فصل: قال أبو البقاء العكبري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو البقاء العكبري:

سورة العنكبوت:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
قوله تعالى: {أن يتركوا} أن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين، و{أن يقولوا} أي بأن يقولوا، أو لأن يقولوا، ويجوز أن يكون بدلا من أن يتركوا، وإذ قدرت الياء كان حالا، ويجوز أن تقدر على هذا المعنى.
قوله تعالى: {ساء} يجوز أن يعمل عمل بئس، وقد ذكر في قوله: {بئسما اشتروا} ويجوز أن يكون بمعنى قبح فتكون {ما} مصدرية، أو بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، وهى فاعل ساء.
قوله تعالى: {من كان يرجو} من شرط، والجواب {فإن أجل الله} والتقدير: لآتيه.
قوله تعالى: {حسنا} منصوب بوصينا، وقيل هو محمول على المعنى، والتقدير: ألزمناه حسنا، وقيل التقدير أيضا: ذا حسن كقوله: {وقولوا للناس حسنا} وقيل معنى وصينا قلنا له أحسن حسنا، فيكون واقعا موقع المصدر، أو مصدرا محذوف الزوائد.
قوله تعالى: {والذين آمنوا} مبتدأ و{لندخلنهم} الخبر، ويجوز أن يكون {الذين} في موضع نصب على تقدير لندخلن الذين آمنوا.
قوله تعالى: {ولنحمل خطاياكم} هذه لام الأمر، وكأنهم أمروا أنفسهم، وإنما عدل إلى ذلك عن الخبر لما فيه من المبالغة في الالتزام كما في صيغة التعجب {من شئ} {من} زائدة، وهو مفعول اسم الفاعل، ومن خطاياهم حال من شئ، والتقدير: بحاملين شيئا من خطاياهم، و{ألف سنة} ظرف، والضمير في {جعلناها} للعقوبة أو الطوفة أو نحو ذلك {وإبراهيم} معطوف على المفعول في أنجيناه، أو على تقدير: واذكر، أو على أرسلنا.
قوله تعالى: {النشأة الآخرة} بالقصر والمد لغتان.
قوله تعالى: {ولا في السماء} التقدير: ولا من السماء فيها، فمن معطوف على أنتم، وهى نكرة موصوفة، وقيل ليس فيه محذوف لأن أنتم خطاب للجميع، فيدخل فيهم الملائكة، ثم فصل بعد الإبهام.
قوله تعالى: {إنما اتخذتم} في ما ثلاثة أوجه:
أحدها هي بمعنى الذى، والعائد محذوف: أي اتخذتموه، و{أوثانا} مفعول ثان أو حال، و{مودة} الخبر على قراءة من رفع، والتقدير: ذوو مودة.
والثانى: هي كافة، وأوثانا مفعول، ومودة بالنصب مفعول له، وبالرفع على إضمار مبتدأ، وتكون الجملة نعتا لأوثان ويجوز أن يكون النصب على الصفة أيضا: أي ذوى مودة.
والوجه الثالث أن تكون ما مصدرية، ومودة بالرفع الخبر ولا حذف في هذا الوجه في الخبر بل في اسم إن والتقدير: إن سبب اتخاذكم مودة، ويقرأ: {مودة} بالإضافة في الرفع والنصب و{بينكم} بالجر وبتنوين مودة في الوجهين جميعا، ونصب بين وفيما يتعلق به {في الحياة الدنيا} سبع أوجه: الأول أن تتعلق باتخذتم إذا جعلت {ما} كافة لا على الوجهين الآخرين، لئلا يؤدى إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالخبر.
والثانى أن يتعلق بنفس مودة إذا لم تجعل بين صفة لها لأن المصدر إذا وصف لا يعمل والثالث أن تعلقه بنفس بينكم لأن معناه اجتماعكم أو وصلكم.
والرابع أن تجعله صفة ثانية لمودة إذا نونتها وجعلت بينكم صفة.
والخامس أن تعلقها بمودة وتجعل بينكم ظرف مكان، فيعمل مودة فيهما.
والسادس أن تجعله حالا من الضمير في بينكم إذا جعلته وصفا لمودة.
والسابع أو تجعله حالا من بينكم لتعرفه بالإضافة.
وأجاز قوم منهم أن تتعلق في بمودة، وإن كان بينكم صفة، لأن الظرو ف يتسع فيها بخلاف المفعول به.
قوله تعالى: {ولوطا} معطوف على نوح وإبراهيم.
وقد ذكر قوله تعالى: {إنا منجوك وأهلك} الكاف في موضع جر عند سيبويه، فعلى هذا ينتصب أهلك بفعل محذوف: أي وننجى أهلك، وفى قول الأخفش هي في موضع نصب أو جر، وموضعه نصب فتعطف على الموضع، لأن الإضافة في تقدير الانفصال كما لو كان المضاف إليه ظاهرا، وسيبويه يفرق بين المضمر والمظهر فيقول لا يجوز إثبات النون في التثنية والجمع مع المضمر كما في التنوين، ويجوز ذلك كله مع المظهر، والضمير في {منها} للعقوبة، و{شعيبا} معطوف على نوح، والفاء في {فقال} عاطفة على أرسلنا المقدرة {وعادا وثمود} أي واذكر، أو وأهلكنا {وقارون} ومابعده كذلك، ويجوز أن يكون معطوفا على الهاء في صدهم، و{كلا} منصوب ب {أخذنا} و{من} في {من أرسلنا} وما بعدها نكرة موصوفة وبعض الرواجع محذوف، والنون في عنكبوت أصل، والتاء زائدة لقولهم في جمعه عناكب.
قوله تعالى: {ما يدعون} هي استفهام في موضع نصب بيدعون لا بيعلم، و{من شئ} تبيين، وقيل {ما} بمعنى الذى، ويجوز أن تكون مصدرية، وشئ مصدر ويجوز أن تكون نافية، ومن زائدة، وشيئا مفعول يدعون، و{نضربها} حال من الأمثال، ويجوز أن يكون خبرا، والأمثال نعت.
قوله تعالى: {إلا الذين ظلموا} هو استثناء من الجنس، وفي المعنى وجهان: أحدهما إلا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى بل بالغلظة لأنهم يغلظون لكم، فيكون مستثنى من التي هي أحسن لامن الجدال.
والثانى لا تجادلوهم البتة، بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم.
قوله تعالى: {أنا أنزلنا} هو فاعل يكفهم.
قوله تعالى: {والذين آمنوا} في موضع رفع بالابتداء، و{لنتبوأنهم} الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه الفعل المذكور، و{غرفا} مفعول ثان، وقد ذكر نظيره في يونس والحج {والذين صبروا} خبر ابتداء محذوف.
قوله تعالى: {وكأين من دابة} يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء، ومن دابة تبيين، و{لا تحمل} نعت الدابة، و{الله يرزقها} جملة خبر كائن، وأنث الضمير على المعنى، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه يرزقها: ويقدر بعد كأين.
قوله تعالى: {وإن الدار الآخرة} أي إن حياة الدار لأنه أخبر عنها بالحيوان، وهى الحياة، ولام الحيوان ياء، والأصل حييان، فقلبت الياء واوا لئلا يلتبس بالتثنية ولم تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها لئلا تحذف إحدى الألفين.
قوله تعالى: {وليتمتعوا} من كسر اللام جعلها بمعنى كى، ومن سكنها جاز أن يكون كذلك، وأن يكون أمرا، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة العنكبوت:

.[سورة العنكبوت الآيات 1- 2]:

بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)}.
{الم} تقدم إعرابها في فواتح السور.
{أَحَسِبَ} الهمزة حرف استفهام وتوبيخ حَسِبَ ماض مبني على الفتح {النَّاسُ} فاعل {أَنْ} حرف ناصب {يُتْرَكُوا} مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو نائب فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل سد مسد مفعولي حسب {أَنْ} حرف ناصب {يَقُولُوا} مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل منصوب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال والتقدير بقولهم. {آمَنَّا} ماض وفاعله والجملة مقول القول. {وَ} الواو حالية {هُمْ} مبتدأ {لا} نافية {يُفْتَنُونَ} مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة الفعلية خبر المبتدأ، والجملة الاسمية حال.