فصل: قال ملا حويش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



- {وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى} ألهمناها، ويجوز رؤيا منام.
{فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ}: أن يسمع جيرانك صوته، وكان موسى ولد في عام القتل، وهارون في عام الاستحياء إذ بنو إسرائيل تفانوا بالقتل، فقالت القبط: خولنا منهم، وقد فنيت شيوخهم موتا وأولادهم قتلا.
10- {فارِغًا} أي: من كلّ شيء إلّا من ذكر موسى، أو من موسى أيضا لأنّ اللّه أنساها ذكره، أو ربط على قلبها وآنسه.
والربط على القلب تقويته بإلهام الصّبر.
{إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} لما رأت الأمواج تلعب بالتابوت كادت تصيح وتقول: يا ابناه.
11- {قُصِّيهِ} اتبعي أثره لتعلمي خبره.
{عَنْ جُنُبٍ}: عن بعد وجنابة. وقيل: عن جانب كأنها ليست تريده.
12- {وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ} تحريم منع لا شرع.
{مِنْ قَبْلُ} من قبل أن تجيء أخته.
ومن أمر اللّه أن استخدم لموسى- عليه السلام- عدوّه في كفالته وهو يقتل العالم لأجله.
14- {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} بلغ نهاية القوة وهي ثلاث وثلاثون سنة.
ويجوز واحد الأشدّ شدّة كنعمة وأنعم، وشد كفلس وأفلس وشدّ يقال: هو ودّي والجمع أودّ.
{وَاسْتَوى}: استحكم وانتهى شبابه، وذلك إذا تم له أربعون.
15- {عَلى حِينِ غَفْلَةٍ} نصف النهار وقت القائلة.
{هذا مِنْ شِيعَتِهِ} إسرائيلي.
{فَوَكَزَهُ مُوسى} دفعه بجمع كفه.
{فَقَضى عَلَيْهِ} قتله.
{هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ} لأنّ الغضب من نفخ الشّيطان.
17- {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا} دخلت الفاء لأنه يدل أنه لا يكون ظهيرا لهم لما أنعم اللّه عليه، فهو كجواب الجزاء في أن الثاني لأجل الأول.
18- {فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} أي: الإسرائيلي الذي خلصه موسى استغاث به ثانيا، فقال له موسى: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ} أي: للقبطي، فظنّ الإسرائيليّ أنّه عناه، فقال: تريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس وسمعه القبطيّ فسعى به.
20- {وَجاءَ رَجُلٌ} كان نجارا مؤمنا من آل فرعون اسمه حزبيل.
20- {يَأْتَمِرُونَ بِكَ} يتشاورون في قتلك، أي: يأمر بعضهم بعضا.
21- {خائِفًا يَتَرَقَّبُ} أن يلحقه من يطلبه.
{تَذُودانِ} غنمهما أن تقرب الماء.
{يُصْدِرَ الرِّعاءُ} ينصرف الرعاة، ويُصْدِرَ: قريب من يصدر لأنّ الرعاة إذا صدروا فقد أصدروا، إلّا أنّ المفعول في يُصْدِرَ محذوف كما هو محذوف في قوله: {لا نَسْقِي} و{تَذُودانِ}.
24- {رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ} كان أدركه جوع شديد.
25- {نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ليس لفرعون سلطان بأرضنا. وكان بين مصر ومدين ثماني ليال نحو ما بين الكوفة والبصرة.
26- {الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} قوّته سقية الماشية بدلو واحدة وحده.
وأمانته غضّ طرفه وأمره لها أن تمشي خلفه.
27- {عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي} تأجر لي، أي: تكون أجيرا لي، وإن كان الصداق لها، إذ مال الولد في الإضافة للوالد، ولأنّ القبض إليه.
28- {وَكِيلٌ} شاهد على عقدنا.
29- {جَذْوَةٍ} قطعة من النار. جذوت: قطعت.
31- {تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ} انقلاب العصا حيّة دليل أن الجواهر جنس واحد، إذ لا حال أبعد إلى الحيوان من الخشب.
32- {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} اضمم يدك إلى صدرك يذهب اللّه ما بك من فرق، أي: لأجل الحيّة. أو هو على التوطين والتسكين كما يقال: ليسكن جأشك وليفرخ روعك.
والحكمة في تكرر هذه القصص أنّ المواعظ تكرر على الأسماع ليتقرر في الطباع. أو هو التحدي إلى الإتيان بمثله، ولو بترديد بعض هذه القصص، أو تسلية للنّبيّ وتحسيرا للكافرين حالا بعد حال.
41- {وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً} من الجعل بمعنى الوصف، كقوله: جعلته رجل سوء. أو ذلك في الحشر حيث يقدمون أتباعهم إلى النار.
42- {مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} الممقوتين، قبحه اللّه وقبّحه.
قال عمّار لمن تناول عائشة: اسكت مقبوحا منبوحا.
{ساحران تظاهرا} هما موسى ومحمد عليهما السلام، وذلك حين بعث أهل مكة إلى يهود مدينة فأخبروه بنعته وأوان مبعثه من كتابهم، وسِحْرانِ: التوراة والقرآن.
49- {هُوَ أَهْدى مِنْهُما} من كتابي موسى ومحمد عليهما السلام.
51- {وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ} في الخبر عن أمر الدنيا والآخرة.
وقيل: بما أهلكنا من القرون قبلهم ليتذكروا.
52- {بِهِ يُؤْمِنُونَ} بالقرآن.
54- {مَرَّتَيْنِ} أي: بإيمانهم بالكتاب قبل محمد وبالإيمان بمحمد صلى اللّه عليه وسلم.
55- {سَلامٌ عَلَيْكُمْ} بيننا وبينكم المتاركة والتسليم.
61- {مِنَ الْمُحْضَرِينَ} للجزاء أو إلى النار.
68- {وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} أي: الذي هو خير لهم.
ويجوز نفيا، أي: ما كان لهم الخيرة على اللّه وله الخيرة عليهم.
76- {إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى} كان ابن أخته.
بغى عليه: طلب العلو بغير حق.
{لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} يثقلها حتى تمليها كأنه لتميل بالعصبة من الثقل.
ناء: مال، والنّوء: الكوكب، مال عن العين عند الغروب.
{لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} البطرين.
79- {فِي زِينَتِهِ} في موكبه على بغلة شهباء بمركب ذهب في لباس أرجواني.
81- {فَخَسَفْنا بِهِ} قال موسى: يا أرض خذيه فابتلعته، فقيل: أهلكه ليرثه، فخسف بداره.
82- {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} قيل: وي مفصول، وهو اسم سمّي به الفعل، أي:
أعجب، ثم ابتدأ وقال: كأن اللّه يبسط.
وقيل: بأنه ويك بأنّ اللّه فحذفت الباء، ومعناه: ألم تر؟ أو ألم تعلم؟ أو معناه: ويح أو ويلك، ومعنى الجميع التنبيه.
85- {فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} أنزل على لسانك فرائضه، أو فرض العمل به أو حملك تبليغه.
{لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ} مكة. نزلت ب الجحفة حين عسف به الطريق إليها فحنّ.
88- {إِلَّا وَجْهَهُ} إلّا ما أريد به وجهه. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة القصص:
نزلت بمكة بعد سورة النمل عدا الآيات من 52 إلى 55 والآية 82 فانهن نزلن بالمدينة، وهي ثمان وثمانون آية، وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة، وخمسة آلاف وثمانمائة حرفا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قال تعالى: {طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ} 2 تقدم تفسيرها في الشعراء المارة، وفيها إشارة إلى آيات هذه السورة وأنه قد بين فيها الحلال والحرام والحدود والأحكام، والوعود والوعيد، والإخلاص والتوحيد، والقصص، والأخيار، والأمثال، والاعتبار، مما هو ثابت في اللوح المحفوظ، فيا أكرم الرسل إنا {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ} أي من بعض خبرهما كما يفهم من لفظ من، ولأن نبأ موسى مع فرعون لا ينحصر في هذه السورة كما علمت مما مر وما يمر عليك بعد، وهذا الإخبار {بِالْحَقِّ} الواقع لنتلوه {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} 3 به فينتفعون بأحكامه، أما غير المؤمن فلم تنفعه الموعظة، ثم شرع يقص ذلك النبأ فقال: يا حبيبي {إِنَّ فِرْعَوْنَ} ملك مصر الوليد الرباني {عَلا فِي الْأَرْضِ} تجبر وتكبر وترفع على أهلها وما حولها {وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعًا} فرقا بقصد إضعافهم وجعلهم صنوفا في خدمته وخدمة زملائه، قهرا فصاروا يشايعونه على ما يريد بحيث لا يملك أحدهم أمر نفسه ولا يقدر على مخالفته وأنه {يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ} أي بني إسرائيل ولا يعاملهم معاملة القبط قومه، ولا يعدل بينهم إذ يكرم القبط ويهفي بني إسرائيل ويضيق عليهم، فيستخدمهم ويسخرهم ويسىء إليهم، وهم لا يعارضونه بشيء من ذلك، وقد حدا به العنفوان إلى استرقاقهم وتشغيلهم بأنواع الخدم الشافة ولم يكتف بذلك حتى صار {يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ} إذلالا لهم {وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ} أي يبقيهن أحياء ليستعملهنّ هو وقومه في مصالحهم وذلك أنه أخبره بعض كهنته بأنه سيولد منهم ولد يكون سببا في خراب ملكه، ولهذا وقع الخوف في قلبه، فصار يذبح الذكور ويبقي الإناث، وقد استكانوا له حذرا من ذبح الكبار ايضا {إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} 4 الراسخين في الفساد لكثرة ما أوقعه فيهم من القتل بسبب ما تخيله من قول الكاهن زيادة على اعماله القبيحة معهم، بقصد اصغارهم، ولذلك جعلهم شيعا لئلا تتفق كلمتهم فيناوئوه ومن هنا أخذت قاعدة فرق تسد وصارت الحكومات الغاشمة إذا استولت على غيرها قسمت بلادها إلى حكومات صغيرة، وأوقعت التنافس بينهم ليشتغلوا بعضهم ببعض، ويركنوا للمولى عليهم، قال تعالى: {وَنُرِيدُ} بعد أن أظهر فرعون تماديه على الكفر واسترقاق بني إسرائيل {أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} منهم {فِي الْأَرْضِ} من قبله ونهلكه وقومه ولننعم ونتفضل عليهم {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً} أنبياء وملوكا يصلحون ما فسد من أمرهم ويرفعون الظلم عنهم ويساون بين الناس {وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ} 5 لملك فرعون {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} نوطنها لهم ونثبت أقدامهم بها ونجعلها مسكنا لهم، ليكونوا قادة في الخير وحكاما بالعدل، يرفعون الجور ويطهرون الأرجاس التي كان يفعلها فيهم {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ} وزيره وعونه على مظالمه {وَجُنُودَهُما} الذين هم سبب قوتهما وبطشهما ومتانة شكيمتهما {مِنْهُمْ} من بني إسرائيل، والجار متعلق بنري المتقدم لا بيحذرون، لأن الصلة لا نتقدم على الموصول {ما كانُوا يَحْذَرُونَ} 6 من خراب ملكهم، أي نري فرعون ووزيره وجنوده الذين كانوا يقتلون أولادهم لمحافظة دولتهم، ونحفظ هذا الولد الذي سيكون سببا في ذلك من كيده وتربيته في بيته وعلى يده، ليعلموا أن حذرهم لا يغني شيئا من اللّه، وأن لا راد لما أراده، وسنحقق ما توهموه في قول الكاهن {وَ} بعد أن ولد نبيهم {أَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى} يوحاته من نسل لاوي بن يعقوب بعد أن ولدته وحارت في أمرها ماذا تفعل به، لأن شرطة فرعون يتحرون الدور ويتفقدون الحبالى ليذبحوا الذكور من أولادهم، واشتد خوفها عليه منهم، فألهمناها وأشرنا إليها {أَنْ أَرْضِعِيهِ} أي قذفنا في قلبها ما معناه ذلك وقلنا لها {فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ} من اطلاع الشرطة ولم تقدري على دفع ما يحوك في صدرك من الخوف عليه، فضعيه في صندوق {فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} وكان هذا الوحي بطريق الإلهام أو الرؤيا أو بواسطة الملك كما كان يتمثل لمريم عليها السلام، وعلى كل فلا يسمى وحي رسالة لأن المرأة لا تكون مرسلة من اللّه، والمراد باليم نيل مصر وكل نهر كبير يسمى يما أي بحرا وَقلنا لها أيضا لتطمئن عليه {لا تَخافِي} عليه من الغرق، لأنا حافظوه {وَلا تَحْزَنِي} على فراقه بعد أن تلقيه وتحققي {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} قريبا لتربيه بطلب من فرعون عدوه، وبصورة لطيفة وحالة بديعة {وَجاعِلُوهُ} بعد كبره {مِنَ الْمُرْسَلِينَ} 7 إلى فرعون وقومه، فامتثلت ما قذف في روعها من ذلك الإلهام الإلهي، وبعد أن أرضعته خفية مدة وتحقق خوفها عليه من كثرة التحري من أعوان فرعون رجالا ونساء بلا فتور، جاءت بتابوت ودفعته فيه وألقته في النيل كما أمرها اللّه، فالتقطه آل فرعون، وذلك أن قسما من النيل يمر في قصره وأخذته الجرية إليه ليتم مراد اللّه و{لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} في عاقبة أمره، أي ربّوه لهذه الغاية، ولو علموا لقتلوه، ولكن أمر اللّه واقع لا محالة على حد قولهم: للموت ما تلد الوالدة والوالدة لم تلد ليموت ولدها بل ليحيا، وهؤلاء التقطوه وفرحوا به ليكون لهم صاحبا ومفرحا، لا ليكون عدوا وحزنا {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ} 8 بعملهم ذلك وهو تصدّيهم لقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل، لئلا يفوتهم من أخبروا به بأنه سيكون خراب ملكهم على يده، ولهذا عاقبهم اللّه على فعلهم بأن قدر عليهم أن يربّوا عدوهم الذي يتوقعون منه هلاكهم، ويتحروه ليل نهار بأيديهم وتحت رعايتهم، ليكون ندمهم أكثر وتحسرهم أشد، ويكونوا خاطئين بتربيته لا يشعرون أنه هو، ولا بدع فإنهم خاطئون فيما يأتون ويذرون، لأنهم لا يدينون بالإله الواحد ولا يعلمون أن ما يريده اللّه لابد أن يقع، أرادوا أو أبوا.