرع في مشيه.
{قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ} يعني: الوجوه من الناس والأشراف، {يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} قال ابو عبيدة: يتشاورون فيك ليقتلوك.
واحتج بقول الشاعر:
أحار بن عمرو كأني خمر ** ويعدو على المرء ما يأتمر

وهذا غلط بين لمن تدبر، ومضادّة للمعنى. كيف يعدو على المرء ما شاور فيه، والمشاورة بركة وخير؟! وانما أراد: يعدو عليه ما همّ به للناس من الشر. ومثله: قولهم: من حفر حفرة وقع فيها.
وقوله: {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ} أي يهمّون بك. يدلّك على ذلك قول النّمر بن تولب:
اعلمن أن كلّ مؤتمر ** مخطئ في الرّأي أحيانا

فإذا لم يصب رشدا ** كان بعض اللّوم ثنيانا

يعني: أن كل من ركب هواه، وفعل ما فعل بغير مشاورة فلابد من ان يخطيء أحيانا. فإذا لم يصب رشدا لامه الناس مرتين: مرة لركوبه الأمر بغير مشاورة، ومرة لغلطه.
ومما يدلك على ذلك أيضا قوله عز وجل: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} [سورة الطلاق آية: 6] لم يرد تشاوروا، وإنما أراد: همّوا به، واعتزموا عليه. وقالوا في تفسيره: هو أن لا تضرّ المرأة بزوجها، ولا الزوج بالمرأة.
ولو أراد المعنى الذي ذهب إليه ابو عبيدة، لكان أولي به ان يقول: إن الملأ يتآمرون فيك أي يستأمر بعضهم بعضا.
22- {تِلْقاءَ مَدْيَنَ} أي تجاه مدين ونحوها. وأصله: اللّقاء زيدت فيه التاء. قال الشاعر:
فاليوم قصر عن تلقائه الأمل

أي عن لقائه.
{سَواءَ السَّبِيلِ} أي قصده.
23- {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ} أي تكفّان غنمهما وحذف الغنم اختصارا.
وفي تفسير أبي صالح: تحبس إحداهما الغنم على الأخرى.
{قالَ ما خَطْبُكُما} أي ما أمركما؟ وما شأنكما؟.
{يُصْدِرَ الرِّعاءُ} أي يرجع الرعاء. ومن قرأ: يُصْدِرَ الرِّعاءُ، أراد: يردّ الرعاء أغنامهم عن الماء.
27- {عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي} أي تجازيني عن التّزويج، والأجر من اللّه إنّما هو: الجزاء على العمل.
28- {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ} قال المفسرون. لا سبيل عليّ. والأصل من التّعدّي، وهو: الظلم. كأنه قال: أي الأجلين قضيت، فلا تعتد عليّ بأن تلزمني اكثر منه.
29- {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ} أي قطعة منها ومثلها الجذمة. وفي التفسير: الجذوة عود قد احترق.
32- {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} أي أدخل يدك يقال: سلكت يدي وأسلكتها.
الجناح: الإبط. والجناح: اليد أيضا.
الرَّهْبِ والرّهب والرّهب والرّهبة واحد، بُرْهانانِ أي حجّتان.
34- {فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا} أي معينا. يقال: أردأته على كذا، أي أعنته.
35- {وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطانًا} أي حجة.
38- {فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ} أي اصنع لي الآجرّ {فَاجْعَلْ لِي} منه {صَرْحًا} أي قصرا عاليا.
45- {وَما كُنْتَ ثاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} أي مقيما. يقال: ثوبت بالمكان، إذا أقمت به. ومنه قيل للضيف: الثّويّ.
48- {سِحْرانِ تَظاهَرا} أي تعاونا.
51- {وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ} أي اتبعنا بعضه بعضا، فأتّصل عندهم. يعني: القرآن.
57- {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا} أي ألم نسكنهم إيّاه ونجعله مكانا لهم؟!.
58- {بَطِرَتْ مَعِيشَتَها} أي أشرت. وكأن المعنى: أبطرتها معيشتها كما تقول: أبطرك مالك، فبطرت.
59- {فِي أُمِّها رَسُولًا} أي في أعظمها.
{ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} أي: محضري النار.
61- {الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} أي وجبت عليهم الحجة فوجب العذاب.
66- {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ} أي عموا عنها- من شدة الهول يومئذ- فلم يجيبوا. والأنباء: الحجج هاهنا.
68- {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ} أي يختار للرسالة.
{ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} أي لا يرسل اللّه الرسل على اختيارهم.
71- السرمد: الدائم.
75- {وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا} أي أحضرنا رسولهم المبعوث إليهم.
76- {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} أي تميل بها العصبة- إذا حملتها- من ثقلها. يقال: ناءت بالعصبة، أي مالت بها. وأناءت العصبة: أمالتها.
ونحوه في المعنى قوله: {وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما} [سورة البقرة آية: 255] أي لا يثقله حتى يؤوده، أي يميله.
والعصبة: ما بين العشرة إلى الأربعين.
وفي تفسير أبي صالح: {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ} يعني: الكنز نفسه وقد تكون المفاتح: مكان الخزائن. قال في موضع آخر: {أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ} [سورة النور آية: 61]، أي ما ملكتموه: من المخزون. وقال: {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ} [سورة الأنعام آية: 59]، نرى: أنها خزائنه.
{لا تَفْرَحْ} لا تأشر، ولا تبطر. قال الشاعر:
ولست بمفراح إذا الدهر سرّني ** ولا جازع من صرفه المتحوّل

أي لست بأشر. فأمّا السرور فليس بمكروه.
77- {وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا} أي لا تترك حظّك منها.
78- {قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي} أي لفضل عندي. وروي في التفسير: أنه كان أقرأ بني إسرائيل للتوراة.
{وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} قال قتادة: يدخلون النار بغير حساب.
وقال غيره: يعرفون بسيماهم.
80- وَلا يُلَقَّاها أي لا يوفّق لها. ويقال: يرزقها.
82- {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} قال قتادة: هي ألم تعلم! وقال ابو عبيدة: سبيلها سبيل ألم تر؟.
وقد ذكرت الحرف والاختلاف فيه، في كتاب تأويل المشكل.
85- {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} أي أوجب عليك العمل به.
وقال بعض المفسرين: أنزله عليك. لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قال مجاهد: يعني مكة. وفي تفسير أبي صالح: أنّ جبريل- عليه السّلام- أتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتشتاق إلى مولدك ووطنك، يعني: مكة؟ قال: نعم. فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية: وهو فيما بين مكة والمدينة.
وقال الحسن والزّهريّ- أحدهما-: معاده: يوم القيامة، والآخر: معاده: الجنة.
وقال قتادة: هذا مما كان ابن عباس يكتمه. اهـ.

.قال الغزنوي:

ومن سورة القصص:
4- {شِيَعًا} فرقا، أي: فرّق بني إسرائيل فجعلهم خولا للقبط.
5- {وَنُرِيدُ} واو الحال، أي: يريد فرعون أمرا في حال إرادتنا لضده. وفيه بيان أن سنتنا فيك وفي قومك كهي في موسى وفرعون.
7