فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



القول في تأويل قوله تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [39- 43].
{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ} أي: بدعوى الألوهية لنفسه، ونفيها عن الله تعالى، وقصد الاطلاع إلى الله سبحانه، وادعاء العمل الكليّ لنفسه مع جهله بربه: {وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} أي: بل بالفساد وردّ الحق، والصدّ عن سبيل الله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ} بضم الياء وفتحها قراءتان: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} أي: يلعنهم كل مؤمن يسمعهم: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} أي: من المطرودين، المبعدين: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ} أي: أنوارًا للقلوب: {وَهُدىً} أي: إلى الاعتقادات الصحيحة ودلائلها: {وَرَحْمَةً} أي: بالإرشاد إلى العمل الصالح: {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} أي: فيتعظون به ويهتدون بسببه.
ثم أشار تعالى إلى كون التنزيل وحيًا من علاّم الغيوب، ببيان أنه ما فصّل من هذه الأنباء لا يتسنى إلا بالمشاهدة أو التعلم، وكلاهما معلوم الانتفاء، فتحقق صدق الإيحاء. وذلك قوله سبحانه: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} أي: الوادي الغربي الذي كوشف فيه موسى عن المناجاة: {إِذْ قَضَيْنَا} أي: قدرنا وأنهينا: {إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ} أي: أمر الإرسال والإنباء: {وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا} أي: بين زمانك وزمان موسى: {فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ} أي: أمد انقطاع الوحي، واندرست معالم الهدى، وعم الضلال والبغي والردى، فاقتضت رحمتنا إرسالك لنخرجهم من الظلمات إلى النور: {وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا} أي: مقيمًا: {فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} أي: لك، وموحين إليك تلك الآيات. أي: ما كان الإنباء بها إلا وحيًا مصدره الرسالة: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} أي: وقت ندائنا موسى: {وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} أي: ولكن أرسلناك بالقرآن الناطق بما ذكر وبغيره، لرحمةٍ عظيمة كائنة منّا لك وللناس: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} أي: من نذير في زمان الفترة بينك وبين عيسى: {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} أي: يتعظون بإنذارك.
القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [47- 48].
{وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ} أي: عقوبة: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} أي: من الكفر والفساد: {فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي: بها. وجواب: {لَوْلاَ} الأولى محذوف، ثقة بدلالة الحال عليه. أي: ما أرسلناك. لكن قولهم هذا عند عقوبتهم محقق. ولذا أرسلناك قطعًا لمعاذيرهم.
قال الزمخشري: ولما كانت أكثر الأعمال تزاول بالأيدي، جعل كل عمل معبراُ عنه باجتراح الأيدي، وتقديم الأيدي، وإن كان من أعمال القلوب. وهذا من الاتساع في الكلام، وتصيير الأقل تابعًا للأكثر، وتغليب الأكثر على الأقل: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى} أي: من قلب العصا حية، وفلق البحر، وغيرهما من الآيات. تعنتًا وعنادًا، كما قالوا: {لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ} [هود: 12]، وما أشبه ذلك. وقوله: {أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} رد عليهم، وإظهار لكون ما قالوه تعنتًا محضًا، لا طلبًا لما يرشدهم إلى الحق. أي: أو لم يكفر أبناء جنسهم، ومَنْ مذهبهم مذهبهم، وعنادهم عنادهم وهم القبط، بما أوتي موسى من الكتاب: {قَالُوا} أي: في موسى وهارون عليهما السلام ساحران: {تَظَاهَرَا} أي: تعاونا. وقرئ: {سِحْرَانِ} أي: ذوا سحرين؛ أو جعلوهما سحرين مبالغة: {وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} ثم أشار تعالى إلى أن الآية العظمى للنبيّ صلوات الله عليه، هي الآيات النفسية العلمية، لا الكونية الآفاقية التي كانت لغيره، جريًا على سنة الارتقاء. فإن النوع الإنساني كان، لما جاء الإسلام قد استعد إلى معرفة الحق من الباطل بالبرهان، والتمييز بين الخير والشر بالدليل والحجة. وكان لابد له في هذا الطور من معلّم ومرشد، كما في الأطوار الأخرى، أرسل الله إليه رسولًا يهديه إلى طرق النظر والاستدلال، ويأمره بأن يرفض التقليد البحت والتسليم الأعمى. وأن لا يأخذ شيئًا إلا بدليل وبرهان، يوصل إلى العلم. فكانت عمدته صلى الله عليه وسلم في الاستدلال على نبوّته ورسالته نفسه الكريمة، ما جاء به من النور والهدى، كالطبيب الذي يستدل على إتقانه صناعة الطب، بما يبديه من العلم والعمل الناجح فيها. وقد بسط هذا في مواضعه. وهذا معنى قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
{قُلْ} أي: لهؤلاء الجاحدين: قد مضى دور الخوارق التي تقترحونها، ونسخ تعالى من تلك الآيات بما أتى بخير منها، وهو آية الهداية التي تصلح بها قلوب العالمين. والذكرى التي تزع النفوس عن الشر، وتحملها على الخير. بحيث يظهر أثرها الحسن في المؤمنين، ويحق الشقاء على الجاحدين المعاندين. فإن يك هذا سحرًا، ولديكم ما هو أهدى: {فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا} أي: من التوراة والقرآن: {أَتَّبِعْهُ} أي: ولا أعاندكم مثل ما تعاندونني: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي: في أنهما سحران مختلقان. أو في أنه يمكن الإتيان بما هو أهدى منهما.
قال أبو السعود: ومثل هذا الشرط مما يأتي به من يدل بوضوح حجته وسنوح محجته. لأن الإتيان بما هو أهدى من الكتابين، أمر بيّن الاستحالة. فيوسع دائرة الكلام للتبكيت والإفحام. انتهى. أي: لا للشك والتردد.
قال الشهاب: وهذا جواب عما يقال أن عدم إتيانهم به معلوم. وهذا كما يقول المدّل: إن كنت صديقك القديم، فعاملني بالجهل. وكذا في إيراد كلمة إن مع امتناع صدقهم، نوع تهكم بهم: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ} أي: فلم يأتوا بذلك الكتاب، ولم يتابعوا الكتابين: {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} أي: الزائغة من غير برهان: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ} الاستفهام إنكاري للنفي. أي: لا أحد أضل منه. كيف لا؟ وهو أظلم الظلمة. بتقديم هواه على هدى الله. كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} أي: الذين ظلموا أنفسهم بالانهماك في اتباع الهوى، والإعراض عن الآيات الهادية إلى الحق المبين.
قال الرازيّ: وهذا من أعظم الدلائل على فساد التقليد، وأنه لابد من الحجة والاستدلال. انتهى. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى}.
أخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أهلك الله قومًا ولا قرنًا ولا أمة، ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخت قردة. ألم تر إلى قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى}» وأخرجه البزار وابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سعيد موقوفًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله قال: بَيِّنَةٌ.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: البصائر، الهدى. بصائر ما في قلوبهم لذنوبهم.
{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44)}.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما كنت بجانب الغربي} قال: جانب غربي الجبل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {وما كنت ثاويًا} قال: الثاوي، المقيم.
{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)}.
أخرج الفريابي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معًا في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} قال: نودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني، واستجبت لكم قبل أن تدعوني. وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «إن رب العزة نادى يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي» ثم أنزل هذه الآية في سورة موسى وفرعون {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا}.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل وأبو نصر السجزي في الابانة والديلمي عن عمرو بن عبسة قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك} ما كان النداء؟ وما كانت الرحمة؟ قال: «كتاب كتبه الله قبل أن يخلق خلقه بألفي عام، ثم وضعه على عرشه، ثم نادى: يا أمة محمد سبقت رحمتي غضبي، أعطيتكم قبل أن تسألوني، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني، فمن لقيني منكم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدي ورسولي صادقًا أدخلته الجنة».
وأخرج الحلي في الديباج عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعًا، مثله.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني. وذلك في قوله: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} قال: نودوا يا أمة محمد ما دعوتمونا إلا استجبنا لكم، ولا سألتمونا إلا أعطيناكم».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما قرب الله موسى إلى طور سينا نجينا قال: أي رب هل أحد أكرم عليك مني؟ قربتني نجيا، وكلمتني تكليمًا، قال: نعم. محمد أكرم علي منك. قال: فإن كان محمد أكرم عليك مني فهل أمة محمد أكرم من بني إسرائيل؟ فلقت لهم البحر، وأنجيتهم من فرعون وعمله، وأطعمتهم المن والسلوى. قال: نعم. أمة محمد أكرم علي من بني إسرائيل. قال: إلهي أرنيهم قال: إنك لن تراهم، وإن شئت أسمعتك صوتهم. قال: نعم. إلهي فنادى ربنا: أمة محمد أجيبوا ربكم، فاجابوا وهم في أصلاب آبائهم، وأرحام امهاتهم إلى يوم القيامة. فقالوا: لبيك أنت ربنا حقًا، ونحن عبيدك حقًا، قال: صدقتم، وأنا ربكم وأنتم عبيدي حقًا قد غفرت لكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني، فمن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة» قال ابن عباس رضي الله عنهما: فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم أراد أن يمن عليه بما اعطاه وبما أعطى أمته فقال: يا محمد {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نصر السجزي في الابانة عن مقاتل {وما كنت بجانب الطور} يقول: وما كنت أنت يا محمد بجانب الطور إذ نادينا أمتك وهم في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بعثت.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} قال: إذ نادينا موسى {ولكن رحمة من ربك} أي مما قصصنا عليك.
{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)}.