فصل: (سورة العنكبوت: آية 46):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة العنكبوت: آية 46]:

{وَلا تُجادلُوا أَهْلَ الْكتاب إلاَّ بالَّتي هيَ أَحْسَنُ إلاَّ الَّذينَ ظَلَمُوا منْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بالَّذي أُنْزلَ إلَيْنا وَأُنْزلَ إلَيْكُمْ وَإلهُنا وَإلهُكُمْ واحد وَنَحْنُ لَهُ مُسْلمُونَ (46)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لا} ناهية جازمة {إلّا} للحصر {بالتي} متعلّق ب {تجادلوا} أي بالمجادلة التي، {إلّا} للاستثناء {الذين} موصول في محلّ نصب على الاستثناء {منهم} متعلّق بحال من فاعل ظلموا الواو عاطفة في المواضع الأربعة {بالذي} متعلّق ب {آمنّا} ونائب الفاعل لفعل {أنزل} ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد، {إلينا} متعلّق ب {أنزل} وكذلك {إليكم} متعلّق بالثاني {له} متعلّق ب {مسلمون}.
جملة: {لا تجادلوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هي أحسن} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {قولوا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {آمنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنزل إلينا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {أنزل إليكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل إلينا.
وجملة: {إلهنا وإلهكم واحد} في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: {نحن له مسلمون} في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

.[سورة العنكبوت: الآيات 47- 49]:

{وَكَذلكَ أَنْزَلْنا إلَيْكَ الْكتابَ فَالَّذينَ آتَيْناهُمُ الْكتابَ يُؤْمنُونَ به وَمنْ هؤُلاء مَنْ يُؤْمنُ به وَما يَجْحَدُ بآياتنا إلاَّ الْكافرُونَ (47) وَما كُنْتَ تَتْلُوا منْ قَبْله منْ كتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بيَمينكَ إذًا لارْتابَ الْمُبْطلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيات بَيّنات في صُدُور الَّذينَ أُوتُوا الْعلْمَ وَما يَجْحَدُ بآياتنا إلاَّ الظَّالمُونَ (49)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أنزلنا {إليك} متعلّق ب {أنزلنا} الفاء عاطفة تفريعيّة.
{الكتاب} مفعول به ثان منصوب {به} متعلّق ب {يؤمنون} الواو عاطفة {من هؤلاء} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر الموصول {من} {به} متعلّق ب {يؤمن} الواو اعتراضيّة أو حاليّة {ما} نافية {بآياتنا} متعلّق ب {يجحد} {إلّا} للحصر.
جملة: {أنزلنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {الذين آتيناهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {آتيناهم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يؤمنون به} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {من هؤلاء من يؤمن} لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آتيناهم.
وجملة: {يؤمن به} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {يجحد} {الكافرون} لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- (48) الواو عاطفة {ما} نافية {من قبله} متعلّق ب {تتلو} {كتاب} مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به الواو عاطفة {لا} نافية {بيمينك} متعلّق ب {تخطّه} {إذا} بالتنوين حرف جواب، اللام رابطة لجواب شرط مقدّر هو لو.
وجملة: {ما كنت} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: {تتلو} في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: {لا تخطّه} في محلّ نصب معطوفة على جملة تتلو.
وجملة: {ارتاب المبطلون} لا محلّ لها جواب الشرط المقدّر لو.
(49) {بل} للاضراب الانتقاليّ {في صدور} متعلّق بنعت لبيّنات، والواو في {أوتوا} نائب الفاعل الواو عاطفة {ما يجحد} {الظالمون} مثل المتقدّمة.
وجملة: {هو آيات} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أوتوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ما يجحد} {إلّا الظالمون} لا محلّ لها معطوفة على جملة هو آيات.

.البلاغة:

الإطناب: في قوله تعالى: {وَلا تَخُطُّهُ بيَمينكَ} إطناب لابد منه، فذكر اليمين، وهي الجارحة التي يزاول بها الخط: زيادة تصوير لما نفي عنه من كونه كاتبا. ألا ترى أنك إذا قلت في الإثبات، رأيت الأمير يخط هذا الكتاب بيمينه، كان أشد لإثباتك أنه تولى كتابته، ومثله قولهم: رأيته بعيني، وقبضته بيدي، في تحقيق الحقيقة وتأكيدها، حتى لا يبقى للمجاز مجال، وهذا يقال في كل شيء يعظم مناله، ويعز الوصول إليه. وهو كثير في القرآن الكريم.

.الفوائد:

تدوين القرآن:
قال الخطابي: إنما لم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف، لما كان يترقبه لورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته، ألهم اللّه الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء بعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر.
وقال السيوطي: كان القرآن كتب كله في عهد الرسول، لكنه غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتّب السور. وعن زيد بن ثابت أنه قال: أرسل إلى أبو بكر، عقب مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده. قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، فقال زيد لعمر: كيف تفعل ما لم يفعله رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا واللّه خير.
فلم يزل يراجعني، حتى شرح اللّه صدري لذلك. قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد: فو اللّه لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: فلم يزل أبو بكر يراجعني، حتى شرح اللّه صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللّخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره وهي لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين، إلى آخر براءة ولما كان عهد عثمان جدّ من المناسبات ما دعا إلى إعادة النظر في أمر هذه الصحف التي كتبها زيد بن ثابت.
روى البخاري عن أنس، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا، فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر ابن الخطاب وزوج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن أرسلي إلينا هذه الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد اللّه بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة. وأرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

.[سورة العنكبوت: آية 50]:

{وَقالُوا لَوْلا أُنْزلَ عَلَيْه آيات منْ رَبّه قُلْ إنَّمَا الْآياتُ عنْدَ اللَّه وَإنَّما أَنَا نَذير مُبين (50)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لولا} حرف تحضيض أو تقريع {عليه} متعلّق ب {أنزل} {آيات} نائب الفاعل {من ربه} متعلّق ب {أنزل} {إنّما} كافّة ومكفوفة {عند} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر للآيات الواو عاطفة {مبين} نعت لنذير مرفوع.
جملة: {قالوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لولا أنزل} {آيات} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّما الآيات عند اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّما أنا نذير} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

.[سورة العنكبوت: آية 51]:

{أَوَلَمْ يَكْفهمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكتابَ يُتْلى عَلَيْهمْ إنَّ في ذلكَ لَرَحْمَةً وَذكْرى لقَوْمٍ يُؤْمنُونَ (51)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الواو عاطفة {أنا} حرف مشبّه بالفعل واسمه {عليك} متعلّق ب {أنزلنا} {عليهم} متعلّق ب {يتلى} {في ذلك} خبر مقدّم اللام للتأكيد {رحمة} اسم إنّ منصوب مؤخّر {لقوم} متعلّق بذكرى.
والمصدر المؤوّل {أنّا أنزلنا} في محلّ رفع فاعل يكفهم.
جملة: لم يكفهم. لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أ قصّرت الآية المنزلة ولم يكفهم إنزالها متلوّة.
وجملة: {أنزلنا} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {يتلى} في محلّ نصب حال من الكتاب.
وجملة: {إنّ في ذلك لرحمة} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يؤمنون} في محلّ جرّ نعت لقوم.

.الفوائد:

{أَوَلَمْ يَكْفهمْ} نؤكّد أن علامات جزم الفعل المضارع ثلاث: السكون للفعل الصحيح وحذف النون للافعال الخمسة، وحذف حرف العلة للفعل المعتل الآخر.
ومن المفيد جدا أن نتقدم للقارئ بقاعدة بناء فعل الأمر، والتي تقول: يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه.
وبما أنّ علامات جزم المضارع ثلاث، فيقابلها ثلاث حالات لبناء فعل الأمر:
أ- إذا كان صحيح الآخر: يبنى على السكون لأن مضارعه يجزم بالسكون.
ب- إذا كان من الأفعال الخمسة، أي إذا اتصلت به ألف التثنية أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة: يبنى على حذف النون لأن مضارعه يجزم بحذف النون.
ج- إذا كان معتل الآخر: يبنى على حذف حرف العلة من آخره، لأن مضارعه يجزم بحذف حرف العلة من آخره.
مثال الأول اكتب ومثال الثاني اقرءا، اكتبوا، العبي ومثال الثالث اتل، ارم، اغز فتبصّر هديت إلى الصواب.

.[سورة العنكبوت: آية 52]:

{قُلْ كَفى باللَّه بَيْني وَبَيْنَكُمْ شَهيدًا يَعْلَمُ ما في السَّماوات وَالْأَرْض وَالَّذينَ آمَنُوا بالْباطل وَكَفَرُوا باللَّه أُولئكَ هُمُ الْخاسرُونَ (52)}.

.الإعراب:

{اللّه} لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى {بيني} ظرف منصوب متعلّق ب {شهيدا} وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه {بينكم} مثل بيني فهو معطوف عليه {شهيدا} تمييز منصوب، {في السموات} متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما الواو استئنافيّة- أو عاطفة- {بالباطل} متعلّق ب {آمنوا} {باللّه} متعلّق ب {كفروا} {أولئك} مبتدأ ثان في محلّ رفع، {هم} ضمير فصل، {الخاسرون} خبر المبتدأ أولئك.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفى باللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يعلم} في محلّ نصب حال.
وجملة: {الذين آمنوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {أولئك} {الخاسرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.

.البلاغة:

الاستعارة التخييلية: في قوله تعالى: {أُولئكَ هُمُ الْخاسرُونَ} في الخسران استعارة تخييلية هي قرينتها، لأن الخسران متعارف في التجارات، وهذا الكلام ورد مورد الإنصاف، حيث لم يصرح بأنهم المؤمنون بالباطل، الكافرون باللّه عز وجل، بل أبرزه في معرض العموم، ليهجم به التأمل على المطلوب، فهو كقوله تعالى: {وَإنَّا أَوْ إيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ في ضَلالٍ مُبينٍ}.

.[سورة العنكبوت: الآيات 53- 55]:

{وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذاب وَلَوْلا أَجَل مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذاب وَإنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَة بالْكافرينَ (54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ منْ فَوْقهمْ وَمنْ تَحْت أَرْجُلهمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}.

.الإعراب:

الواو استئنافية {بالعذاب} متعلّق ب {يستعجلونك} الواو عاطفة {لولا} حرف شرط غير جازم {أجل} مبتدأ محذوف الخبر اللام واقعة في جواب لولا، والثانية لام القسم لقسم مقدّر {يأتينّهم} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والفاعل هو، و{هم} ضمير مفعول به {بغتة} مصدر في موضع الحال، الواو واو الحال {لا} نافية.
جملة: {يستعجلونك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: لولا أجل موجود لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {جاءهم العذاب} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يأتينّهم} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة- وجملة: {هم لا يشعرون} في محلّ نصب حال.