فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان وقال: هذا متن منكر، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «زُرِ القبور تَذْكُر بها الآخرة، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة».
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن الله لا يحب الفرحين} قال: الفرح هنا البغي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {إن الله لا يحب الفرحين} قال: إن الله لا يحب الفرح بطرًا {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} قال: تصدق، وقرب الله تعالى، وصل الرحم.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الله لا يحب الفرحين} قال: المرحين. وفي قوله: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} يقول: لا تترك أن تعمل لله في الدنيا.
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: أن تعمل فيها لآخرتك.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {ولا تنس نصيبك} قال: قدم الفضل، وأمسك ما يبلغك- وفي لفظ- قال: امسك قوت سنة، وتصدق بما بقي.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: أن تأخذ من الدنيا ما أحل الله لك، فإن لك فيه غنى وكفاية.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن منصور رضي الله عنه في قوله: {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: ليس هو عرض من عرض الدنيا، ولكن هو نصيبك عمرك أن تقدم فيه لآخرتك.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {قال إنما أوتيته على علم عندي} يقول على خير عندي، وعلم عندي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {إنما أوتيته على علم عندي} يقول: علم الله أني أهل لذلك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: المشركون. لا يسألون عن ذنوبهم، ولا يحاسبون لدخول النار بغير حساب.
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: كقوله: {يعرف المجرمون بسيماهم} [الرحمن: 41] سود الوجوه، زرق العيون، الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فخرج على قومه في زينته} قال: خرج على براذين بيض، عليها سرج من أرجوان، وعليها ثياب معصفرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {فخرج على قومه في زينته} قال: في ثوبين أحمرين.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي الزبير رضي الله عنه قال: خرج قارون على قومه في ثوبين أحمرين بغير عصفر كالقرمز.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله: {فخرج على قومه في زينته} قال: في ثياب صفر وحمر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله: {فخرج على قومه في زينته} قال: خرج في سبعين ألفًا عليهم المعصفرات، وكان ذلك أول يوم في الأرض رؤيت المعصفرات فيها.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فخرج على قومه في زينته} قال: في حشمه. وذكر لنا أنهم خرجوا على أربعة الاف دابة، عليهم ثياب حمر، منها ألف بغلة بيضاء وعلى دوابهم قطائف الأرجوان.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {فخرج على قومه في زينته} قال: خرج على بغلة شهباء عليها الأرجوان، وعليها ثلاثمائة جارية، على بغال شهب عليهن ثياب حمر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فخرج على قومه في زينته} قال: خرج في جوار بيض، على سروج من ذهب، على قطف أرجوان، وهن على بغال بيض، عليهن ثياب حمر، وحلى ذهب.
وأخرج ابن مردويه عن أوس بن أوس الثقفي «عن النبي صلى الله عليه وسلم {فخرج على قومه في زينته} قال: في أربعة آلاف بغل يعني عليه البزيون».
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدة بن أبي لبابة رضي الله عنه قال: أول من صبغ بالسواد قارون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {قال الذين يريدون الحياة الدنيا} قال: أناس من أهل التوحيد قالوا: {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون} وفي قوله: {ولا يلقاها إلا الصابرون} يعني لا يلقى ثواب الله، والصواب من القول.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {إنه لذو حظ عظيم} قال: ذو جد.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحرث رضي الله عنه؛ وهو ابن نوفل الهاشمي قال: بلغنا أن قارون أوتي من الكنوز والمال حتى جعل باب داره من ذهب، وجعل داره كلها من صفائح الذهب، وكان الملأ من بني إسرائيل يغدون إليه ويروحون، يطعمهم الطعام ويتحدثون عنده، وكان مؤذيًا لموسى عليه الصلاة والسلام، فلم تدعه القسوة والهوى حتى أرسل إلى امرأة من بني إسرائيل مذكورة بالجمال كانت تذكر بريبة فقال لها: هل لك أن أموّلك وأعطيك وأخلطك بنسائي على أن تأتيني والملأ من إسرائيل عندي فتقولين: يا قارون ألا تنهي موسى عني؟ فقالت: بلى. فلمّا جاء أصحابه واجتمعوا عنده، دعا بها فقامت على رءوسهم، فقلب الله قلبها ورزقها التوبة فقالت: ما أجد اليوم توبة أفضل من أن أكذب عدو الله، وأبرىء رسول الله عليه السلام فقالت: إن قارون بعث إلي فقال: هل لك أن أمولك وأعطيك وأخلطك بنسائي على أن تأتيني والملأ من بني إسرائيل عندي، وتقولين: يا قارون ألا تنهي موسى عني، فإني لم أجد اليوم توبة أفضل من أن أكذب عدو الله، وأبرىء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنكس قارون رأسه وعرف أنه قد هلك. وفشا الحديث في الناس حتى بلغ موسى عليه السلام، وكان موسى عليه السلام شديد الغضب. فلما بلغه توضأ، ثم صلى وسجد وبكى وقال: يا رب عدوك قارون كان لي مؤذيًا، فذكر أشياء ثم لم ينهاه حتى أراد فضيحتي. يا رب سلطني عليه. فأوحى الله إليه: أن مر الأرض بما شئت تطعك. فجاء موسى إلى قارون، فلما رآه قارون عرف الغضب في وجهه فقال: يا موسى ارحمني فقال موسى عليه السلام: يا أرض خذيهم، فاضطربت داره وخسف به وبأصحابه حتى تغيبت أقدامهم، وساخت دارهم على قدر ذلك فقال قارون: يا موسى ارحمني فقال: يا أرض خذيهم، فخسف به وبداره وبأصحابه، فلما خسف به قيل له: «يا موسى ما أفظك أما وعزتي لو إياي دعا لرحمته» وقال أبو عمران الجوني: فقيل لموسى: لا أعبد في الأرض بعدك أحدًا.
وأخرج الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فخسفنا به وبداره الأرض} قال: خسف به إلى الأرض السفلى.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن أبي ميمون عن سمرة بن جندب قال: يخسف بقارون وقومه في كل يوم قدر قامة، فلا يبلغ الأرض السفلى إلى يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أنه يخسف به كل يوم قامة، وأنه يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه، مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: إن الله أمر الأرض أن تطيعه ساعة.
وأخرج عبد بن حميد عن مالك بن دينار رضي الله عنه: أن قارون يخسف به كل يوم قامة.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما خسف بقارون فهو يذهب وموسى قريب منه قال: يا موسى ادع ربك يرحمني. فلم يجبه موسى حتى ذهب. فأوحى الله إليه «استغاث بك فلم تغثه، وعزتي وجلالي لو قال: يا رب لرحمته».
وأخرج أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله القاري عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين أنه بلغه: أن الله عز وجل أمر الأرض أن تطيع موسى عليه السلام في قارون، فلما لقيه موسى قال للأرض: أطيعيني فأخذته إلى الركبتين، ثم قال: أطيعيني فوارته في جوفها، فأوحى الله إليه «يا موسى ما أشد قلبك، وعزتي وجلالي لو بي استغاث لأغثته» قال: رب غضبًا لك فعلت.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين} قال: ما كانت عنده منعة يمتنع بها من الله تعالى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ويكأن الله} يقول: أو لا يعلم {أن الله يبسط الرزق} وفي قوله: {ويكأنه لا يفلح الكافرون} يقول: أو لا يعلم {أنه لا يفلح الكافرون} والله أعلم.
{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}.
أخرج المحاملي والديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة رضي الله عنه «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا} قال: التجبر في الأرض، والأخذ بغير الحق».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسلم البطين رضي الله عنه في قوله: {للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا} قال: العلو التكبر في الأرض بغير الحق. والفساد الأخذ بغير الحق.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {لا يريدون علوًا في الأرض} قال: بغيا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {للذين لا يريدون علوًا في الأرض} قال: تعظمًا وتجبرًا {ولا فسادًا} قال: بالمعاصي.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {تلك الدار الآخرة} قال: نجعل الدار الآخرة {للذين لا يريدون علوًا في الأرض} قال: التكبر وطلب الشرف والمنزلة عند سلاطينها وملوكها {ولا فسادًا} قال: لا يعملون بمعاصي الله، ولا يأخذون المال بغير حقه {والعاقبة للمتقين} قال: الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {لا يريدون علوًا في الأرض} قال: الشرف والعز عند ذوي سلطانهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي معاوية الأسود في قوله: {لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا} قال: لم ينازعوا أهلها في عزها، ولا يجزعوا من ذلها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن الرجل ليحب أن يكون شسع نعله أفضل من شسع نعل صاحبه، فيدخل في هذه الآية {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا}.
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. أنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال، يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبقال والبيع فيفتح عليه القرآن، ويقرأ: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا} ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع، في الولاة وأهل القدرة من سائر الناس.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، نحوه.
وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة فجلس على الأرض فقال: أشهد أنك لا تبغي علوًا في الأرض ولا فسادًا فأسلم. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله: {فِي زِينَتِهِ} إمَّا متعلِّقٌ ب {خَرَجَ} وإمَّا بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ فاعلِ خَرَجَ.
قوله: {وَيْلَكُمْ} منصوبٌ بمحذوفٍ أي: أَلْزمَكم اللهُ وَيْلَكم.
قوله: {وَلاَ يُلَقَّاهَآ} أي: هذه الخَصْلَةُ، وهي الزهدُ في الدنيا والرغبةُ فيما عند الله.
قوله: {فَخَسَفْنَا بِه وَبِدَارِه} المشهورُ كَسْرُ هاءِ الكنايةِ في {به} و{بداره} لأجلِ كسرِ ما قبلَها. وقُرِىءَ بضمِّها. وقد تقدَّم أنها الأصلُ، وهي لغةُ الحجازِ.
قوله: {مِن فِئَةٍ} يجوز أن تكونَ اسمَ كان، إنْ كانَتْ ناقصةً، و{له} الخبرُ، أو {يَنْصُرونه} وأَنْ تكونَ فاعلةً إنْ كانَتْ تامَّةً، و{يَنْصُرونه} صفةٌ ل {فِئَة} فيُحْكَمُ على موضعِها بالجرِّ لفظًا وبالرفعِ معنى؛ لأنَّ {مِنْ} مزيدةٌ فيها.
قوله: {وَيْكَأَنَّ الله} و{ويْكَأنَّه} فيه مذاهبُ منها: أنَّ {وَيْ} كلمةٌ برأسِها وهي اسمُ فعلٍ معناها أَعْجَبُ أي أنا. والكافُ للتعليل، وأنَّ وما في حَيِّزها مجرورةٌ بها أي: أَعْجب لأنه لا يفلحُ الكافرون، وسُمِع كما أنه لا يَعْلَمُ غفر اللهُ له. وقياسُ هذا القولِ أَنْ يُوْقَفَ على وَيْ وحدها، وقد فعل ذلك الكسائيُّ. إلاَّ أنه يُنْقل عنه أنه يُعتقدُ في الكلمةِ أنَّ أصلَها: وَيْلَكَ كما سيأتي، وهذا يُنافي وَقْفَه. وأنشد سيبويه:
وَيْ كأنْ مَنْ يكنْ له نَشَبٌ يُحْ ** بَبْ ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عيشَ ضُرِّ

الثاني: قال بعضهم: قوله: كأنَّ هنا للتشبيه، إلاَّ أنه ذهب منها معناه، وصارت للخبرِ واليقين. وأنشد:
كأنني حين أُمْسِي لا تُكَلِّمُني ** مُتَيَّمٌ يَشْتهي ما ليس موجودا

وهذا أيضًا يناسِبُه الوقفُ على وَيْ.
الثالث: أنَّ وَيْكَ كلمةٌ برأسِها، والكافَ حرفُ خطابٍ، وأنَّ معمولٌه محذوفٌ أي: أعلمُ أنه لا يُفْلِحُ. قاله الأخفش. وعليه قولُه:
ألا وَيْكَ المَسَرَّةُ لا تَدُوْمُ ** ولا يَبْقى على البؤسِ النعيمُ

وقال عنترةُ:
ولقد شَفَى نفسي وأَبْرَأَ سُقْمَها ** قيلُ الفوارسِ وَيْكَ عنترَ أَقْدمِ

وحقُّه أَنْ يقفَ على وَيْكَ وقد فعله أبو عمرو بن العلاء.
الرابع: أنَّ أصلَها وَيْلك فحذف. وإليه ذهب الكسائيُّ ويونس وأبو حاتم. وحقُّهم أَنْ يقفوا على الكافِ كما فعل أبو عمرٍو. ومَنْ قال بهذا استشهد بالبيتين المتقدمين؛ فإنه يُحتمل أَنْ يكونَ الأصلُ فيهما: وَيْلَكَ، فحذف. ولم يُرسَمْ في القرآن إلاَّ: وَيْكأنَّ، ويْكَأنَّه متصلةً في الموضعين، فعامَّةُ القراءِ اتَّبعوة الرسمَ، والكسائيُّ وقف على وَيْ، وأبو عمرٍو على وَيْكَ. وهذا كلُّه في وَقْفِ الاختبارِ دونَ الاختيارِ كنظائرَ تقدَّمَتْ.
الخامس: أنَّ وَيْكأنَّ كلَّها كلمةٌ متصلةٌ بسيطةٌ، ومعناها: ألم تَرَ، ورُبَّما نُقِل ذلك عن ابن عباس. ونَقَلَ الكسائيُّ والفراء أنها بمعنى: أما ترى إلى صُنْعِ الله. وحكى ابن قتيبة أنها بمعنى: رَحْمَةً لك، في لغة حِمْير.
قوله: {لولا أَن مَّنَّ} قرأ الأعمشُ {لولا مَنَّ} بحذفِ {أنْ} وهي مُرادةٌ؛ لأنَّ {لولا} هذه لا يَليها إلاَّ المبتدأُ. وعنه {مَنُّ} برفع النونِ وجَرِّ الجلالةِ وهي واضحةٌ.
قوله: {لَخَسَفَ} حفص: {لَخَسَفَ} مبنيًا للفاعل أي: الله تعالى. والباقون ببنائِه للمفعولِ. و{بنا} هو القائمُ مَقامَ الفاعلِ. وعبد الله وطلحةُ {لا نْخُسِفَ بنا} أي: المكان. وقيل: {بنا} هو القائمُ مَقامَ الفاعلِ، كقولك انقُطِع بنا وهي عبارةٌ وقيل: الفاعلُ ضميرُ المَصدرِ أي: لا نخسَفَ الانخسافَ، وهي عِيٌّ أيضًا. وعن عبدِ الله {لَتُخُسِّفَ} بتاءٍ من فوقُ وتشديدِ السين مبنيًا للمفعولِ، و{بنا} قائمةٌ مقامَه.
قوله: {تِلْكَ الدار} مبتدأٌ وصفتُه. و{نجعلها} هو الخبرُ. ويجوز أَنْ تكونَ {الدارُ} خبرًا، و{نَجْعَلُها} خبرٌ آخرُ، أو حالٌ. والأول أحسنُ.
قوله: {وَلاَ فَسَادًا} كَرَّر {لا} ليُفيدَ أنَّ كلًا منهما مستقلٌ في الآية لا مجموعُهما. اهـ.