فصل: (سورة القصص الآيات: 30- 32):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة القصص الآيات: 30- 32]:

{فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمًا فاسِقِينَ (32)}.

.الإعراب:

الفاء عاطفة لمّا {أتاها} مثل لمّا قضى...، {من شاطئ} متعلّق ب {نودي} وكذلك {في البقعة} {من الشجرة} بدل من الشاطئ بدل اشتمال بإعادة الجارّ {أن} حرف تفسير، {موسى} منادى مفرد علم مبني على الضمّ المقدّر في محلّ نصب {أنا} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، {ربّ} نعت للفظ الجلالة مرفوع.
جملة: {أتاها} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نودي} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يا موسى} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {إنّي أنا اللّه} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أنا اللّه} في محلّ رفع خبر إنّ.
(31) الواو عاطفة {أن} مثل الأولى الفاء عاطفة {لمّا رآها} مثل لمّا قضى، {مدبرا} حال منصوبة الواو عاطفة في الموضعين {يا موسى} مثل الأولى {لا} ناهية جازمة {من الآمنين} متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: {ألق} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {رآها} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {تهتزّ} في محلّ نصب حال من مفعول رآها.
وجملة: {كأنّها جانّ} في محلّ نصب حال من فاعل تهتزّ.
وجملة: {ولّى} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {لم يعقّب} لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة النداء الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أقبل} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {لا تخف} لا محلّ لها معطوفة على جملة أقبل.
وجملة: {إنّك من الآمنين} لا محلّ لها تعليليّة.
(32) {في جيبك} متعلّق باسلك، {تخرج} مضارع مجزوم جواب الطلب {بيضاء} حال منصوبة من فاعل تخرج، {من غير} متعلّق بحال من الضمير في بيضاء {إليك} متعلّق ب {اضمم} {من الرهب} متعلّق ب {اضمم} أي من أجله الفاء استئنافيّة {ذانك} اسم إشارة مبنيّ على الألف في محلّ رفع مبتدأ خبره برهانان {من ربّك} متعلّق بنعت للخبر {إلى فرعون} متعلّق بفعل محذوف تقديره اذهب.
وجملة: {اسلك} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تخرج} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تسلك يدك تخرج.
وجملة: {اضمم} لا محلّ لها معطوفة على جملة اسلك.
وجملة: ذانك برهانان لا محلّ لها استئناف في معرض النداء.
وجملة: {إنّهم كانوا} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {كانوا قوما} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{شاطئ} اسم للبر الملاصق للبحر على وزن فاعل وأصله الوادي.
{الأيمن} صفة مشتقّة على وزن أفعل، وهو الجانب مما يلي اليمين من الإنسان، وقد يكون من اليمن أي البركة، ولم يقصد به التفضيل.
{البقعة} اسم للجزء من الأرض، مما يكون فيه الإنسان واقفا، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(32) {ذانك} اسم إشارة للمثنى وهو مبني على الألف على الأرجح- وبعضهم يجعله معربا بالحروف.

.البلاغة:

التكرير: في قوله تعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ} كرر المعنى الواحد لاختلاف الغرضين، وذلك أن الغرض في أحدهما خروج اليد بيضاء، وفي الثاني إخفاء الرعب.
الكناية: في قوله تعالى: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ} ضم الجناح كناية عن التجلد والضبط، وهو مأخوذ من فعل الطائر عند الأمن بعد الخوف، وهو في الأصل مستعار من فعل الطائر عند هذه الحالة، ثم كثر استعماله في التجلد وضبط النفس، حتى صار مثلا فيه وكناية عنه.
ونضيف إلى ما تقدم ما أورده الإمام الزمخشري بأسلوبه الساحر وهذا نصه:
فإن قلت قد جعل الجناح وهو اليد في أحد الموضعين مضموما وفي الآخر مضموما إليه وذلك قوله: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ} وفي طه {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ} فما التوفيق بينهما؟ قلت: المراد الجناح المضموم وهو اليد اليمنى والمضموم إليه هو اليد اليسرى وكل واحدة في يمنى اليدين ويسراهما جناح.

.[سورة القصص الآيات: 33- 34]:

{قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)}.

.الإعراب:

{قال ربّ} مرّ إعرابها، {منهم} متعلّق بحال من {نفسا} الفاء عاطفة {أن} حرف مصدريّ والنون في {يقتلون} نون الوقاية وردت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآي، وهي مفعول به.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ربّ} لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: {إنّي قتلت} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قتلت} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أخاف} في محلّ رفع معطوفة على جملة قتلت.
وجملة: {يقتلون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
والمصدر المؤوّل {أن يقتلون} في محلّ نصب مفعول به لفعل الخوف.
(34) الواو عاطفة {هارون} عطف بيان على أخي مرفوع {هو} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره أفصح {منّي} متعلّق بأفصح {لسانا} تمييز منصوب الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب {معي} ظرف منصوب متعلّق بفعل أرسله {ردءا} حال منصوبة من مفعول أرسله، والنون في {يصدّقني} للوقاية {أن يكذّبون} مثل أن يقتلون.
والمصدر المؤوّل {أن يكذّبون} في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.

.الصرف:

{أفصح} اسم تفضيل من الثلاثيّ فصح، وزنه أفعل.
{ردءا} مصدر ردأته بمعنى أعنته، وهو بمعنى المفعول، وزنه فعل بكسر فسكون.

.البلاغة:

الاسناد المجازي: في قوله تعالى: {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} ليس الغرض بتصديقه أن يقول له: صدقت، أو يقول الناس صدق موسى، وإنما هو أن يلخص الحق بلسانه، ويبسط القول فيه، ويجادل به الكفار، فذلك جار مجرى التصديق المفيد، فأسند التصديق إلى هارون، لأنه السبب فيه، إسنادا مجازيا ومعنى الاسناد المجازي: أن التصديق حقيقة في المصدق فإسناده إليه حقيقة، وليس في السبب تصديق، ولكن أستعير له الإسناد لأنه لا بس التصديق بالتسبب، كما لا بسه الفاعل بالمباشرة. والدليل على هذا الوجه قوله: {إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ}.

.الفوائد:

1- أخاف أن يقتلون:
هذه النون في {يقتلون} للوقاية، وأما نون الرفع فهي محذوفة، وحذفت أيضا ياء المتكلم للوقف على الآية، ولكمال النظم القرآني الذي تحدثنا عنه مرارا.
2- فقه اللغة:
اتفق علماء اللغة وفقهاؤها على أن الحرفين العين والضاد إذا وقعا فاء وعينا للفعل دلّا على القوة والصلابة. رغم أنها ليست كثيرة في عالم الأفعال أو الأسماء.
من ذلك العضل، والعضد، وعضّ، وعضد، وعضب، وعضل. كل هذه الزمرة من الأفعال إنما تتضمن معنى القوة والصلابة. وهذا سرّ آخر من اسرار لغتنا العجيبة ذات الخصائص والأسرار.

.[سورة القصص: آية 35]:

{قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ (35)}.

.الإعراب:

{بأخيك} متعلّق بنشدّ، وعلامة الجرّ الياء {لكما} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل الفاء عاطفة {لا} نافية {إليكما} متعلّق ب {يصلون} {بآياتنا} متعلّق بمحذوف تقديره اذهب، {أنتما} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {من} اسم موصول في محلّ رفع معطوف على الضمير المنفصل بالواو {الغالبون} خبر.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سنشدّ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {نجعل} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {لا يصلون} في محلّ نصب معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: اذهب {بآياتنا} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {أنتما} {الغالبون} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {اتّبعكما} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: {قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} شبه حال موسى عليه السّلام، في تقويته بأخيه، بحال اليد في تقويتها بعضد شديد، ويجوز أن يكون هناك مجاز مرسل، من باب اطلاق السبب على المسبب بمرتبتين، بأن يكون الأصل سنقويك به ثم نؤيّدك ثم سنشد عضدك به.

.[سورة القصص الآيات: 36- 37]:

{فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة لمّا {جاءهم موسى} مثل لمّا قضى موسى، {بآياتنا} متعلّق بحال من موسى {بيّنات} حال منصوبة من آياتنا {ما} نافية مهملة {إلّا} أداة حصر {سحر} خبر المبتدأ هذا {ما} مثل الأولى {بهذا} متعلّق ب {سمعنا} {في آبائنا} متعلّق بحال من هذا بحذف مضاف أي: في أيام آبائنا الأولين.
جملة: {جاءهم موسى} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ما هذا إلّا سحر} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ما سمعنا} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(37) الواو عاطفة {بمن} متعلّق بأعلم {بالهدى} متعلّق بحال من فاعل جاء {من عنده} متعلّق ب {جاء} الواو عاطفة {من} موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأول من {له} متعلّق بخبر تكون، الهاء في {إنّه} هو ضمير الشأن اسم إنّ {لا} نافية.
وجملة: {قال موسى} لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: {ربّي أعلم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {جاء بالهدى} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {تكون له عاقبة} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني.
وجملة: {إنّه لا يفلح الظالمون} لا محلّ لها استئناف، إمّا في حيّز القول أو من قول اللّه تعالى.
وجملة: {لا يفلح الظالمون} في محلّ رفع خبر إنّ.