فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



المسألة الرابعة:
في الآية الأولى ذكر بلفظ المستقبل فقال: {أَوَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِىء} وهاهنا قال بلفظ الماضي فقال: {فانظروا كَيْفَ بَدَأَ} ولم يقل كيف يبدأ، فنقول الدليل الأول هو الدليل النفسي الموجب للعلم الحدسي وهو في كل حال يوجب العلم ببدء الخلق، فقال إن كان ليس لكم علم بأن الله في كل حال يبدأ خلقًا فانظروا إلى الأشياء المخلوقة ليحصل لكم علم بأن الله بدأ خلقًا، ويحصل المطلوب من هذا القدر فإنه ينشيء كما بدأ ذلك.
المسألة الخامسة:
قال في هذه الآية: {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ} وقال في الآية الأولى {إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ} وفيه فائدتان إحداهما: أن الدليل الأول هو الدليل النفسي، وهو وإن كان موجبه العلم الحدسي التام ولكن عند انضمام دليل الآفاق إليه يحصل العلم العام، لأنه بالنظر في نفسه علم نفسه وحاجته إلى الله ووجوده منه، وبالنظر إلى الآفاق علم حاجة غيره إليه ووجوده منه، فتم علمه بأن كل شيء من الله فقال عند تمام ذكر الدليلين {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ} وقال عند الدليل الواحد {إِنَّ ذلك} وهو إعادته {عَلَى الله يَسِيرٌ} الثانية: هي أنا بينا أن العلم الأول أتم وإن كان الثاني أعم وكون الأمر يسيرًا على الفاعل أتم من كونه مقدورًا له بدليل أن القائل يقول في حق من يحمل مائة من أنه قادر عليه ولا يقول إنه سهل عليه، فإذا سئل عن حمله عشرة أمنان يقول إن ذلك عليه يسير، فنقول قال الله تعالى إن لم يحصل لكم العلم التام بأن هذه الأمور عند الله سهل يسير فسيروا في الأرض لتعلموا أنه مقدور، ونفس كونه مقدورًا كاف في إمكان الإعادة.
{يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)}.
لما ذكر النشأة الآخرة ذكر ما يكون فيه وهو تعذيب أهل التكذيب عدلًا وحكمة، وإثابة أهل الإنابة فضلًا ورحمة، وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى:
قدم التعذيب في الذكر على الرحمة مع أن رحمته سابقة كما قال عليه السلام حاكيًا عنه «سبقت رحمتي غضبي» فنقول ذلك لوجهين أحدهما: أن السابق ذكر الكفار فذكر العذاب لسبق ذكر مستحقيه بحكم الإيعاد وعقبه بالرحمة، وكما ذكر، بعد إثبات الأصل الأول وهو التوحيد التهديد بقوله: {وَإِن تُكَذّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ} [العنكبوت: 18] وأهلكوا بالتكذيب كذلك ذكر بعد إثبات الأصل الآخر التهديد بذكر التعذيب، وذكر الرحمة وقع تبعًا لئلا يكون العذاب مذكورًا وحده وهذا يحقق قوله: «سبقت رحمتي غضبي» وذلك لأن الله حيث كان المقصود ذكر العذاب لم يمحضه في الذكر بل ذكر الرحمة معه.
المسألة الثانية:
إذا كان ذكر هذا لتخويف العاصي وتفريح المؤمن فلو قال يعذب الكافر ويرحم المؤمن لكان أدخل في تحصيل المقصود وقوله: {يُعَذّبُ مَن يَشَاء} لا يزجر الكافر لجواز أن يقول لعلي لا أكون ممن يشاء الله عذابه، فنقول: هذا أبلغ في التخويف، وذلك لأن الله أثبت بهذا إنفاذ مشيئته إذا أراد تعذيب شخص فلا يمنعه منه مانع، ثم كان من المعلوم للعباد بحكم الوعد والإيعاد أنه شاء تعذيب أهل العناد، فلزم منه الخوف التام بخلاف ما لو قال يعذب العاصي، فإنه لا يدل على كمال مشيئته، لأنه لا يفيد أنه لو شاء عذاب المؤمن لعذبه، فإذا لم يفد هذا فيقول الكافر إذا لم يحصل مراده في تلك الصورة يمكن أن يحصل في صورة أخرى، ولنضرب له مثلًا فنقول: إذا قيل إن الملك يقدر على ضرب كل من في بلاده وقال من خالفني أضربه يحصل الخوف التام لمن يخالفه، وإذا قيل إنه قادر على ضرب المخالفين ولا يقدر على ضرب المطيعين، فإذا قال من خالفني أضربه يقع في وهم المخالف أنه لا يقدر على ضرب فلان المطيع، فلا يقدر علي أيضًا لكوني مثله، وفي هذا فائدة أخرى وهو الخوف العام والرجاء العام، لأن الأمن الكلي من الله يوجب الجراءة فيفضي إلى صيرورة المطيع عاصيًا.
المسألة الثالثة:
قال: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} مع أن هذه المسألة قد سبق إثباتها وتقريرها فلم أعادها؟ فنقول لما ذكر الله التعذيب والرحمة وهما قد يكونان عاجلين، فقال تعالى: فإن تأخر عنكم ذلك فلا تظنوا أنه فات، فإن إليه إيابكم وعليه حسابكم وعنده يدخر ثوابكم وعقابكم، ولهذا قال بعدها {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} يعني لا تفوتون الله بل الانقلاب إليه ولا يمكن الإنفلات منه، وفي تفسير هذه الآية لطائف إحداها: هي إعجاز المعذب عن التعذيب إما بالهرب منه أو الثبات له والمقاومة معه للدفع، وذكر الله القسمين فقال: {وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأرض وَلاَ في السماء} يعني بالهرب لو صعدتم إلى محل السماك في السماء أو هبطتم إلى موضع السموك في الماء لا تخرجون من قبضة قدرة الله فلا مطمع في الإعجاز بالهرب، وأما بالثبات فكذلك لأن الإعجاز إما أن يكون بالاستناد إلى ركن شديد يشفع ولا يمكن للمعذب مخالفته فيفوته المعذب ويعجز عنه أو بالانتصار بقوم يقوم معه بالدفع وكلاهما محال، فإنكم مالكم من دون الله ولي يشفع ولا نصير يدفع فلا إعجاز لا بالهروب ولا بالثبات الثانية: قال: {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} ولم يقل لا تعجزون بصيغة الفعل، وذلك لأن نفي الفعل لا يدل على نفي الصلاحية، فإن من قال إن فلانًا لا يخيط لا يدل على ما يدل عليه قوله إنه ليس بخياط الثالثة: قدم الأرض على السماء، والولي على النصير، لأن هربهم الممكن في الأرض، فإن كان يقع منهم هرب يكون في الأرض، ثم إن فرضنا لهم قدرة غير ذلك فيكون لهم صعود في السماء، وأما الدفع فإن العاقل ما أمكنه الدفع بأجمل الطرق فلا يرتقي إلى غيره، والشفاعة أجمل.
ولأن ما من أحد في الشاهد إلا ويكون له شفيع يتكلم في حقه عند ملك ولا يكون كل أحد له ناصر يعادي الملك لأجله.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)}.
لما بين الأصلين التوحيد والإعادة وقررهما بالبرهان وهدد من خالفه على سبيل التفصيل فقال: {والذين كَفَرُوا بآيات الله وَلِقَائِهِ} إشارة إلى الكفار بالله، فإن لله في كل شيء آية دالة على وحدانيته، فإذا أشرك كفر بآيات الله وإشارة إلى المنكر للحشر فإن من أنكره كفر بلقاء الله فقال: {أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِى} لما أشركوا أخرجوا أنفسهم عن محل الرحمة لأن من يكون له جهة واحدة تدفع حاجته لا غير يرحم، وإذا كان له جهات متعددة لا يبقى محلًا للرحمة، فإذا جعلوا لهم آلهة لم يعترفوا بالحاجة إلى طريق متعين فييأسوا من رحمة الله، ولما أنكروا الحشر وقالوا لا عذاب فناسب تعذيبهم تحقيقًا للأمر عليهم، وهذا كما أن الملك إذا قال أعذب من يخالفني فأنكره بعيد عنه وقال هو لا يصل إلي، فإذا أحضر بين يديه يحسن منه أن يعذبه ويقول هل قدرت وهل عذبت أم لا، فإذن تبين أن عدم الرحمة يناسب الإشراك، والعذاب الأليم يناسب إنكار الحشر.
ثم إن في الآية فوائد إحداها: قوله: {أُوْلَئِكَ يَئِسُوا} حتى يكون منبئًا عن حصر الناس فيهم وقال أيضًا {أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} لذلك، ولو قال: أولئك الذين كفروا بآيات الله ولقائه يئسوا من رحمتي ولهم عذاب أليم، ما كان يحصل هذه الفائدة فإن قال قائل لو اكتفي بقوله: {أولئك} مرة واحدة كان يكفي في إفادة ما ذكر، ثم قلنا لا وذلك لأنه لو قال أولئك يئسوا ولهم عذاب، كان يذهب وهم أحد إلى أن هذا المجموع منحصر فيهم، فلا يوجد المجموع إلا فيهم ولكن واحدًا منهما وحده يمكن أن يوجد في غيرهم، فإذا قال أولئك يئسوا وأولئك لهم عذاب أفاد أن كل واحد لا يوجد إلا فيهم الثانية: عند ذكر الرحمة أضافها إلى نفسه فقال رحمتي وعند العذاب لم يضفه لسبق رحمته وإعلامًا لعباده بعمومها لهم ولزومها له الثالثة: أضاف اليأس إليهم بقوله: {أُوْلَئِكَ يَئِسُوا} فحرمها عليهم ولو طمعوا لأباحها لهم، فلو قال قائل ما ذكرت من مقابلة الأمرين وهما اليأس والعذاب بأمرين وهما الكفر بالآيات والكفر باللقاء يقتضي أن لا يكون العذاب الأليم لمن كفر بالله واعترف بالحشر، أو لا يكون اليأس لمن كفر بالحشر وآمن بالله فنقول: معنى الآية أنهم يئسوا ولهم عذاب أليم زائد بسبب كفرهم بالحشر، ولا شك أن التعذيب بسبب الكفر بالحشر لا يكون إلا للكافر بالحشر، وأما الآخر فالكافر بالحشر لا يكون مؤمنًا بالله لأن الإيمان به لا يصح إلا إذا صدقه فيما قاله والحشر من جملة ذلك. اهـ.

.قال ابن عطية:

{أَوَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِىء الله الخلق}.
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم بخلاف عنه {أو لم تروا} بالتاء، وقرأ الباقون {أو لم يروا} بالياء، الأولى على المخاطبة والثانية على الحكاية عن الغائب.
وقرأ الجمهور {يبدىء} وقرأ عيسى وأبو عمرو بخلاف والزهري {يبدأ} وهذه الإحالة على ما يظهر مع الأحيان من إحياء الأرض والنبات وإعادته ونحو ذلك مما هو دليل على البعث من القبور والحشر، ويحتمل أن يريد {أو لم يروا} بالدلائل والنظر كيف يجوز أن يعد الله الأجسام بعد الموت وهو تأويل قتادة، وقال الربيع ابن أنس: كيف يبدأ الخلق الإنسان ثم يعيده إلى أحوال أخر حتى إلى التراب، وقال مقاتل {الخلق} في هذه الآية الليل والنهار، ثم أمر تعالى نبيه، ويحتمل أن يكون إبراهيم، ويحتمل أن يكون محمدًا، إن كان في قصة إبراهيم اعتراض بين كلامين بأن يأمرهم على جهة الاحتجاج بالسير في الأرض والنظر في كل قطر وفي كل أمة قديمًا وحديثًا، فإن ذلك يوجد أن لا خالق إلا الله تعالى ولا يبتدىء بالخلق سواه، ثم ساق على جهة الخبر أن الله تعالى يعيد وينشيء نشأة القيام من القبور، وقرأت فرقة {النشأة} وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {النشاءة} على وزن الفعالة وهي قراءة الأعرج، وهذا كما تقول رأفة ورآفة، وقرأ الباقون {النشأة} على وزن الفعلة، وقرأ الزهري {النشّة} بشين مشددة في جميع القرآن، والبعث من القبور يقوم دليل العقل على جوازه وأخبرت الشرائع وقوعه ووجوده.
{يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)}.
المعنى ييسر من يشاء لأعمال من حق عليه العذاب وييسر من يشاء لأعمال من سبقت له الرحمة فيتعلق الثواب والعقاب بالاكتساب المقترن الاختراع الذي لله تعالى في أعمال العبد، ثم أخبر أن إليه المنقلب وأن البشر ليس بمعجز ولا مفلت {في الأرض ولا في السماء} ويحتمل أن يريد ب {السماء} الهواء علوًا أي ليس للإنسان حيلة صعد أو نزل حكى نحوه الزهراوي ويحتمل أن يريد {السماء} المعروفة أي لستم {بمعجزين في الأرض ولا} ولو كنتم {في السماء} وقال ابن زيد معناه ولا من في السماء معجز إن عصى ونظروه على هذا بقول حسان بن ثابت: الوافر:
أمن يهجو رسول الله منا ** ويمدحه وينصره سواء

والتأويل الأوسط أحسنها.
ونحوه قول الأعشى: الطويل:
ولو كنت في جب ثمانين قامة ** ولقيت أسباب السماء بسلم

ليعتورنك القول حتى تهزه ** وتعلم أني لست عنك بمحرم

و{الولي} أخص من النصير، وقرأ يحيى بن الحارث وابن القعقاع {ييسوا} من غير همز، قال قتادة ذم الله تعالى قومًا هانوا عليه فقال: {أولئك يئسوا من رحمتي}.
قال القاضي أبو محمد: وما تقدم من قوله تعالى: {أو لم يروا كيف} [العنكبوت: 19] إلى هذه الآية المستأنفة، يحتمل أن يكون خطابًا لمحمد ويكون اعتراضًا في قصة إبراهيم، ويحتمل أن يكون خطابًا لإبراهيم ومحاورة لقومه، وعند آخر ذلك ذكر جواب قومه. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

{أَوَلَمْ يَرَوا}.
قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر {يَرَوا} بالياء وقرأ حمزة، والكسائي: بالتاء. وعن عاصم كالقراءتين.
وعنى بالكلام كفار مكة {كيف يُبْدِىء اللّهُ الخَلْق} أي: كيف يخلُقهم ابتداءً من نطفة، ثم من علقة، ثم من مُضغة إِلى أن يتم الخلق {ثُمَّ يُعيده} أي: ثم هو يُعيده في الآخرة عند البعث.
وقال أبو عبيدة: مجازه: أولم يَرَوا كيف استأنف الله الخلق الأوَّل ثم يعيده.
وفيه لغتان: أبدأ وأعاد، وكان مُبدئًا ومُعيدًا، وبدأ وعاد، وكان بادئًا وعائدًا.
قوله تعالى: {إِنَّ ذلك على الله يسير} يعني الخَلْق الأول والخَلْق الثاني.
قوله تعالى: {قُلْ سِيروا في الأرض} أي: انظروا إِلى المخلوقات التي في الأرض، وابحثوا عنها هل تجدون لها خالقًا غير الله، فإذا علموا أنه لا خالق لهم سواه، لزمتهم الحجة في الإِعادة، وهو قوله: {ثُمَّ اللّهُ يُنشىء النشَّأة الآخرة} أي: ثم الله ينشئهم عند البعث نشأة أخرى.
وأكثر القراء قرؤوا: {النَّشْأة} بتسكين الشين وترك المد.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: {النَّشاءَة} بالمد.
قوله تعالى: {يعذِّب من يشاء} فيه قولان:
أحدهما: أنَّه في الآخرة بعد إِنشائهم.
والثاني: أنَّه في الدنيا.
ثم فيه خمسة أقوال حكاها الماوردي.
أحدها: يعذِّب من يشاء بالحرص، ويرحم من يشاء بالقناعة.
والثاني: يعذِّب بسوء الخُلُق ويرحم بحُسْن الخُلُق.
والثالث: يعذِّب بمتابعة البدعة، ويرحم بملازمة السُّنَّة.
والرابع: يعذِّب بالانقطاع إِلى الدنيا، ويرحم بالإِعراض عنها.
والخامس: يعذِّب من يشاء ببغض الناس له، ويرحم من يشاء بحبِّ الناس له.
قوله تعالى: {وإِليه تُقْلَبون} أي: تُرَدُّون {وما أنتم بمُعْجِزِين في الأرض} فيه قولان حكاهما الزجاج.
أحدهما: وما أنتم بمعجزين في الأرض، ولا أهلُ السماء بمعجزين في السماء.
والثاني: وما أنتم بمعجزين في الأرض، ولا لو كنتم في السماء وقال قطرب: هذا كقولك: ما يفوتني فلان لا هاهنا ولا بالبصرة، أي: ولا بالبصرة لو صار إِليها.
قال مقاتل: والخطاب لكفار مكة؛ والمعنى: لا تَسبقون الله حتى يجزيَكم بأعمالكم السيِّئة، {وما لكم مِنْ دون الله مِنْ وليٍّ} أي: قريب ينفعكم {ولا نصيرٍ} يمنعكم من الله.
قوله تعالى: {والذين كفروا بآيات الله ولقائه} أي: بالقرآن والبعث {أولئك يَئِسوا مِنْ رحمتي} في الرحمة قولان:
أحدهما: الجنة، قاله مقاتل.
والثاني: العفو والمغفرة، قاله أبو سليمان.
قال ابن جرير: وذلك في الآخرة عند رؤية العذاب. اهـ.