فصل: قال ابن العربي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن العربي:

قَوْله تَعَالَى: {اتْل مَا أوحيَ إلَيْك منْ الْكتَاب وَأَقمْ الصلَاةَ إن الصلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمنْكَر وَلَذكْر الله أَكْبَر وَاَلله يَعْلَم مَا تَصْنَعونَ} فيهَا أَرْبَع مَسَائلَ:
الْمَسْأَلَة الْأولَى: في قَوْله تَعَالَى: {إن الصلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمنْكَر} قَوْلَان: أَحَدهمَا: مَا دَامَ فيهَا.
وَالثاني: مَا دَامَ فيهَا وَفيمَا بَعْدَهَا.
قَالَ ابْن عَباسٍ: قَالَ رَسول الله صَلى الله عَلَيْه وَسَلمَ: «مَنْ لَمْ تَنْهَه صَلَاته عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمنْكَر لَمْ يَزْدَدْ منْ الله إلا بعْدًا».
قَالَ الْقَاضي: قَالَ شيوخ الصوفية: الْمَعْنَى فيهَا أَيْضًا أَن منْ شَأْن الْمصَلي أَنْ يَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمنْكَر، كَمَا منْ شَأْن الْمؤْمن أَنْ يَتَوَكلَ عَلَى الله، كَمَا قَالَ: {وَعَلَى الله فَتَوَكلوا إنْ كنْتمْ مؤْمنينَ}.
وَكَمَا لَا يَخْرج الْمؤْمن بتَرْك التوَكل عَلَى الله عَنْ الْإيمَان كَذَلكَ لَا يخْرج الْمصَلي عَنْ الصلَاة بأَن صَلَاتَه قَصَرَتْ عَنْ هَذه الصفَة.
وَقَالَ مَشْيَخَة الصوفية: الصلَاة الْحَقيقية مَا كَانَتْ نَاهيَةً، فَإنْ لَمْ تَنْهَه فَهيَ صورَة صَلَاةٍ لَا مَعْنَاهَا، وَمَعْنَى ذَلكَ أَن وقوفَه بَيْنَ يَدي مَوْلَاه وَمنَاجَاتَه لَه إنْ لَمْ تَدمْ عَلَيْه بَرَكَتهَا، وَتَظْهَرْ عَلَى جَوَارحه رَهْبَتهَا حَتى يَأْتيَ عَلَيْه صَلَاة أخْرَى، وَهوَ في تلْكَ الْحَالَة، وَإلا فَهوَ عَنْ رَبه معْرض، وَفي حَال منَاجَاته غَافل عَنْه.
الْمَسْأَلَة الثانيَة: الْفَحْشَاء: الدنْيَا، فَتَنْهَاه الصلَاة عَنْهَا، حَتى لَا يَكونَ لغَيْر الصلَاة حَظ في قَلْبه، كَمَا قَالَ النبي صَلى الله عَلَيْه وَسَلمَ: «وَجعلَتْ قرة عَيْني في الصلَاة».
وَقيلَ: الْفَحْشَاء الْمَعَاصي، وَهوَ أَقَل الدرَجَات، فَمَنْ لَمْ تَنْهَه صَلَاته عَنْ الْمَعَاصي وَلَمْ تَتَمَرنْ جَوَارحه بالركوع وَالسجود، حَتى يَأْنَسَ بالصلَاة وَأَفْعَالهَا أنْسًا يَبْعد به عَنْ اقْترَاف الْخَطَايَا، وَإلا فَهيَ قَاصرَة.
الْمَسْأَلَة الثالثَة: الْمنْكَر: وَهوَ كل مَا أَنْكَرَه الشرْع وَغَيْره، وَنَهَى عَنْه.
الْمَسْأَلَة الرابعَة: {وَلَذكْر الله أَكْبَر} فيهَا أَرْبَعَة أَقْوَالٍ: الْأَول: ذكْر الله لَكمْ أَفْضَل منْ ذكْركمْ لَه، أَضَافَ الْمَصْدَرَ إلَى الْفَاعل.
الثاني: ذكْر الله أَفْضَل منْ كل شَيْءٍ.
الثالث: ذكْر الله في الصلَاة أَفْضَل منْ ذكْره في غَيْرهَا، يَعْني لأَنهَا عبَادَتَان.
الرابع: ذكْر الله في الصلَاة أَكْبَر منْ الصلَاة.
وَهَذه كلهَا منْ إضَافَة الْمَصْدَر إلَى الْمَفْعول.
وَهَذَا كله صَحيح، فَإن الصلَاةَ بَرَكَة عَظيمَة. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {مَثَل الذينَ اتخَذوا من دون الله أَوْليَاءَ}.
يعني آلهة من الأصنام والأوثان عبدوها.
{كَمَثَل الْعَنكَبوت اتخَذَتْ بَيْتًا} يعني أنهم عبدوا ما لا يغني عنهم شيئًا كبيت العنكبوت الذي لا يدفع شيئًا وهو من أبلغ الأمثال فيهم.
{وَإن أَوْهَنَ الْبيوت لَبَيْت الْعَنكَبوت} لأنه يستر الإبصار ولا يدفع الأيدي، وقد حكي عن يزيد بن ميسرة أن العنكبوت شيطان مسخها الله.
وقال عطاء: نسجت العنكبوت مرتين مرة على داود، ومرة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وجمع العنكبوت عناكب وتصغيره عنيكب.
قوله تعالى: {اتْل مَآ أوحيَ إلَيْكَ منَ الْكتَاب}.
يعني القرآن وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتلو ما أنزل منه على أمته.
{وَأَقم الصلاَةَ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنه القرآن، قاله ابن عمر.
الثاني: أنه الصلاة المفروضة. قاله ابن عباس.
الثالث: أن الصلاة هنا هي الدعاء ومعناه قم بالدعاء إلى أمر الله، قاله ابن بحر.
{إن الصلاَةَ تَنْهَى عَن الْفَحْشَاء وَالْمنكَر} الفحشاء الزنى والمنكر الشرك، قاله ابن عباس.
ثم فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ما دام فيها، قاله الكلبي وابن زيد وحماد بن أبي سليمان.
الثاني: تنهى عن الفحشاء والمنكر قبلها وبعدها روى طاووس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن لمْ تَنْهَه صَلاَته عَن الْفَحْشَاء وَالمنكَر لَمْ يَزْدَدْ بهَا منَ الله إلا بعْدًا» الثالث: إن ما تدعوهم إليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قاله ابن زيد.
{وَلَذكر الله أَكْبَر} فيه سبعة تأويلات:
أحدها: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه، قاله ابن عباس.
الثاني: ولذكر الله أفضل من كل شيء، قاله سلمان.
الثالث: ولذكر الله في الصلاة التي أنت فيها أكبر مما نهتك عنه الصلاة من الفحشاء والمنكر، قاله عبد الله بن عون.
الرابع: ولذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة، قاله أبو مالك.
الخامس: ولذكر الله أكبر من أن تحويه أفهامكم وعقولكم.
السادس: أكبر من قيامكم بطاعته.
السابع: أكبر من أن يبقي على صاحبه عقاب الفحشاء والمنكر. اهـ.

.قال ابن عطية:

{مَثَل الذينَ اتخَذوا منْ دون الله أَوْليَاءَ كَمَثَل الْعَنْكَبوت اتخَذَتْ بَيْتًا}.
شبه تعالى الكفار في عبادتهم الأصنام وبنائهم جميع أمورهم على ذلك ب {العنكبوت} التي تبني وتجتهد وأمرها كلها ضعيف متى مسته أدنى هابة أذهبته فكذلك أمر أولئك وسعيهم مضمحل لا قوة له ولا معتمد، ومن حديث ذكره النقاش «العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه» وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فإن تركه يورث الفقر، وقوله: {لو كانوا يعلمون} أي {يعلمون} أن هذا مثلهم وأن حالهم ونسبتهم من الحق هذه الحال، وقوله: {إن الله يعلم ما تدعون من دونه من شيء}.
قرأ أبو عمرو وسلام {يعلم ما} بالإدغام، وقرأ عامة القراء بالفلك، وقرأ الجمهور {تدعون} بالتاء من فوق، وقرأ أبو عمرو وعاصم بخلاف {يدعون} بالياء من تحت على الغيبة، فأما موضع {ما} من الإعراب فقيل معناه أن الله يعلم الذين يدعون من دونه من جميع الأشياء أن حالهم هذه وأنهم لا قدرة لهم، وقيل قوله: {إن الله يعلم} إخبار تام، وقوله: {وهو العزيز الحكيم} متصل به، واعترض بين الكلامين {ما تدعون من دونه من شيء} وذلك على هذا النحو من النظر يحتمل معنيين أحدهما أن تكون {ما} نافية أي لستم تدعون شيئًا له بال ولا قدر ولا خلاق فيصلح أن يسمى شيئًا وفي هذا تعليق {يعلم} وفيه نظر، الثاني أن تكون {ما} استفهامًا كأنه قرر على جهة التوبيخ على هذا المعبود من جميع الأشياء ما هو إذا لم يكن الله تعالى أي ليس لهم على هذا التقرير جواب مقنع البتة، ف {من} على القول الأول والثالث للتبعيض المجرد، وعلى القول الوسط هي زائدة في الجحد ومعناها التأكيد، وقال أبو علي {ما} استفهام نصب ب {تدعون} ولا يجوز نصبها ب {يعلم} والتقدير أن الله يعلم أوثانًا تدعون من دونه أو غيره لا يخفى ذلك عليه، وقوله: {وتلك الأمثال} إشارة إلى هذا المثل ونحوه، و{نضربها} مأخوذ من الضرب أي النوع كما تقول هذان من ضرب واحد وهذا ضريب هذا أي قرينه وشبهه، فكأنه ضرب المثل هو أن يجعل للأمر الممثل ضريب، وباقي الآية بين. وقرأت فرقة {يدعون} بالياء من تحت، وقرأت فرقة {تدعون} بالتاء على المخاطبة، وقال جابر: قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {إلا العالون} «العالم من عقل عن الله فعمل بطاعته وانتهى عن معصيته».
{خَلَقَ الله السمَاوَات وَالْأَرْضَ بالْحَق إن في ذَلكَ لَآيَةً للْمؤْمنينَ (44)}.
نبه في ذكر خلق {السماوات والأرض} على أمر يوقع الذهن على صغر قدر الأوثان وكل معبود من دون الله، وقوله تعالى: {بالحق} أي بالواجب النير لا للعبث واللعب، بل ليدل على سلطانه ويثبت شرائعه ويضع الدلالات لأهلها ويعم بالمنافع إلى غير ذلك مما لا يحصى عدًا، ثم أمر تعالى نبيه عليه السلام بالنفوذ لأمره وتلاوة القرآن الذي أوحي إليه، وإقامة الصلاة أي إدامتها والقيام بحدودها ثم أخبر حكمًا منه {إن الصلاة تنهى} صاحبها وممتثلها {عن الفحشاء والمنكر}.
قال الفقيه الإمام القاضي: وذلك عندي بأن المصلي إذا كان على الواجب من الخشوع والإخبات وتذكر الله تعلى وتوهم الوقوف بين يدي العظمة، وأن قلبه وإخلاصه مطلع عليه مرقو ب صلحت لذلك نفسه وتذللت وخامرها ارتقاب الله تعالى فاطرد ذلك في أقواله وأعماله وانتهى عن الفحشاء والمنكر، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حاله، فهذا معنى هذا الإخبار لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون، وقد روي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه فكلم في ذلك فقال: إني أقف بين يدي الله تعالى وحق لي هذا مع ملوك النيا فكيف مع ملك الملوك.
قال الفقيه الإمام القاضي: فهذه صلاة تنهى ولابد الفحشاء والمنكر، ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء لا خشوع فيها ولا تذكر ولا فضائل فتلك تترك صاحبها من منزلته حيث كان، فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تركته الصلاة يتمادى على بعده وعلى هذا يخرج الحديث المروي عن ابن مسعود وابن عباس والحسن والأعمش قولهم «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدًا» وقد روي أن الحسن أرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم وذلك غير صحيح السند، سمعت أبي رضي الله عنه يقوله فإذا قررناه ونظرنا معناه فغير جائز أن نقول إن نفس صلاة العاصي تبعده من الله حتى كأنها معصية، وإنما يتخرج ذلك على أنها لا تؤثر في تقريبه من الله تعالى بل تتركه في حاله ومعاصيه من الفحشاء والمنكر تبعده، فلم تزده الصلاة إلا تقرير ذلك البعد الذي كان بسبيله، فكأنها بعدته حين لم تكف بعده عن الله تعالى، وقيل لابن مسعود إن فلانًا كثير الصلاة، فقال: إنها لا تنفع إلا من أطاعها، وقرأ الربيع بن أنس {إن الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر} وقال ابن عمر {الصلاة} ها هنا القرآن، وقال حماد بن أبي سليمان وابن جريج والكلبي: إن الصلاة تنهى ما دمت فيها.
قال الفقيه الإمام القاضي: وهذه عجمة وأنى هذا مما روى أنس بن مالك قال: كان فتى من الأنصار يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يدع شيئًا من الفواحش والسرقة إلا ركبه، فقيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال «إن صلاته ستنهاه» فلم يلبث أن تاب وصلحت حاله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألم أقل لكم»؟ وقوله تعالى: {ولذكر الله أكبر} قال ابن عباس وأبو الدرداء وسلمان وابن مسعود وأبو قرة: معناه، {ولذكر الله} إياكم {أكبر} من ذكركم إياه، وقيل معناه {ولذكر الله أكبر} مع المداومة من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر، قال ابن زيد وقتادة معناه {ولذكر الله أكبر} من كل شيء، وقيل لسلمان أي الأعمال أفضل؟ فقال: أما تقرأ القرآن {ولذكر الله أكبر}. ومنه حديث الموطأ عن أبي الدرداء «ألا أخبركم بخير أعمالكم؟» الحديث، وقيل معناه {ولذكر الله} كبير كأنه يحض عليه في هذين التأويلين الأخيرين.
قال الفقيه الإمام القاضي: وعندي أن المعنى {ولذكر الله أكبر} على الإطلاق أي هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر.
فالجزء الذي منه في الصلاة يفعل ذلك وكذلك يفعل في غير الصلاة لأن الانتهاء لا يكون إلا من ذاكر مراقب، وثواب ذلك الذكر أن يذكره الله تعالى كما في الحديث: «ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه»، والحركات التي في الصلاة لا تأثير لها في نهي، والذكر النافع هو مع العلم وإقبال القلب وتفرغه إلا من الله تعالى، وأما ما لا يتجاوز اللسان ففي رتبة أخرى، وذكر الله تعالى العبد هو إفاضة الهدى ونور العلم عليه، وذلك ثمرة لذكر العبد ربه، قال الله عز وجل: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152] وباقي الآية ضرب من التوعد والحث على المراقبة. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {مَثَل الذين اتخذوا من دون الله أولياءَ}.
يعني الأصنام يتخذها المشركون أولياء يرجون نفعها ونصرها، فمَثَلهم في ضعف احتيالهم {كَمَثَل العنكبوت اتخذتْ بيتًا} قال ثعلب: والعنكبوت أنثى، وقد يذكرها بعض العرب، قال الشاعر:
على هَطالهم منهم بيوت ** كأن العَنْكَبوتَ هو ابْتَناها

قوله تعالى: {إن الله يَعْلَم ما يَدْعون منْ دونه منْ شَيء} أي: هو عالم بما عبدوه من دونه، لا يخفى عليه ذلك؛ والمعنى: أنه يجازيهم على كفرهم.
{وتلك الأمثال} يعني أمثال القرآن التي شبه بها أحوال الكفار؛ وقيل: إن تلك بمعنى هذه {والعالمون} الذين يعقلون عن الله عز وجل.
{خَلَقَ الله السموات والأرض بالحق} أي: للحق، ولإظهار الحق.
قوله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنْكَر} في المراد بالصلاة قولان:
أحدهما: أنها الصلاة المعروفة، قاله الأكثرون.
وروى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ لم تَنْهَه صلاته عن الحشاء والمنْكَر، لم يزد من الله إلا بعدًا».
والثاني: أن المراد بالصلاة: القرآن، قاله ابن عمر؛ ويدل على هذا قوله: {ولا تَجْهَر بصَلاتك} [الاسراء: 110].
وقد شرحنا معنى الفحشاء والمنكر فيما سبق [البقرة: 168، النحل: 90].
وفي معنى هذه الآية للعلماء ثلاثة أقوال.
أحدها: أن الإنسان إذا أدى الصلاة كما ينبغي وتدبر ما يتلو فيها، نهته عن الفحشاء والمنكر، هذا مقتضاها وموجبها.
والثاني: أنها تنهاه ما دام فيها.
والثالث: أن المعنى: ينبغي أن تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر.
قوله تعالى: {وَلذكْر الله أكبر} فيه أربعة أقوال.
أحدها: ولَذكْر الله إياكم أكبر من ذكْركم إياه، رواه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد في آخرين.
والثاني: ولَذكْر الله أفضل من كل شيء سواه، وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان، وقتادة.
والثالث: ولَذكْر الله في الصلاة أكبر مما نهاك عنه من الفحشاء والمنكَر، قاله عبد الله بن عون.
والرابع: ولَذكْر الله العبدَ- ما كان في صلاته- أكبر من ذكْر العبد لله، قاله ابن قتيبة. اهـ.