فصل: من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



سئل الشيخ كيف أكون عبدا صالح فأجاب: إن من أعظم التوفيق أن يكون لك والدان فتبرهما حق البر او أن يكون لك والدة فتحقق رغباتها قبل أن تطلب منك.
حينما تبرأ بإمك لا يعني ذلك لانها ولدك بل لان الله عز وجل أمرك.
سئل الشيخ عن كتب التفسير: فقال تفسير ابن كثير وايضا كتاب محاسن التأويل.
سئلت أحد الأخوات الشيخ أن ينصح بعض الشباب ممن يشغلون الفتيات بالمعاكسات فأجاب: لا أحد أغير من الله وان الله يستطيع أن بفضح من يحاول إزعاج الفتيات العفيفات. بل لو تذكر أن سوف يدفن وحده. وانها سيرى العواقب الوخيمة لهذه الأعمال وأنه سيقف أمام الله عز وجل وسيحاسبه.
كلما زاد تعظيم الله عز وجل في قلب الشخص قلت المعاصي، عنده والعكس بذلك.
سئل الشيخ هل الذبيح إسحاق أم إسماعيل فأجاب: الأرجح من أقوال العلماء انه إسماعيل.وكلهما نبي.
وقد شرح الشيخ حفظه الله سورة البلد بين الأذان والإقامة شرحا علميا.
قال تعالى: {لا أقسم بهذا البلد} المراد بالبلد هدومكة.
والد البشر هو آدم علية السلام.
قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} أول ما يكابد الإنسان هو قطع سرته ومن ثم يكابد تعب هذه الحياة من البحث عن الغذاء ومن ثم يعاني من سكرات الموت ومن ثم يعني من قبضت القبر وضمته ومن ثم يعني من ظلمته ومن ثم هول المحشر ولا راحة للمؤمن حتى يلقى الله.
قال تعالى: {وهديناه النجدين} كلمة هدى في القران استخدمت في طريق الخير وفي الشر والمراد بالنجدين بحسب شرح الشيخ: هو النهدين وهما ثديي المرأة فلولا فضل لما اهتدى هذا الجنين إلى هذا الثديين.
ان أطعام الطعام من أعظم القربات لله.
الإنفاق ينفسم إلى ثلاثة أقسام:
1- إنفاق عام.
2- إنفاق أعلى من الأول وهو إنفاق ماكان من زيادة مال.
3- إنفاق مع حاجة وهو أعلى المنازل.
في هذا الوقت مع إرتفاع الأسعار يستحسن الإطعام والأفضل الا يعرفوك المساكين، فعندما تتصدق بالنهار وقد قرأت قول الله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة} وكذلك عملت ما بهذه الآية فتذهب وتقوم في جوف الليل وتقرأ هذه الآيات عندها ستستشعر لذة القيام والمناجاة وهي معينة بإذن الله.
الإيمان يقدم على الإطعام.
ينبغي على الإنسان أن يصبر على طاعة الله ويصبر غيره.
أعظم من يجب أن ترحم هما والديك ومن ثم تعظم زوجتك وأولادك.
بعض الناس لا يرحم أولاده. ولو علم بأن الرسول صلى الله علية وسلم قطع خطبته من أن يحملها لم قسى على أولاده.
ذكر الشيخ: قصة الرجل الذي لا يضرب أولاده من أجل أنه يتذكر فعل النبي علية الصلاة والسلام بالحسن والحسن. رضي الله عنهما.
ضرب الأولاد جائز بالإتفاق إذا كان للتأديب ولكن لا يكون ضربا مبرحا.
لا تقطع العلاقة مع إبنك فهو محتاج الى توجيهك وإرشادك.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
الناس أحد اثنين:
1- إما أن يعرف الله ويسجد لله ويعظم الله.
2- وإما لا يعرف الله ولم يسجد له سجدة واحدة ولم يعقد يده لتسبيح الله.، وذلك هو الخسران.
المؤمن حينما يلاقي الله يريه الله اعماله الصالحة فيفرح! ومن ثم يريه أعماله السيئة فيغفرها له فيزداد فرحه.وأما الفاسق. فيريه الله اعماله السيئة فيغتم لذلك ثم يريه الله نعمه علية وان الله يرزقه ومع ذلك فقد عص. اهـ. فيزداد غمه.
لا تعلق قلبك إلا بالله عز وجل.
إذا أردت حاجة فأسأل الله عز وجل ولا تتكل على غيره لانه غيره مخلوق مثلك.
عندما تريد أن ترق قلبك فاسأل الله ولا تقول سوف احضر محاضرة فلان من الناس. حتى يرق قلبي لا بل إسأل الله.
إن رأى الله منك الصدق في الدعاء فسيستجيب الله لك.
لو قال رجل لزوجته انت طالق إلا أن تكوني كالقمر فإنها لا تطلق لان الله عز وجل يقول: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}.
حث الشيخ: على الإكثار من الاستغفار. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

قال ابن المثنى:
سورة العنكبوت.
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
{الم أَحَسِبَ النَّاسُ} (1، 2) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السّور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجّى ومجاز موضعه في المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور.
{وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} (2) مجازه: وهم لا يبتلون، من بلوته أي خبرته.
{فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا} (3) مجازه: فليميزنّ اللّه لأن اللّه قد علم ذلك من قبل.
{مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ} (5) مجازه: من كان يخاف بعث اللّه، قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها ** وحالفها في بيت نوب عوامل

أي لم يخف.
{وَإِنْ جاهَداكَ} (8) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقوله: وقلنا له وإن جاهداك.
{فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ} مجازه: جعل أذى الناس.
{وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ} مجازه: وليميزن اللّه هؤلاء من هؤلاء.
{اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ} مجازه: اتبعوا ديننا.
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ} مجازها: وليحملن أوزارهم وخطاياهم وأوزارا وخطايا مع أوزارهم وخطاياهم.
{عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ} أي يكذبون ويخترعون.
{الطُّوفانُ} مجازه: كل ما طام فاش من سيل كان أو من غيره وهو كذلك من الموت إذا كان جارفا فاشيا كثيرا، قال:
أفناهم طوفان موت جارف

{أَوْثانًا} الوثن من حجارة أو من جصّ.
{وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} مجازه: تختلقون وتفترون.
{وَاشْكُرُوا لَهُ} واشكروه واحد.
{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ} مجازه: كيف استأنف الخلق الأول.
{ثُمَّ يُعِيدُهُ} بعد، يقال: رجع عوده على بدئه أي آخره على أوله، وفيه لغتان يقال: أبدأ وأعاد وكان ذلك مبدئا ومعيدا وبدأ وعاد وكان ذلك بادئا وعائدا.
{كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} مجاز {يُنْشِئُ} يبدئ.
{وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} أي ترجعون.
{وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي} كل من خرج من داره أو قطع شيئا فقد هاجر ومنه: مهاجر والمسلمين.
{إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ} أي من الباقين الذين طالت أعمارهم فبقيت ثم أهلكت، قال العجّاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر ** له الإله ما مضى وما غبر

وإذا كانت امرأة مع رجال كانت صفاتهم صفات الرجال كقولك: عجوزا من الغابرين، وقوله: {كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ} (26: 12).
{سِيءَ بِهِمْ} مجازه: فعل بهم من سؤت بنا.
{تَرَكْنا مِنْها آيَةً} مجازه: أبقينا منها علامة.
{وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} مجازه: وأخشو اليوم الآخر، قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها ** وحالفها في بيت نوب عوامل

أي لم يخف.
{وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} مجازه من: عثبت تعثى عثوّا هو أشد مبالغة من عثيت تعيث.
{جاثِمِينَ} بعضهم على بعض، وجاثمين لركبهم وعلى ركبهم.
{وَما كانُوا سابِقِينَ} مجازه: فائقين معجزين.
{أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِبًا} أي ريحا عاصفا فيها حصى ويكون في كلام العرب: الحاصب من الجليد ونحوه أيضا، قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا ** بحاصب كنديف القطن منثور

{وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ} مجازها: هذه الأشباه والنظائر نحتجّ بها، يقال اضرب لى مثلا: قال الأعشى:
هل تذكر العهد في تنمّص ** إذ تضرب لى قاعدا بها مثلا

{وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ} مجازه: ما كنت تقرأ من قبل القرآن حتى أنزل إليك ولا قبل ذلك من كتاب، مجازه: ما كنت تقرأ كتابا، و{من} من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: {فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ} (69: 47) مجازه: ما منكم أحد عنه حاجزين {وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} أي ولا تكتب كتابا، ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: ولو كنت تقرأ الكتاب وتخطّه لارتاب المبطلون.
{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} مجازه: لننزلنهم، وهو من قولهم: «اللهم بوّئنا مبوّأ صدق».
{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا} مجازه: وكم من دابة، ومجاز الدابة: أن كل شيء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو غيرهم.
{الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ} مجازه: الدار الآخرة هي الحيوان، واللام تزاد للتوكيد، قال الشاعر:
أمّ الحليس لعجوز شهربه ** ترضى من اللحم يعظم الرّقبه

ومجاز الحيوان والحياة واحد، ومنه قولهم: نهر الحيوان أي نهر الحياة، ويقال:
حييت حيا على تقدير: عييت عيّا فهو مصدر، والحيوان والحياة اسمان منه فيما تقول العرب، قال العجّاج:
وقد ترى إذ الحياة حىّ

أي الحياة.
{أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ} مجازه مجاز الإيجاب لأن هذه الألف يكون للاستفهام وللايجاب فهى هاهنا للإيجاب، وقال جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ** وأندى العالمين بطون راح

فهذا لم يشك، ولكن أوجب لهم أنهم كذلك، ولولا ذلك ما أثابوه والرجل يعاتب عبده وهو يقول له: أفعلت كذا، وهو لا يشك. اهـ.

.فصل في التفسير الموضوعي للسورة كاملة:

قال محمد الغزالي:
سورة العنكبوت:
الابتلاء طبيعة هذه الدنيا التي نمر بها عابرين، وننتقل إلى ما وراءها لنرى نتائج ما قدمنا، نجاحا أو فشلا، فإما إلى جنة وإما إلى نار!. ويتفاوت هذا الاختبار شدة ولينا حسب الطبائع والأقدار والمهمات، فبكاء امرأة ند لها بعير غير بكاء رجل فقد ولده ومجده في معركة هي بالنسبة له خاسرة!. إن الهموم تناسب الهمم!. وما أعظم الفروق بين مآرب الناس ومتاعبهم، وقد فطن إلى ذلك أبو الطيب عندما قال: على قدر أهل العزم تأتى العزائم وتأتى على قدر الكرام!المكارم ويكبر في عين الصغير صغيرها وتصغر في عين العظيم العظائم والمكلف بإصلاح حقل للزراعة غير المكلف بإصلاح العالم وتطويعه لعبادة الله!. وقد نظرت إلى الدنيا يوم طرقها محمد- عليه الصلاة والسلام- فاستغربت حالها شرقا وغربا: جماهير هائمة تعبد الأصنام، وتتبع هواها في ظل هذه الوثنية السائدة. ويهود غايتهم العظمى خدمة أسرة يعقوب بزعم أنها الشعب المختار! وأنهم سلالتها المفضلة على العالمين!. أما الإيمان والإصلاح والدعوة إلى الله الحق فمسألة ثانوية مؤخرة. ثم هناك النصارى الذين جعلوا عيسى إلها- وهو بشر كريم- وجعلوا جبريل إلها وهو ملك أمين، وجعلوا الخالق الأعظم إلها ثالثا، ثم قالوا: والكل بعدئذ إله واحد!!. لقد غابت الأرض في ظلمات بعضها فوق بعض. وتجاه هذا الركام الكثيف جىء بمحمد- عليه الصلاة والسلام- وقيل له: أنت مكلف بتبديد هذه الغيوم كلها، وقيادة الناس أجمعين إلى ربهم الذي تاهوا عنه. في الحديث القدسى: «إنى خلقت عبادى حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بى ما لم أنزل به سلطانا» وإن الله تعالى نظر إلى أهل الأزض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلى بك.! ما أشد هذا الابتلاء! رجل فذ يكلف بإصلاح العالم، وتغيير مساره ودفع البشرية جمعاء في طريق التوحيد والبر!. لقد اعتمد على الله وحمل العبء، وهو حمل تنوء به الجبال. ولكنه نهض به، وكون من حوله صحابة أشداء على الكفار رحماء بينهم، وتعرض معهم للغربة والشدة والمعارك المتصلة. وقاوم تقاليد راسية، ودولا عظمى، ولم يتقهقر أو تلن قناته حتى دخل الناس في دين الله أفواجا. وبديها أن يجزع البعض من هذا التكليف الشاق، وأن يتراجع أمام الإهانات والمصائب، ولكن الوحى ينزل: {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} ما أشبه الليلة بالبارحة. إن العالم الآن متنكر لربه، شارد عن سبيله، وعلى رجال محمد أن يواجهوا الأعداء التقليديين، وأن يعودوا بالجماهير إلى عبادة الله الواحد، وأن يتحملوا متاعب هذا البلاء. وفى سورة العنكبوت يقول الله: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين}. وفى آخر السورة وعدا صادق من الله سبحانه يقول فيه: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}. من اللطائف أن اسم المتوكل من أسماء النبى- صلى الله عليه وسلم- وهل العودة بالبشرية التائهة إلى ربها عمل سهل؟.! وهل اعتراض الدول العظمى جهاد خفيف، إنه لابد فيه من توكل على الله، وأمل فيه لا يخبو سناه إنه لابد فيه من منكب قوى وعزم حديد {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين}. وهناك من يستعجل ثمرات هذا الجهاد أو يستطيل مراحله!. وتعليما لهؤلاء ذكرت السورة أن نوحا ظل يدعو ألف سنة إلا خمسين عاما.